Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الأحد 29 سبتمبر 2024 8:29 صباحًا - بتوقيت القدس

اغتيال حسن نصر الله.. نهاية رجل شجاع

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

عدنان الصباح: محور المقاومة أمام خيارين فإما أن يُحول اغتيال نصر الله إلى مأساة أو إلى انتصار

هاني أبو السباع: استهداف نصر الله يشير إلى إصرار إسرائيلي على تغيير الواقع السياسي في لبنان

فراس ياغي: إسرائيل تسعى لتقويض حزب الله من الداخل باستهداف قياداته وتدمير مخازن الأسلحة وضرب حاضنته الشعبية

د. سعد نمر: إسرائيل سعت لإبراز قوتها الردعية وتوريط أمريكا بحرب إقليمية للقضاء على البرنامج النووي الإيراني 

فايز عباس: السؤال الآن هو كيف تمكنت إسرائيل في فترة قصيرة زمنياً من إبادة القيادتين العسكرية والسياسية لحزب الله

 

ما كاد حزب الله يستوعب الضربات الإسرائيلية التي طالت العديد من قياداته العسكرية، مثل: وسام حسن طويل وسامي طالب عبد الله وفؤاد شكر وإبراهيم عقيل ومحمد سرور وآخرين، حتى جاءت جريمة اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله عصر الجمعة في عملية قصف مخطط لها بطائرات "إف 35" وبأحدث الصواريخ الأمريكية المخصصة لاختراق التحصينات، طالت مقر قيادة حزب الله، خلال اجتماع لأركان قيادته في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت.


وبالرغم من التكتم الشديد من جانب حزب الله بعد وقوع الهجوم غير المسبوق في شدته بعد السادسة من عصر الجمعة، فإن جيش الاحتلال أكد صباح أمس السبت أنه تمكن من اغتيال نصر الله، فيما نعى حزب الله في بيان رسمي أمينه العام القائد الشهيد حسن نصر الله، بعد الظهر دون الكشف عن هوية الشهداء الذين طالتهم أيضاً عمليات الاغتيال.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن إسرائيل تسعى من خلال هذا الهجوم المتتابع للبنان، خاصة الضاحية الجنوبية في بيروت، واغتيال نصر الله إلى توجيه ضربة معنوية قوية لحزب الله وأنصاره وحاضنته الشعبية، واستغلال الذكرى السنوية الأولى لأحداث السابع من أكتوبر كفرصة لتأكيد سيطرتها في المنطقة وكسر رموز المقاومة.


وأوضح الكتاب والمحللون والمختصون أن هذه الهجمات تأتي كجزء من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تغيير المعادلة في المنطقة وضرب حركات المقاومة، خاصة في لبنان وسوريا وفلسطين، كما أن إسرائيل معنية بجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحرب التي قد تتسع إلى حرب إقليمية.

 

حساسية الجبهة الشمالية وخطورتها

 

وقال الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح: إن التوقعات كانت تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سوف يصعّد في لبنان، ومن كان يعتقد خلاف ذلك فإن حساباته خاطئة.


ولفت الصباح إلى أن إسرائيل تدرك تماماً خطورة الجبهة الشمالية، وأن تركيزها على مواجهة غزة فقط لا يجدي نفعاً، لأن استمرار قوة حزب الله يشكل تهديداً متزايداً على إسرائيل من الشمال.


وأضاف: إن إسرائيل استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت، بشكل مكثف ومتواصل لانها معقل حزب الله، في محاولة لضرب قيادة الحزب وحاضنته الشعبية. 


وأشار الصباح إلى أن الاحتلال لا يستطيع تطبيق نفس الأساليب التي استخدمها في غزة على لبنان، لأن لبنان دولة ذات سيادة ولديها علاقات مع دول مؤثرة، ما يجعل التصعيد هناك مختلفاً تماماً، وبالتالي لا يمكن الوصول الى قلب بيروت إلا عبر ضربات مثل هذا النوع.


