دعت حركة حماس، اليوم الأحد، إلى إجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، متحدثة عن وجود "إشارات إيجابية"، فيما أعلنت إسرائيل أنها سترسل وفدا لإجراء مباحثات جديدة، يوم غد، الإثنين، في الدوحة.
والتقى وفد من الحركة مع الوسطاء المصريين في القاهرة، السبت، لمناقشة مجريات الهدنة في القطاع، والتي دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير، بعد أكثر من خمسة عشر شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت حماس، في بيان صدر عنها فجر الأحد، إن وفدها شدد على "ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق، والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، وفتح المعابر، وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط".
وأوضحت الحركة أن وفدها بقيادة "رئيس المجلس القيادي للحركة في القاهرة، محمد درويش، التقى مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، حيث جرى بحث العديد من القضايا المهمة بروح إيجابية ومسؤولية، وخاصة مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة".
وعبر وفد قيادة الحركة عن "شكره وتقديره للجهود المصرية في الفترة السابقة وخاصة في مواجهة مخططات التهجير، وتقديره لمخرجات القمة العربية وخاصة خطة إعادة إعمار قطاع غزة، والتأكيد على الحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني".
وشدد الوفد على "موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة في كل مستوياتها الوطنية والرئاسية والتشريعية".
وكان المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع قد أكد في بيان مساء السبت أن "المؤشرات إيجابية بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية".
وأضاف أن "جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار" الذي بدأ تنفيذه في 19 كانون الثاني/ يناير وانتهت مرحلته الأولى في الأول من آذار/مارس. لكنه شدد على "ضرورة إلزام الوسطاء لإسرائيل بتنفيذ الاتفاق".
الكابينيت يبحث تفويض الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة
من جهتها أعلنت إسرائيل أنها سترسل وفدا الاثنين إلى قطر، إحدى الدول الوسيطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة، "بهدف دفع المفاوضات قدما"، وذلك في بيان مقتضب صدر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وقال مكتب رئيس رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن الوفد سيتوجه الى الدوحة تلبية "لدعوة من الوسطاء وبدعم من الولايات المتحدة" لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية التي يفترض أن تؤدي إلى وضع حد نهائي للحرب.
ويعقد الكابينيت، بعد ظهر اليوم، "اجتماعًا مقررًا مسبقًا لبحث تفويض الوفد الذي سيتوجه غدًا إلى الدوحة". ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع، صباح اليوم، أن "هناك إصرارًا أميركيًا على التوصل إلى اتفاق، لكن حتى الآن لم يتحقق تقدم ملموس بين الأطراف".
وستتزامن زيارة الوفد الإسرائيلي مع تواجد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في المنطقة، إذ من المقرر أن يعقد اجتماعا في السعودية خلال الأسبوع المقبل مع وفد أوكراني لمناقشة هدنة مع روسيا.
وأشارت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، صباح اليوم، إلى "تحقيق تقدم ما في المحادثات المباشرة التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة حماس بشأن استمرار صفقة الرهائن"، في إشارة إلى محادثات أجراها مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، مع القيادي في حماس، خليل الحية، في الدوحة.
وامتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ومع انقضائها في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف نيسان/ أبريل المقبل، بناء على مقترح أميركي، فيما تنصلت من المرحلة الثانية من الاتفاق.
ويقوم الطرح، بحسب إسرائيل، على إطلاق سراح "نصف الرهائن، الأحياء والأموات" في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقية الأسرى (الأحياء أو الأموات)، في حال التوصل لاتفاق دائم بشأن وقف النار.
وتشترط إسرائيل "نزع السلاح بشكل كامل" من القطاع وخروج حماس من غزة وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
في المقابل، تصر حماس على البقاء في القطاع الذي تتولى إدارته منذ العام 2007، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، ووضع حد للحصار المفروض وإعادة الإعمار، وتوفير مساعدات مالية بناء على خطة أقرتها القمة العربية التي انعقدت مؤخرا.
والسبت، طالب أكثر من 50 أسيرا إسرائيليا مفرجا عنهم وعائلات أسرى لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، نتنياهو، بتنفيذ الاتفاق مع حماس "بالكامل" وضمان الإفراج عمن تبقى من محتجزين في غزة.
وقالت والدة أحد الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في غزة، خلال التجمع الأسبوعي لمنتدى عائلات الأسرى في تل أبيب، إن "الحرب قد تندلع مجددا خلال أسبوع"، مضيفة "الحرب لن تعيد الرهائن، بل ستقتلهم. وحده اتفاق يعيدهم جميعا مرة واحدة، سيرجعهم".
واتهمت نتنياهو بتقويض المفاوضات واستخدام نجلها و"الرهائن الآخرين بيادق على رقعته السياسية".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد وجّه الأربعاء إلى حماس "آخر تحذير" من أجل أن تطلق "في الحال" سراح جميع الأسرى الأحياء والأموات الذين تحتجزهم وتغادر قيادتها قطاع غزة، متوعدا سكّان قطاع غزة بالموت "إذا احتفظتم بالرهائن"، في وعيد أتى بعيد تأكيد واشنطن أنّها أجرت اتصالات مباشرة مع الحركة الفلسطينية.
وكتب على منصّته "تروث سوشل"، "إلى سكّان قطاع غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفظتم بالرهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح".
وأثار ترامب صدمة وغضبا عندما اقترح الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.
وفجر السبت، تبنّت منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح ترامب. وتلحظ الخطة التي صاغتها القاهرة إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، وعودة السلطة الفلسطينية إلى حكمه.
شارك برأيك
"حماس" توافق على لجنة إسناد مستقلة لإدارة غزة