Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 25 فبراير 2025 8:09 صباحًا - بتوقيت القدس

انتهاك الاتفاق.. محاولة للتملص من استحقاقات المرحلة الثانية

رام الله- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم:

د. سعيد شاهين: نتنياهو يستخدم الابتزاز السياسي لانتزاع تنازلات من المقاومة بعد فشله بتحقيق أهداف الحرب عبر القوة

محمد جودة: الموقف الإسرائيلي يبدو في الوقت الحالي "مناورة تفاوضية" أكثر من كونه قراراً نهائياً بنسف صفقة التبادل

هاني أبو السباع: التأخير الحالي لن يستمر طويلاً ومن المتوقع أن ينجح الوسطاء بتجاوزه كالعديد من العقبات في السابق

د. عقل صلاح: نتنياهو يحاول عرقلة المرحلة الثانية من الصفقة أو تجميدها إلى حين خلق وقائع جديدة تخدم روايته السياسية

سماح خليفة: نتنياهو عاجز عن  تعطيل الصفقة مدة طويلة لأن ذلك سيشعل غضب الشارع الإسرائيلي لا سيما أهالي المحتجزين

فراس ياغي: نتنياهو لا يسعى بالضرورة لإفشال الصفقة بالكامل لكنه يحاول تجنب المرحلة الثانية إلا بتحقيق أهداف الحرب

 

يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المماطلة في تنفيذ بنود المرحلة الأولى من صفقة التبادل، التي كان آخرها تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بالدفعة السابعة من الصفقة، وسط اتهامات له باستخدام الابتزاز السياسي للتهرب من استحقاقات الاتفاق، وبالتالي إظهار فشله.


ويرى كتاب ومحللون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن تأخير تنفيذ الصفقة يعكس محاولات نتنياهو فرض شروط جديدة تخدم مصالحه السياسية، لا سيما بعد فشله في تحقيق الأهداف العسكرية في قطاع غزة، إذ تسعى الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو إلى استغلال عامل الوقت لإعادة ترتيب أوراقها، مع التركيز على التأثير الإعلامي على المجتمع الإسرائيلي لمشاهد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.


ويؤكد الكتاب والمحللون والمختصون وأساتذة الجامعات أن الدور الذي يلعبه الوسطاء الدوليون يبقى حاسماً في كسر الجمود الحالي، وسط تحذيرات من أن استمرار مماطلة الاحتلال قد يدفع إلى انهيار الصفقة.


ويشيرون إلى أنه مع ازدياد الضغوط الدولية، يبدو أن المرحلة الثانية من الصفقة قد تشهد معركة سياسية شرسة، في ظل مساعي إسرائيل لإعادة رسم قواعد التفاوض لصالحها.

 

حكومة نتنياهو تتراجع عن التزاماتها

 

يرى أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الخليل د.سعيد شاهين أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم سياسة الابتزاز السياسي لانتزاع أكبر قدر ممكن من التنازلات من المقاومة الفلسطينية، بعد أن فشل في تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة عبر القوة العسكرية.


ويوضح شاهين أن حكومة بنيامين نتنياهو تتراجع عن التزاماتها، لا سيما في ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني، مشيراً إلى أن إسرائيل تتعمد استخدام المدنيين الفلسطينيين كوسيلة ضغط على حركة "حماس" التي أوفت بجميع تعهداتها في الاتفاقات الجارية.


ويعتقد شاهين أن تأخير تسليم الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين يعكس انزعاج نتنياهو واليمين المتطرف من المشهد الذي تقدمه المقاومة خلال عمليات تبادل الأسرى، فظهور عناصر المقاومة بزيهم العسكري المنظم وبكامل عتادهم، إلى جانب المعاملة الحسنة التي يحظى بها الأسرى الإسرائيليون، يدحض الرواية الإسرائيلية التي تصف المقاومة بالإرهاب، ويعزز سردية المقاومة أمام العالم. 

 

مشهدية تهدد الخطاب الإسرائيلي

 

ويوضح شاهين أن هذه المشهدية تهدد الخطاب الإسرائيلي، ما يدفع المستوى السياسي اليميني في إسرائيل إلى محاولة تعطيل عملية تبادل الأسرى وتأخير تنفيذ الاتفاق.


