فلسطين
الثّلاثاء 28 يناير 2025 9:52 صباحًا - بتوقيت القدس
دعوات التهجير لإعادة التعمير.. ترمب يبقّ البحصة ويُعيد إنتاج "الصفقة"
رام الله - خاص ب "القدس" دوت كوم
د. سعيد شاهين: تصريحات ترمب حول التهجير تأتي في سياق استكمال المشاريع التي أخفق في تحقيقها خلال ولايته الأولى
محمد جودة: تصريحات ترمب تأتي في إطار مخطط أكبر يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض واقع جديد بالقوة
سري سمور: قد يهدف ترمب بتصريحاته إلى استكشاف ردود الأفعال المختلفة واختبار الحلول الممكنة بما يخدم المصالح الإسرائيلية
نزار نزال: الفلسطينيون يواجهون خطراً حقيقياً يتطلب تحركاً شاملاً لمواجهته وتوحيد الجهود والعمل على إفشال مخططات التهجير
فراس ياغي: ترمب يحاول إعادة صياغة مفهوم القضية الفلسطينية وفق رؤية جديدة تركز على تقليل عدد سكان غزة تماشياً مع رؤية كوشنير
تثير تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن موجة من الجدل والقلق، في ظل تحذيرات من أنها تحمل في طياتها أبعاداً سياسية واستراتيجية عميقة، تعكس توجهات إدارة ترمب، فهل تأتي هذه التصريحات في إطار مخطط أكبر يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض واقع جديد بالقوة؟ أم أنها مجرد محاولة لاستكشاف ردود الأفعال الدولية والإقليمية؟
ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن تصريحات ترمب ليست عشوائية، بل قد تعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تغيير الخريطة الديموغرافية للمنطقة، فمنذ اليوم الأول لتنصيبه، تحدّث ترمب عن غزة كمشروع اقتصادي واستثماري، وليس كقضية إنسانية وسياسية، وهذه الرؤية تتوافق مع مخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف، تمهيداً لتنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى".
ويؤكدون أن مصر ترفض بشكل قاطع أي مشاريع تهدف إلى توطين الفلسطينيين على أراضيها، فيما يواجه الأردن حساسية كبيرة تجاه قضية التوطين بسبب وجود عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه.
ويرون أن الشعب الفلسطيني، الذي صمد أمام الإبادة والتطهير العرقي، لن يستسلم لتهديدات التهجير، فالقضية الفلسطينية هي قضية وجود وهوية، لن يتم التخلي عنها بسهولة وستبقى حية ولن يستطيع أحد تصفيتها.
توجهات متجذرة في مبادئ المسيحية الصهيونية
يؤكد أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الخليل د.سعيد شاهين أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي تكشف توجهاته المتجذرة في مبادئ المسيحية الصهيونية، التي يتبناها بوضوح.
ويرى شاهين أن هذه المبادئ تشكل الأساس لسلوك ترمب السياسي، مشيراً إلى أن كل ما يصدر عنه يعكس توجهات أقصى اليمين الأمريكي المتطرف، ويخدم مطالب الصهيونية التوراتية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين، مستغلاً حالة الانقسام الفلسطيني والتبعية العربية للولايات المتحدة.
ويعتقد شاهين أن تصريحات ترمب الأخيرة حول تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر تأتي في سياق استكمال المشاريع التي فشل في تحقيقها خلال ولايته الأولى، وفي مقدمتها تسريع وتيرة التطبيع بين إسرائيل ودول عربية عبر الاتفاقات الإبراهيمية.
ويشير شاهين إلى أن الهدف النهائي لهذه المشاريع هو تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، من خلال تعزيز التطبيع وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية.
كما تهدف هذه المخططات، بحسب شاهين، إلى تنفيذ رؤية اليمين الإسرائيلي المتطرف، ممثلاً بشخصيات مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، التي تسعى إلى تفريغ الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس من الفلسطينيين، بالإضافة إلى تهجير فلسطينيي الداخل، مؤكداً أن هذه السياسات تسعى إلى تغيير الميزان الديموغرافي الذي يميل لصالح الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، يحذّر شاهين من أن هذه التصريحات قد تهدد سيادة دول عربية مثل الأردن ومصر، مشيراً إلى أن تطبيق ترمب خطته المتماهية مع تطلعات اليمين الإسرائيلي المتطرف قد يؤدي إلى توتر العلاقات مع هاتين الدولتين، وربما نسفها بالكامل، مشدداً على أن الأمر يعتمد على مدى قدرة الأردن ومصر على مواجهة هذه المخططات وإفشالها.
