Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 10 ديسمبر 2024 9:17 صباحًا - بتوقيت القدس

هروب الأسد في يوم الأحد

حدث تاريخي وسقوط سريع وهروب مغاير عن الطبيعي، قد يؤسس لسوريا جديدة، مزدهرة باقتصاد حر، ومتطورة في شتى المجالات، بعد أن عاش الشعب السوري لخمسة عقود تحت حكم دكتاتوري، اعتمد على سياسة الرجل الواحد، والحزب الواحد، والتوريث الذي أثقل حياة السوريين بالمعاناة والترهيب وفقدان الأمل، وشكَّل حالة يأس وإحباط لديهم طال أمدها، وعلى نحو مفاجئ هرب الأسد من دون أن يقول كلمة، ومن دون أن يهمس بحرف، أو يوجه خطابًا لمناصريه ومساعديه ولأعضاء حزب البعث السوري، وهذا هروب مختلف لم يسبق أن حدث من قبل، في الدول التي عصفت بها رياح التغيير والربيع العربي.


منذ الساعات الأولى لهروب الأسد يوم الأحد، بدأت تتكشف صورة النظام الاستبدادي، بخروج المعتقلين من السجون والمعتقلات الأسديَّة التي كانت مقابر للأحياء، فمشاهد المعتقلين تحت الأرض من دون رحمة، وبلا أدنى حس إنساني بشري، في غياهب الظلمة والعتمة والتعذيب، تظهر حجم البشاعة والاضطهاد الذي عانى منه عشرات آلاف من المعارضين، ممن اختلفوا معه ومع أتباعه في الرأي، كما تظهر حجم الوحشية في التعامل مع المعارضين السياسيين، ومن دون رحمة كانوا يقضون السنوات داخل أقبية معتمة، تحت الأرض بطبقات، لا يعلمون فيها الليل من النهار، ولا يعرفون ما يحدث في الخارج، ومنهم الكثير ممن لا يعرف أحد عنه إن كان على قيد الحياة، ففي تلك السجون يتحول الإنسان لرقم، وتصبح حياته جحيم، وينقطع عن الاتصال بالعالم الخارجي.


لو لم يهرب الأسد لما رأى العالم تلك المشاهد القاهرة والموجعة، ولما عرف الكثيرون أن أبناءهم الذين أقاموا على موتهم عويلاً وبيوت عزاء، بعد أن انقطعت أخبارهم لأربعة عقود وبعضهم أكثر، لا زالوا على قيد الحياة، وأنهم في تلك الأقبية البغيضة التي كان يرعاها ذلك النظام المستبد، وتلك حكايات ناس وبشر، لكل واحد حكايته الموجعة والمرعبة، ومعاناته مع أدوات النظام القهري والقمعي، ولكل واحد رواية سيقولها ذات يوم ونسمعها، فما رأيناه خلال الساعات الأولى لسقوط النظام تقشعر له الأبدان، فكيف إذا بدأنا نسمع عما عاشه أولئك الذين وقع عليهم ظلم النظام المستبد.


هروب الأسد في يوم الأحد، يضع سوريا أمام مرحلة جديدة، نرجو أن تكون مرحلة إعادة بناء وازدهار، وأن لا تغرق فيما يخطط له الاستعمار من تقسيم وفرقة طائفية، وأن تخرج من محنتها متعافية قادرة على بناء دولة القانون والمؤسسات واحترام الرأي الآخر، وطي صفحة الأسد وابن الأسد بكل ما فيها، والانتباه لخطورة المرحلة، وعدم الانجرار وراء طابور الفتن.


لأننا لا نحب الديكتاتوريين ولا نحب التوريث، ونكره الدول البوليسية، وتخيفنا سلطة الحزب الواحد والفرد الواحد، رأى البعض في السقوط انتصارًا، وهذا صحيح، بينما أغفلنا الحقيقة وهي أن المستفيد الأول كان هو إسرائيل، فبينما يدور الجدل بين مؤيد ومعارض، وبين من هو مع ومن هو ضد، كان الاحتلال يدخل إلى عمق سوريا ويتقدم نحو المرتفعات، ويقضم مساحات شاسعة من الأرض بحيث بات إلى أحلامه أقرب في التوسع والتمدد والاحتلال والسيطرة، وبينما كان يسقط دكتاتور في دمشق،  كان في تل أبيب أحمق يحلم بأن يصبح دكتاتوراً بدرجة مجرم حرب.


دلالات

شارك برأيك

هروب الأسد في يوم الأحد

المزيد في أقلام وأراء

حرب ترامب الاقتصادية

حمادة فراعنة

العالم على كف "رئيس"

منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!

محمد جودة

عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل

حديث القدس

المشهد الراهن والمصير الوطني

جمال زقوت

الخيار العسكري الإسرائيلي القادم

راسم عبيدات

ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!

د. إبراهيم نعيرات

ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟

هاني المصري

زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين

حمدي فراج

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

حمادة فراعنة

مجدداً.. طمون تحت الحصار

مصطفى بشارات

بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !

د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت

الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية

جنيباليا.. مأساة القرن

حديث القدس

لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة

أحمد عيسى

"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ

د. أحمد رفيق عوض

رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن

حمادة فراعنة

"ترمب" والتهجير الخبيث!

بكر أبو بكر

تحويل الضفة إلى غيتوهات

بهاء رحال

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 560)