أقلام وأراء
الجمعة 15 نوفمبر 2024 9:50 صباحًا - بتوقيت القدس
ترامب ونتنياهو.. ماضياً ومستقبلاً؟
ثمة تشابهات كبيرة في ثنايا طبقات أعماق شخصيتي كل من ترامب ونتنياهو، فالرئيس السابق و(القادم) ترامب يجاهر بكراهيته لغير الأمريكيين ولربما لعديد الأمريكيين. أما نتنياهو وبعد أن كشف عن مبادئه، المستندة حقيقة إلى مضامين تلمودية محرفة، فيكاد يجاهر بكراهية "الأغيار" (أي جميع غير اليهود) وأيضاً لعدد متزايد من اليهود العلمانيين – المتنورين! كما أن عشق المال وبالتالي الأغنياء مترسخ في الطبقات الجوانية لهاتين الشخصيتين. كذلك، هما يشتركان في نزعات قوية ذات مضامين استعلائية وقومية متطرفة. وقد تأكد من واقع التجربة أنهما لا يقيمان وزناً لكل ما هو دستوري ومؤسساتي وليبرالي ديمقراطي. بل أنهما يؤمنان بدور الفرد (أقرأ: الزعيم) الذي يتمتع بصلاحيات لا ضوابط لها، وبالتالي نجحا في تهميش المؤسستين اللتين صعدا باسميهما (الحزب الجمهوري في حالة ترامب وحزب الليكود في حالة نتنياهو). أخيراً وليس آخراً، يجمعهما إيمانهما بأن "وظيفة" الإعلام هي في جعله سلاحاً بأيديهم مهمته، دون أن يرف لهما جفنٌ، معاقرة الكذب، وتكرار الكذب حد التصديق، علاوة على اختراع "معلومات" تناسبهما مع تشويه المعلومات الحقيقية والوقائع بما يخدم أغراضهما الخاصة والعامة.
هذه التشابهات بين شخصيتي الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لعبت دورها في إقامة علاقات "استراتيجية" بينهما وبالذات بعد وقوف اللوبي الإسرائيلي، زائداً اللوبي الصهيوني الأوسع (المستند إلى القوى والجماعات والمنظمات المتمسيحة المتصهينة) مع ترامب، الأمر الذي أسفر عن تبني الأخير (في ولايته الأولى) مجموعة من الأهداف والمصالح الإسرائيلية الصهيونية، خاصة أن الرئيس ترامب يومها لم يكن يدفع من جيبه (على غرار ما فعله اللورد بلفور قبله)، وإنما من حساب الفلسطينيين والعرب وغيرهم. وهكذا أسفرت علاقات الماضي بينهما عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإغلاق القنصلية الأمريكية في القدس العربية، والاعتراف بضم إسرائيل للهضبة السورية، ناهيك عن "إضفاء الشرعية" على حركة الاستعمار/الاستيطان، وبالذات في الضفة الفلسطينية، إضافة إلى الدفع باتجاه ما عرف باسم (اتفاقيات أبراهام) مع بعض الدول العربية على درب تأسيس "حلف" بين الدولة الصهيونية وبعض الدول السنية في مواجهة "الخطر الإيراني الشيعي"، وطبعاً بما يتضمنه كل ذلك من محاولة منع إيران من تطوير سلاح نووي وفرض مختلف أنواع العقوبات عليها.
وعلى صعيد المستقبل، يخطط نتنياهو لتكرار عملية "حلب البقرة" (الأمريكية الترامبية) مع بداية الفترة الرئاسية الجديدة. وفي هذا النطاق، وفي مستوى الحد الأدنى، يدفع نتنياهو- بقوة شهية مفتوحة -نحو تكبير "إسرائيل الصغيرة جداً" (وفق تعبير ترامب). وعليه، يخطط نتنياهو للحصول على موافقة من ترامب على ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية والاعتراف بشرعية "مستوطنات" إضافية فيها وأيضاً تأكيد السيطرة الإسرائيلية على شمال قطاع غزة وربما إطلاق "وحش الاستيطان" فيه، علاوة على إقامة منطقة أمنية عازلة في لبنان حتى حدود نهر الليطاني! ولعل قمة أماني نتنياهو: النجاح في إقناع الرئيس الأمريكي القادم بشن حرب لضرب النظام الإيراني ومؤسساته ومرتكزاته وبالذات "المنشئات النووية".
