تحاول إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تهدئة التوتر مع إسرائيل على خلفية المحادثات المباشرة التي أجراها المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى، آدم بولر، مع حركة حماس، خلال الأسبوعين الماضيين، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات بشأن الأسرى المحتجزين في غزة.
جاء ذلك وفقًا لما أورده المراسل السياسي لموقعي "واللا" الإسرائيلي و"أكسيوس" الأميركي، مساء الإثنين، وأشار إلى أن تل أبيب تجنبت توجيه انتقادات علنية لهذه المحادثات أو لبولر نفسه، لكنها نقلت "رسائل غاضبة" إلى البيت الأبيض عبر قنوات غير معلنة.
وخلال اجتماع الكابينيت الإسرائيلي، مساء الأحد، ادعى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، المقرّب من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن المحادثات المباشرة التي أجراها بولر مع حماس "لا تعكس موقف إدارة ترامب"، وفقًا لمسؤول أميركي مطلع.
وزعم ديرمر أن إسرائيل حصلت على ضمانات من واشنطن بأن "ذلك لن يتكرر"، مشيرًا إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيكون القناة الوحيدة للتفاوض بشأن الأسرى، دون توضيح ما إذا كان ذلك سيتم بشكل مباشر أو عبر الوسطاء.
البيت الأبيض: ترامب كان على علم بمفاوضات بولر مع حماس
في المقابل، نقل التقرير عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأميركي، ترامب، كان على دراية بالمحادثات التي أجراها بولر مع قيادات حركة حماس، وشددت على أن الرئيس الأميركي "يدعم بولر بالكامل" في هذه الجهود التفاوضية.
وفي سياق متصل، توجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة، الإثنين، لإجراء جولة جديدة من المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة. ومن المقرر أن ينضم المبعوث الأميركي، ويتكوف، إلى المحادثات، يوم الثلاثاء، في محاولة لدفع الأطراف نحو اتفاق.
وقال مسؤول إسرائيلي إن ويتكوف أبلغهم بأنه "في حال كانت هناك جدية في المفاوضات، فهو مستعد للبقاء في الدوحة لمدة 3-4 أيام لمحاولة التوصل إلى صفقة". وفي مقابلة مع تلفزيونية أجراها قبل زيارته للمنطقة، شدد ويتكوف على ضرورة تحديد "موعد نهائي" للمفاوضات.
وقال إن "النقطة الأساسية هي أن حماس يجب أن تتخلى عن سلاحها، وألا تعيد التسلح، وأن تترك كل أسلحتها على الأرض وتغادر غزة. لا أرى أمامهم خيارًا آخر سوى الرحيل. وإذا غادروا غزة، فكل الخيارات ستكون مطروحة".
الوفد الإسرائيلي يبدأ المفاوضات في الدوحة دون تفويض لمناقشة وقف الحرب
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن ويتكوف لن يلتقي بقيادة حماس "مجانًا"، بل سيتطلب الأمر "تنازلًا ملموسًا" من جانب الحركة ليوافق على الاجتماع بهم.
بدورها، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الإثنين، أن الوفد الإسرائيلي الذي كان قد غادر إلى الدوحة لم يحصل على تفويض لمناقشة وقف الحرب على غزة، ولفتت إلى أنه يتألف من فريق تقني فقط، يضم مسؤول رفيع في الشاباك الذي يشار إليه بالحرف "ميم".
وقالت إن المحادثات التي سيجريها الوفد الإسرائيلي ستبدأ الليلة (الإثنين - الثلاثاء)، وأضافت أنه يضم كذلك منسق شؤون الأسرى والمفقودين في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، غال هيرش، إلى جانب عدد من المختصين من الموساد، والشاباك، والجيش الإسرائيلي.
وبحسب "كان 11"، فإنه بسبب شهر رمضان، تُعقد المفاوضات في ساعات الليل المتأخرة وتستمر حتى ساعات الفجر. ومن المتوقع أن يعود المبعوث الأميركي، ويتكوف، إلى الدوحة الثلاثاء، لدفع المحادثات قدمًا.
بولر: أميركا ليست "وكيلة" لإسرائيل
ووفقًا لتقرير "واللا"، أجرى بولر جولتين على الأقل من المحادثات مع قادة حماس في الدوحة، شملت لقاءً مع رئيس فريق التفاوض في الحركة خليل الحية. وأكد بولر، في مقابلات تلفزيونية، الأحد، أنه لم يناقش فقط إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من أصحاب الجنسية الأميركية.
وقال إنه "تطرّق أيضًا إلى صفقة أوسع تشمل جميع الرهائن وهدنة لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات بين إسرائيل وحماس"، وأقرّ بولر بأنه "يتفهم المخاوف الإسرائيلية" بشأن محادثاته مع حماس، لكنه شدد على أن "الولايات المتحدة ليست وكيلة لإسرائيل"، وأن لديها "مصالحها الخاصة".
وفي مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية، سُئل بولر عن التقارير التي تحدثت عن مشادة كلامية حادة بينه وبين ديرمر، مستشار نتنياهو المقرب، الأسبوع الماضي،. فردّ قائلًا: "بصراحة، لا يهمني الأمر كثيرًا، مع احترامي لديرمر... لو كان كل توتر بيني وبينه سيمثل مشكلة كبرى، لكانت لديه مشاكل ضخمة كل يوم تقريبًا".
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مساء الإثنين، أثناء زيارته إلى السعودية، بأن المحادثات التي أجراها بولر مع حماس كانت "لمرة واحدة"، مشددا على أنها "لم تؤتِ ثمارها" حتى الآن.
وأضاف روبيو أن القناة الأساسية للتفاوض بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار تبقى عبر المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ويتكوف، عبر الوساطة القطرية.
شارك برأيك
إدارة ترامب تسعى لاحتواء التوتر مع إسرائيل بشأن مفاوضاتها المباشرة مع حماس