ويلفت شاهين إلى أن هذه التصريحات قد تمثل فرصة للحالة الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية، مؤكداً أن مواجهة هذه المخططات الجنونية تتطلب إنهاء الانقسام الفلسطيني وتعزيز التلاحم بين مختلف الأطراف.
ويشيد شاهين بدور المبادرات الإقليمية والدولية، مثل مخرجات اجتماعات موسكو والجزائر وبكين، في تعزيز الوفاق الفلسطيني، مؤكداً أن نجاح الفلسطينيين في التصدي لهذه السياسات سيعتمد بشكل كبير على قدرتهم على تجاوز خلافاتهم وتوحيد صفوفهم.
ويشدد شاهين على أن الإدارة الأمريكية، في ظل النفوذ الذي تتمتع به إقليمياً ودولياً، تشكل أداة خطيرة في تنفيذ مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
ويؤكد شاهين أن مواجهة هذه السياسات تتطلب تحركاً جماعياً من الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى تماسك الصف الفلسطيني، للتصدي لأي محاولات تهدف إلى تقويض الحقوق الفلسطينية وسلب المزيد من الأراضي.
تداعيات خطيرة لتصريحات ترمب
يحذر الكاتب والمحلل السياسي محمد جودة من التداعيات الخطيرة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي دعا فيها إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، مؤكداً أن هذه التصريحات ليست مجرد زلة لسان أو تصريحات عابرة، بل تعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تغيير الواقع الجغرافي والسياسي في المنطقة، واستكمالاً للمشروع الذي بدأه ترمب خلال ولايته الأولى تحت مسمى "صفقة القرن".
ويشير جودة إلى أن تصريحات ترمب تأتي في إطار مخطط أكبر يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، من خلال فرض واقع جديد بالقوة، وإعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة.
ويقول جودة: "ترمب منذ اليوم الأول لتنصيبه تحدث عن غزة ومكانها الجغرافي وبحرها الجميل، وكأنه ينظر إليها كمشروع اقتصادي واستثماري، وليس كقضية إنسانية وسياسية".
ويؤكد جودة أن هذه التصريحات تكشف عن توجهات خطيرة تم الكشف عنها سابقاً من خلال تسريبات "ويكليكس"، حيث تحدث نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، عن مشروع لفرض انتداب أمريكي على غزة لمدة 100 عام، على غرار الوضع الذي كانت عليه هونغ كونغ تحت الحكم البريطاني".
ويؤكد جودة أن مثل هذه الخطط تهدف إلى إضعاف الوجود الفلسطيني، وإسقاط مشروع الدولة الفلسطينية، وإنهاء القضية الفلسطينية بشكل تام.
وحول موقف مصر والأردن من هذه التصريحات، يؤكد جودة أن القاهرة تعتبر نفسها ضامناً للاستقرار الإقليمي، وترفض بشكل قاطع أي مشاريع تهدف إلى توطين الفلسطينيين على أراضيها، سواء في سيناء أو غيرها.
ويقول جودة: "مصر تؤكد دائماً دعمها لحل الدولتين، ورفض أي خطط تهدد أمنها القومي أو تغير الخريطة الديموغرافية في المنطقة".
ويضيف جودة: "إن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى توتر العلاقات بين القاهرة وواشنطن، خاصة إذا شعرت مصر بوجود ضغط أمريكي في هذا الاتجاه".
أما بالنسبة للأردن، فيشير جودة إلى أن الأردن يواجه حساسية كبيرة تجاه قضية التوطين، حيث يعيش فيها عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، كما أن الأردن يرفض أي خطوات تضيف عبئاً جديداً عليه، وقد يدفعه ذلك إلى اتخاذ موقف صارم تجاه الولايات المتحدة.
ويقول جودة: "الملك عبد الله الثاني يكرر رفضه لمثل هذه الحلول التي تتجاوز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وأتوقع أن يتم فرض عقوبات أمريكية على الأردن نتيجة رفضه لدعوات ترمب".
ويوضح جودة أن تصريحات ترمب تهدف إلى استمرار سياسات تصفية القضية الفلسطينية، عبر تهميش حقوق الفلسطينيين في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة.
