Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 17 أكتوبر 2024 8:40 صباحًا - بتوقيت القدس

المحرقة تشتد ضراوة.. مَن يُطفئ نار الإبادة الـمُستعرة؟

رام الله- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم:

د. عمر رحال: الإرادة السياسية لدى الدول العربية هي المفتاح لوقف هذه المقتلة وبالإمكان استخدام سلاح النفط والضغوط الاقتصادية

هاني أبو السباع: أمام مشاهد إحراق المدنيين في مراكز الإيواء لم ترتق التحركات الدولية إلى المستوى المطلوب لوقف هذه الجرائم

أكرم عطا الله: صمت العالم كان بمثابة رخصة غير معلنة لدولة الاحتلال للاستمرار في هجماتها وإجرامها في قطاع غزة

د. حسين الديك: المقتلة يمكن وقفها فقط إذا اتخذت الدول العربية والإسلامية موقفاً حازماً يترجم تصريحاتها إلى أفعال سياسية 

داود كُتُّاب: يجب تصحيح البوصلة الإعلامية والسياسية والاستمرار في جعل قطاع غزة محور الاهتمام الدولي.


 تتفاقم الأوضاع المأساوية والمعاناة مع تصاعد حرب الإبادة والمذابح التي يقترفها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وسط صمت عالمي مريب، حيث يستصرخ أهالي غزة المجتمع الدولي دون مجيب.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن هناك إمكانية كبيرة لممارسة ضغوط على الولايات المتحدة وأوروبا من قبل الدول العربية باستخدام لغة المصالح، لكن ذلك يتطلب إرادة سياسية حقيقية لوقف ما يحدث.


ويتفق جميع المتحدثين على أهمية الفعل العربي والإسلامي الفعّال، واتخاذ خطوات حقيقية بدلاً من التصريحات، ويعتبرون أنه السبيل الوحيد لإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني، وضرورة تكاتف الجهود لتحقيق ذلك، مع الإشارة إلى أن النفط يعد أداة ضغط على الدول الغربية لدفعها للضغط على إسرائيل لوقف العدوان.


وأكد الكتاب والمحللون والأكاديميون أن الوقف الفوري للتطبيع مع إسرائيل وتنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية الداعمة للقضية الفلسطينية، من الخطوات الضرورية لمواجهة هذه المجازر، بالتوازي مع ضرورة تعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية لتمكين الفلسطينيين من مواجهة التحديات وتحقيق استقلالهم. وأضافوا: "يُعد تحرك الدول العربية والإسلامية بشكل مباشر خطوة ضرورية لإيقاف الإبادة الجماعية".


وأشاروا إلى ضرورة تحشيد المجتمع الدولي واللجوء إلى ضغط حقيقي على إسرائيل عبر الدول الإسلامية والعربية، إذ إن المصالح الاستراتيجية هي ما يحرك المجتمع الدولي، للخروج وكسر الصمت الدولي حول جرائم الإبادة في قطاع غزة.


ولفت الكتاب والمحللون والأكاديميون إلى أن صمت المجتمع الدولي يعد ضوءاً أخضر لإسرائيل لمواصلة اعتداءاتها، لكن تبرز الحاجة الملحة للتحرك الدولي العاجل لحماية المدنيين ووقف الإبادة الجماعية، مع إبقاء غزة في دائرة الاهتمام الدولي، حيث أن السكوت عن الجرائم الإسرائيلية يساهم في استمرارها وتعميقها.


إسرائيل تخدع العالم للتغطية على مجازرها


وبالرغم من إعلان إسرائيل أن غزة ساحة قتال ثانوية، قبل أيام، فإن حجم الجرائم قد ازداد، بل تزايدت بشاعته، ويظهر ذلك الإعلان، سياسية إسرائيل لخداع العالم للتغطية على مجازرها في القطاع، وهو ما ظهر ببشاعة حرق النازحين وهم أحياء، وبقي الصمت الرهيب سيد الموقف، حسب ما يراه الكتاب والمحللون السياسيون وأساتذة الجامعات.


