Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 21 فبراير 2025 9:22 صباحًا - بتوقيت القدس

قمة الرياض.. هل تضع مداميك إعادة الإعمار للبيت العربي الـمنهار؟

رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

د. دلال عريقات: ترمب في تصريحاته الأخيرة استخدم "الدبلوماسية القسرية" كأداة ضغط لخفض سقف التوقعات العربية والفلسطينية بشأن الحلول المقبلة

د. سعد نمر: التمسك بالموقف العربي الرافض للتهجير خطوة إيجابية لكن ذلك ليس كافياً دون رؤية استراتيجية واضحة تضمن للفلسطينيين حقوقهم

سليمان بشارات: الاجتماع سيحدد الملامح العامة للرؤية العربية التي ستشكل خارطة الطريق للمرحلة المقبلة ما يجعله خطوة استراتيجية بالغة الأهمية

د. ولاء قديمات: اختبار حقيقي لمدى التزام الدول العربية بطرح حلول عملية تضمن رفض التهجير وحماية القضية الفلسطينية من محاولات التصفية

د. عمرو حسين: محطة رئيسية لصياغة موقف عربي موحد لمواجهة مخطط التهجير والعمل على صياغة خطة متكاملة سيتم تقديمها إلى البيت الأبيض

داود كُتّاب: قمة الرياض تهدف بالأساس لضمان الموارد المالية الضرورية لإعادة إعمار غزة.. وسرعة وكفاءة البناء بدعم عربي أقوى رد على التهجير


تُعقد قمة الرياض اليوم الجمعة، بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن، كمحطة دبلوماسية مهمة في مسار الجهود العربية الرامية إلى مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها مخاطر التهجير القسري للفلسطينيين. 


ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن هذه القمة تأتي في إطار استكمال المسار الدبلوماسي العربي الذي بدأ منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تسعى الدول المشاركة إلى صياغة موقف عربي موحد يرفض أي مخططات تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي في فلسطين. 


وبحسب الكتاب والمحللين والمختصين وأستاذة الجامعات، تُعتبر القمة اختباراً لقدرة الدول العربية على ترجمة مواقفها الرافضة للتهجير إلى سياسات فعلية وملزمة، تتجاوز البيانات السياسية إلى آليات تنفيذية واضحة.


وتشير توقعات الكتاب والمحللين والمختصين وأستاذة الجامعات إلى أن القمة ستسعى إلى تقديم بديل عملي لإدارة الوضع في غزة، يتضمن خطة مفصلة لإعادة الإعمار وإدارة القطاع في مرحلة "ما بعد الحرب".


ويؤكدون أن قمة الرياض تعد خطوة استباقية لمواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية التي تسعى إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، والتصدي لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول قسرية تخدم المصالح الإسرائيلية.


قمة الرياض تأتي في إطار استكمال المسار الدبلوماسي العربي


توضح د. دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراع في الجامعة العربية الأمريكية، أن قمة الرياض الموسعة اليوم الجمعة بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن، تأتي في إطار استكمال المسار الدبلوماسي العربي الذي بدأ منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة. 


وتشير عريقات إلى أن هذه القمة تأتي كجزء من الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حماية الشعب الفلسطيني ومنع سيناريوهات التهجير القسري.


وتلفت عريقات إلى أن الضغوط العربية والدولية نجحت في وقف السيناريو الكارثي المتمثل في التهجير القسري المباشر للفلسطينيين، إلا أن التهجير التدريجي ما زال مستمراً، وهو ما يتطلب خطوات عملية مستدامة لمواجهته. 


وتؤكد أن ما نشهده اليوم هو محاولات مستمرة لفرض أمر واقع جديد على الأرض، من خلال توسيع الاستيطان الإسرائيلي، وتدمير البنية التحتية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخلق بيئة غير قابلة للعيش، ما يدفع الفلسطينيين قسراً نحو الهجرة، وهو شكل آخر من أشكال التهجير القسري غير المعلن.