ويقول جودة: "هذه التصريحات تعزز الشعور الفلسطيني بعدم الثقة بالمجتمع الدولي، وتُشعل المزيد من الغضب تجاه السياسات الأمريكية، خاصة بعد قرارات سابقة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس".
ويعتقد جودة أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية، حيث تتقارب الدول المتضررة من هذه الأفكار، مثل مصر والأردن، للتصدي لها، كما أنها ستُضعف جهود التهدئة في غزة، وقد تدفع إلى تصعيد أكبر في المنطقة نتيجة الغضب الشعبي والمقاومة لهذه المشاريع.
ويدعو إلى وحدة الموقف العربي، خاصة من مصر والأردن، لمواجهة هذه المخططات التي تستهدف الوجود الفلسطيني.
ويقول جودة: "مطلوب موقف عربي صلب وموحد لمواجهة هذه التصريحات الخطيرة، التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية بشكل تام".
ويؤكد جودة ضرورة وجود موقف فلسطيني موحد وثابت، يرفض أي شكل من أشكال التهجير، ويؤكد حق الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم.
ويشدد جودة على أن الوقت قد حان للضغط من قبل المجتمع الدولي على إسرائيل، كي تعترف بالوجود الفلسطيني على هذه الأرض، وفي حق إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس.
ويقول جودة: "يجب إلزام إسرائيل بتطبيق كل القوانين والمعاهدات التي أقرتها الشرعية الدولية، والتي تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير واستقلاله الوطني".
ويحذر جودة من أن تصريحات ترمب، إن لم تُقابل بردود حاسمة من مصر والأردن والمجتمع الدولي، قد تؤدي إلى تقويض الجهود الرامية لإحلال السلام، وتُفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في فلسطين والمنطقة ككل.
ويؤكد جودة أن القادم مع ترمب سيكون أسوأ، وسيعمل على فرض واقع جديد بالقوة، ما يتطلب مواقف حازمة من جميع الأطراف المعنية.
نوع من "الفتّاشات السياسية"
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سري سمور أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول مطالبة الاردن ومصر باستقبال الفلسطينيين يمكن اعتبارها نوعاً من "الفتّاشات السياسية"، مشيراً إلى أنها قد لا تعبر بالضرورة عن خطة فعلية، بل ربما تهدف إلى استكشاف ردود الأفعال المختلفة واختبار الحلول الممكنة بما يخدم المصالح الإسرائيلية.
ويوضح سمور أن الهدف الأساسي من هذه التصريحات هو دفع الأطراف المختلفة، ولا سيما الفلسطينيين، لتقديم مقترحات من شأنها إرضاء إسرائيل بشكل رئيسي.
ويقول سمور: "ترمب يرى نفسه إسرائيلياً أكثر من الإسرائيليين، ويضع مصلحة إسرائيل فوق كل اعتبار، ما ينعكس على طبيعة طرحه للتعامل مع المنطقة".
ويشير سمور إلى أن غياب الخطط الواضحة أو التصورات الكاملة لما بعد التصريحات هو السمة البارزة لهذه الطروحات.
ويرى سمور أنه "حتى إسرائيل نفسها تفتقر إلى تصور واضح لليوم التالي، وهو ما يظهر في إخفاقاتها السابقة سواء على مستوى الاقتراحات أو الإجراءات، مثل البقاء في نتساريم لكن إسرائيل اضطرت للانسحاب منه".
ويؤكد سمور خطورة استخدام ملف إعادة الإعمار كورقة ضغط وابتزاز سياسي ضد الفلسطينيين، محذراً من أن يتم ربط إعادة إعمار غزة بشروط تضر بالهوية الوطنية الفلسطينية والمقاومة، بل وحتى بالوجود الفلسطيني بأكمله.
ويقول سمور: "هذه النقطة تحديداً تمثل تهديداً مستقبلياً كبيراً، حيث يمكن استغلال حاجة غزة للإعمار لإجبار الفلسطينيين على قبول خطط تهدف إلى تقويض حقوقهم الوطنية".
وعن تأثير تصريحات ترمب على العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة، مثل مصر والأردن، يؤكد سمور أن البلدين يتلقيان مساعدات أمريكية كبيرة، ما يجعلهما عرضة لضغوط وابتزازات واشنطن.
ويقول سمور: "لا يمكن التنبؤ بكيفية استجابة مصر والأردن لهذه الطروحات، خاصة في ظل استمرار الضغوط الأمريكية".