وأوضح الصباح أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان جاء بهدف استعادة قوة الردع الإسرائيلية التي تأثرت، حيث تسعى إسرائيل إلى تحقيق إنجازات قبل الذكرى السنوية الأولى من أكتوبر، إذ ترغب في تحويل تلك الذكرى إلى انتصار لها ومعاناة لمحور المقاومة.


واعتبر الصباح أن حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، قد أصبح رمزاً عالمياً للمقاومة، والعالم يترقب كلماته باهتمام، ولهذا السبب سعت إسرائيل إلى استهدافه ليس فقط بشخصه، ولكن برمزيته وأفكاره. 


وفي هذا السياق، يرى الصباح أن استشهاد نصر الله يُعد خسارة كبيرة، حيث كان يُنظر إليه كأحد حكماء الأمة والمقاومة، وكان من الضروري تحليل خطاباته بعمق.

 

حزب الله سيصمد ويزداد قوة بعد نصر الله

 

وأضاف: "بالرغم من اغتيال نصر الله، فإن حزب الله سيستمر في الصمود ويزداد قوة، إذ إن حركات المقاومة الأيديولوجية لا تتأثر كثيراً بفقدان قياداتها، بل قد يظهر التمسك بشكل أقوى بنهج التنظيم".


وتوقع الصباح تصعيداً أكبر من جانب إسرائيل ضد لبنان وحزب الله في المرحلة المقبلة بعد اغتيال نصر الله، مؤكداً أن محور المقاومة أمام خيارين، إما أن يحول استشهاد نصر الله إلى مأساة، أو إلى انتصار وتصعيد أكبر مع الاحتلال.


وتطرق الصباح إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبراً إياه بمثابة إعلان حرب على لبنان من قلب الأمم المتحدة بما تضمنه الخطاب.


وأشار الصباح إلى أن إيران، بالرغم من علاقتها الوثيقة مع حزب الله، قد لا تتدخل بشكل مباشر في هذه الحرب، على رغم أنها سند وذخر للمقاومة، مستنداً باعتقاده هذا إلى تصريحات سابقة للشهيد حسن نصر الله الذي أشار إلى أنه لا يرغب في تدخل إيران، لأن هذا التدخل قد يستدعي تدخلاً أمريكياً، وهو أمر يعقد الوضع، كما أن إيران تواجه حصاراً اقتصادياً منذ سنوات طويلة، ولديها مشكلات اقتصادية كبيرة تؤثر على قدراتها.


وتوقع الصباح أن تتجه إسرائيل نحو تنفيذ هجوم بري على جنوب لبنان، لكنها قد لا تصل إلى بيروت، لذلك كانت الضربات على الضاحية الجنوبية.


ولفت الصباح إلى أن إسرائيل تسعى بالهجوم البري على جنوب لبنان إلى إبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وتوفير الأمان للمستوطنات المقامة بالشمال.

 

 

المس بالحاضنة الشعبية لحزب الله

 

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي هاني أبو السباع: إن الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، التي استخدمت فيها صواريخ خارقة للحصون وأدت إلى استشهاد وإصابة المئات، تهدف إلى توجيه رسالة دموية للحاضنة الشعبية لحزب الله، حيث ترى إسرائيل أن هذه الحاضنة، التي كانت تشعر بالأمان في الضاحية، ساعدت على توفير بيئة ملائمة لعمل كوادر الحزب. 


ويرى أبو السباع أن هذه الضربات العنيفة تأتي بهدف تفكيك هذه الحاضنة الشعبية، وإشعارها أن دعمها لحزب الله يحمل عواقب وخيمة.


وأشار أبو السباع إلى أن إسرائيل تحاول وعبر وسائل إعلامها إيصال فكرة بأن العالم سيكون أفضل بعد القضاء على حزب الله. 


وأعرب أبو السباع عن اعتقاده أن تأخر حزب الله في إعلان مصير أمينه العام حسن نصر الله قد يكون مرتبطاً بترتيبات أمنية داخلية، حيث يتوجب على الحزب ملء هذا الفراغ بسرعة وتوجيه رسالة واضحة تؤكد استمرار خط المقاومة.


