فلسطين
الخميس 23 يناير 2025 8:06 صباحًا - بتوقيت القدس
لا أحد يمكنه التعامل مع غيرها.. "الأونروا" تدافع عن نفسها بفرادةِ أدائها
القدس - خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم
د. أحمد أبو هولي: نرفض أي نقاش حول بدائل لـ"الأونروا" لأن ذلك يعني شطب الموضوعين السياسي والقانوني لقضية اللاجئين
نضال العزة: "الأونروا" تشكل العمود الفقري لبرامج المساعدة الإنسانية للاجئين عموماً وشريان الحياة للاجئي ومُهجّري القطاع
سامي مشعشع: اليوم الأول لوقف إطلاق النار بغزة ودخول نحو 550 شاحنة أظهر الدور المحوري لـ"الأونروا" في استلام المساعدات وتوزيعها
عدنان أبو حسنة: تاريخ "الأونروا" وتجربتها الطويلة يجعلانها الجهة الأكثر قدرة على التعامل مع الكوارث الإنسانية الكبيرة
د. مخيمر أبو سعدة: تفويض برنامج الغذاء العالمي للقيام بدور "الأونروا" لن يكون كافياً لتغطية الخدمات التي تقدمها الوكالة الأممية
زياد الحموري: "الأونروا" لا تزال تلعب دوراً رئيسياً في تقديم المساعدات الإنسانية في غزة بدعم من بعض الدول العربية والأوروبية
لم يكن خافياً على أحد أن الهجمة التي تعرضت لها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً لها أبعاد سياسية واستراتيجية، مرتبطة بقضية اللاجئين الفلسطينيين ومحاولات إسرائيل إغلاق هذا الملف من طرف واحد، وبمساعدة أطراف دولية من خلال القضاء على الشاهد الأبرز عليها وهو وكالة الغوث واستبداله بهيئات دولية أُخرى للقيام بمهامها.
سياسيون وكتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" قالوا إن أي نقاش حول بدائل لـ"الأونروا" يعني شطب الموضوع السياسي والقانوني لقضية اللاجئين، مؤكدين أن "الأونروا" تشكل العمود الفقري لبرامج المساعدة الإنسانية للاجئين عموماً، وشريان الحياة للاجئي ومُهجّري قطاع غزة، وأن تفويض برنامج الغذاء العالمي للقيام بدور "الأونروا" لن يكون كافياً لتغطية الخدمات التي تقدمها.
الأونروا مؤسسة أممية لا بديل لها
وقال د. أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، إن التجرية أثبتت أن الأونروا وعلى مدار أكثر من سبعة عقود، أنها خير صديق للشعب الفلسطيني من خلال تقديم خدماتها الصحية والتعليمية والإغاثية، إضافة إلى العديد من الخدمات الأخرى التي لا يمكن استبدالها.
وشدد أبو هولي على أن الأونروا مؤسسة أممية لا بديل لها، مشيرًا إلى أن المنظمات الدولية وعددها 17 مؤسسة أكدت أنها غير قادرة على ملء الفراغ الذي قد ينجم عن غياب الأونروا، خاصة مع حجم موازنتها التي تبلغ 1.4 مليار دولار، وانتشارها في خمسة أقاليم.
وأضاف: "حتى الحديث عن استبدال الأونروا بمنظمات دولية أو نقل مسؤولياتها إلى الدول المضيفة لا يجد أي حلول عملية".
وأشار إلى أن النرويج تقود حاليًا حراكًا دوليًا بناءً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي صوتت فيه 137 دولة لصالح نقل قضية الأونروا إلى محكمة العدل الدولية.
وأكد أبو هولي أن الأونروا تعمل وفق قرار أممي صدر في عام 1949 (قرار 302)، وأن إسرائيل تتعمد ضرب قرارات القانون الدولي والمساس بدور الأونروا عبر تشريعاتها الأخيرة.