وترى عريقات أن مخرجات قمة الرياض ستكون اختباراً حقيقياً لقدرة الدول العربية على ترجمة مواقفها الرافضة للتهجير إلى سياسات فعلية وملزمة، تتجاوز البيانات السياسية إلى آليات تنفيذية واضحة تمنع إعادة إنتاج سيناريوهات التهجير بأي شكل من الأشكال. 


وتوضح عريقات أن الدول العربية مطالبة بتقديم بديل عملي لإدارة ترمب، يتضمن خطة مفصلة ومفضلة لتصورها لمرحلة "اليوم التالي" في غزة، وذلك لإقناع الإدارة الأمريكية بخطة بديلة تمنع التهجير والضم وتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي يقضي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.


وتشدد عريقات على أنه بالرغم من وضوح المواقف العربية في رفض التهجير والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، فإن غياب الفلسطينيين عن الاجتماع يثير تساؤلات حول إمكانية وجود سيناريوهات يتم التحضير لها لمرحلة "اليوم التالي" خارج إطار السلطة الفلسطينية وحركة "حماس". 


وتشير عريقات إلى أن هذه السيناريوهات قد تشمل ترتيبات أمنية جديدة، مثل وجود قوات أمن عربية أو أوروبية مشتركة لإدارة غزة، وهو ما يتطلب وضوحاً وتنسيقاً مع القيادة الفلسطينية لضمان عدم تجاوزها في أي ترتيبات مستقبلية.


وتؤكد عريقات ضرورة أن تقدم قمة الرياض بديلاً مفصلاً ومكتوباً وعملياً، يكون قابلاً للتطبيق ويشكل أساساً لحل سياسي شامل، حيث إن هذا البديل يجب أن يكون أكثر واقعية وقبولاً من أي خطط تهجيرية سابقة، مثل خطة ترمب التي طرحت سابقاً لإدارة شؤون غزة.


وتدعو عريقات إلى قراءة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأخيرة في سياق "الدبلوماسية القسرية"، حيث يستخدمها كأداة ضغط لخفض سقف التوقعات العربية والفلسطينية بشأن الحلول المقبلة. 


وتوضح عريقات أن التلويح بالتهجير يأتي كتكتيك لإشعار الفلسطينيين والعرب بخطورة الوضع ودفعهم نحو تقديم تنازلات سياسية، بالتزامن مع ترتيبات تطبيع مرتقبة، قد تكون السعودية في طليعتها.


وتشير إلى أن السعودية تقف في موقف استراتيجي معقد في ظل وجود إدارة ترمب، حيث إنها تقود في الوقت ذاته التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين. 


وتؤكد عريقات ضرورة استغلال هذا الدور لدفع المجتمع الدولي نحو حل عادل وشامل يحمي الحقوق الفلسطينية، ويمنع أي محاولات لتجاوزها تحت أي مسمى.


أهمية سياسية كبيرة لقمتي الرياض والقاهرة


يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، د. سعد نمر، أن القمة العربية المصغرة في الرياض تكتسب أهمية سياسية كبيرة، لكنها ليست الحدث الأبرز، إذ تعد القمة العربية الطارئة في القاهرة هي الأكثر حساسية، كونها ستضع الخطة المصرية للتعامل مع الوضع في غزة على طاولة البحث أمام الدول العربية المعنية.


ويرى نمر أن القمة الطارئة في القاهرة ستكون حاسمة في بلورة الموقف العربي المشترك بشأن غزة، حيث سيتم طرح الخطة المصرية رسمياً. 


ويوضح نمر أن هذه الخطة تستند إلى مبدأ رفض التهجير القسري للفلسطينيين، وهو موقف متفق عليه بين جميع الدول العربية، لكنه يثير تساؤلات جوهرية حول الخطوات التالية، خاصة ما يتعلق بإدارة القطاع بعد الحرب.


ويؤكد نمر أن التسريبات حول الخطة المصرية تشير إلى احتمال نشر قوات عربية للإشراف على الوضع الأمني في غزة، إلى جانب نزع سلاح حركة "حماس"، وهو ما قد يحظى بموافقة أمريكية مقابل الالتزام برفض التهجير.