وفي ظل تصاعد التشكيك حول استمرار وقف إطلاق النار، والتهديدات المتكررة من الجانب الإسرائيلي باستئناف الحرب وتحويل غزة إلى "جحيم"، وهو المصطلح الذي يستخدمه اليمين الإسرائيلي مستلهماً من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يرى شاهين أنه لا توجد مؤشرات حقيقية على إمكانية استئناف القتال بنفس الحدة التي كانت عليها الحرب قبل الهدنة.


ويشير إلى تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيڤ ويتكوف، الذي أكد أن المرحلة الثانية من الصفقة قد تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم.


ويلفت شاهين إلى التغير في موقف ترمب من مسألة تهجير سكان غزة، ما يعكس ضغوطاً دولية متزايدة على إسرائيل لإيجاد حلول سياسية بديلة.

 

فرض وقائع جديدة على الأرض

 

ويوضح شاهين أن هذه التطورات تأتي في إطار محاولة إسرائيل الضغط على المقاومة لإجبارها على تقديم تنازلات في مرحلة ما بعد الحرب، خصوصاً في ما يتعلق بإدارة قطاع غزة وإعادة إعماره دون إشراك حركة حماس. 


ويشدد على أن المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ الاتفاقات تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض تخدم مصالحها السياسية، في وقت يتصاعد فيه الضغط الدولي والإقليمي على حكومة نتنياهو للالتزام ببنود الاتفاقات المبرمة.


أبعاد سياسية وأمنية متشابكة

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد جودة أن تأخير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين في اللحظات الأخيرة ليس قراراً نهائياً بنسف الصفقة، لكنه يحمل أبعاداً سياسية وأمنية متشابكة تعكس تعقيدات المشهد الداخلي الإسرائيلي، خاصة في ظل الضغوط التي يتعرض لها من مختلف الأطراف.


ويوضح جودة أن هناك عدة أسباب قد تكون دفعت نتنياهو إلى اتخاذ هذه الخطوة، أبرزها محاولة الضغط على حركة "حماس" وابتزازها سياسياً للحصول على تنازلات إضافية، سواء فيما يتعلق بقائمة الأسرى المطلوب الإفراج عنهم أو شروط التهدئة المستقبلية.

 

نتنياهو يواجه ضغوطاً كبيرة من اليمين المتطرف

 

ويشير جودة إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطاً كبيرة من اليمين الإسرائيلي المتطرف وعائلات الجنود الأسرى، الذين يعارضون تقديم "تنازلات مجانية" لحماس، مما قد يدفعه للمناورة لتعزيز موقفه أمامهم، وإثبات أنه لا يخضع بسهولة للاتفاقيات التي قد تُفسر على أنها انتصار للحركة الفلسطينية.


ويلفت جودة إلى أن التأخير قد يكون مرتبطاً بمحاولة إسرائيل تحسين شروط الصفقة في المرحلة الثانية، لا سيما فيما يتعلق بالإفراج عن الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة، أو تعديل معايير الصفقة لصالحها عبر فرض شروط أكثر تشدداً.


ومن بين الاحتمالات الأخرى التي يطرحها جودة، أن نتنياهو قد يكون يسعى لكسب الوقت لاستكمال العمليات العسكرية على الأرض، أو لإعادة ترتيب أوراقه السياسية داخلياً وخارجياً، خاصة مع التوترات داخل حكومته والضغوط التي تمارسها المعارضة الإسرائيلية.


ويشير جودة إلى أن نتنياهو قد يكون أيضاً بصدد اختبار ردود أفعال حماس والوسطاء الدوليين، لمعرفة مدى استعدادهم لتقديم تنازلات جديدة، في ظل الضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي لإنهاء الحرب وإتمام الصفقة.

 

مناورة تفاوضية وورقة ضغط

 

ويعتقد جودة أن الموقف الإسرائيلي يبدو في الوقت الحالي "مناورة تفاوضية" أكثر من كونه قراراً نهائياً بنسف الصفقة، إذ يُلوّح نتنياهو بتجميد الإفراج عن الأسرى كورقة ضغط، لكنه في النهاية قد يضطر للالتزام بالاتفاق تحت وطأة الضغوط الأمريكية والقطرية والمصرية.