ولليوم الـ 376  على التوالي تتواصل حرب الإبادة على قطاع غزة، ولم تفلح كل الإجراءات والمفاوضات في إجبار إسرائيل على وقف تلك المقتلة.


وفد وصلت حصيلة العدوان الاسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى الآن، 42,409  شهداء و و99,153 إصابة، إذ إن غالبية الضحايا من المدنيين، فيما هناك آلاف المعتقلين والمفقودين، وسط قصف وتدمير وقتل وحصار وتجويع متواصل.


ويعاني أهالي قطاع غزة من النزوح المتكرر، الذي أجبر العديد منهم على اللجوء إلى مراكز الإيواء والخيام في ظروف قاسية، حيث تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية، ما يزيد من معاناة العائلات النازحة.


وإضافة إلى ذلك، يُعاني القطاع من نقص حاد في المستلزمات الطبية، إذ استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات والمرافق الصحية، ما يعيق تقديم الرعاية الصحية اللازمة للجرحى والمرضى، إلى جانب القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية، حيث يستمر الاحتلال في إغلاق المعابر بشكل محكم منذ نحو عام.


تنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية ووقف التطبيع


وقال د. عمر رحال، الكاتب والمحلل السياسي ومدير مركز "شمس" لحقوق الإنسان: إن استمرار العدوان والمذابح وما يرافق ذلك من استمرار للأوضاع المأساوية في غزة ترتبط بجذور سياسية عميقة، تستند إلى عدم تنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية التي تهدف إلى وقف الإبادة الإسرائيلية، إلى جانب إذعان بعض الدول للسياسة الأمريكية في المنطقة.


وأشار رحال إلى أن هناك إمكانية كبيرة لدى الدول العربية لممارسة ضغوط على أوروبا والولايات المتحدة بلغة المصالح، لو كان لديها إرادة سياسية حقيقية لوقف ما يجري.


وشدد رحال على أهمية استخدام "سلاح النفط" والضغوط الاقتصادية كأداة رئيسية لفرض تغييرات سياسية، مؤكداً أن الإرادة السياسية لدى الدول العربية هي المفتاح لوقف هذه المقتلة.


وأكد رحال أن وقف التطبيع مع إسرائيل بات مطلباً ضرورياً، إضافة إلى تنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية التي طالما أكدت على دعم القضية الفلسطينية. 


ويرى أنه لو كانت الدول العربية جادة في التزاماتها، بما فيها وقف العدوان على قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكان توجه رؤساء الدول العربية والإسلامية بأنفسهم إلى القطاع، لوقف هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكانه وفتح الحدود لإغاثة المواطنين.


وأكد رحال أن إرسال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة، والتنديد والشجب والاستنكار، لن يكبح جماح نتنياهو ولن يوقف العدوان، بل إن وقف العدوان يتطلب تصليب وتمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية، وفي مقدمة ذلك تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان والمؤامرات التي تحاك ضد القضية الوطنية والشعب الفلسطيني.


ليس فقط وقف العدوان بل تحقيق الاستقلال


واعتبر رحال أن الانقسام الداخلي يُفقد الفلسطينيين القدرة على تشكيل رؤية واستراتيجية قادرة على مخاطبة العالم، فبدون وحدة الموقف الفلسطيني، يصعب تحقيق الضغط المطلوب دوليًا، مؤكداً أن الضغط الآن بعد كل هذا الدم النازف ليس فقط لوقف العدوان بل لتحقيق الاستقلال.


وتطرق رحال في حديثه إلى الصمت الدولي والعربي، تجاه الجرائم الإسرائيلية في غزة، مشيراً إلى أن بعض الدول العربية تواجه قبضة أمنية شديدة تحول دون تعبير شعوبها عن رفضها للجرائم الإسرائيلية. 


ولفت رحال إلى أن هناك شعوبًا تم تعبئتها إعلاميًا ضد المقاومة الفلسطينية، حيث يتم تصويرها بأنها سبب التصعيد وأنها تخدم أجندات خارجية.


