أقلام وأراء
الأحد 04 أغسطس 2024 10:17 صباحًا - بتوقيت القدس
جثامين متفحمة في طولكرم.. ذات المجرم وذات الطائرات
تلخيص
هذه المرة ليست في غزة، بل في طولكرم التي شهدت بالأمس عمليتي اغتيال نفذتها قوات الاحتلال، وارتقى على إثرها تسعة شهداء، الأولى في ساعات الصباح الباكر حين قصفت مركبة كان يستقلها الشبان، فاحترقت وتفحمت أجسادهم، ولم يستطع أحد من الأقارب التعرف على من كان في المركبة من شدة النيران التي أتت على الأجساد في مشهد يدمي القلب ويوجع الروح، ثم أتبعها بساعات قليلة عملية استهداف أُخرى ارتقى على إثر العمليتين تسعة شهداء، في أوج الصباح، وقد غطت سحابة الحزن قلوبنا لمشاهد الأجساد المحترقة والمتفحمة.
شهداء احترقت أجسادهم بفعل القصف، واحتاج الأمر ساعات حتى تمكن ذووهم من الاستدلال عليهم من خلال بعض ما كان بحوزتهم، وليس من خلال ملامحهم وتقاسيم وجوههم التي غابت، فقد احترقت الوجوه والأجساد تفحمت، وعلى الفور خرجت الادعاءات بأن الاحتلال تصدى لهم أثناء توجههم لتنفيذ عملية، وتباهى بهذه العملية المجرمة التي حدثت بحق شبان في عمر الورد، لم تتجاوز أعمارهم مطلع العقد الثاني، فأودت بحياتهم وارتقوا شهداء على يد جنود الاحتلال.
بين غزة وطولكرم مشاهد الموت والقصف والاغتيال واحدة، فالعدو واحد، والاحتلال يواصل حربه في قطاع غزة كما يواصلها في الضفة الفلسطينية والقدس، في ظل انحياز أمريكا المتواصل والدعم الدولي المريب، وهذا ما يدفع حكومة الحرب لمواصلة عملياتها الإجرامية، ومواصلة قتلها المنظم كما في كل المشاهد والصور التي نراها.
مشاهد الأجساد المتفحمة في طولكرم تُعبر عن نوايا الاحتلال بتوسيع رقعة الإبادة الجماعية لشعبنا الفلسطيني، وليس هناك ما هو أوضح من ذلك، فهذا التصعيد الدموي ينبئ بما يخطط له الاحتلال، وبما تريده حكومة نتنياهو، وبما تمارسه على الأرض من قتل وقصف وقضم وضم وتهويد وبناء مستوطنات وحصار اقتصادي وتقطيع أوصال المدن عن بعضها، وتضييق سبل العيش، وفرض واقع مستحيل يحقق غايات الاحتلال وسياساته العنصرية المتطرفة، ووسط هذا يقول الفلسطيني "أتراها ضاقت علينا وحدنا؟!"، ويظل يبحث عن صوت العدالة الغائب رغبة في النجاة والحياة بكرامة وحرية واستقلال.
التصعيد المترافق مع حرب الإبادة في غزة بدأ منذ اليوم الأول للحرب، فلم تسلم قرية أو مدينة أو مخيم، بل أن الاعتداءات متواصلة كل يوم، ليل نهار، وهي تترافق مع عمليات الاستيطان والنهب وسرقة الأرض، وهذا كله يأتي ضمن سياسة معروفة يسعى لتنفيذها الاحتلال في الضفة وغزة والقدس، فهم يريدون طمس الهوية والوجود الفلسطيني، والسيطرة على الرواية والتاريخ، وبسط النفوذ التام من خلال سياسات عنصرية في مقدمتها دفع المستوطنين للسيطرة على الأرض، سواء أكانت جماعات رعوية أم زراعية، وقتل أكبر عدد من الفلسطينيين واعتقالهم، سعيًا للتهجير الذي يصطدم بعنفوان البقاء الفلسطيني، الرافض لكل أساليب التهجير، المصرّ على البقاء فوق أرضه ووطنه، المؤمن بحقه الطبيعي والتاريخي.