ويحذر جودة من أن نتنياهو قد يسعى لعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة، خاصة إذا كانت تتضمن الإفراج عن أسرى فلسطينيين من ذوي الأحكام العالية أو وقفاً نهائياً للحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وهو ما يعارضه بعض قادة الجيش الذين يرون أن استمرار القتال يخدم المصالح الإسرائيلية أكثر من إتمام الصفقة.


ولم يستبعد جودة أن يخضع نتنياهو لضغوط اليمين المتطرف في حكومته، ما قد يؤدي إلى عرقلة تنفيذ الصفقة بالكامل واستئناف العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، وهو سيناريو قد يؤدي إلى تصعيد جديد يطيل أمد الحرب ويفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة.

 

استمرار التلاعب قد يدفع "حماس" لإعادة النظر بالصفقة

 

ويرجح جودة استمرار الضغوط الدولية على نتنياهو للإفراج عن الدفعة السابعة واستئناف تنفيذ الاتفاق، خاصة مع تدخل الوسطاء لمحاولة كسر الجمود، لكنه في الوقت ذاته لم يستبعد أن يؤدي استمرار مماطلة إسرائيل إلى رد فعل تصعيدي من قبل المقاومة الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة الغربية.


ويشير جودة إلى أن استمرار التلاعب الإسرائيلي قد يدفع حماس إلى إعادة النظر في الصفقة أو التهديد بوقف تنفيذها من جانبها، محذراً من أن السيناريو الأخطر يتمثل في انهيار الاتفاق بالكامل، مما يعني عودة القتال بوتيرة أعنف، وربما فتح جبهات جديدة في منطقة الشرق الأوسط.

 

تحريض الإعلام العبري

 

يوضح الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي، هاني أبو السباع، أن الإعلام العبري صعّد منذ صباح السبت، من احتجاجاته على ما وصفه بـ"مظاهر التسليم" في قطاع غزة، في إشارة إلى مشاهد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، واعتبر الإعلام العبري أن هذه الاستعراضات تمثل "إهانة وإذلالاً للأسرى"، كما أنها تشكل، من وجهة نظرهم، "تلاعباً بمشاعر أهاليهم"، ما دفعه إلى التحريض ضد هذه المظاهر والمطالبة بوقفها فوراً.


ويشير أبو السباع إلى أن هذا التحريض الإعلامي شكّل ضغطاً إضافياً على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، الأمر الذي دفعها إلى تعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى لصفقة التبادل. 


ويرى أبو السباع أن هذا القرار يعكس مدى تأثر الحكومة الإسرائيلية بردود الفعل الداخلية ومحاولتها التماهي مع الأصوات المطالبة بوقف أي مشهد قد يُفسَّر على أنه "انتصار للمقاومة الفلسطينية".

 

أسباب دفعت حكومة الاحتلال للماطلة

 

ويلفت أبو السباع إلى أن العديد من المتابعين كانوا يتوقعون مسبقاً أن تلجأ الحكومة الإسرائيلية إلى المماطلة والتأخير، وذلك لأسباب متعددة، من بينها الاحتجاج الرسمي على ما تعتبره إسرائيل "إجباراً" للأسرى المفرج عنهم على تصرفات معينة أمام الحشود، في إشارة إلى مشاهدهم أثناء خروجهم من غزة.


لكن السبب الأهم، وفقاً لأبو السباع، الذي لم تعلن عنه الحكومة الإسرائيلية بشكل صريح، هو أن الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم تضم عدداً من المحكومين بأحكام عالية، مثل المؤبد، وهو ما يجعلهم، من وجهة نظر الاحتلال، "رموزاً للمقاومة" قد يساهم خروجهم في تعزيز الحالة المعنوية والتنظيمية داخل صفوف المقاومة، فضلاً عن تأثيرهم على الأجيال القادمة.


وفي ما يتعلق بمستقبل الصفقة، يرى أبو السباع أن التأخير الحالي لن يستمر طويلاً، حيث من المتوقع أن ينجح الوسطاء في تجاوزه، تماماً كما تم تجاوز العديد من العقبات في المراحل السابقة.