ونتقد رحال حالة الإلهاء التي تعيشها بعض الشعوب العربية من خلال وسائل الترفيه والتركيز على الاقتصاد، وهو ما يضعف تفاعلهم مع القضية الفلسطينية، كما أنه وفي ظل غياب الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، يظل التحرك الشعبي محدوداً، ما يجعل من الصعب مواجهة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة.


من جانب آخر، قال رحال إن إعلان إسرائيل غزة "ساحة قتال ثانوية" هو محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام العالمي، حيث تسعى إسرائيل من خلال هذا التصريح إلى كسب وقت أكبر لارتكاب المزيد من الجرائم، وزيادة عدد الضحايا الفلسطينيين دون لفت الانتباه الدولي بشكل جاد.


تصعيد في استهداف المدنيين خاصة في مراكز الإيواء


بدوره، تطرق الكاتب والمحلل السياسي هاني أبو السباع إلى التصعيد الأخير في قطاع غزة، حيث شهدت الأيام الماضية زيادة ملحوظة في استهداف المدنيين، خصوصاً في مراكز الإيواء التي يفترض أن تكون ملاذات آمنة، وهو ما يعني ان إسرائيل لم تتوقف عن الجريمة بل صعدتها.


وأكد أبو السباع أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجازر عدة أسفرت عن مقتل العشرات من الأبرياء، كما أن هناك شراسة القصف تعطي الانطباع بأن الحرب في يومها الأول، مع تركيز الضغط العسكري على شمال القطاع، خاصة في مخيم جباليا.


وأوضح أبو السباع أن الحصار المفروض على جباليا مشدد، حيث تستخدم إسرائيل الدبابات والطائرات المسيرة لقصف المنطقة، بالتزامن مع استهداف الصحفيين في محاولة لطمس الحقيقة ومنع نقل الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال، خصوصاً في شمال غزة. 

وأشار أبو السباع إلى أن هذا الاستهداف الممنهج للصحافة يعكس نية إسرائيلية واضحة لفرض تعتيم إعلامي على الانتهاكات بحق المدنيين.


وعبر أبو السباع عن خيبة أمله إزاء ما أسماه "الدعوات الدولية الخجولة" لوقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة، مشيراً إلى أن هذه التحركات الدولية لا توازي حجم الجرائم المرتكبة. 


وشدد أبو السباع على أن التحرك الفلسطيني على المستوى الدولي بحاجة إلى تكثيف الجهود، مؤكداً ضرورة أن تلعب الجامعة العربية دوراً أكبر في تحشيد المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل. 


وطالب أبو السباع الدول الإسلامية بعدم الاكتفاء بالإدانة والشجب، بل بالتحرك الفعّال لمواجهة ما وصفه بـ "إبادة شعب بأكمله".


الحاجة لتضافر الجهود العربية والإسلامية لوقف المجازر


ويرى أبو السباع أن التضافر بين الجهود العربية والإسلامية بات ضرورياً لمواجهة المجازر المتواصلة، لافتاً إلى أهمية مخاطبة العالم بلغة المصالح. وأشار إلى أن استمرار الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، ما ينذر بإشعال حرب إقليمية لا يمكن التنبؤ بنهايتها.


وأعرب أبو السباع عن اعتقاده أن المجتمع الدولي اليوم لا يتحرك بدافع إنساني، بل بناءً على مصالحه الاستراتيجية، مشيراً إلى أن الضغط على إسرائيل لن يكون فاعلاً إلا إذا أدركت الدول الكبرى أن مصالحها في المنطقة مهددة.


وفي هذا السياق، يرى أبو السباع أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة كانت بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي، حين أشار إلى عجز الولايات المتحدة عن وقف الحرب وممارسة الضغط الكافي على إسرائيل، موضحاً أن التصريحات وضعت الأمور في نصابها.

وأضاف: "على الرغم من أن مشاهد إحراق المدنيين في مراكز الإيواء قد أثارت مشاعر الغضب حول العالم، إلا أن أن التحركات الدولية لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب لوقف هذه الجرائم". 