ويلفت إلى أن هذه القضايا تُطرح كجزء من مقايضة سياسية، حيث تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى فرض واقع جديد في غزة دون السماح بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب.


ويؤكد نمر أن الدول العربية تدرك خطورة المخطط الأمريكي- الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، خاصة مصر والأردن، اللتين ستكونان الأكثر تضرراً من أي موجات هجرة جماعية. 


ويشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سبق أن لمح إلى إمكانية نقل سكان غزة إلى السعودية، وهو ما يفسر الإجماع العربي الرافض للتهجير باعتباره تهديداً وجودياً للمنطقة.


ويوضح نمر أن القمة ستحاول إيجاد حل بديل لخطة التهجير، لكن يبقى السؤال الأساسي: ما هو هذا البديل؟


 فهل ستقبل الدول العربية بفرض إدارة عربية- فلسطينية مشتركة على غزة؟ وهل ستتمكن من إقناع الولايات المتحدة وإسرائيل بأن هذا الخيار يضمن الأمن والاستقرار دون الحاجة إلى تهجير السكان؟


ويشير إلى أن الموقف العربي يجب أن يكون حازماً برفض التهجير دون أي شروط أو مقايضات، وليس مجرد البحث عن بدائل تتماشى مع الرؤية الأمريكية. 


وبحسب نمر، فإن القمة العربية ستعتمد إلى حد كبير على نتائج الاجتماع في الرياض، فإذا تم التوصل إلى توافق عربي حول الخطة المصرية، فمن المرجح أن يتم تبنيها رسمياً، حتى لو اعترضت بعض الدول مثل الجزائر أو دول أخرى على بعض تفاصيلها. 


ويشدد نمر على أن التوافق على رفض التهجير القسري لا يعني بالضرورة التوصل إلى حل عادل ومنصف للفلسطينيين، بل قد يكون مجرد خطوة تكتيكية لتمرير حلول أخرى ترضي الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويؤكد نمر أن القضية المركزية ليست فقط في رفض التهجير، وإنما في تحديد ما بعد الرفض، أي كيف سيتم إدارة غزة سياسياً وأمنياً، ومن سيتحمل مسؤولية إعادة الإعمار، وما هي الضمانات لعدم فرض حلول قسرية على الفلسطينيين تخدم المصالح الإسرائيلية.


ويرى أن الاجتماع في الرياض هو مفتاح ما سيحدث لاحقاً في القمة العربية، حيث سيتم اختبار مدى قدرة الدول العربية على فرض رؤيتها الخاصة، دون الخضوع للضغوط الأمريكية والإسرائيلية. 


ويؤكد نمر أن التمسك بالموقف العربي الرافض للتهجير هو خطوة إيجابية، لكنها ليست كافية إذا لم تترافق مع رؤية استراتيجية واضحة تضمن للفلسطينيين حقوقهم في تقرير مصيرهم دون تدخلات خارجية.


محاولة عربية لتدارك الوضع السياسي الراهن


يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن القمة العربية التي تعقد في الرياض تُعتبر ذات أهمية بالغة، ليس فقط لتوقيتها الحساس، بل لطبيعة الموضوع الذي استدعت من أجله، وهو مناقشة "رؤية ترمب" للقضية الفلسطينية ومعالجة قضايا الشرق الأوسط. 


ويشير بشارات إلى أن القمة تأتي في إطار محاولة عربية لتدارك الوضع السياسي الراهن، وقطع الطريق على ما قد تسعى إليه الولايات المتحدة وإسرائيل في المرحلة المقبلة.


ويوضح بشارات أن سرعة عقد القمة تعكس رغبة القادة العرب في عدم ترك فراغ سياسي أو زمني يمكن أن تستغله واشنطن وتل أبيب لفرض رؤى أو حلول لا تأخذ بعين الاعتبار الموقف العربي أو احتياجات الشعوب في المنطقة. 