ويرى أن استهداف نصر الله يشير إلى إصرار إسرائيلي على تغيير الواقع السياسي في لبنان، بما يتماشى مع أهداف إسرائيل بخلق بيئة قادرة على التعايش معها. 


وأشار أبو السباع إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء حكومته، الذين أكدوا مراراً أن إسرائيل ستواصل استهداف أذرع إيران في المنطقة حتى تقطع جميع علاقاتها مع طهران. 

 

تعطيل أبراج المراقبة في مطار بيروت

 

ولفت أبو السباع إلى الخطوة الأخيرة التي قامت بها إسرائيل بتعطيل أبراج المراقبة في مطار بيروت الدولي لمنع الطيران الإيراني، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤيتها لتغيير الوضع في لبنان، وهي رؤية تقول إسرائيل إنها حصلت على موافقة ضمنية من الإدارة الأمريكية، على الرغم من معارضة الأخيرة لأي غزو بري.


وبالرغم من فشل واشنطن في خفض التصعيد، قال أبو السباع: إن الأمين العام للأمم المتحدة دعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل عبر قنوات أخرى غير الولايات المتحدة.


من جهة حزب الله، توقع أبو السباع أنه بعد استهداف الضاحية الجنوبية سيخوض حزب الله حرباً بلا قيود، ما ينذر بمرحلة طويلة من حرب الاستنزاف.


وعن إيران، لفت إلى أن طهران تركز على مصلحتها الحالية المتمثلة في إزالة العقوبات والعودة إلى المسار السياسي بشأن برنامجها النووي. 


وأشار أبو السباع إلى أن الرئيس الإيراني الجديد أرسل رسائل تهدئة عندما صرح بأن امتلاك السلاح النووي ليس جزءاً من عقيدة إيران العسكرية، مشدداً على الطابع السلمي لبرنامجها النووي. 

 

إيران لن تدخل في مواجهة مباشرة مع إسرائيل

 

وبناءً عليه، يرى أبو السباع أن إيران لن تدخل في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وستبقى داعمة لجبهات المقاومة بشكل غير مباشر، مدركةً أن تدخلها المباشر سيجرها إلى مواجهة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).


وفي ما يتعلق بالتصعيد العسكري على الأرض، أشار أبو السباع إلى أن إسرائيل قد تضطر إلى اللجوء إلى التدخل البري، على الرغم من التكلفة الباهظة التي قد يفرضها هذا الخيار، خاصةً في ظل الهدف المعلن بإبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني.


إلا أن إسرائيل، وفق أبو السباع، غير مستعدة لدفع هذا الثمن الآن، ولذلك تفضل الاعتماد على تفوقها الجوي لترسيخ صورة الردع أو استعادتها، وهي الصورة التي تضررت بشدة منذ أحداث السابع من أكتوبر.

 

 

منع حزب الله من إعادة تنظيم صفوفه

 

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي إن مواصلة إسرائيل قصف واستهداف الضاحية الجنوبية من بيروت، بشكل خاص، وغيرها من مناطق لبنان الهدف منها منع حزب الله من إعادة تنظيم صفوفه. 


وأشار ياغي إلى أن حزب الله، وبالرغم من هذه الهجمات على الضاحية واغتيال أمينه العام، يمتلك عدة قطاعات، وكل منها يعمل بآليات مستقلة، ما يفسر استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. 


وأوضح ياغي أن إسرائيل، حسب رؤيتها، تسعى لتحقيق ثلاث خطوات رئيسية: الأولى تتمثل في تقويض حزب الله من الداخل من خلال استهداف قياداته، والثانية تركز على تدمير مخازن الأسلحة والصواريخ التي تعتقد إسرائيل بوجودها، مدعية أنها دمرت 50% من قدرات حزب الله. ومع ذلك، يشكك ياغي في صحة هذا الادعاء، مشيراً إلى أنه إذا كان الرقم دقيقاً فإن الحزب لا يزال يمتلك نحو 75 ألف صاروخ وفق ما يقدره الاحتلال. 