وأكد أبو السباع أن هذا الصمت الدولي يشجع إسرائيل على الاستمرار في ارتكاب المجازر "الأبشع في القرن الحالي"، ما يجعل المجتمع الدولي شريكاً غير مباشر في هذه الجرائم عبر سكوته عليها.


من جانب آخر، أشار أبو السباع إلى أن إعلان الجيش الإسرائيلي بأن غزة ليست ساحة القتال الأساسية ما هو إلا محاولة لتحويل الأنظار عن الجرائم المستمرة في القطاع. 


وقال أبو السباع: إن هذه الخديعة الإسرائيلية قد تنطلي على المجتمع الدولي، لكنها لن تنطلي على الشعب الفلسطيني، الذي يواصل الصمود، بالرغم من الثمن الكبير الذي يدفعه يومياً نتيجة المجازر الإسرائيلية.



إسرائيل ذهبت بعيداً في تجاوزاتها وجرائمها


من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله: إن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يشير إلى أن المجتمع الدولي والإقليمي يبدو عاجزًا عن إيقاف "حرب الإبادة" التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من عام على قطاع غزة.


وأشار عطا الله إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، إضافة إلى الجيش الإسرائيلي، استفادوا من صمت العالم خلال العام الماضي، ما أعطاهم رخصة غير معلنة للاستمرار في هجماتهم وتصعيدهم ضد غزة.


وحسب عطا الله، يبدو أن إسرائيل ذهبت بعيداً في تجاوزاتها، حيث لم تُحدث مشاهد الدمار والحريق الذي التهم النازحين قبل أيام أيّ صدمة في ضمير المجتمع الدولي. 


وأوضح عطا الله أن ردود الفعل الدولية خجولة، مشيراً إلى أن الذي بامكانه أن يحدث تحركًا هو الولايات المتحدة، لكن حتى هذه المطالبات من واشنطن كانت باهتة ومشبوهة، ما يثير الشكوك حول مدى جديتها في الضغط لوقف الحرب أو التخفيف من حدتها.


وأكد عطا الله أن التحرك الدولي الوحيد الذي قد يكون له تأثير هو الضغط على الولايات المتحدة من قبل الاتحاد الأوروبي أو دول الخليج العربي التي تمتلك موارد حيوية كالنّفط والغاز، وإذا قررت هذه الدول استغلال هذه الورقة والضغط على الولايات المتحدة التي تُعرف بأنها دولة مصالح قبل أن تكون دولة مبادئ، فقد تتمكن من إجبارها على إعادة تقييم موقفها ودعمها المتواصل لإسرائيل، ما قد يؤدي إما إلى وقف الحرب أو على الأقل الحد من تصعيدها.


قطاع غزة أصبح "ساحة ثانوية" للقتال!


وقال: "الصمت الدولي المستمر، يمنح إسرائيل الشعور بالأمان والاطمئنان بأن أفعالها لن تواجه بأي ردود فعل دولية جادة أو ضغوط حقيقية". 


هذا الصمت، وفقًا للكاتب عطا الله، يُعطي لإسرائيل "بطاقة خضراء" لمواصلة "حرب الإبادة" في غزة دون مخاوف من التداعيات الدولية.


وحول إعلان إسرائيل أن قطاع غزة قد أصبح "ساحة ثانوية" للقتال، قال عطا الله إنه يعني أن الجيش الإسرائيلي لم يعد بحاجة إلى نشر قوات كبيرة في القطاع، ما يشير إلى تحوّل استراتيجي في طريقة إدارة العمليات العسكرية. 


وأوضح عطا الله أن هذا الإعلان لا يعني وقف الحرب، بل على العكس، فإن عمليات القتل والترهيب والتجويع التي تُمارسها إسرائيل ضد سكان غزة مستمرة، ولكنها تتم الآن بجهود محدودة ومن قبل أجزاء صغيرة من الجيش الإسرائيلي، دون الحاجة إلى المشاركة الكاملة لكل القوات العسكرية.


