تحت رعاية مؤسسة الإبداع الفلسطيني الدولية، عُقدت مساء أول من أمس ندوة علمية بعنوان "المناهج التربوية ودورها في الحفاظ على الهوية الفلسطينية"، وذلك عبر تقنية ZOOM، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والتربويين والمتخصصين في العلوم التربوية والتراث الفلسطيني.                              

وأكدت الدكتورة سارة محمد الشماس، رئيسة ملتقى التراث والهوية في مؤسسة الإبداع الفلسطيني الدولية، والتي تولت إدارة الندوة، الدور المحوري للمناهج التربوية في ترسيخ الهوية الفلسطينية وحماية التراث من التحديات المعاصرة. 

كما شددت على أن المناهج ليست مجرد نصوص تعليمية، بل تمثل أداة استراتيجية في صون الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء الثقافي للأجيال الناشئة.

وفي الجلسة الافتتاحية، أشارت أ.ماجدة الفار، رئيسة مؤسسة الإبداع الفلسطيني الدولية- فرع فلسطين، إلى دور المؤسسة في تعزيز الوعي الثقافي والحفاظ على التراث الفلسطيني. 

كما تحدث د. أيوب عليان، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي، عن جهود الوزارة في تطوير المناهج التربوية، مشيرًا إلى أهمية دمج القيم الوطنية والتراث الفلسطيني في التعليم.

وشملت الجلسات المتنوعة نقاشات قيمة حول دور المناهج التربوية في صون التراث الفلسطيني.

وتحدث أ.د.أنور عبد الرزاق، عميد كلية التربية في جامعة بيرزيت عن أهمية تأهيل المعلمين قبل الخدمة لتعليم التراث الفلسطيني، بينما استعرض محمود المناصرة، الخبير التربوي، دور المناهج في الحفاظ على الموروث الثقافي.

بدره، قدم د. حمدان طه، الخبير في علم الآثار والتراث الثقافي، تجربة تعليم التراث الثقافي الفلسطيني في تل بلاطة، وأشار إلى أهمية السياحة الثقافية كأداة تربوية. 

كما تناول أ.د.يوسف ذياب عواد، مدير مجلس المسؤولية المجتمعية للجامعات العربية، مسؤولية المجتمع في نقل التراث الفلسطيني، بينما تطرق أ.د.عماد الخطيب، نائب رئيس الجامعة التنفيذي في جامعة القدس إلى التحديات التي تواجه نقل التراث للأجيال الناشئة وكيفية تحويلها إلى فرص لتعزيز الهوية الوطنية.

كما تم تسليط الضوء على التعليم غير الرسمي في تعزيز التراث، حيث قدمت ريم مسروجي، رئيس جمعية إنعاش الأسرة، دور الجمعية في الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال الفعاليات المجتمعية.

وتحدثت نعمت بيان، مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الإسكندنافية، عن موضوع "ازدواجية الهوية والاغتراب الفكري" وكيفية تأثير ذلك على الجيل الفلسطيني في دول العالم.

وأوصت الندوة بعقد مؤتمر سنوي حول التراث الفلسطيني في دول أوروبا وأمريكا ودعوة المعلمين ومديري المدارس وأولياء الأمور من الجاليات العربية.

ودعت إلى إنشاء مؤسسة ثقافية موحدة تعمل على حماية وصون اللغة العربية في دول الاتحاد الأوروبي. كما دعت إلى تنظيم دورات تعليمية وفنية تحاكي تاريخ وثقافة فلسطين، وتعزيز التراث الفلسطيني في دول أوروبا وأمريكا، وكذلك تنظيم مسابقات تتعلق بالتراث الفلسطيني، وإقامة مراكز تدريب للحرف التقليدية.

يذكر أن هذه الندوة تأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث يعكف المشاركون على تعزيز دور المناهج التعليمية في بناء جيل فلسطيني واعٍ بأهمية تراثه وهويته، في مواجهة التحديات الكبرى التي يمر بها الشعب الفلسطيني.