شاعت في ثمانينيات القرن الماضي مقولةٌ تسخر من بعض الساسة الجالسين على يسار الشاشة، والذين سرعان ما يغيّرون مواقفهم، تحت غطاء كثيف من ترادف الكلمات، في لغة الضاد حمّالة الأوجه والاتجاهات والتوجهات والأجندات.
د
"يغمّز يساراً ثم تراه ينحرف يميناً".. لم تخرج تلك المقولة عن الخدمة، رغم تقادم الزمن، ولا انتهى تاريخ صلاحيتها، رغم تكالب المحن، فهي قابلة لإعادة الإنتاج أو التغليف، مثل ما يفعله تاجر الجملة، صاحب مصنع السكاكر الذي يعيد تجديد تواريخ الإنتاج، لجني المزيد من الأرباح، دون أن يحفل بصحة المستهلكين المساكين.
في الساحة الفنية، لا يزال الفنان عماد الفراجين يواصل عروضه بإتقان تقمص الأدوار، ويقدّم ما يُبهر ويُضحك المشاهدين على موائد الإفطار. وعلى شاشة تلفزيون فلسطين يتحفنا مخرج المسلسل الرمضاني "أم الياسمين"، وطاقم الممثلين والمصورين بأداء لا يقل عن نظرائهم في كبريات مؤسسات الإنتاج العربية، حيث يبدع الصديق أحمد أبو سلعوم في تقمص دور "تعريفة "، فيجعلك تضحك وتبكي وتقف وتستوقف في أن معاً.
وفي المشهد السياسي، وعند جميع فصائل العمل الوطني، بلا استثناء، هناك أكثر من الفراجين، و"تعريفه"، وصاحب مصنع السكاكر المعالجة بتواريخ الإنتاج الجديدة، والأغلفة البرّاقة والذي لن يعاقب بأكثر من غرامة عشرة دنانير، وفق ما تنص عليه القوانين.
الق نظرة سريعة على المشهد السياسي هذه الأيام.. ومش حتقدر تغمّض عينيك !
شارك برأيك
في تقلبّات السياسة وانقلاب الساسة!