 

المفاوضات في المرحلة المقبلة ستكون أكثر تعقيداً

 

 لكن أبو السباع يحذّر من أن المفاوضات في المرحلة المقبلة ستكون أكثر تعقيداً وصعوبة، خاصة مع تصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من اليمين المتطرف، الذي يطالب باستمرار الحرب والقضاء على المقاومة في غزة، لا سيما بعد ظهور قادة ميدانيين سبق للجيش الإسرائيلي أن أعلن اغتيالهم.


ويشير إلى أن هناك عوامل تمنع إسرائيل من العودة إلى الحرب بشكل كامل، من بينها موقف الإدارة الأمريكية التي تسعى إلى إنهاء الحرب، وفقاً لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إضافة إلى طرح خيارات بديلة لحل الصراع، مثل التهجير القسري، سواء أكان طوعياً أم بضغط عسكري، أم فرض حكومة فلسطينية جديدة تكون "مقبولة" من الولايات المتحدة وإسرائيل.


ويلفت أبو السباع إلى أن المرحلة الثانية من الصفقة ستشهد محاولات من كل طرف لإلزام الآخر باحترام الاتفاقيات، بعد الخروقات التي وقعت خلال المرحلة الأولى. 

 

المقاومة قادرة على إجبار إسرائيل على العودة للمفاوضات

 

ويرجح أبو السباع أن المقاومة، بما تمتلكه من أوراق ضغط، قادرة على إجبار إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات، حيث لا يزال لديها نحو 60 أسيراً إسرائيلياً، معظمهم عسكريون، وبينهم ضباط بارزون، أبرزهم اللواء أساف، قائد فرقة "لواء غزة"، والذي تشير التقديرات إلى أنه لا يزال على قيد الحياة.


ويعتقد أبو السباع أن الوضع الداخلي الإسرائيلي يضغط بشدة على حكومة نتنياهو للإسراع في الانخراط في مفاوضات المرحلة الثانية، لكنه يؤكد وجوب الحذر لأن "إسرائيل عُرفت بالغدر عبر التاريخ، ولم تغير طبيعتها حتى الآن".

 

الاحتلال يسعى بمماطلته لتحقيق عدة أهداف

 

يرى الكاتب والباحث السياسي د. عقل صلاح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى من خلال تأخير الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين إلى تحقيق عدة أهداف سياسية وأمنية، أبرزها الضغط على الوسطاء لإجبار حركة "حماس" على الحد من المشاهد المؤثرة خلال عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين، والتي تسببت في جدل واسع داخل إسرائيل.


ويوضح صلاح أن نتنياهو يحاول تحويل الأنظار عن فشل حكومته في إدارة الحرب على غزة، خاصة بعد انتشار صور التوابيت التي حملت جثث الجنود الإسرائيليين، محاولاً الظهور بمظهر القائد القوي الذي يتحكم في عملية إطلاق سراح الرهائن، ويرسخ فكرة أن الضغط العسكري هو الحل وليس المفاوضات.


كما يسعى نتنياهو، وفقاً لصلاح، إلى تقديم نفسه كـ"بطل قومي" ينقذ إسرائيل ورهائنها، ويبرئ نفسه من الاتهامات المتعلقة بسوء إدارة الحرب والتقصير في حماية المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.


ويوضح صلاح أن نتنياهو يحاول أيضاً عرقلة المرحلة الثانية من الصفقة أو تجميدها، إلى حين خلق وقائع جديدة تخدم روايته السياسية، وتغطي على مشاهد الإفراج عن الرهائن الاسرائيليين التي تُحمّله المسؤولية عن بقائهم في غزة كهذه المدة. 

 

تنياهو يسعى لوضع أسس جديدة لتبادل الأسرى في المستقبل

 

ويلفت صلاح إلى أن نتنياهو يسعى لوضع أسس جديدة لتبادل الأسرى في المستقبل، بحيث لا تؤثر على المجتمع الإسرائيلي، ولا تعزز شعور الفلسطينيين بالنصر، خاصة في ما يتعلق بالإفراج عن الأسرى المحكومين بالمؤبدات والأحكام العالية.


ويشير صلاح إلى أن نتنياهو يواجه تحدياً داخلياً يتمثل في ضرورة إرضاء حكومته اليمينية المتطرفة، لا سيما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وحزب "الصهيونية الدينية"، من أجل الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، الذي بات مهدداً مع تصاعد الخلافات الداخلية بشأن إدارة الحرب والصفقة.