وفي سيناريو مختلف، يتوقع عدد متزايد من المراقبين الإسرائيليين (وغيرهم) أن لا يتجاوب الرئيس الأمريكي القادم مع كل ما يتمناه نتنياهو. وعن مضامين هذا السيناريو المستقبلي سيكون مقال الاسبوع القادم
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سياسة هدم تعسفية في القدس
حديث القدس
ياسر عرفات الثائر العظيم صاحب الكوفية
بكر أبو بكر
حرب بلا نهاية على غزة
حديث القدس
المبادرة السعودية الجديدة وإيران وحرب غزة
إبراهيم أبراش
404
بهاء رحال
لماذا سيواصل ترامب سياسته في ولايته الأولى ؟
نبهان خريشة
مستقبل السلام في الشرق العربي أرض السلام والأنبياء
كريستين حنا نصر
"الدولة" التي تعبث بالعالم
د. إياد البرغوثي
حرب التجويع متواصلة في غزة
حديث القدس
المجاعة المجاعة!
ابراهيم ملحم
قمة الرياض.. الإرادة السياسية واستقلالية آليات التنفيذ هما الأهم
مروان إميل طوباسي
آليات للانتقال من حالة الهشاشة إلى حالة المناعة النفسيّة
د. غسان عبد الله / القدس
نتائج القمة المشتركة
حمادة فراعنة
عامٌ من طوفان المجازر ولا تزال حرب الإبادة مستعرة
د. رياض العيلة
غزة والإبادة.. الضفة والسيادة
حديث القدس
القمة العربية والإسلامية في الرياض
بهاء رحال
حرب الانبعاث الإسرائيلية
حمادة فراعنة
عودة ترامب والمصير الفلسطيني
جمال زقوت
فرصة قد لا تسنح في خمسين سنة
حمدي فراج
جرائم القتل والفوضى والانهيار مستمرة.. أين الخلل؟!
راسم عبيدات
الأكثر تعليقاً
"الدولة" التي تعبث بالعالم
إحياء الذكرى الـ 20 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات في عدد من المحافظات
الرئيس عباس: نعمل على وضع آليات لإدارة قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير
مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك شمال قطاع غزة
السعودية تُسلّم الدفعة الثالثة من الدعم المقدم لدولة فلسطين
القمة العربية الإسلامية المشتركة تدين جرائم الاحتلال المروعة والصادمة في قطاع غزة
نتنياهو: حين يصل ترمب سنضم الضفة
الأكثر قراءة
خطة الحسم بدأت بالقضم قبل الهضم.. بدء العمل بالبنية التحتية لابتلاع الضفة الغربية!
القمة العربية الإسلامية المشتركة تدين جرائم الاحتلال المروعة والصادمة في قطاع غزة
تداعيات تخلّي قطر عن دور الوساطة على جهود إتمام الصفقة
مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك شمال قطاع غزة
وزير الاقتصاد الإسرائيلي: فليذهب القطريون للجحيم
نتنياهو: حين يصل ترمب سنضم الضفة
"الدولة" التي تعبث بالعالم
أسعار العملات
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 9:48 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.76
شراء 3.75
يورو / شيكل
بيع 3.99
شراء 3.98
دينار / شيكل
بيع 5.3
شراء 5.29
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 21)
شارك برأيك
ترامب ونتنياهو.. ماضياً ومستقبلاً؟