وأوضح أبو هولي أن إسرائيل تستهدف بشكل واضح مؤسسات الأونروا ومدارسها في القدس، مثل عيادة الزاوية الهندية عند مدخل باب الساهرة، والمقر الرئيسي للاونروا في حي الشيخ جراح، ومدارس الذكور والإناث في القدس وصور باهر ومخيمي شعفاط وقلنديا.
إسرائيل تسعى للاستيلاء على المقر الرئيسي في الشيخ جراح
وأكد أن إسرائيل تسعى للاستيلاء على المقر الرئيسي في الشيخ جراح لإنشاء 1440 وحدة استيطانية جديدة، مشيرًا إلى أن الضغوط الأمريكية والدولية لم تنجح حتى الآن في وقف هذه المخططات.
وأضاف: "إن استهداف الأونروا سيؤدي إلى فراغ كبير في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، ما سيؤدي إلى تجويعهم، وإغلاق مدارسهم، وتجهيلهم، وإغلاق المراكز الصحية التي يعتمدون عليها.
وحول الجهة التي ستملأ الفراغ إذا منعت الأونروا من أداء مهامها، قال أبو هولي: "الموضوع واضح، نحن في منظمة التحرير الفلسطينية، نقول: لا بديل عن الأونروا إلا الأونروا. نرفض أي نقاش حول بدائل لها، لأن الحديث عن البدائل يعني شطب الموضوع السياسي والقانوني. وبالتالي، لا توجد بدائل، وليتحمل الاحتلال مسؤولية الحرب الجديدة على الشعب الفلسطيني، التي تتجسد في تجويع مجتمع اللاجئين، وإغلاق مدارسهم، وتجهيلهم، إضافة إلى إغلاق عيادات ومراكز الأونروا.
وأكد أن الأونروا عامل استقرار في المنطقة. فهي كانت ولا تزال ركيزة أساسية للاستقرار، ومقدمة لحل سياسي شامل.
وختم أبو هولي تصريحه لـ "القدس" بالقول: "إن عمل الأونروا مرتبط بحل سياسي شامل وعادل لقضية اللاجئين، بما يتوافق مع قرار الأمم المتحدة رقم 194."
غوتيريش يرفض التشريعات الإسرائيلية التي تستهدف الأونروا
من جانبه، قال نضال العزة، مدير مركز بديل لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين الفلسطينيين، إن الهيئات الأممية أكدت مرارًا، كما دأب المفوض العام للأونروا، على التأكيد أن الأونروا تشكل العمود الفقري لبرامج المساعدة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين عمومًا، وشريان الحياة للاجئي ومهجري قطاع غزة.
وأضاف العزة: "إن الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، أعلن مرارًا رفضه للتشريعات الإسرائيلية التي تستهدف الأونروا، ورفضه لاستبدالها، معتبرًا أن هذا الموقف غاية في الأهمية.
وأوضح أن إسرائيل تدرك أن إنهاء الأونروا لن يتم بضربة قاضية، لكنها تعمل على تفكيكها تدريجيًا، مع البحث عن جهات تتحمل مسؤولياتها ولو بشكل مؤقت.
وأشار العزة إلى أن إسرائيل كانت على علم منذ البداية بأن إلغاء الأونروا عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الهيئة المنشئة للوكالة وصاحبة الولاية القانونية عليها، هو أمر مستحيل.
وأضاف: "إن إسرائيل ترفض تحمل مسؤولياتها كقوة احتلال لأسباب استراتيجية تتعلق بمستقبل الأراضي المحتلة عام 1967، وأيضًا لأنها تدرك أن تقديم الخدمات التي تؤديها الأونروا سيكلفها كثيرًا، وهو ما لا ترغب به.
تصفية الأونروا وتجفيف مصادر تمويلها
وأوضح العزة أن حملة تصفية الأونروا لم تقتصر على اتهامها بعدم الكفاءة والفساد، بل شملت أيضًا السعي لتجفيف مصادر تمويلها، واتهامها باحتضان "الإرهاب"، وصولًا إلى إلغاء الاتفاقيات المنظمة للعلاقة معها، وطرح مشروع استبدال الأونروا.