بالرغم من ذلك، يشدد سمور على أن الرهان الحقيقي في مواجهة هذه المخططات يجب أن يكون على الشعب الفلسطيني، وتحديداً أهالي غزة، الذين من المفترض أن يرفضوا أي محاولات لتمرير هذه المخططات.
ويقول: "تصريحات ترمب حال نفذت تمثل تهديداً واضحاً للوجود الفلسطيني، ولا تقتصر على غزة فقط بل قد تمتد إلى الضفة الغربية".
ويرى سمور أن هذه التصريحات كان يفترض أن تشكل دافعاً لتوحيد الفلسطينيين في مواجهة التهديدات المشتركة، لكنه يبدي أسفه لعدم وجود استراتيجية وطنية موحدة حتى الآن.
ويقول سمور: “بالرغم من الدم النازف في غزة، لم نرَ حتى اللحظة برنامجاً وطنياً مشتركاً للتصدي لما يجري. نأمل أن تشكل تصريحات ترمب ناقوس خطر يحفز الجميع على التكاتف ووضع خطة وطنية موحدة، لكن للأسف المؤشرات لا توحي بذلك".
مشروع متوافق عليه بين إدارة ترمب وحكومة الاحتلال
يحذر الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي وقضايا الصراع نزار نزال من خطورة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكداً أنها ليست مجرد تصريحات عشوائية بل تعكس مشروعاً متكاملاً تم التوافق عليه بين الإدارة الأمريكية بقيادة ترمب والطبقة الحاكمة في إسرائيل، وعلى رأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويوضح نزال أن تصريحات ترمب بشأن تهجير أهالي قطاع غزة إلى سيناء أو الأردن تأتي ضمن خطة سياسية كبرى تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير السكان بشكل قسري أو طوعي.
ويشير نزال إلى أن هذه التصريحات تتناغم مع طموحات اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يسعى إلى إبقاء جغرافيا فلسطين التاريخية خالية من الفلسطينيين لصالح الإسرائيليين، معتبراً أن ترمب يقدم "الهدية الكبرى" لنتنياهو في هذا السياق.
ويرى نزال أن ترمب، المعروف بطبيعته كرجل أعمال وقادم من قلب الرأسمالية، يتعامل مع القضية الفلسطينية بمنطق الصفقات، معتقداً أن حل القضية لا يمكن أن يتم إلا من خلال التهجير الكامل للفلسطينيين ومنح إسرائيل سيطرة كاملة على الأراضي الفلسطينية التاريخية.
ويؤكد نزال أن هذه الأفكار ليست جديدة، بل تعد امتداداً لمشاريع سابقة مثل "صفقة القرن"، التي تحدثت عن إقامة كيان فلسطيني معزول في سيناء.
وفي ما يتعلق بأهالي قطاع غزة، يوضح نزال أن تصريحات ترمب تشير إلى توافق أمريكي-إسرائيلي على تهجير سكان القطاع كخطوة أولى، تمهيداً للانتقال إلى الحديث عن تهجير أهالي الضفة الغربية.
ويشير نزال إلى أن هذا التوجه يعكس خطة متكاملة لإفراغ القطاع من أهله، متذرعاً بإعادة إعمار غزة أو إيجاد حلول مؤقتة، في حين أن الهدف الحقيقي هو تنفيذ مشروع التهجير القسري.
ويؤكد أن هذه الخطة تشكل خطراً ديموغرافياً كبيراً على الدول المجاورة، خاصة الأردن، الذي يضم حالياً نسبة كبيرة من السكان ذوي الأصول الفلسطينية وصلت نسبتهم الى 70 بالمائة.
ويوضح نزال أن تهجير المزيد من الفلسطينيين إلى الأردن سيؤثر بشكل كبير على التوازن الديموغرافي داخل المملكة، مما يشكل تهديداً لاستقرارها.
وبالنسبة لمصر، يعتقد نزال أن الدولة المصرية ستقف بكل قوة ضد هذا المشروع، نظراً لما يمثله من تهديد للأمن القومي والاستراتيجي المصري، مؤكداً أن مصر، بجيشها القوي وخبراتها الدبلوماسية المتراكمة، قادرة على التصدي لأي محاولات تستهدف أمنها، مشيراً إلى أن مصر لن تسمح بإقامة كيان فلسطيني معزول على أراضيها في سيناء.