ويقول بشارات: "القمة لا تريد أن تعطي مساحة زمنية قد تسمح بفرض رؤية أمريكية إسرائيلية أحادية الجانب، وهو ما يجعل هذه الخطوة استباقية ومهمة".


ويعتقد بشارات أن القمة العربية الموسعة في القاهرة، التي ستلي اجتماع الرياض، تُعد بروتوكولية إلى حد كبير، بينما تأتي قمة الرياض كخطوة عملية تهدف إلى بلورة رؤية عربية موحدة يمكن تبنيها وتفعيلها في حال توفرت الظروف المناسبة. 


 خطوة استباقية لرسم ملامح الرؤية العربية البديلة


ويشير بشارات إلى أن قمة الرياض تضم الأطراف الفاعلة والمعنية بشكل مباشر بالتداعيات السياسية للقضية الفلسطينية، ما يجعلها خطوة استباقية لرسم ملامح الرؤية العربية البديلة.


ويؤكد بشارات أن القرارات التي ستخرج عن قمة الرياض ستشكل الأرضية الأساسية وجدول الأعمال للمناقشات التي ستجري في القمة العربية الموسعة، إذا ما تم عقدها. 


ويقول بشارات: "قمة الرياض ستحدد الملامح العامة للرؤية العربية التي ستشكل خارطة الطريق للمرحلة المقبلة، وهو ما يجعلها خطوة استراتيجية بالغة الأهمية".


ويشير بشارات إلى أن القمة، وإن لم تُعلن عن قراراتها بشكل مباشر أو واضح حتى الآن، ستضع النقاط الأساسية لأي موقف أو قرار عربي مستقبلي تجاه القضية الفلسطينية. 


ويقول بشارات: "القمة ستطرح رؤية عربية بديلة للخطة الأمريكية الإسرائيلية، وهي محاولة لقطع الطريق على الموقف الأمريكي الذي يتجاهل الحقوق العربية والفلسطينية".


ورغم أن بشارات يقر بأنه لا يمكن الجزم بنجاح هذه الرؤية العربية أو تحديد معالمها بشكل كامل في هذه المرحلة، إلا أنه يؤكد أن القمة تُعد محاولة جادة لمواجهة الطرح الأمريكي الإسرائيلي. 


ويقول بشارات: "في النهاية، هذه القمة هي محاولة لسد الفراغ السياسي الذي قد تستغله واشنطن وتل أبيب، وهي خطوة نحو تشكيل موقف عربي موحد يعكس مصالح الشعوب العربية ويحفظ الحقوق الفلسطينية".


ويعتقد بشارات أن القمة، وإن كانت خطوة أولى، ستضع الأسس لرؤية عربية شاملة يمكن البناء عليها في المراحل المقبلة، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية والمنطقة ككل.


ضرورة تأسيس موقف عربي موحد لمواجهة التحديات


تؤكد الكاتبة والباحثة السياسية، د. ولاء قديمات، أن قمة الرياض الموسعة تأتي في سياق ضرورة تأسيس موقف عربي موحد لمواجهة التحديات الراهنة، وعلى رأسها مخاطر تهجير الفلسطينيين، موضحة أن قمة الرياض مهمة لاتفاق الدول المشاركة وتنحية الخلافات حول كيفية تمويل إعادة إعمار قطاع غزة وأيضاً كيفية إدارة القطاع.


وتشدد قديمات على أن القمة تمثل فرصة لصياغة رد عربي مشترك يرفض أي مخططات تستهدف تغيير الواقع الديموغرافي في فلسطين، وهو ما يستدعي قرارات حاسمة تمنع تنفيذ هذه المشاريع التي تهدد الأمن القومي العربي.


وتوضح قديمات أن التطورات الإقليمية والدولية تستدعي إدراكاً حقيقياً من الدول العربية لتداعيات الموقف الأمريكي المنحاز لصالح إسرائيل، حيث تؤثر هذه السياسة بشكل مباشر على الأمن القومي لمصر والأردن، فضلاً عن تداعياتها على المنطقة العربية ككل، باعتبار القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين فحسب، بل قضية عربية وإسلامية.


