Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 18 أغسطس 2024 8:24 صباحًا - بتوقيت القدس

نور المقوسي.. "حزام ناري" حرق قلبها وحرمها أُمها وإخوتها

غزة- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم- أمل الوادية:

شعرتُ بثقل الحجارة فوق جسمي لكنني لم أكن قادرةً على إزاحتها
أنا وأختي بثينة كنا نشاهد فيديو عن الدراسة بالجامعة قبل القصف بلحظات
كان نفسي أشوفهم وأقبلهم.. لكن وضعي الصحي لم يسمح بأن أقف على قدمي
الأب الناجي والمفجوع: بقيتُ بجانبهم طيلة الليل غير مصدق أنهم استشهدوا


"كلهم استشهدوا.. ما ضل حدا فيهم غير أبوكي"، هكذا تلقت الشابة نور المقوسي (17 عاماً) خبر استشهاد جميع أفراد عائلتها باستثناء والدها، بكل ما فيه من وجع وقهر وضياع، ما أدخلها في حالة من الصدمة عقدت لسانها لساعات، ولم تستيقظ من هولها إلا بعد أن انفجرت في البكاء.


بدأت الحكاية/ الفاجعة، حين نفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 19-3-2024، "حزاماً نارياً" - وهو وصف خبره الغزيون كثيراً منذ بداية حرب الإبادة - على منطقتهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، متسبباً بمجزرة مروعة، استشهد فيها 24 مواطناً وأصيب العشرات.


وروت نور لـ"ے" و"القدس دوت كوم" ما حدث في تلك الليلة بالقول: "عند الساعة التاسعة والنصف مساء، إذ قصف الاحتلال منزلنا ومنازل الجيران، وبقيت تحت الأنقاض أصرخ وأستغيث حتى يأتي من ينقذني. شعرت بثقل الحجارة فوق جسمي، لكنني لم أكن قادرة على إزاحتها. حاولت مراراً وأستجمعت قوتي حتى تمكنت من رفعها، وعندها انتشلني رجال الإنقاذ".

اتفقنا أن نستكمل دراستنا الجامعية معاً

وأضافت: "كانت أُختي بثنية بجواري وكتفي ملاصق لكتفها، كنا نشاهد قبل القصف بلحظات فيديو عن الجامعة وأحلامها في دراسة الطب، وكانت تشجعني حتى أجتهد وأدرس بجدية في الثانوية العامة، كي نستكمل دراستنا الجامعية معاً".


لم تتخيل نور أن تكون الدماء التي تغطي جسدها هي دماء شقيقتها بثنية، ولم تكن قادرة على النظر إلى وجهها الملطخ بالدماء وقد اختلط بالغبار، وهي تحت الأنقاض. وتابعت روايتها: "صرت أصرخ على الناس ليطلّعوا أختي، بس ما قدروا.. طلّعوني بعد ربع ساعة، ونقلوني فوراً لوحدي بسيارة الإسعاف للمستشفى".


أكثر من ساعتين كاملتين ونور تبكي وتصرخ في أروقة المستشفى: "بدي أمي.. بدي اخواتي"، ولم تكن تعلم أن جميعهم ارتقوا شهداء، وبقيت تصارع وحيدة آلام جسدها وقلبها.


وقالت: "أصبت براسي وخيّط لي الأطباء الجرح، وأجروا لي عدة عمليات في قدمي التي أعاني منها حتى الآن، ووضعوا لي بلاتين، ولا زلت حتى اللحظة في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح أتلقى العلاج".


حسرة ووجع يملآن قلب نور التي لم تستطع القاء نظرة الوداع الأخيرة على أمها وإخوتها. وتابعت: "وضعي الصحي لم يسمح لي أن أقف على قدمي لأودعهم،. كان كتير نفسي أشوفهم وأقبلهم كلهم.. لكن الحمد لله، ولا اعتراض على قضاء الله".

جميعهم في قبر واحد وشاهدة واحدة

وعن أكثر المواقف الموجعة في ذاكرة نور، قالت: "حين ذهبت لزيارتهم في المقبرة، كانوا جميعاً في قبر واحد. كنت مخططة أقولهم أشياء كثيرة.. لكني وقفت على شاهدهم ولم أنطق بكلمة واحدة. لم أستوعب حقيقة رحيلهم، وانتابتني حالة من الصمت، وغلبتني دموعي، وحين عدت للمستشفى بقيت أبكي طوال الليل".


تبكي نور بحرقة وتقول: "مش لايق عليهم يموتوا، ومش قادرة أستوعب أنهم خلص راحوا ومش حشوفهم".


في الجهة المقابلة لنور يجلس والدها طارق المقوسي الناجي الآخر من المجزرة، يروي لـ"ے" و"القدس دوت كوم" تفاصيل مؤلمة عاشها لحظة انتشال جثامين عائلته: "كانت ثلاجة الموتى مليئة بالشهداء، فاضطروا لوضع جثامين زوجتي وأبنائي على الأرض، بقيت طوال الليل بجوارهم لا أستوعب أنهم رحلوا".

"يمكن يطلع حدا فيهم عايش"

وأضاف: "أجلس بجوارهم، وكل لحظة أكشف الكفن عن وجوههم لأتأكد منهم، ثم أغطيها مرة أخرى وعقلي يرفض التصديق، ثم أعيد الكرة مرةً أخرى، وأخبر نفسي، يمكن يطلع حدا فيهم عايش، وهكذا حتى طلع الصباح، وجاءت لحظة الوداع الأخير في المقبرة".


وتابع: "لم أصدق حتى حين وضعتهم داخل القبر.. كشفت عن وجوههم ورأيتهم للمرة الأخيرة، أخرجوني بالقوة وبعدها عدت للمستشفى، لأرى نور وعندها أغمي عليّ".


لم يكن يعي أنه مصاب في رأسه وعموده الفقري، وقال: "خيّط الأطباء جروح رأسي، وأزالوا الشظايا، وتبين أنني أصبت بكسر في الفقرة الأولى من ظهري، والحمدلله على كل شيء".

دلالات

شارك برأيك

نور المقوسي.. "حزام ناري" حرق قلبها وحرمها أُمها وإخوتها

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 3 شهر

اللهم أحرق قلوب الظالمين والرافضين عنهم والساكتين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 88)