أما الخطوة الثالثة حسب ياغي، فهي ضرب الحاضنة الشعبية لحزب الله، ورابعاً استهداف مواقع محددة في الضاحية الجنوبية بناءً على معلومات استخبارية.

 

تقسيم الضاحية إلى مربعات وجمع بيانات دقيقة

 

وأشار ياغي إلى أن إسرائيل استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت بعد أن قسمتها إلى مربعات صغيرة لا تتجاوز مساحتها 400 متر مربع، في إطار خطة استغرقت 15 عاماً، تم خلالها جمع بيانات دقيقة عن كل من يسكن هذه المناطق أو يزورها، واعتمدت إسرائيل في هذه العملية على التكنولوجيا الحديثة (كاميرات التعقب، وخواص تحديد الصوت، والمسيرات، وتهكير الإنترنت)، إضافة إلى العنصر البشري (جواسيس محليين وأجانب)، وتم تحديد الاحتياجات الاجتماعية للسكان وبصماتهم الرقمية، ما يتيح لإسرائيل القدرة على مراقبة وتحديد هوية الأشخاص بدقة. 


ووفقاً لياغي، فإن كل مربع سكني في الضاحية الجنوبية تحت رصد مجموعة خاصة من الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي (فرقة 8200) المكلفة بالمراقبة وتنفيذ عمليات الاغتيال، إضافة إلى ذلك قامت إسرائيل باختراق الموانئ والمطارات اللبنانية والسجلات اليومية لحركة المسافرين، كما اخترقت شبكات الاتصالات الأرضية والخلوية، ما يجعل لبنان بالكامل مكشوفاً أمامها.


وعن عملية اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يقول ياغي: إن إسرائيل كانت تهدف إلى إحداث "صدمة" داخل حزب الله بعد سلسلة عمليات اغتيال استهدفت قادته وتفجير أجهزته للاتصالات، بهدف إضعاف الروح المعنوية للحزب وإقناع حاضنته الشعبية بأنه مخترق، غير أن حزب الله، على عكس ما أرادت إسرائيل، حافظ على تماسكه واستمر في ضرباته النوعية ودعمه لجبهة غزة.


وبالنسبة للسيناريوهات المستقبلية، يرى ياغي أن الأمور قد تتجه نحو تصعيد شامل عقب اغتيال نصر الله، وقد يصل التصعيد إلى حرب إقليمية تستهدف إيران، وهو ما يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 


وبالرغم من أن حزب الله كان يحاول تجنب الانزلاق إلى حرب شاملة، فإن إسرائيل قد اتخذت قراراً مسبقاً بالحرب لضمان أمنها في الشمال، مشيراً إلى أن حزب الله كان مخطئاً حول احتياطاته لمنع الحرب الإقليمية كون إسرائيل تريدها.

 

دخول إيران المعركة إلى جانب حزب الله مستبعد

 

واعتبر ياغي أن دخول إيران المعركة إلى جانب حزب الله أمر مستبعد حالياً، لكن إسرائيل قد تحاول استفزاز إيران واستدراجها للحرب حتى لو ضربت بعمق الأراضي اللبنانية، وهي ترى ذلك فرصة لها بهدف ضرب منشآتها النووية والنفطية، وجر الولايات المتحدة إلى هذه المعركة.


وأشار ياغي إلى أن إسرائيل تعتبر أن هذه المعركة مهمة لها من أجل تغيير كل المعالم الجيوسياسية في المنطقة، وهي غيّرت اسم المعركة من "سهام الشمال" إلى "تغيير النظام" وهذا يعني أنها تريد وضع حد للدور الإيراني في المنطقة من خلال ضرب كل حركات المقاومة وبالتحديد حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا، حيث تحاول إسرائيل فرض شروط جديدة على المنطقة.


وفي ما يتعلق بالهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على لبنان، قال ياغي: إن إسرائيل حالياً تميل إلى التهويل أكثر من التنفيذ الفعلي، كما أن حزب الله لا يزال موجوداً بقوة في مناطق الجنوب اللبناني وقدراته موجودة حيث أطلق قذائف مدفعية قصيرة المدى من مناطق قريبة من الحدود، ولم يكتف فقط بإطلاق الصواريخ.