وفيما يخص العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية، يوضح نزال أن تصريحات ترمب قد تؤدي إلى جفاف دبلوماسي بين واشنطن ومصر، لكن من غير المرجح أن تصل إلى حد القطيعة، أما بالنسبة للأردن، فإن العلاقة بين البلدين ستظل قائمة، نظراً لحجم المصالح المشتركة بينهما، على الرغم من إمكانية حدوث توترات محدودة.
ويشير نزال إلى أن تصريحات ترمب تتزامن مع مساعيه لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ما يعكس رغبة أمريكية-إسرائيلية في تقديم تطمينات للجانب السعودي بشأن حل القضية الفلسطينية بأن التهجير سيكون مؤقتاً حتى يتم الإعمار، ولو كان ذلك على حساب الحقوق الفلسطينية.
ويعتقد نزال أن تصريحات ترمب لا تتعلق بقطاع غزة فحسب، بل تتطرق أيضاً إلى سكان الضفة الغربية، حيث تحدث عن الأردن بشكل واضح، ما يشير إلى نية لتوسيع دائرة التهجير مستقبلاً.
وعلى الصعيد الفلسطيني، يشير نزال إلى أن تصريحات ترمب تعكس خطراً محدقاً بالشعب الفلسطيني، يستدعي استنفاراً شاملاً لمواجهته.
ويؤكد نزال أن الفلسطينيين يرفضون بشكل قاطع أي مخططات تهدف إلى تهجيرهم قسراً أو طوعاً، مشيراً إلى أن العودة التدريجية للنازحين إلى شمال قطاع غزة، رغم ظروف الإبادة، تعكس إرادة الفلسطينيين في التمسك بأرضهم ورفضهم للخروج منها.
ويشدد نزال على أن الشعب الفلسطيني يدرك أن مشروع التهجير هذا يمثل تهديداً وجودياً لهم، سواء في غزة أو الضفة الغربية، وأن التصدي لهذه المخططات يتطلب تلاحماً وطنياً وموقفاً موحداً، مشيراً إلى أن الانقسام الفلسطيني الحالي يشكل عائقاً كبيراً أمام مواجهة هذه التحديات.
ويؤكد نزال أن الفلسطينيين يواجهون خطراً حقيقياً وجاداً يتطلب تحركاً شاملاً لمواجهته، داعياً إلى توحيد الجهود الفلسطينية والعمل على إفشال هذه المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ويشير نزال إلى أن السنوات المقبلة ستكون صعبة للغاية على الفلسطينيين، في ظل وجود إدارة أمريكية منحازة تسعى إلى فرض حلول جذرية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، تتجاهل الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني.
ضغوط من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
يحذر الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي من أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي دعا فيها إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مثل مصر والأردن، تأتي ضمن ضغوط من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، وخاصة اليمين الصهيوني الذي دعم ترمب بشكل كامل في الانتخابات الأخيرة.
ويشير ياغي إلى أن هذه التصريحات تعكس توجهات إدارة ترمب تجاه القضية الفلسطينية، لكنها تبقى جزءاً من خطط غير واضحة المعالم حتى الآن، لكن كل مؤشراتها توحي إلى أنها لا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية ومفهوم حل الدولتين.
ويوضح ياغي أن ترمب سبق أن تحدث عن إمكانية نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى، بما في ذلك إندونيسيا، وليس فقط مصر والأردن.
ويصف ياغي تصريحات ترمب الأخيرة بأنها "وقحة"، وتهدف إلى فرض أجندات تمس بسيادة الدول العربية، خاصة المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية.
ويقول ياغي: "ترمب يحاول الضغط على الدولتين العربيتين الا ان موقفهما الرافض كان واضحاً، كما أن الشعب الفلسطيني الذي صمد أمام الإبادة والتطهير العرقي والقتل اليومي لن يستسلم لتهديدات ترمب".
ويعتقد ياغي أن ترمب يحاول من خلال تصريحاته إعادة صياغة مفهوم القضية الفلسطينية وفق رؤية جديدة، تركز على تقليل عدد السكان في قطاع غزة، تماشياً مع رؤية صهره جاريد كوشنير، الذي يرى في غزة منطقة يمكن تحويلها إلى منتجع للشركات متعددة الجنسيات أو للاستثمار في النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط.