تصعيد في طولكرم وآخر في نابلس، وتطهير عرقي في غزة يجري منذ عشرة أشهر، واستعلاء وصل الاعتداء على الشيخ الجليل، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، بالتحقيق وفرض إجراءات قمعية بحقه، كما يقومون بفرض إجراءاتهم القمعية على كل المقدسيين، بالتنكيل والضرب ومنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى وبالاعتقال والتعذيب، وغيرها من وسائل وأساليب الهدف منها تضييق الخناق على أهلنا في القدس.
القدس وغزة والضفة وحدة جغرافية واحدة، أراد أن يفهم نتنياهو وحكومته، أم لم يريدوا، فلن يغيروا في ديموغرافيا الوجود مهما ابتدعوا من وسائل، وعلى العالم أن يصحُوَ من غفلته، وأن يعمل على تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. فلا شيء أقل يمكن أن يوقف هذا الصراع، ولن تحقق سياسات فرض الأمر الواقع شيئًا، فالحق لا يسقط والشعوب تنتصر حتمًا.
.........
التصعيد المترافق مع حرب الإبادة في غزة بدأ منذ اليوم الأول للحرب، فلم تسلم قرية أو مدينة أو مخيم، بل إن الاعتداءات متواصلة كل يوم، ليل نهار، وهي تترافق مع عمليات الاستيطان والنهب وسرقة الأرض.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الأطفال يدفعون ثمناً باهظاً في الحرب
حديث القدس
الفيديو الأخير أحدث صدمة
إسماعيل مسلماني
الاستعمار الثقافي.. أداة الرأسمالية للهيمنة الأيديولوجية وتحويل قيمها إلى معايير عالمية
د. عمر رحال
الحفاظ على الأمن الوطني أولاً
حمادة فراعنة
تصعيد وتصاعد الأوضاع في الضفة
بهاء رحال
سيكولوجية المجموعة في فلسطين: درع النضال وسيف الانقسام
د.سماح جبر
يوم الشهيد الفلسطيني.. كل أيام السنة
حديث القدس
بوابات حديدية وحواجز عسكرية
بهاء رحال
"فتح" .. هل ما زالت مؤهلة لقيادة المرحلة؟
د. فوزي علي السمهوري
فوضى العبث في مخيم جنين
حمادة فراعنة
تحريض إسرائيلي سافر على إبادة الضفة الغربية
حديث القدس
مبادرة عرجاء
حمادة فراعنة
هل تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية؟
راسم عبيدات
هل من كلمة سواء لصون مصيرنا الوطني؟!
جمال زقوت
التغير المناخي والإنسانية المنسيّة في فلسطين
فادي أبو بكر
باختصار.. من أجل أن نكون بخير
مروان أميل طوباسي
شرق أوسط 2025.. بين الاحتمالات والتحديات الكبرى
د. روان سليمان الحياري
تواطؤ أم غسيل دماغ؟ لماذا نسكت عن المظالم؟
سماح جبر
شرق أوسط 2025 .. بين الاحتمالات والتحديات الكبرى
د. روان سليمان الحياري
المعادلة الأهم: حياة البشر
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
أحمد غنيم في الذكرى الستين للانطلاقة.. "فتح" نجحت في توحيد الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه
"الرئاسة": نشر الخرائط الإسرائيلية مرفوض ولن يحقق الأمن في المنطقة
"فتح" .. هل ما زالت مؤهلة لقيادة المرحلة؟
ترامب يقول إنه "أفضل صديق" لإسرائيل على الإطلاق، ويكرر التهديد لحماس
قرار قضائي بحجب المواقع الإلكترونية لشبكة الجزيرة
اجتماع أوروبي أميركي الخميس لبحث الملف السوري
الأكثر قراءة
سموتريتش يدعو لإبادة نابلس وجنين بالضفة مثل جباليا بغزة
تهديدات نتنياهو وسموتريتش للضفة.. رخصة للتقتيل توطئةً للتهجير
الجيش اللبناني يدخل بلدة الناقورة عقب انسحاب إسرائيل منها
السعودية ترفض خريطة مزعومة لإسرائيل تضم أراضي عربية
ضغوط دولية تدفع إسرائيل وحماس نحو اتفاق لوقف إطلاق النار
بلينكن يقول إنه لا يخشى أن يعتقد العالم أنه دعم إبادة جماعية
ترامب يقول إنه "أفضل صديق" لإسرائيل على الإطلاق، ويكرر التهديد لحماس
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%61
%39
(مجموع المصوتين 375)
شارك برأيك
جثامين متفحمة في طولكرم.. ذات المجرم وذات الطائرات