وأضاف: أن مشروع استبدال الأونروا أصبح أكثر وضوحًا بعد إقرار القوانين الأخيرة التي تستهدفها. وأوضح أن إسرائيل تهدف من خلال هذه القوانين إلى نقل العبء إلى جهات أخرى، كما اعتادت في السابق، وذلك بفرض أمر واقع يُجبر الأطراف الأخرى على التدخل لسد الفجوات في الحماية الدولية الواجبة.
وأكد العزة أن إسرائيل، عبر مراحل إقرار هذه القوانين، أبقت الباب مفتوحًا أمام إمكانية أن تتولى أطراف أخرى مهام الأونروا. وبيّن أن هذه الأطراف تشمل هيئات تابعة للأمم المتحدة، ومؤسسات دولية مانحة، ودول مستضيفة.
وأشار العزة إلى أن رفض الأمين العام للأمم المتحدة لمشروع استبدال الأونروا دفع إسرائيل إلى الاستعانة بحلفائها، خصوصًا الدول المانحة، لفرض أمر واقع جديد.
ضغوط أمريكية لمصادرة مهام الأونروا
وأضاف: إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا مكثفة لإقناع الأمين العام بإحالة إدارة عمليات الأونروا إلى وكالات أممية أخرى، مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، مع وعد بدفع المبالغ نفسها التي كانت تقدم للأونروا.
وتابع العزة: إن إدارة الرئيس بايدن أوعزت لوكالة المساعدات الأمريكية بتنشيط أعمالها في غزة ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية. وأشار إلى أن بعض الدول المانحة قررت إما وقف أو تقليل تمويلها للأونروا، مثل السويد التي حولت مساعداتها إلى وكالات أممية أخرى، واليابان التي خفضت تمويلها للأونروا وزادت دعمها لمشاريع تنفذها مؤسسة "جايكا"، وهولندا التي قيدت تمويلها ليشمل المساعدات الطارئة فقط.
وأوضح أن دولًا أوروبية مانحة أخرى قررت زيادة تمويلها لمؤسسات غير حكومية مستعدة لتحمل بعض مهام الأونروا. ورأى أن هذه السياسة تشكل استراتيجية لتجفيف موازنة الأونروا واستبدالها بمؤسسات دولية لا تملك ولاية رسمية.
وحذر العزة من أن هذه المؤسسات، على الرغم من قدرتها على تقديم الدعم مؤقتًا، إلا أنها غير مكلفة بقرار دولي، ما يعني أنها قد تنسحب في أي وقت.
خطة جاريد كوشنير صهر ترمب
وأشار إلى أن خطة تصفية الأونروا كانت محورًا رئيسيًا في خطة جاريد كوشنير خلال إدارة ترمب، حيث هدفت إلى نقل المسؤولية من الأمم المتحدة إلى الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين والدول العربية والإسلامية.
وأوضح أن الخطة تضمنت إغراءات مالية للدول المضيفة، مثل الأردن والسلطة الفلسطينية، لتولي مهام الأونروا.
وختم العزة حديثه بالتحذير من مخاطر عودة هذه الخطة مع إدارة ترمب الجديدة، مشيرًا إلى أن القبول بملء الفراغ تحت ذريعة سد الاحتياجات الملحة يشكل خطرًا كبيرًا على حقوق اللاجئين.
ودعا العزة الدول المضيفة، السلطة الفلسطينية، والمؤسسات الدولية والمحلية إلى رفض أي مشروع يحل محل الأونروا، وعدم التعامل مع أي برنامج يندرج ضمن مسؤوليات الوكالة، مهما كانت المغريات، مؤكدًا أن ذلك سيعد تنفيذًا لمخطط إسرائيلي-أمريكي يهدف إلى إنهاء الأونروا عبر فرض الأمر الواقع وتجفيف مصادر تمويلها.
الأونروا جزء لا يتجزأ من نسيج غزة على مدار عقود
بدوره، قال سامي مشعشع، خبير شؤون المنظمات الدولية والإعلام، إن اليوم الأول لوقف إطلاق النار في غزة، والذي شهد دخول أكثر من 550 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، أكد على الدور المحوري للأونروا وإمكانياتها الهائلة.
