عربي ودولي
الأربعاء 04 ديسمبر 2024 10:14 صباحًا - بتوقيت القدس
فورين بوليسي تخوض في الأسباب وراء التقارب السعودي الإيراني وابتعاد الرياض عن التطبيع
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات
قالت مجلة "فورين بوليسى" المتخصصة بشؤون السياسة الخارجية الأميركية في مقال لها الثلاثاء ، في الوقت الذي قد تبدو فيه نبرة ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان تتغير باتجاه طهران ـ يجب أن لا يكون ذلك مقلقا.
يشار إلى أن ولي العهد السعودي قال في الحادي عشر من تشرين الثاني الماضي، في قمة الدول الإسلامية في الرياض، دعا المجتمع الدولي (الولايات المتحدة) إلى إجبار إسرائيل على "احترام سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة وعدم انتهاك أراضيها". وفي نفس التجمع، وصف ما ارتكبته قوات الدفاع الإسرائيلية في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية" الأمر الذي أثار تكهنات مربكة حول أسباب تلك الإيماءة، خاصة وأن هذا الخطاب قد يتعارض مع انطباعات المراقبين والسياسيين على حد سواء بالنسبة عن محمد بن سلمان، الأمر الذي أثار تساؤلات "ما الذي يحدث معه؟ وفي المملكة العربية السعودية".
تقول المجلة : "يبدو أن كلمات محمد بن سلمان في القمة تشكل تغييراً نوعياً، خاصة وأنه تساءل في عام 2017، بعد عام من اقتحام الغوغاء للسفارة السعودية في طهران، مما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين، تساءل كيف يكون ممكنا إجراء حوار مع نظام مبني على أيديولوجية متطرفة (إيران)... والذي [يقول] إنه يجب أن يسيطر على أرض المسلمين وينشر مذهبه الجعفري الاثني عشري في العالم الإسلامي؟".
وتنوه المجلة إلى أنه حتى بعد أن توسطت الحكومة الصينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران في آذار 2023، وبدء ذوبان الجليد، لا يزال المسؤولون في الرياض يعربون عن شكوكهم في نوايا طهران ويظلون غير واثقين من القيادة الإيرانية.
وتدعي المجلة أنه "فيما يتعلق بإسرائيل، أشار المسؤولون السعوديون (حتى الآن) إلى أن التطبيع ليس مسألة ما إذا كان سيحدث بل مسألة متى سيحدث، وقد رددوا ذلك كثيرًا لدرجة أنه بعد فترة، لم يعد يهتم أحدا بذلك، حيث أصبح الأمر مجرد جزء من الرسائل الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية.
وتخمن المجلة أنه : "مع الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، ارتفع الثمن الذي كان السعوديون يطالبون به الإسرائيليين للتطبيع بشكل مطرد. ومع ذلك، على مدار العام الماضي، وظهر المسؤولون في الرياض ملتزمون بالتسوية مع إسرائيل. وعلى الرغم من اتهام الإسرائيليين بالإبادة الجماعية منذ الأيام الأولى للحرب، فإن محمد بن سلمان لم يستخدم هذا المصطلح قط قبل القمة في 11 تشرين الثاني".
تقول المجلة في تخمينها للأسباب وراء تغير الخطاب السعودي أنه ، أولاً، قد يكون ذلك محاولة افتتاحية في المفاوضات مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن الاتفاقية الأمنية التي نوقشت منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وبينما غير محمد بن سلمان موقفه بشأن إيران، إلا أنه يفعل ذلك بحذر وتأني .
ثانيا، تقول المجلة، أن محمد بن سلمان بالاقتراب من إيران، إنما يبتعد عن إسرائيل وإمكانية التطبيع. فقد أثارت وحشية العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة غضب الكثيرين في المملكة العربية السعودية. ويستشهد كاتب المقال، ستيفن كوك، بأنه في زيارته الأخيرة للمملكة، تعرض هو وزملائه لوابل من الانتقادات لإدارة بايدن بشأن المذبحة المستمرة في غزة ، "ولا شك أن هذا يجب أن يكون جزءًا من تفكير محمد بن سلمان... إن ولي العهد قوي للغاية، لكنه ليس محصنًا من الرأي العام. التطبيع مع إسرائيل لا يستحق العناء بالنسبة له في الأمد القريب، نظرًا لعمق غضب الجمهور إزاء تدمير غزة".
