عربي ودولي
السّبت 24 أغسطس 2024 10:38 صباحًا - بتوقيت القدس
"محور فيلادلفيا" يفاقم صعوبات "هدنة غزة"
رام الله - "القدس" دوت كوم - الشرق الأوسط
يسابق الوسطاء الوقت لـ"جسر هوة الخلافات" بين طرفي الحرب في غزة، في ظل تمسك رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ببقاء القوات في "محور فيلادلفيا" على خلاف الرغبة المصرية ومطلب "حماس" بانسحاب كامل من القطاع، وسط تعهد أميركي جديد بإنجاز اتفاق يراوح مكانه منذ شهور.
وقالت صحيفة "الشرق الاوسط" إن خبراء تحدثوا لها، يرون أن تمسك نتنياهو "غير المنطقي" بالبقاء في "محور فيلادلفيا سيفاقم صعوبات التوصل إلى هدنة جديدة، وسط رهانات على ضغوط أميركية حقيقية لإعطاء دفعة للمحادثات المرتقبة في القاهرة وحدوث اختراق نحو المرحلة الأولى من المراحل الثلاثة لمقترح الهدنة، الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن، في نهاية أيار الماضي، وإلا ستتواصل المفاوضات دون اتفاق قريب.
وحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "يصر نتنياهو على مبدأ أن إسرائيل سوف تسيطر على ممر فيلادلفيا لمنع إعادة تسليح حماس"، نافياً أي تقارير إعلامية تحدثت عن دراسته الموافقة على نشر قوات دولية بذلك المحور، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز" الخميس.
ومحور فيلادلفيا هو شريط حدودي بطول 14 كيلومتراً بين غزة ومصر، ويعدّ منطقة عازلة بموجب "اتفاقية كامب ديفيد" الموقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979، ومنذ اندلاع حرب غزة بات نقطة أزمة بين القاهرة وتل أبيب، خصوصاً بعد احتلاله من جانب الجيش الإسرائيلي في مايو مع الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وبينما توالت تصريحات نتنياهو بالتمسك بالبقاء في هذا المحور عقب مفاوضات الدوحة منتصف آب الحالي، أعلنت مصر، على لسان مصدر "رفيع المستوى" تحدث لقناة "القاهرة الإخبارية"، تمسكها بـ"انسحاب إسرائيلي كامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا"، اللذين احتلتهما في أيار الماضي. كما رفضت مصر، حسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الخميس، عرضاً إسرائيلياً يسمح ببناء 8 أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا، وكذلك عرضاً أميركياً بإنشاء برجي مراقبة فقط.
وشهدت القاهرة "اجتماعات فنية" لم يصدر تعقيب رسمي بشأنها، إلا أن هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير أن وفد المفاوضات عاد من القاهرة عقب إجراء "مباحثات بناءة" بشأن اتفاق المحتجزين، لافتاً إلى أن الفجوات بين أطراف محادثات وقف إطلاق النار في غزة حول محور فيلادلفيا "تقلصت". فيما أشار مسؤول إسرائيلي آخر إلى تقارب في المواقف بين مصر وإسرائيل حول مسألة انتشار قوات الجيش على طول محور فيلادلفيا.
ويرى رئيس "المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية" الخبير العسكري اللواء سمير راغب، أن الوسطاء سيواصلون جهودهم لإتمام الاتفاق خلال الاجتماعات التي تناقش الأمور الفنية، وسبل سد الثغرات، ومن ثم يتم نقلها للشق السياسي كونها "الفرصة الأخيرة" خلال هذه المرحلة التي تستبق الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومحاولات نزع فتيل الصدام بين إيران وحزب الله مع إسرائيل.
وتتوعد طهران، تل أبيب، برد قاسٍ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، بطهران، وأيضاً حزب الله اللبناني لمقتل قائده فؤاد شكر في بيروت نهاية تموز الماضي، وسط مخاوف دولية من اندلاع حرب شاملة.
ولتفادي تلك الحرب، وفق راغب، على نتنياهو الذهاب لاتفاق بمحادثات القاهرة، التي تتواصل منذ الخميس وستنتهي الأحد وبها نقاط عليها توافق وأخرى تحتاج حسم الساعات الأخيرة وثالثة رئيسية لا تقبل أنصاف الحلول مثل قضية محور فيلادلفيا التي تشهد "إصراراً غير منطقي" من نتنياهو في إثارتها، حيث "يضع العربة أمام الحصان لتعطيل الاتفاق، لأنه لا تهريب للسلاح من مصر لغزة، كما يزعم، وتعلم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بذلك منذ سنوات".
ويعد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، تمسك نتنياهو بالبقاء في "فيلادلفيا"، وكذلك مقترح الأبراج، نوعاً من المماطلة وإضاعة الوقت لـ"إفشال جولة المحادثات الجديدة"، مؤكداً أن مصر حريصة على الحفاظ على سيادة فلسطين، وكذلك سيادتها على أراضيها وعدم وجود أي تهديد لأمنها.
إلا أن تعهَّداً جديداً قطعته المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي الأميركي، كامالا هاريس، الخميس، بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة يعطي بصيصاً من الآمال، حيث أكدت أن "الوقت حان الآن" لإنجاز اتفاق حول الرهائن واتفاق لوقف إطلاق النار، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضحت هاريس أنها تعمل مع بايدن "على إنهاء هذه الحرب حتى تكون إسرائيل بأمان، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويتمكَّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".
وباعتقاد راغب، فإن "الضغوط الأميركية مستمرة وستتواصل وستبذل إدارة بايدن أقصى الضغوط لتحقيق الهدنة كما تعهدت هاريس، لأنها مؤثرة في الحملة الانتخابية وحظوظ الحزب الديمقراطي".
فيما يتوقع الرقب "عدم حدوث اختراق في المفاوضات" أو حدوث أي ضغوط أميركية حقيقية إلا مطلع تشرين الأول المقبل، موضحاً أنه "في هذا الموعد سيحتفل نتنياهو بالانتصار على أطفال ونساء غزة مع مرور عام، وسيكون الوقت مناسباً للأمريكيين للوصول لتهدئة مع قرب الانتخابات الرئاسية وتطبيق أول مرحلة من مقترح بايدن التي تصل إلى 42 يوماً". ويرى أن نتنياهو لا يريد الذهاب للمرحلة الثانية من مقترح بايدن، التي ربما تطبق في أيلول المقبل لو تمت الصفقة بجولة القاهرة، لكن يريد الاستمرار في الحرب متى شاء دون التزامات، لذا سيكون موعد أكتوبر المقبل الأنسب له، ولإدارة بايدن التي تنتظر الانتخابات في تشرين الثاني المقبل.
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
أطفال فلسطينيون تعرضوا للإعدام الميداني
الأكثر قراءة
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
"محور فيلادلفيا" يفاقم صعوبات "هدنة غزة"