ويوضح صلاح أن نتنياهو يسعى لتقليل خسائر حكومته، من خلال تقليص عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يتم الإفراج عنهم، في محاولة لكسر القواعد التي فرضتها حماس في الصفقة، ولتقليل حجم الانتقادات التي يتعرض لها من قبل المعارضة الإسرائيلية.

 

  1. تعويد الوسطاء و"حماس" على الخروقات المستقبلية

 

ويلفت صلاح إلى أن نتنياهو يحاول تعويد الوسطاء و"حماس" على الخروقات المستقبلية، بحيث تصبح هذه الانتهاكات أمراً طبيعياً في المستقبل، ما يمنحه مساحة أكبر للمناورة في أي جولات تفاوضية مقبلة.


ويؤكد صلاح أن نتنياهو يحاول تأخير تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة رغبة منه في تمديد المرحلة الأولى، لأن الانتقال إلى المرحلة الثانية يعني تقديم تنازلات أكبر، وهو ما قد يهدد استقرار حكومته.


ويرجح أن يضغط الوسطاء على نتنياهو خلال الساعات المقبلة لاستكمال تنفيذ الاتفاق، لكنه لم يستبعد أن ترد "حماس" على مماطلة نتنياهو من خلال تأخير تسليم جثث الجنود الإسرائيليين يوم الخميس المقبل، في خطوة احتجاجية على التعطيل الإسرائيلي المتعمد.


ويؤكد صلاح أن نتنياهو يواجه معضلة كبيرة، إذ لم يعد لديه خيار سوى الاستمرار في تنفيذ الصفقة، خاصة في ظل تزايد الاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة باستعادة الرهائن، إلى جانب الاستطلاعات التي أظهرت تأييداً واسعاً لمواصلة الصفقة، حتى لو بقيت حماس في الحكم، كما أن الضغوط الأمريكية المتزايدة على إسرائيل لإبرام الصفقة قد تجبر نتنياهو على المضي قدماً في تنفيذها، رغم محاولاته تعطيلها.

 

إسرائيل تعمل وفق مبدأ "الفعل والفعل المعاكس"

 

تؤكد الكاتبة والمحللة السياسية سماح خليفة أن إسرائيل تعمل وفق مبدأ "الفعل والفعل المعاكس"، حيث تسعى دائماً إلى إحباط أي مكاسب فلسطينية، حتى في أكثر اللحظات إنسانية. 


وتوضح خليفة أنه في الوقت الذي أظهرت فيه "حماس" حسن معاملة الأسرى الإسرائيليين، لم يتردد الاحتلال في ممارسة العكس تماماً عبر تعذيب الأسرى الفلسطينيين حتى اللحظة الأخيرة من إطلاق سراحهم، إلى جانب محاولاته تعطيل صفقة التبادل وتأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، بهدف حرمان ذويهم من فرحة استقبالهم.


وتشير خليفة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، منذ عام 1948 وحتى يوم السبت 22 شباط، لم يتوقف عن استخدام كافة الوسائل الممكنة لإخضاع الفلسطينيين، سواء عبر القتل، أو التهجير، أو هدم المنازل، أو تشويه الحقائق، إلا أن ما حدث خلال الصفقة الحالية أثبت مجدداً فشل هذه السياسات، خاصة بعد أن نجحت "حماس" في إدارة ملف الأسرى بطريقة كشفت زيف الدعاية الإسرائيلية.

 

الإعلام الإسرائيلي حاول الترويج لصورة مشوهة عن المقاومة

 

وتلفت خليفة إلى أن الإعلام الإسرائيلي، المهيمن على المنصات الإعلامية العالمية، حاول طوال الأشهر الماضية الترويج لصورة مشوهة عن المقاومة الفلسطينية، بادعاء أن "حماس" تمارس التعذيب والقتل ضد الأسرى الإسرائيليين، ولكن المفارقة الكبرى وقعت عندما أظهرت الصور والمقاطع المصورة أحد الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم وهو يعبر عن امتنانه لحماس عبر تقبيل رأسي اثنين من قادتها، في لحظة بدت صادمة للإعلام الإسرائيلي الذي لم يستطع تحريفها أو التلاعب بها.