وتشير قديمات إلى أن القمة المرتقبة في القاهرة تحمل أهمية خاصة، إذ من المتوقع أن تشكل محطة رئيسية في بلورة رؤية عربية شاملة لإعادة إعمار غزة.


 وتشدد قديمات على أن هذه المسألة تتطلب تحديد الأدوار والمسؤوليات، والاتفاق على آليات واضحة لضمان إعادة إعمار القطاع في إطارٍ يعزز الاستقرار، لا أن يكون مجرد إجراء مؤقت دون رؤية سياسية واضحة، ومن هنا تكمن أهمية قمة الرياض الموسعة لبلورة موقف يؤسس لقمة القاهرة.


وترى قديمات أن قمة الرياض تمثل اختباراً حقيقياً لمدى التزام الدول العربية بطرح حلول عملية تضمن رفض التهجير، وحماية القضية الفلسطينية من محاولات التصفية. 


وتؤكد قديمات أن الواقع العربي والإقليمي في ظل السياسات الأمريكية الجديدة يتطلب من القادة العرب إدراك ضرورة تشكيل موقف موحد متماسك، لأن تصفية القضية الفلسطينية لن تقتصر آثارها على الفلسطينيين وحدهم، بل ستمس الأمن القومي العربي برمته.


وتطرقت قديمات إلى أن موقف الولايات المتحدة لا يمكن التعويل عليه، مشيرةً إلى أن الانحياز الأمريكي لصالح إسرائيل يستفز المشاعر العربية والإسلامية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد غير متوقع في حال تنفيذ خطط التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية. 


وتؤكد قديمات أن الرهان على صمت الشعوب العربية ليس خياراً مضموناً، خاصة أن أي محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم ستُواجَه بردود فعل على المستويين الرسمي والشعبي، ما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.


وتشدد قديمات على أن إعادة إعمار غزة يجب أن تكون جزءاً من حل شامل، وليس مجرد استجابة طارئة للأوضاع الإنسانية. 


وترى قديمات أن القادة العرب مطالبون بوضع خطط واضحة ومحددة لتأمين دعم دولي لإعادة الإعمار، مع ضمان عدم استخدام القضية الفلسطينية كورقة مساومة سياسية.


وتشير قديمات إلى أن واشنطن قد تكون مستعدة للتراجع عن موقفها بشأن التهجير إذا وجدت أن البدائل المطروحة تخدم مصالحها، وهو ما يستدعي من القادة العرب تقديم مقترحات قابلة للتطبيق دون أن تتجاوز الحقوق الفلسطينية. 


وتشدد على أن أي حل يتجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة سيؤدي إلى زيادة تعقيد الأوضاع في المنطقة، ما قد يُعرّض المصالح الأمريكية والإسرائيلية لمخاطر غير متوقعة.


وتؤكد قديمات أن رفض التهجير يجب أن يكون موقفاً عربياً جماعياً حازماً، وليس مجرد موقف تفاوضي، مشيرة إلى أن استمرار الحديث عن "بدائل مقبولة" بدلاً من رفض التهجير بشكل قاطع قد يؤدي إلى تآكل الموقف العربي، ما يفتح الباب أمام مشاريع تهدد الوجود الفلسطيني.


وتعتقد قديمات أن القمة العربية المقبلة يجب أن ترسل رسالة واضحة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأن التهجير ليس خياراً مطروحاً، وأن أي محاولات لفرضه ستُواجَه برفض عربي حاسم. 


وتؤكد قديمات أن المرحلة المقبلة تتطلب جهوداً عربية مشتركة لتقديم رؤية سياسية واضحة، تمنع تنفيذ أي مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تهديد الاستقرار الإقليمي.


تقديم رؤية عربية تدعم إقامة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين


يؤكد الكاتب والمحلل السياسي المصري د. عمرو حسين أن الأنظار تتجه إلى قمة الرياض المرتقبة، التي ستعقد اليوم الجمعة، بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر، والأردن، بهدف مناقشة التحديات الراهنة، وعلى رأسها مخطط التهجير في قطاع غزة. 