وأوضح أن آلاف موظفي الأونروا، بخبراتهم المتراكمة، تمكنوا من استلام المساعدات والبدء بتوزيعها على الرغم من الظروف القاسية التي عاشوها، كما عاشها أهل غزة كافة.
وأضاف: "إن طواقم الأونروا، المدربة وذات الخبرة الطويلة، نجحت في تفعيل مخازنها وشاحناتها وقاعدة بياناتها، مستندة إلى تجاربها السابقة في الاستجابة لحالات الطوارئ خلال الحروب السابقة على غزة.
وأشار إلى أن برامج الأونروا، بما فيها التربية والتعليم، تعمل بجهود حثيثة لضمان عدم خسارة العام الدراسي لمئات الآلاف من الطلبة في مدارس القطاع، إلى جانب جهود دوائر الصحة والخدمات الاجتماعية والصحة النفسية وغيرها.
وأكد مشعشع أن الأونروا جزء لا يتجزأ من نسيج غزة على مدار عقود طويلة، مشيرًا إلى أن محاولات إنهاء وجود الوكالة أو استبدالها ببدائل محلية أو منظمات دولية أخرى قد فشلت حتى الآن، بسبب وعي أهل غزة بخطورة هذه المحاولات، أكثر من كونها ناتجة عن وجود سياسات أو خطط واضحة لدى مسؤولي الأمم المتحدة والأونروا.
ومع ذلك، حذر مشعشع من أن هذه الإنجازات مهددة بالخطر بسبب الجهود المستمرة لإضعاف الوكالة سياسيًا وإجرائيًا وماليًا.
تدمير 200 من منشآت الأونروا ومقتل 263 من موظفيها
وأشار إلى التحديات الهائلة التي تواجهها الأونروا، خصوصًا في ظل تدمير أكثر من 200 من منشآتها في غزة، ومعظمها مدارس، ومقتل 263 من موظفيها، ما يجعل مهمة استعادة عافيتها في غاية الصعوبة.
وأضاف: "إن الأونروا في القدس تواجه خطرًا وجوديًا يتمثل في إخلاء مقرها في الشيخ جراح مع نهاية الشهر، بالإضافة إلى إغلاق عيادة الزاوية داخل أسوار البلدة القديمة.
وأوضح أن هذا الوضع يعكس استسلامًا أمميًا وفلسطينيًا أمام السياسات الإسرائيلية، ما يضع أكثر من 100 ألف مقدسي مسجل في سجلات الأونروا في مهب الريح، مع تداعيات خطيرة على خدمات اللاجئين في القدس.
وتوقع مشعشع أن تستمر الأونروا في العمل خلال عام 2025، ولكن بصعوبة بالغة بسبب العجز المالي المتزايد، خصوصًا بعد تراجع الدعم المالي الأمريكي والسويدي، وتدهور الدعم العربي، إلى جانب الشروط التعجيزية التي تفرضها الدول المانحة.
وحذر من أن استمرار هذه التحديات سيؤدي إلى تدهور كبير في خدمات الأونروا في الضفة الغربية وغزة، مشيرًا إلى أن إعادة بناء المنشآت المدمرة في غزة وحدها يتطلب مليارات الدولارات، وهو تحدٍ ضخم لوكالة تعاني من ضائقة مالية خانقة.
وختم مشعشع حديثه لـ "القدس" بالتحذير من المخاطر الوجودية التي تهدد حق العودة ودور الأونروا كحامية لهذا الحق، مشيراً إلى الضعف الواضح في المواقف الأممية والفلسطينية لمواجهة هذه التحديات.
وقال: "صعب جداً أن تقف متفرجًا أمام محاولات القضاء على حقك كلاجئ، وحقك كإنسان، وحقك كفلسطيني".
الوكالة مستمرة في عملها اللوجستي الحيوي لدعم اللاجئين في القطاع
أما عدنان أبو حسنة، الناطق الرسمي باسم وكالة الأونروا، فقال إن الوكالة مستمرة في عملها اللوجستي الحيوي لدعم اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حجم العمل سيتوسع في الفترة المقبلة للتعامل مع التحديات الإنسانية المتزايدة بعد الدمار الذي شهدته المنطقة.