وتوضح خليفة أن هذه اللحظة كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، إذ أظهرت الأسير الإسرائيلي في حالة من الفرح الغامر والتقدير لحسن معاملته خلال فترة احتجازه، وهو الأمر الذي نسف ادعاءات الاحتلال بأن الأسرى الإسرائيليين يعانون من التعذيب.


وتشير خليفة إلى أن من اتخذ خطوات تنكيلية بحق الأسرى الفلسطينيين هو جيش الاحتلال، من بينها محاولة فرض بروتوكول دعائي مضاد عبر إجبار الأسرى الفلسطينيين على ارتداء ملابس مكتوب عليها "لن ننسى ولن نغفر" عند الإفراج عنهم، إضافة إلى بث رسائل تهديد عبر إضاءة البيوت المحيطة بسجن عوفر بعبارات مثل "عيوننا عليكم"، في محاولة لمجاراة تصريحات أحد قادة "حماس" الذي قال إن "عيوننا على الأقصى، والطوفان القادم سيكون من قلب الأقصى".


وتلفت خليفة إلى أن ما زاد من الإحراج الإسرائيلي هو المشاهد التي بثها إعلام "حماس" لأحد الأسرى الإسرائيليين وهو يعترف أمام الكاميرات قائلاً: "عمر شجرة الزيتون أكبر من عمر دولتي"، وهو تصريح يحمل اعترافاً ضمنياً بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي، وبأنهم "قوم دخلاء على هذه الأرض"، على حد وصفه.


 ووفقاً لخليفة، فإن هذه المشاهد وما حملته من دلالات دفعت إسرائيل إلى تأجيل تسليم الأسرى الفلسطينيين، في محاولة لمساومة "حماس" على إيقاف هذه التغطيات الإعلامية التي كشفت زيف ادعاءاتها.


وترى خليفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاجز عن إلغاء الصفقة أو حتى تعطيلها لفترة طويلة، نظراً لأن أي محاولة من جانبه لعرقلة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ستُشعل غضب الشارع الإسرائيلي، لا سيما أهالي الأسرى الذين يتوقون لرؤية أبنائهم خارج الأسر.

 

"ضربة سياسية مؤثرة"

 

وتلفت خليفة إلى أن "حماس" أدركت جيداً أن نتنياهو قد يحاول التلاعب بالصفقة، ولذلك لجأت إلى ورقة ضغط قوية، حيث بثت مقاطع مصورة لأسيرَين إسرائيليَّين آخرَين لم يتم الإفراج عنهما بعد، ظهرا وهما يناشدان الشعب الإسرائيلي الخروج إلى الشوارع والضغط على حكومة نتنياهو لإتمام الصفقة. 


وتشير إلى أن هذه الخطوة كانت بمثابة "ضربة سياسية مؤثرة"، لأن رؤية الإسرائيليين أبناءهم داخل الأسر يتوسلون الإفراج، فيما تعرقل الحكومة الإسرائيلية الصفقة، قد تدفعهم إلى تصعيد الاحتجاجات ضد نتنياهو.


وتعتقد خليفة أن "حماس" لن تتراجع عن إبراز هذه المشاهد التي تُظهر طبيعتها الإنسانية وتكشف زيف الإعلام الإسرائيلي، كما أن مراسم تسليم الأسرى ستظل جزءاً من معركة الوعي، التي يبدو أن الاحتلال بدأ يخسرها أمام الواقع الذي فرضته المقاومة.

 

ضغوط داخلية إسرائيلية غير مسبوقة

 

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطاً داخلية غير مسبوقة دفعته إلى تأجيل تنفيذ الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس. 


ويوضح ياغي أن أسباب التأجيل تعود إلى مخاوف نتنياهو من انهيار حكومته، خاصة في ظل التوترات الداخلية والانقسامات العميقة في الائتلاف الحاكم.


