تستضيف الرياض اليوم قمة عربية-إسلامية غير عادية، بعد مرور عام على القمة السابقة، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان، والتطورات الإقليمية. تهدف القمة إلى مراجعة مخرجات قمة 2023 وتقييم الوضع المتدهور في غزة ولبنان، حيث تجاوز عدد الشهداء في غزة 43 ألفًا، وفي لبنان أكثر من 3 آلاف.

افتتح وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أمس، الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض، والذي يعقد اليوم الاثنين. تم خلال الاجتماع مناقشة العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، إضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية في أعقاب فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 كما تم بحث مشروع قرار القمة تمهيدًا لعرضه على القادة اليوم الإثنين، مع تنسيق المواقف بين الدول الأعضاء في قمة وصفت بأنها "مصيرية".

وتأتي هذه القمة امتدادًا للقمة العربية-الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 الثاني 2023، والتي هدفت إلى دعم الجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي، وبالتنسيق مع قادة الدول العربية والإسلامية. حيث كانت القمة السابقة قد أصدرَت قرارات تشمل كسر الحصار على قطاع غزة، إدخال مساعدات إنسانية، مطالبة مجلس الأمن بوقف العدوان، وحث الدول على وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. كما طالبت بإجراء تحقيقات دولية في جرائم الحرب الإسرائيلية، ودعت إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يستند إلى المبادرة العربية للسلام وتنفيذ "حل الدولتين".

الاجتماع الوزاري: مناقشات وتوقعات

شهد الاجتماع الوزاري مناقشة جدول أعمال القمة المرتقبة، والتي ستتناول أبرز القضايا المطروحة للنقاش. حضر الاجتماع نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية السفير الدكتور سعود الساطي، ووكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة، المشرف العام على وكالة الوزارة لشؤون الدبلوماسية العامة الدكتور عبد الرحمن الرسي، ومدير عام مكتب سمو الوزير عبد الرحمن الداود.

في الجلسة الافتتاحية للقمة، سيلقي حسين إبراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، كلمة تليها كلمات من أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى، ووزير الخارجية اللبناني عبد الله أبو حبيب.

أهمية القمة ودور السعودية

تكتسب القمة أهمية استراتيجية، كما ذكر حسين إبراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، الذي أكد أنها تعكس التزام السعودية والدول الأعضاء في المنظمة بتقديم الدعم للفلسطينيين وتعزيز العمل المشترك لمواجهة العدوان الإسرائيلي. كما ستركز النقاشات على وقف الحرب في غزة ولبنان، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، بالإضافة إلى المطالبة بتطبيق حل الدولتين ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبه، قال أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، إن القمة تشكل فرصة لمراجعة المواقف والمنهجيات العربية والإسلامية في دعم الفلسطينيين واللبنانيين. وأشار المتحدث باسم الجامعة، جمال رشدي، إلى عجز الإرادة الدولية في وقف العدوان الإسرائيلي رغم المحاولات العديدة، مما يتطلب بذل جهود أكبر للضغط على إسرائيل.

دور الأونروا في القمة

من المنتظر أن يشارك المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني في القمة لتأكيد دعم السعودية المستمر للوكالة في تقديم خدماتها الإنسانية والإغاثية في مناطق متعددة، بما في ذلك فلسطين ولبنان وسوريا. وأكد المستشار الإعلامي للأونروا، عدنان أبو حسنة، أن السعودية تقود الجهود الدولية لحماية الوكالة، مشيرًا إلى أنها قدمت أكثر من مليار دولار لدعم عمليات الأونروا في العقد الأخير.

القرارات المرتقبة

تستهدف القمة اليوم مراجعة مخرجات القمة السابقة، وتقييم الجهود المبذولة لوقف الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان في ظل التصعيد المستمر. وفي هذا السياق، ناقش الاجتماع التحضيري أهم القرارات التي من المتوقع أن تُتخذ في القمة، والتي تشمل:

تكثيف الضغط الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.

تعزيز الدعم الإنساني وفتح قنوات لإدخال المساعدات.

مطالبة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الحرب.

دعوة المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية.

تكليف لجنة وزارية بلورة تحرك دولي فعّال نحو حل شامل وعادل.

دعم المطلب الفلسطيني والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن، بهدف تحقيق السلام الدائم وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.

وفي هذا السياق، أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى أن فرص عقد المؤتمر "واردة جداً وقابلة للتنفيذ".