الدول العربية تملك العديد من أوراق الضغط


ويرى الكاتب والمحلل السياسي والمختص بالشأن الأمريكي د.حسين الديك أن المقتلة المستمرة في قطاع غزة يمكن أن تتوقف فقط إذا ما اتخذت الدول العربية والإسلامية موقفًا حازمًا يترجم تصريحاتهم إلى أفعال سياسية عملية. 


وأشار الديك إلى أن الدول العربية تملك العديد من أوراق الضغط، ولكنها لم تُستخدمها حتى الآن، مثل سحب السفارات وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، إلى جانب استخدام سلاح النفط للضغط على الإدارة الأمريكية، بل وحتى التهديد بإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة. 


هذه الخطوات، حسب الديك، من شأنها أن تهدد مصالح الولايات المتحدة وتجبرها على إعادة النظر في دعمها لإسرائيل.


ويرى الديك أن الموقف العربي والإسلامي الحالي عاجز، ولا يتعدى حدود التصريحات الإعلامية التي لا تُحدث أي تأثير حقيقي على أرض الواقع، في وقت يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني. 


وأكد الديك أن ما يردع الاحتلال هو الإجراءات السياسية، والعسكرية، والاقتصادية التي تغيب تمامًا عن أجندة الحكومات العربية والإسلامية.


وأشار الديك إلى أن غزة تواجه إبادة جماعية في ظل صمت دولي وتواطؤ بعض الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، فضلًا عن ألمانيا التي تواصل دعمها العسكري لإسرائيل.


وأعرب الديك عن اعتقاده بأن هناك بداية لتمرير مشاريع سياسية خاصة في شمال قطاع غزة، حيث يستمر الاحتلال في تنفيذ مخططاته العدوانية باستخدام القوة المفرطة. 


مشهد الإبادة في غزة بات اعتيادياً بالنسبة للمجتمع الدولي


ورجح الديك أن إسرائيل ستواصل عدوانها ما لم يكن هناك موقف عربي وإسلامي قوي ورادع لهذا التصعيد الإسرائيلي، خاصة في ظل تهاون المجتمع الدولي وتواطؤ بعض الدول الكبرى.


وأشار الديك إلى أن المشهد المروع في غزة ومواصلة الإبادة هناك بات مشهدا اعتياديًا لدى المجتمع الدولي، إذ اعتاد العالم على مشهد الإبادة حتى أصبح أمراً طبيعياً. 


وحسب الديك، فإن التظاهرات في الشوارع العربية والإسلامية والدولية ضد هذه الجرائم تبدو خجولة أو غائبة تمامًا، ما يساهم في استمرار هذا الصمت الرهيب. 


ويرى الديك أن هذا الوضع يعكس سقوط المنظومة الإنسانية والأخلاقية التي يتغنى بها العالم، معتبراً أن القانون الذي يحكم العالم اليوم يعد الأذهان إلى أنه "قانون الغاب"، حيث يتم تدمير الأضعف بواسطة الأسلحة المتطورة دون مراعاة لحقوق الإنسان أو القوانين الدولية.

من جانب آخر، أشار الديك إلى أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي أن غزة أصبحت "ساحة قتال ثانوية" هو محاولة للتغطية على الجرائم الكبرى والإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين. 


هذا الإعلان، حسب الديك، يعكس الاستخدام المفرط للقوة من قبل الاحتلال الذي يسعى لتحويل الأنظار بعيداً عن غزة إلى جبهات جديدة مثل لبنان، او اليمن أو حتى إيران. 


ويرى الديك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط منذ اليوم الأول للعدوان، لتوسيع رقعة الحرب بحيث تصبح جبهة غزة ثانوية، في حين تُركز الجهود على جبهات أخرى. 


وأعرب الديك عن اعتقاده أن هذا التحول قد نجح إلى حد ما، حيث باتت وسائل الإعلام العربية والدولية تركز على الأحداث في لبنان والتهديدات الإيرانية، متجاهلة الجرائم التي تُرتكب في غزة وهو أمر خطير.


