Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 19 فبراير 2025 8:58 صباحًا - بتوقيت القدس

رفقاً بالحواضن!

إبراهيم ملحم

بصراحةٍ جارحة، فإن نقل تجربة غزة إلى الضفة، دون تمحيصٍ أو مراجعة، وتجاهل الدروس والعبر المستفادة من التجربة الدامية، إنما يُخاصمان العقل والمنطق في التعامل مع المغارم الفادحة من عدوّ مارس الجنون، مدفوعاً بنوازع الانتقام وأحلام التوسع التي تُغذّيها أساطير توراتية، للبطش بالحواضن الشعبية التي لا تملك من الأسلحة غير ما تعتصم به من إرادةٍ وصمودٍ ورباطٍ في أرض الآباء والأجداد، فسددت فواتير صمودها من أُصولها، وشقاء أعمارها من المنازل والممتلكات، ومن نجيع قلوبها من الأبناء والبنات والآباء والأمهات والأجداد والجدات.


فما دام مطلب الوقف النهائي للحرب على غزة يتصدر بنود الاتفاق النهائي في مرحلته الثانية بين إسرائيل والمقاومة، فلماذا الإصرار على إضرامها في الضفة، أمام عدوّ بلغ سقف الجنون في الحرق والمحو والاقتلاع، باستهداف المخيمات والقرى والبلدات.


وإذا لم يكن الأمر من باب "سد الذرائع أولى من جلب المنافع"، فليكن من باب وحدة الساحات، لإعادة ترتيب الأولويات، وإجراء المراجعات، وتبريد الرؤوس الحامية، التي تنظر لما أصاب الحواضن من فواجع من باب التكتيك لا أكثر. 


في غزة، استهدفت المحرقة الناس لا "حماس"، وفي الضفة تم تهجير عشرات الآلاف من مخيمات الشمال، وفُتحت شوارع على أنقاض المنازل والمتاجر، بذريعة استهداف المقاومين الذين كان تمترسُهم فيها للدفاع عن سكانها.


لا تُحكَم مصائر الناس وممتلكاتهم بحساب المناكفات والمكايدات، والتشغيب على السلطة عبر الحفر تحتها لإضعافها، لكي ينزل بالضفة ما نزل بغزة، وهي حساباتٌ أقرب إلى الانتحار منها إلى تصويب المسار وتحقيق الأهداف. 


 منذ انطلاق الرصاصة الأولى، اتخذت المقاومة من المغائر والجبال مكاناً لها، ولم يرفع الفدائيون البنادق داخل الحارات في المخيمات، وسط الساحات المكشوفة تحت أعين الطائرات الـمُسيّرة، التي تسببت باستشهادهم وهم في ريعان أعمارهم، ومعهم العشرات ممن تصادف وجودهم في أماكن استهدافهم.


لا قيمة للأرض بلا سكانها، ولا قيمة للمخيمات بلا حُراسها من اللاجئين الذين يستدفئون على جمر الحنين للعودة إلى القرى والبلدات التي هُجّروا منها، وإذ بهم يفقدون حق العودة حتى إلى مخيماتهم التي استحالت ركاماً وأرضاً يباباً بلقعا.


تبقى الحياة وأرحام الأمهات أقوى سلاحٍ في مواجهة مَن يقتلون ويُهجّرون الديمغرافيا للسيطرة على الجغرافيا... فرفقاً بالحواضن

دلالات

شارك برأيك

رفقاً بالحواضن!

شارلوت - الولايات المتّحدة 🇺🇸

عصام قبل يوم واحد

تكتب لتبرء العدو الذي لا يطلب ذلك منك لأنه لا يحتاج لأية مبررات لأن وجوده متناقض مع وجود اصحاب الأرحام وان لم يحاربهم فهو كافر يا رويبضة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 19 فبراير 2025 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.54

شراء 3.53

دينار / شيكل

بيع 5.0

شراء 4.99

يورو / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 675)