يقول الكاتب "إن استخدام ولي العهد لكلمة "إبادة جماعية" هو أيضًا تحذير واضح لإدارة ترامب القادمة، والتي تولي أهمية كبيرة للتطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية كمتابعة لاتفاقيات إبراهيم. فلا توجد طريقة تجعل القادة السعوديين يرغبون في الارتباط بالتطبيع في وقت أصبح فيه المستوطنون الإسرائيليون يعتقدون أن ترامب لن يقف في طريق الضم، خاصة وأن تعيينه لحاكم أركنساس السابق مايك هاكابي - المدافع عن السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة ودعمها لضمها - سفيراً لدى إسرائيل إلى أنهم قد لا يكونون مخطئين، حيث سيكون من المحرج للغاية لولي العهد أن يسلك طريق التطبيع فقط لكي يوسع الإسرائيليون - بمباركة ترامب - السيادة الرسمية لإسرائيل كل أو أجزاء من الضفة الغربية المحتلة".
ويعتقد الكاتب أنه من خلال استحضار مسالة (وتعبير) الإبادة الجماعية، فإن ولي العهد يعطي إشارة إلى الرئيس المنتخب أنه في ظل الظروف الحالية، فإن السعوديين غير مستعدين للمضي قدمًا (في مسيرة تطبيع).
وثالثا وأخيرًا، وفق ستيفن كووك، "هناك التفسير الأكثر إقناعًا لتحول محمد بن سلمان الواضح: بعد التدخل في الحرب الأهلية في اليمن، وفرض حصار على قطر، وإجبار رئيس وزراء لبنان على الاستقالة، ودعم معارضي الحكومة المعترف بها دوليًا في ليبيا، والفشل في تحقيق أي من أهدافه، خلص ولي العهد إلى أن إخضاع المنطقة لإرادته ليس في إطار سلطته... ولكن بدلاً من ذلك، تحول الآن إلى الداخل، سعياً إلى ضمان الاستقرار داخل المملكة. والميل نحو إيران هو إحدى الطرق لإبقاء الفوضى خارج حدود المملكة العربية السعودية".
هذا التحول له أهمية قصوى بالنسبة لمحمد بن سلمان لأنه ينفق مئات المليارات من الدولارات لتشكيل مستقبل المملكة العربية السعودية. ويمكن للمرء أن يشكك في حكمة مشاريعه الضخمة والضخمة، بما في ذلك مدينة نيوم الجديدة ومشروع ساحل القدية السياحي في جدة. ولكن الآن بعد أن استثمر الكثير فيها، سيكون من غير الحكمة ألا تسعى القيادة السعودية إلى الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأساسي لمنحها فرصة النجاح. ولا يوجد ما يشير إلى أن السعوديين يثقون فجأة في الإيرانيين، لكنهم لا يريدون منحهم أي أعذار لإفساد ما يجري في السعودية على المستوى المحلي.
في الماضي غير البعيد، مارس السعوديون سياسة الريال، ودفعوا في الأساس للتأكد من عدم إلحاق المشاكل الإقليمية الضرر بالمملكة. إن ما فعله محمد بن سلمان يتردد صداه في ما فعله عندما دعا العالم إلى كبح جماح إسرائيل وأوضح أنه يرى إيران كعضو في الأسرة. "ومن وجهة نظر ولي العهد، فإن هذا ليس تحولاً نحو إيران بل تحولاً نحو المملكة العربية السعودية" بحسب الكاتب.
دلالات
الأكثر تعليقاً
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
اختتام فعالية تحكيم المرحلة الثالثة من مسابقة "ماراثون القراءة الفلسطيني الأول" في الخليل
"الأونروا": حرب الإبادة على غزة تسببت في وباء إصابات فظيعة
مسؤول في "Coinbase": فوز ترامب يفتح الباب أمام تنظيم سريع للعملات المشفرة
إجلاء 11 طفلاً مصاباً بالسرطان من قطاع غزة إلى الأردن
هل أتاك حديث الجنود؟
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
الأكثر قراءة
وزير الخارجية الإسرائيلي: مؤشرات على تقدم صفقة الأسرى ومرونة من حماس
حماس تعلن مقتل 33 أسيرا إسرائيليا وتوجه رسالة لنتنياهو
قصف مكثف للاحتلال على غزة وخان يونس يوقع 7 شهداء وعدد من الجرحى
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 4 شبان قرب جنين
بدء اجتماع حماس ومسؤولين مصريين في القاهرة
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
أسعار العملات
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 177)
شارك برأيك
فورين بوليسي تخوض في الأسباب وراء التقارب السعودي الإيراني وابتعاد الرياض عن التطبيع