انشغال الرأي العام العالمي بالتوترات في لبنان وإيران


بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي داود كُتّاب إن غياب قضية الإبادة في غزة عن العناوين الإعلامية الدولية يعود إلى انشغال الرأي العام العالمي بالتوترات الجيوسياسية في لبنان وإيران، وهو ما أتاح لإسرائيل تصعيد سياساتها القمعية ضد الفلسطينيين. 


وأشار كُتّاب إلى أن هذه الظروف ساعدت على زيادة معدلات التنكيل والقتل والتجويع في المناطق الشمالية من غزة، لا سيما في مخيم جباليا، الذي يعاني بشكل خاص من هذه الإجراءات الوحشية.


وطالب كُتاب بتصحيح البوصلة الإعلامية والسياسية، وعدم التوقف الإعلامي عن التغطية، ما يساهم بتهميش المأساة الإنسانية في غزة.


وحسب كُتاب، فإن التركيز يجب أن ينصب على جوهر المشكلة، وهي الاحتلال الإسرائيلي المستمر، و"حرب الإبادة" التي تستهدف المدنيين في غزة. 


وشدد كُتاب على أن أي وقف لإطلاق النار على المستوى الإقليمي، سواء في لبنان أو إيران أو العراق أو اليمن، لن يكون ممكنًا دون التوصل أولاً إلى هدنة في غزة، تليها صفقة سياسية "مشرفة" تنهي الصراع على أساس عادل.


وقال كُتاب: في الوقت الذي قد يعتقد فيه البعض أن هناك حالة من الإرهاق العالمي تجاه القضية الفلسطينية بعد مرور أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي الأخير، لا بد من الاستمرار في جعل غزة محور الاهتمام الدولي، وتجنب إعطاء الأولوية لقضايا أخرى على حسابها.


وأشار كُتاب إلى وجود إشارات واضحة على استمرار الاهتمام العالمي بغزة، رغم المحاولات الإسرائيلية لطمس الحقائق المتعلقة بالجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.


مواقف دول أوروبية ترفض الجرائم الإسرائيلية


على سبيل المثال، لفت كُتاب إلى دول أوروبية مثل إسبانيا وإيرلندا وفرنسا رفضت تزويد إسرائيل بالأسلحة، في حين أبدت ألمانيا، الحليف التقليدي لإسرائيل، ترددًا في تزويدها بالمزيد من الأسلحة بسبب غياب الضمانات بعدم استخدامها ضد المدنيين، كما أضافت إيطاليا شروطاً صارمة، وتم منع إسرائيل من المشاركة في معرض دولي للأسلحة في فرنسا، في إشارة إلى اتساع رقعة الضغوط الدولية على إسرائيل.


ومع اقتراب نفاد مخزون الأسلحة الإسرائيلي، أشار كُتاب إلى أن الضربات التي توجهها الفصائل المقاومة لإسرائيل، مثل حزب الله، أصبحت أكثر إيلاماً. 

واعترف كُتاب بأن الوضع ليس سهلاً، وأن التضحيات كبيرة، لكنه أكد أن النصر سيكون حليف من يصمد في مواجهة هذه الظروف القاسية.


وأضاف كُتاب: "إسرائيل تحاول جاهدةً تحويل الأنظار عن ما يحدث في غزة، ولذا فإن المطلوب فلسطينياً وعربياً ودولياً هو العكس تماماً؛ التركيز على "المجازر الإسرائيلية" وحرب الإبادة التي تُمارس ضد الفلسطينيين، وعدم السماح لإسرائيل بإخفاء معالم جرائمها تحت غطاء أزمات إقليمية أُخرى".

دلالات

شارك برأيك

المحرقة تشتد ضراوة.. مَن يُطفئ نار الإبادة الـمُستعرة؟

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي شهر واحد

حرق الله قلوب من لا ينتصر لغزة وسكت اورضي بما يحدث بها من ويلات ومصائب لا يتحملها بشر واللهم حرق قلوب الصهاينة والمستعمرين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)