واستشهد ياغي بتجربة إسرائيل في غزة، حيث قصفت القطاع لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن تبدأ بالدخول البري بشكل تدريجي، وتوقع أن تحاول تكرار ذلك في لبنان، إلا أنه يشكك في قدرة إسرائيل على النجاح في هذا السيناريو في المرحلة الأولى نظراً لاختلاف الظروف الميدانية في لبنان عن غزة.

 

 

استدراج حزب الله إلى رد يقود لحرب شاملة

 

ويرى د. سعد نمر ،أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، أن استمرار الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت يأتي في إطار تصعيد ممنهج من جانب إسرائيل، بهدف دفع حزب الله إلى رد أكبر يُفضي إلى مواجهة شاملة، وربما حرب إقليمية. 


وقال نمر: إن إسرائيل تسعى، من خلال هذا التصعيد المتزايد، إلى جر الولايات المتحدة للتورط بشكل مباشر في الصراع، ما يتيح لإسرائيل تحقيق هدفها الأساسي في المنطقة، وهو القضاء على البرنامج النووي الإيراني أو على الأقل تدميره بشكل كبير.


وأوضح نمر أن إسرائيل تعي جيداً أنها لا تستطيع خوض حرب إقليمية وحدها، وتسعى إلى ضمان مشاركة أمريكية مباشرة في حال اندلاع مثل هذه الحرب، خاصة إذا وصل التهديد إلى مستوى يشكل خطراً وجودياً على إسرائيل، لذلك، يمكن تفسير التصعيد الإسرائيلي الحالي على أنه محاولة لتهيئة الأرضية لمشاركة أكبر من الولايات المتحدة، وعدم ترك إسرائيل وحدها في مواجهة إقليمية محتملة.

 

معلومات استخبارية دقيقة

 

وفي ما يتعلق باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يرى نمر أن إسرائيل كانت على الأرجح تمتلك معلومات استخبارية دقيقة مكّنتها من تنفيذ هذه العملية بسرعة مع بداية التصعيد الأخير. 


وأشار نمر إلى أن إسرائيل استخدمت هذا النهج في السابق مع شخصيات فلسطينية بارزة، مثل إسماعيل هنية وغيره من القادة، حيث لجأت إلى اغتيالات منظمة منذ عقود ضمن سياستها لإضعاف الحركات المقاومة، لكنها لم تنجح في إضعاف التنظيمات أو الأيديولوجيات المرتبطة بها.


وأكد نمر أن اغتيال نصر الله، بالنسبة لإسرائيل، ليس مجرد استهداف لشخصية قيادية، بل هو محاولة لإظهار أن قوتها الردعية ما زالت قائمة، وأنها قادرة على السيطرة على المنطقة، اذ إنه من خلال هذه العملية، تسعى إسرائيل إلى إيصال رسالة واضحة بأنها لا تزال تمتلك زمام الأمور في المنطقة، وأنها قادرة على تنفيذ اغتيالات مؤثرة واستهداف قيادات كبرى عندما ترى ذلك ضرورياً، بالرغم من أنها لم تحقق حتى الآن أي نصر ملموس على الأرض، سواء في غزة أو لبنان.


أما السيناريو المتوقع بعد اغتيال نصر الله، فيرى نمر أن حزب الله سيصعّد من هجماته بشكل كبير، وقد يبدأ باستهداف المدن الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب والمواقع الحيوية داخل إسرائيل.

 

اغتيال نصر الله نقطة تحول في الحرب

 

وأكد نمر أن اغتيال نصر الله قد يكون نقطة تحول في الحرب، حيث لم تعد هناك أي خطوط حمراء في المواجهة، ما يُنذر بتصعيد غير مسبوق.


وأشار إلى أن إسرائيل ليست راغبة في الدخول في حرب برية مع حزب الله، لأنها تعلم جيداً أن ذلك سيكون مكلفاً جداً لها، وبالرغم من اغتيال نصر الله، يظل حزب الله قوة عسكرية متماسكة وقادرة على شن هجمات قاسية، وهو ما يجعل إسرائيل تتجنب الخيار البري.


