Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 10 نوفمبر 2024 9:10 صباحًا - بتوقيت القدس

بارك اللــه فـي اليـد العاملــة..

لا أستطيع أن أتصور إنساناً عاقلاً راشداً ينام ويستيقظ، ويأكل ويشرب، ويذهب ويأتي دون أن يعمل شيئاً ذا بال؛ ولا أستطيع أن أتصور أن يكون هناك إنسان عاطل عن العمل والله جعله خليفته على الأرض ليعمرها ويبنيها ويمشي في مناكبها، وخلق له أيضاً عينين، ولساناً وشفتين، ويدين ورجلين، وعقلاً وإرادة حرة! وما استغرابي هذا إلاّ لإدراكي ما للعمل من فوائد جمة تعود بالنفع على الفرد نفسه ومجتمعه، وبلده، وأبناء شعبه، ودولته وحتى على الإنسانية جمعاء، بغض النظر عن نوع هذا العمل، وحجمه، وكميته، ومقداره، وبساطته، والجهد المبذول فيه. فالعمل هو الحياة، ولا تستقيم الحياة إلا به، بل هو الحياة بعينها، وله من الفوائد ما لا يعد ولا يحصى.


والعمل اصطلاحاً يعرف بأنه ما يقوم به الإنسان من نشاط ذهني أو عضلي، سواء أكان مدفوع الأجر، أو تبرعاً من حرث وزراعة وحصاد، وبيع وشراء، وصناعة وإنتاج واختراع، وتجميل وخياطة وبناء، وقراءة وكتابة وتربية وتعليم وطب ومعالجة، وتجارة وإدارة وعبادة. هذا إلى جانب الأعمال الحرفية التقنية في مختلف مجالات الحياة، بما فيها مجال التكنولوجيا والحاسوب والإنترنت وغيرها من المهارات العملية البنائية.  


أما عن الفوائد التي يجنيها الفرد من جراء يده العاملة المباركة فهي كثيرة ومتعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر، أن العمل يجعل الإنسان ينجز شيئاً مفيداً مهما كان بسيطاً، وثانيها، أن العمل يخلصه من الطاقة السلبية التي قد تزعجه أو تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية؛ وثالثها، أن العمل يجعله يقضي الوقت بسعادة وهناء، لشعوره بأن وقته لم يذهب عبثاً وإنما ملأه بعمل شيء مفيد؛ ورابعها، أن العمل يجعل عقله يفكر بطريقة سليمة لا تشويش فيه ولا اضطراب؛ وخامسها، أن العمل يشحنه بطاقة إيجابية خلاقة تجعله يرى الحياة بمنظار وردي جميل؛ وسادسها، أن العمل يجعله يقبل على الحياة بشوق وحماس وحب ورضى؛ وسابعها، أن العمل يجعل له قيمة ومعنى؛ وثامنها، أن العمل يجعله يعيش بصحة وعافية خالياً من الأمراض الجسمية والنفسية نسبياً، وتاسعها، أن العمل يجعله يقضي فراغه في شيء مفيد كممارسة هواياته، أو عمل إضافي يعينه على أعباء الحياة المادية، وعاشرها، أن العمل يجعله ينال رضى الله لقوله تعالى، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، وقول رسولنا بارك الله في اليد العاملة.


فالمهم في الأمر، أن يكون الإنسان عاملاً لا قاعداً، وبنّاء لا بطّالاً، مهما كانت الظروف التي يعيشها.  فمثلاً إن كان فقيراً، يمكنه أن يعمل بائعاً، أو مراسلاً، أو في حانوت، أو حقل، أو منزل بما يكفل تأمين قوته؛ وإن كان مريضاً فيمكنه أن يقرأ، أو يكتب، أو ينسج وهو على فراشه؛ وإن كان معاقاً فيمكنه أن يعمل وهو جالس، بما يتناسب مع نوع إعاقته؛ وإن كان ضريراً فيمكنه أن يعمل في التدريس الخصوصي، أو أنيساً للأطفال أو المسنين؛ وإن كان أصمّاً فيمكنه أن يعمل في الحقل، أو الزراعة، أو الحراثة، أو النظافة، أو الخياطة، أو في البناء وغيرها من الأعمال التي تتناسب مع درجة صمّه. فمثل هذه الأعمال تساعده أن ينجز شيئاً مفيداً ويجني دخلاً مهما كان قليلاً، لا أن يكون عاطلاً يجلس صامتاً يبحلق في الناس من حوله وهم يروحون ويذهبون ويعملون، بينما هو صامت لا يعمل شيئاً، فيصبح بهذا عبئاً ثقيلاً على نفسه وأهله، وعالة على غيره ومجتمعه.


لذا نعود فنقول، بارك الله في اليد العاملة، وبارك الله في الإنسان النشيط المنتج العامل الذي لا يضيع دقيقة من وقته، ولا حقبة زمنية من حياته إلا وملأها بالشيء المثمر المفيد. وبهذا يمكن القول أن العمل يظل روح الحياة وبهجتها وعصب الحياة فيها، والذي فيه يفوز برضا الله وتوفيقه، ونعميه وجناته في الدنيا والآخرة

دلالات

شارك برأيك

بارك اللــه فـي اليـد العاملــة..

المزيد في أقلام وأراء

في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!

حديث القدس

العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم

الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة

بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة

د. غسان عبدالله

من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية

زياد ابحيص

احتفالات الميلاد.. تغيب للسنة الثانية عن أرض الميلاد

راسم عبيدات

جحيم الإبادة في شمال القطاع

بهاء رحال

قيادات قيد التحقيق لدى المستعمرة

حمادة فراعنة

تصريحات بابا الفاتيكان وجيك سوليفان

د. أحمد رفيق عوض

يمكننا تحقيق حل الدولتين ولكن ذلك يتطلب تغيير طريقة تفكيرنا وقيادة الشعبين

جرشون باسكين وسامر سنجلاوي

عندما تصبح جثامين الشهداء هياكل عظمية

حديث القدس

الرضيعة عائشة القصاص تجمد جسدها حد الموت

بهاء رحال

ترامب.. الرئيس القوي

د. ناجي صادق شراب

نحن لا نتضامن مع جنين.. نحن لسنا إلا جنين نفسها!

د. رمزي عودة

الأمن العربي في خطر.. البداية فلسطين والدول المحيطة

فوزي علي السمهوري

الاستيطان والاحتلال والفكر البراغماتي

د. دلال صائب عريقات

دولة الزينكو...

حسام أبو النصر

الذكاء الاصطناعي: أداة ربات البيوت الفلسطينيات في إدارة المنزل وتدريس الأبناء

بقلم : صدقي ابوضهير " باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

من أنا؟ الذكاء الاصطناعي يجيب!

عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

أنفاسٌ مكتومةٌ تحت الركام!

ابراهيم ملحم

أكبر كارثة في العالم ..تحصل في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 290)