على الرغم من الانحياز الفاقع من قبل الرئيس الأميركي ترامب، للمستعمرة الإسرائيلية، الداعم والمؤيد لها بقوة، ورفضه الواضح، وفريقه السياسي الصهيوني المتطرف، للحقوق الفلسطينية، ولكن يجب التوقف والاهتمام بالخطوات العملية التي أقدم عليها رئيس البيت الأبيض وهي:
أولاً: أرغم نتنياهو على قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قبل أن يتولى سلطاته الدستورية في 20-1-2025.
ثانياً: فرض فكرة وقف إطلاق النار، وفتح بوابة وطاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا، وأرغمها على قبول فكرة التوصل إلى إتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا.
ثالثاً: لعب دوراً محورياً للتوصل إلى اتفاق حكومة أحمد الشرع مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الكردية.
رابعاً: فتح التفاوض المباشر مع حركة حماس، بما يتعارض مع سياسة حكومة المستعمرة وسياسات نتنياهو.
خامساً: تراجع عملياً ومعنوياً عن مسألة تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وأعلن علناً أن لا أحد سيرغمهم على الرحيل.
مؤيد وداعم للمستعمرة مع أدواته السياسية من السفراء والوزراء بقوة وتطرف، وغالبيتهم من المعادين للشعب الفلسطيني، بشكل استفزازي صارخ، وبالتالي ليس متوقعاً إنتقاله من حالة التأييد للمستعمرة، إلى تأييد الشعب الفلسطيني، أو التعاطف مع معاناته في قطاع غزة، ولكنه رغم مظاهر العنصرية والتطرف المكرسة لصالح المستعمرة، يمكن وصفه أيضاً بأنه شخص عملي براغماتي يُولي مصالح الولايات المتحدة الأولوية، ويبحث عن المكاسب الاقتصادية وفريقه يغلب عليهم الخلفية الاستثمارية التجارية، وخلفياتهم السياسية متدنية، ولهذا رفض خيارات الحرب في كل مكان، ويبحث عن تسويات عملية تُنهي خيار الحروب كعلاج لحل القضايا السياسية.
ولذلك يجب التعامل معه، والبحث عن الأدوات والوسائل والأساليب التي تجعله يستجيب للمصالح الفلسطينية، وأولها، أن هناك شعباً فلسطينياً على الأرض الفلسطينية، وليس جالية غلبانة مسكينة، بل شعب جبار متماسك صامد شجاع، وهو أول وأهم عامل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي لا يمكن القفز عنه وتغييبه، أو شطبه أو تهجيره، وهذا لم يعد في حسابات الفلسطينيين، أو خياراتهم.
والعامل الثاني، التطرف الإسرائيلي الذي استفز العالم، ويواصل استفزازه، وفي طليعتهم بلدان العالم العربي، خاصة: السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر، المندمجة مع الحدث السياسي، وهي صديقة للولايات المتحدة، ويمكن أن تؤدي دوراً في غاية الأهمية، خدمة لمصالحها الوطنية والقومية، ويقع بينهما التفاهم والتنسيق، إضافة للبلدان الإسلامية التي تقف متماسكة مع فلسطين.
والعامل الثالث، الموقف الأوروبي والدولي الذي يتعمق إيجابياً مع فلسطين. وثمة تحركات إضافية تكمن لدى التحركات الشعبية الأميركية والإسرائيلية ضد الحرب، ومع التوصل إلى تفاهمات لوقف الحرب.
عوامل الاشتباك لصالح فلسطين، باستثناء الانقسام الفلسطيني، الذي يُقدم خدمة مجانية للمستعمرة، وكلاهما سلطة فتح في رام الله، وسلطة حماس في غزة يتحملان مسؤولية فشل التفاهم والتنسيق بينهما، على قاعدة الاستئثار الذي يجمع سلوكهما السياسي معاً.
وها هو بيان الدول السبع الصناعية: كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، الصادر عن إجتماعهم يوم الجمعة 14-3-2025، بداية التراجع عن دعم حل الدولتين، وبداية الرقص حنجلة، والانقسام الفلسطيني هو سبب بداية التراجع عن حل الدولتين.
...............
عوامل الاشتباك لصالح فلسطين، باستثناء الانقسام الفلسطيني، الذي يُقدم خدمة مجانية للمستعمرة، وكلاهما سلطة فتح في رام الله، وسلطة حماس في غزة يتحملان مسؤولية فشل التفاهم والتنسيق بينهما، على قاعدة الاستئثار الذي يجمع سلوكهما السياسي معاً.
شارك برأيك
سياسات واشنطن المعادية لفلسطين