ويقول: "كوشنير يتصور غزة بعدد قليل من السكان يعملون كعمال، بينما يتم تحويل المنطقة إلى مشروع اقتصادي يخدم مصالح القوى الخارجية متعددة الجنسيات".
ويؤكد ياغي أن التدمير الممنهج الذي نفذته حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة في غزة كان يهدف إلى جعل المنطقة غير قابلة للعيش، تمهيداً لطرح فكرة تهجير السكان وإعادة إعمار المنطقة وفق الرؤية الأمريكية.
ويقول: "ترمب يتحدث عن إعادة إعمار غزة، لكنه يريد نقل السكان الفلسطينيين، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، فأبناء الشعب الفلسطيني هم السكان الأصليون لهذه الأرض، ولن يتركها تحت أي ظرف".
ويشير ياغي إلى أن الدول العربية، خاصة الأردن ومصر، رفضت بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، قائلا: "وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أكد أن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، وهذا موقف واضح لا لبس فيه، كما أن مصر رفضت التهجير منذ البداية، لأنها تدرك أن ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية".
ويؤكد ياغي أن هذه التصريحات لترمب لن تؤدي إلى توتر في العلاقات بين الدول العربية والولايات المتحدة، لأنها لم تُطرح بعد كخطة رسمية، لكنها ستواجه برفض عربي قوي إذا ما تمت مناقشتها في الجامعة العربية، بل وستواجهها الشعوب العربية، وكما سقطت مؤامرات التوطين والأحلاف العسكرية ستسقط مؤامرة ترمب.
ويشدد ياغي على أن الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، قدم تضحيات جسيمة للبقاء على أرضه، ولن ينصاع لأي محاولات تهجير.
ويقول ياغي: "من يريد تهجير أهل غزة يجب أن يعلم أنهم قدموا ما لم يقدمه أحد من قبل من أجل التمسك بأرضهم، والغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني ستظل متمسكة بأرضها".
ويعتقد ياغي أن ترمب يحاول من خلال تصريحاته تخويف الدول العربية، لكنه لن ينجح في ذلك.
ويقول: "ترمب يتحدث وكأنه الرجل القوي القادر على فرض ما يريد، لكننا رأينا كيف رفضت الأردن ومصر هذه الأفكار بشكل قاطع، والشعب الفلسطيني هو الذي يقرر مصيره، وليس ترمب أو أي قوة خارجية".
ويؤكد ياغي أن كل المحاولات السابقة لتصفية القضية الفلسطينية باءت بالفشل، وأن ترمب سيذهب كما ذهب غيره، لكن الشعب الفلسطيني سيبقى والقضية الفلسطينية ستظل حية، لأن الهجرة غير واردة في قاموس الفلسطيني، فمن يحلم بالعودة ويعمل لأجل العودة لا يمكن أن يهاجر لا طوعاً ولا قسراً.
دلالات
الأكثر تعليقاً
بين يدَي الذكرى العطرة
إنه الفلسطيني يا غبي!
أزمة غزة والمصير المجهول بين التحديات الداخلية والمخطط الاستعماري لإسرائيل
الاحتلال يمنع عائلة أبو حميد من السفر عبر معبر الكرامة للقاء أبنائها المبعدين إلى مصر
نتنياهو: حماس هم النازيون الجدد ونحن ملتزمون بهزيمتهم نهائيا
الأسير المحرر عزمي نفاع :" في حريتي ولدت من جديد وفرحتي منقوصة حتى تحرير جميع الأسيرات والأسرى"
"مستعربون" يختطفون شقيقين بعد إصابة أحدهما جنوب الخليل
الأكثر قراءة
ترامب: يجب على الأردن ومصر استقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين
خلافات حادة بين عائلات المحتجزين بغزة وبن غفير خلال جلسة بالكنيست
سويسرا ترحل الصحفي الأميركي الفلسطيني علي أبو نعمة بعد اعتقال جائر
الاحتلال يواصل نسف المنازل وتدميرها وإحراقها في مخيم جنين
الأشقاء نصر ومحمد وشريف أبو حميد يتنسمون الحرية وتم إبعادهم خارج فلسطين
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوافقون على تفعيل مهمة المراقبة في معبر رفح
"أنا بخير في غزة".. سرايا القدس تبث مقطعًا مسجلًا للمحتجزة أربيل يهود
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 524)
شارك برأيك
دعوات التهجير لإعادة التعمير.. ترمب يبقّ البحصة ويُعيد إنتاج "الصفقة"