ويشير ياغي إلى أن نتنياهو تعرض لإذلال كبير داخل إسرائيل بعد فشله في تحقيق انتصار واضح في قطاع غزة، وهو ما دفعه إلى محاولة استعادة هيبته من خلال تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، كما أن قراره يتماشى مع مبدأ "الرد بالمثل"، في إشارة إلى تأخير تسليم جثة بيباس لمدة 20 ساعة، مما دفع نتنياهو إلى استخدام أسلوب مماثل عبر تعطيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

 

خلافات داخل حكومة الاحتلال

 

ويشير ياغي إلى أن الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية ظهرت جلياً خلال الاجتماعات الأمنية والسياسية الأخيرة، فبينما أوصى رئيسا جهاز الشاباك والموساد بالمضي قدماً في تنفيذ الصفقة، جاء اجتماع آخر ضم شخصيات سياسية متشددة مثل سموتريتش وكاتس وساعر ليؤجل القرار، مشترطاً ضمان عدم إقامة أي مراسم استقبال للأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم لاحقا.


وبحسب ياغي، فإن نتنياهو لا يسعى بالضرورة إلى إفشال الصفقة بالكامل، لكنه يحاول تجنب  المرحلة الثانية منها إلا إذا حقق اهداف الحرب منها، إذ إن هذه المرحلة تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بوقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة، وهو ما يهدد استقرار حكومته، كما أن هناك ضغوطاً من اليمين الإسرائيلي، حيث هدد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا قرر نتنياهو الانسحاب من محور فيلادلفيا، وهو شرط من شروط الصفقة.


ويوضح ياغي أن نتنياهو يناقش مع الوسطاء إمكانية تقديم موعد تسليم جثث أربعة إسرائيليين إلى منتصف الأسبوع الجاري بدلاً من الخميس المقبل، كما يبحث تمديد المرحلة الأولى من الصفقة عبر إطلاق دفعات إضافية من الأسرى الفلسطينيين مقابل مزيد من المحتجزين الإسرائيليين، وذلك لتجنب الانتقال إلى المرحلة الثانية التي قد تتطلب اتفاقاً أوسع يشمل ترتيبات سياسية وأمنية تتعلق بقطاع غزة.

 

نتنياهو أمام ثلاثة خيارات

 

ويرى ياغي أن نتنياهو أمام ثلاثة خيارات رئيسية: إفشال الصفقة واستئناف القتال، وهو سيناريو ضعيف لأن ذلك سيعرض حياة الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى "حماس" للخطر، كما أن الإفراج عن دفعات سابقة من الأسرى خلق ضغطاً داخلياً على نتنياهو للاستمرار في الصفقة.


وبحسب ياغي، فإن الخيار الثاني هو أنه قد يتم تمديد المرحلة الأولى من الصفقة عبر استمرار عمليات التبادل دون الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهو خيار تواجهه عقبات لأن "حماس" تفضل تنفيذ الصفقة كما تم الاتفاق عليها.


والخيار الثالث وفق ياغي، هو المضي قدماً نحو صفقة شاملة، وهو السيناريو الأرجح، لكنه يعتمد على تدخل أمريكي وضغط دولي، إضافة إلى بلورة خطة عربية يتم الإعلان عنها خلال القمة العربية المقبلة، تشمل مستقبل الحكم في غزة، عملية الإعمار، والترتيبات الأمنية.

 

دور أمريكي محوري في الضغط على نتنياهو

 

ويشير ياغي إلى أن الولايات المتحدة تلعب دوراً محورياً في الضغط على نتنياهو للموافقة على الخطة العربية، خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يسعى إلى تحقيق تقدم دبلوماسي في المنطقة، فيما يحاول نتنياهو استغلال الموقف للحصول على مكاسب سياسية في الضفة الغربية لإرضاء ائتلافه الحكومي، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات يسرائيل كاتس الذي تحدث عن بقاء الجيش الإسرائيلي في مخيمات الضفة الغربية لمدة عام كامل.


ويشدد ياغي على أن مستقبل الصفقة يبقى مرهوناً بتدخل أمريكي مباشر، إذ إن غياب هذا الضغط قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات وإعادة إشعال القتال في غزة، ما سيعقد الوضع السياسي والعسكري في المنطقة بشكل أكبر.

دلالات

شارك برأيك

انتهاك الاتفاق.. محاولة للتملص من استحقاقات المرحلة الثانية

كفر قليل - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 4 ساعة

أما الزبد فيذهب جفاء وانا ما ينفع الأرض فيمكث فيها

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 19 فبراير 2025 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.54

شراء 3.53

دينار / شيكل

بيع 5.0

شراء 4.99

يورو / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 704)