وأوضح أبو حسنة أن الأونروا تمتلك قوة لوجستية هائلة تشمل آلاف الموظفين والمؤسسات والمستودعات، ما يؤهلها للقيام بدورها الحيوي في توزيع المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.
وأضاف: "منذ وقف إطلاق النار، تم توسيع عمليات توزيع المواد الغذائية في غزة، ونحن مستمرون في تعزيز هذا الدور لخدمة السكان المتضررين".
وشدد على أن الأونروا لن تغلق عملياتها تحت أي ظرف، رغم عدم اليقين بشأن القرارات التي قد تتخذها الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة.
13 ألف موظف دائم و10 آلاف ضمن برامج مؤقتة
وأكد قائلاً: "لا أحد يستطيع أن يحل مكان الأونروا سوى الأونروا نفسها. المنظمات الأخرى، رغم احترامنا لها، تعتمد على الآخرين لتنفيذ المهام ولا تنفذها بشكل مباشر كما تفعل الأونروا".
وأشار أبو حسنة إلى أن الأونروا توظف حوالي 13 ألف موظف دائم في غزة، بالإضافة إلى 10 آلاف آخرين ضمن برامج مؤقتة.
وتابع: "عمليات الأونروا ستتوسع بشكل كبير، خصوصًا في ظل الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الأخير على القطاع. تاريخ الأونروا الممتد لأكثر من 76 عامًا وتجربتها الطويلة يجعلها الجهة الأكثر قدرة على التعامل مع الكوارث الإنسانية الكبيرة".
وأكد أبو حسنة أن الأونروا تظل العمود الفقري للخدمات الإنسانية في غزة، موضحًا أن توسيع نطاق العمليات الحالية يعكس التزام الوكالة بتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الدعم الضروري لإعادة إعمار ما دمره العدوان.
قرار إسرائيل بحظر عمل الأونروا "عقابي"
من جهته، وصف الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة قرار إسرائيل حظر عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه "عقابي"، ويستهدف بشكل مباشر الشعب الفلسطيني واللاجئين، محذراً من تداعيات خطيرة على أوضاعهم الإنسانية.
وأشار أبو سعدة إلى أن الوكالة، التي أُنشئت عام 1949، تُعدّ المصدر الأساسي لتقديم خدمات التعليم، والرعاية الصحية، والتشغيل للاجئين الفلسطينيين.
وأوضح أن هناك أكثر من 320 ألف طالب فلسطيني في قطاع غزة يعتمدون على مدارس الوكالة، فضلاً عن الآلاف الذين يتلقون خدمات الرعاية الصحية الأولية.
وأكد أن البدائل المقترحة، مثل تفويض برنامج الغذاء العالمي للقيام بدور الأونروا، لن تكون كافية لتغطية جميع الخدمات التي تقدمها الوكالة.
وأضاف: "حتى لو تم تكليف برنامج الغذاء العالمي، فإنه لن يستطيع أن يفي بجميع الاحتياجات الأساسية التي تعتمد عليها شريحة كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين".
وأعرب أبو سعدة عن قلقه من توقف العديد من الدول عن تمويل الوكالة، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية.
استمرار عمل الأونروا مرتبط بعدم وجود حل سياسي للقضية
وشدد على ضرورة إصرار الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على تراجع إسرائيل عن قرارها، مؤكداً أن استمرار عمل الأونروا مرتبط بعدم وجود حل سياسي للقضية الفلسطينية.
وأوضح أبو سعدة أنه في حال التوصل إلى حل سياسي شامل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، يمكن للدولة الفلسطينية أن تتولى الإشراف على الخدمات التي تقدمها الأونروا.
لكنه أكد أنه في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي، فإن الوكالة تبقى الجهة الوحيدة القادرة على الإشراف على قضايا التعليم والصحة والتشغيل وفق التفويض الممنوح لها منذ عام 1949.