وبدلاً من ذلك، تسعى إسرائيل، وفق نمر، إلى حل سياسي أو اتفاق قد يشمل تهدئة في غزة أيضاً، لتحقيق مكاسب من دون الدخول في مواجهات برية قد تضعف موقفها.


وفي السياق الداخلي الإسرائيلي، قال نمر: إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد استفاد كثيراً من هذا التصعيد على الصعيد السياسي، حيث أكدت استطلاعات الرأي ارتفاع شعبيته بعد قراره بالتصعيد ضد لبنان، وهذا يجعله في وضع أقوى أمام المجتمع الإسرائيلي، خاصة المعارضة الإسرائيلية، حيث يمكنه أن ينهي الحرب دون خسائر كبيرة، بل على العكس، قد يعزز من فرصه السياسية ويضمن بقاءه في السلطة.


أما بالنسبة لإيران، فيرى نمر أنها ليست معنية بالدخول في حرب إقليمية في هذه المرحلة، لأنها تدرك أن مثل هذا الصراع سيجعلها عرضة لضربات قاصمة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة. 


ولذلك، يرى نمر أن إيران ستحافظ على دعمها حزب الله من خلال الإمدادات العسكرية دون أن تتورط في مواجهة مباشرة، وذلك لأسباب ترتبط بالوضع الداخلي الإيراني والتوازنات الإقليمية في المنطقة.

 

إنهاء قدرة حزب الله على قصف إسرائيل بالصواريخ

 

بدوره، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي فايز عباس أن تدمير الضاحية الجنوبية في بيروت بالنسبة لإسرائيل يعني القضاء على القاعدة الأساسية لحزب الله، بما في ذلك قيادته العسكرية والسياسية.


وقال: إضافةً إلى ذلك، فإن هذه الضربات تهدف إلى إنهاء قدرة حزب الله على قصف إسرائيل بالصواريخ الدقيقة وبعيدة المدى، إذ تعتبر الاستخبارات الإسرائيلية أن مفتاح هذه الصواريخ ومواقع إطلاقها موجود في الضاحية الجنوبية، ما يجعل الضربات عليها جزءاً حاسماً من استراتيجية إسرائيل في شل القدرات العسكرية للحزب.


وأكد عباس أن الضربات الأخيرة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله تمثل إنجازاً عسكرياً ومعنوياً لم تتمكن إسرائيل من تحقيق مثله في حروب سابقة، مثل القتال في غزة الذي استمر لنحو عام دون نتائج مشابهة. 


وأشار إلى أن الإنجاز الإسرائيلي ضد حزب الله تم في وقت قصير نسبياً، وهو ما يعد تحولاً مهماً في المعادلة العسكرية بين الطرفين.


واعرف عن اعتقاده أن الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها من خلال اغتيال حسن نصر الله واضحة وهي أن لا حصانة لأحد يعادي إسرائيل، وبإمكان إسرائيل الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط.


وحسب عباس، فإن حسن نصر الله كان بالنسبة لإسرائيل الشخصية الخطيرة جداً، وهو يحارب اسرائيل منذ سنين طويلة، وإسرائيل فشلت في الوصول إليه ونجحت هذه المرة بإنزال ٨٠ طن من المتفجرات على مكان تواجده، لكن السؤال الآن هو ليس كيف قتل نصر الله، لكن كيف نجحت إسرائيل بفترة قصيرة زمنياً إبادة القيادتين العسكرية والسياسية لحزب الله؟

دلالات

شارك برأيك

اغتيال حسن نصر الله.. نهاية رجل شجاع

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 2 شهر

نعم اغتيال حسن نصرالله نهاية رجل شجاع لانه اسشهد وهو يدافع عنا بالصواريخ التي دكت الكيان الصهيوني لكنه غيره لم يرم اسرائيل بحجر كالسيسي وبن سلمان والبرهان وغيرهم

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)