ويشير حسين إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غادر إسبانيا متوجهاً إلى السعودية لحضور قمة الرياض، التي تعد محطة رئيسية لصياغة موقف عربي موحد لمواجهة مخطط التهجير.


وبحسب حسين، فإن جمهورية مصر العربية تقود الجهود الرامية إلى بلورة خطة عربية موحدة، تهدف إلى إفشال مشروع التهجير الإسرائيلي في غزة، وتقديم بديل استراتيجي يمنع تصفية القضية الفلسطينية.


ويوضح حسين أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترمب تبرر دعمها لخطط التهجير بحجتين أساسيتين: استمرار حكم حماس في القطاع، وعدم صلاحية غزة للحياة بفعل الدمار الواسع، وفي هذا السياق، تعمل الدول العربية على صياغة خطة متكاملة سيتم تقديمها إلى البيت الأبيض، الذي أبدى استعداده للنظر في المقترح العربي، في ظل مساعٍ عربية متزامنة لحشد دعم أوروبي للموقف العربي.


ويرى حسين أن قمة الرياض تعد استباقية لقمة القاهرة المرتقبة الشهر المقبل، حيث سيتم خلالها وضع أسس واضحة لمواجهة المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، والعمل على تقديم رؤية عربية تدعم إقامة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين.


ويؤكد حسين أهمية التحركات العربية في وقت تشهد غزة تحدياً خطيراً، مما يزيد من أهمية توحيد الموقف العربي لإفشال محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض، وفق رؤية إسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة.


أي تمويل لإعادة الإعمار غير ممكن بوجود "حماس" في الحكم


يعتقد الكاتب والمحلل السياسي داود كُتّاب أن قمة الرياض تهدف بالأساس إلى ضمان الموارد المالية الضرورية لإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً أن سرعة وكفاءة إعادة البناء بدعم عربي ستكونان أقوى رد على مخططات التهجير التي تبنّتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.


ويوضح كُتّاب أن الدول العربية تدرك أهمية تقديم دعم مالي كبير لإعادة إعمار قطاع غزة المدمر بفعل العدوان الإسرائيلي، إلا أن هذا التمويل مرهون بإحداث تغيير جوهري في إدارة غزة. 


ويشير كُتّاب إلى أن هناك توجّهاً داخل القمة للطلب من مصر وقطر ممارسة ضغوط على حركة "حماس" لدفعها إلى التنحي عن إدارة قطاع غزة، أو القبول بإقامة سلطة فلسطينية جديدة أو إدارة فلسطينية- عربية مشتركة تتولى شؤون غزة.


ويؤكد كُتّاب أن هناك إجماعاً دولياً وعربياً على أن أي تمويل لإعادة إعمار غزة لن يكون ممكناً في ظل استمرار حكم "حماس"، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يطالب بإطار إداري جديد يضمن عدم تكرار الحروب ويحول دون استغلال المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية.


ويشير كُتّاب إلى أن إسرائيل لديها قناعة بأنها لن توقف عدوانها المستمر على غزة طالما لم يحدث تغيير في إدارة القطاع، معتبراً أن تشكيل سلطة جديدة تحظى بقبول عربي ودولي سيكون السبيل الوحيد لتأمين التمويل اللازم وإيقاف الحرب الإسرائيلية الإباديّة ضد الفلسطينيين في غزة.


دلالات

شارك برأيك

قمة الرياض.. هل تضع مداميك إعادة الإعمار للبيت العربي الـمنهار؟

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 20 ساعة

إننا نتأمل ذلك لكن تجاربنا بالقممةالعربية السابقة تجعلنا لا نرى أي مدماك لإعادة الإعمار ولا لفلسطين بوجود الأنظمة العربية الحالية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 19 فبراير 2025 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.54

شراء 3.53

دينار / شيكل

بيع 5.0

شراء 4.99

يورو / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 680)