وقال أبو سعدة في ختام تصريحاته لـ "القدس" إن إسرائيل، بهذا القرار، وضعت العالم في أزمة إنسانية جديدة وزادت من تعقيد الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين، ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لحماية حقوق اللاجئين ومنع تدهور أوضاعهم أكثر.
محاولات التآمر المستمرة على الاونروا لإغلاقها
من جانبه، شدد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري على الأهمية التاريخية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حياة اللاجئين الفلسطينيين، ودورها المحوري في الحفاظ على قضية اللاجئين.
وأشار إلى محاولات التآمر المستمرة على دور الوكالة من قِبَل بعض الدول الممولة، مستذكرًا التهم التي أُلصقت ببعض موظفيها العام الماضي، ومحاولات إغلاق مؤسساتها، وخاصة في مدينة القدس.
وأوضح الحموري أن هناك أمثلة واضحة على التضييق، مثل إغلاق "عيادة زاوية الهنود" في القدس، التي كانت تقدم خدمات صحية مهمة للاجئين الفلسطينيين المقدسيين.
وذكر أن هذه العيادة سبق أن أُغلقت بذريعة التدقيق، لكنها عادت للعمل لفترة، ليُعاد إغلاقها مؤخرًا، ما تسبب بضرر كبير لهؤلاء اللاجئين.
كما أشار الحموري إلى خطورة إغلاق المقر العام للأونروا في القدس، مؤكدًا أن الأرض التي يقام عليها هي أرض أردنية منحتها الحكومة الأردنية للوكالة.
مقر "الأونروا" في القدس والسيادة الأردنية
وأوضح أن هذا المقر من المفترض أن يبقى تحت سيادة الحكومة الأردنية، لكنه يتعرض لمحاولات إضعاف دوره.
وأضاف الحموري أن ما يحدث في غزة يُظهر أهمية استمرار دور الوكالة، على عكس ما تمنى الإسرائيليون والأمريكيون الذين سعوا لإغلاقها.
وشدد على أن الأونروا لا تزال تلعب دوراً رئيسيًا في تقديم المساعدات الإنسانية في غزة، بدعم من بعض الدول العربية والأوروبية التي استمرت في تمويلها.
وأكد الحموري أنه لا توجد إمكانية حالياً لخلق بديل للأونروا، نظرًا لقدرتها على إدارة الإحصائيات والبيانات المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين، ومعرفتها الدقيقة بالأماكن والمرافق التي تقدم خدماتها فيها.
دلالات
الأكثر تعليقاً
الرئيس يهنئ ترامب لمناسبة أدائه اليمين الدستورية
بن غفير: نترقب عودة المزيد من المحتجزين بالقوة
أبو عبيدة: شعبنا قدم من أجل حريته تضحيات غير مسبوقة خلال 471 يوما
ترامب يلغي العقوبات على المستوطنين ويجمد المساعدات للفلسطينيين
نبكي جنين!
العَلْمانِيَّةُ في العالَمِ العَرَبِيِّ: أُفُقُ التَّجْدِيدِ أَمْ تَهْدِيدٌ لِلْهُوِيَّةِ؟
هيئة البث العبرية: حماس قدمت هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات
الأكثر قراءة
ترامب يقسم اليمين ليصبح الرئيس الأميركي 47، ويفتخر بصفقة غزة
شهيدان برصاص قناصة الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة
أبو عبيدة: شعبنا قدم من أجل حريته تضحيات غير مسبوقة خلال 471 يوما
النقد" تصدر تعليمات للمصارف للتعامل مع أقساط المقترضين المتراكمة خلال العدوان
إطلاق سراح أول دفعة من الفلسطينيين من سجون الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار
ترامب يلغي العقوبات على المستوطنين ويجمد المساعدات للفلسطينيين
هيئة البث العبرية: حماس قدمت هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات
أسعار العملات
الأربعاء 22 يناير 2025 9:11 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.54
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 477)
شارك برأيك
لا أحد يمكنه التعامل مع غيرها.. "الأونروا" تدافع عن نفسها بفرادةِ أدائها