فلسطين

الإثنين 29 يوليو 2024 8:27 صباحًا - بتوقيت القدس

"صاروخ مجدل شمس".. إشعال المنطقة وإذكاء الفتنة واستدراج أمريكا لحربٍ شاملة

تلخيص

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

أنطوان شلحت: تصعيد المواجهة على الجبهة الشمالية قويّ للغاية وقد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة
د. أشرف بدر: استبعاد الحرب الشاملة لعدم وجود ضوء أخضر أمريكي ولأن الجيش الإسرائيلي مرهَق
جمال زقوت: صاروخ مجدل شمس بالتأكيد إسرائيلي ونتنياهو يريد توريط أمريكا في حرب إقليمية
نهاد أبو غوش: إسرائيل تريد توجيه ضربة دون أن تقودها إلى التورط في حرب مع حزب الله


لم يدخر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حيلةً أو حادثةً أو ذريعةً للتملص من استحقاق صفقة التبادل، ولمواصلة حربه، إلا واستخدمها، محاولاً في كل مرة استدراج الولايات المتحدة للزج بها في القتال المباشر، علّه يتمكن من توسيع نطاق المواجهة للتغطية على إخفاق جيشه في تحقيق أهدافه المعلنة والخفية في جبهة قتال محدودة المساحة، وتصفية الحساب مع حزب الله الذي نجح خلال الأشهر العشرة الماضية في إظهار عجز الجيش الإسرائيلي –بخلاف سلوكه المعهود- عن الرد على هجماته ومُسيّراته، وصواريخه الدقيقة وغير الدقيقة بمدياها الجغرافي والاستراتيجي.


وتأتي حادثة انفجار الصاروخ "مجهول الهوية" في أحد ملاعب بلدة مجدل شمس الواقعة على سفوح جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، الذي أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من الأطفال والشبان، في سياق ألاعيب رئيس الحكومة الإسرائيلية لإطالة أمد الحرب التي يخشى على نفسه من توقفها، ومن أجل توسيع نطاقها باتجاه الشمال وربما أبعد، في ظل تقديرات المستويات السياسية والعسكرية والأمنية في إسرائيل بأن الخطر على الجبهة الشمالية أعظم منه في قطاع غزة.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ"القدس" دوت كوم، أن حادثة انفجار الصاروخ في مجدل شمس بمثابة اختبار حاسم للمنطقة، وقد يكون الحادث مقدمة لتصعيد كبير، ربما يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية متعددة الجبهات، مكشيرين إلى أن التصعيد المحتمل بين إسرائيل وحزب الله قد لا يتطور إلى حرب شاملة، بسبب عدم وجود دعم أمريكي واضح لإسرائيل وللضغوط الداخلية المتعلقة بنقص الموارد، وقد تلجأ إسرائيل إلى عمليات استهداف أقل مباشرة بدلاً من توسيع نطاق الحرب، في محاولة لتجنب التصعيد الكبير، لكن لا أحد يملك تصوراً كاملاً حول مصير التصعيد ومساراته.


وقالوا: "إنه وبالرغم من الضغوط على إسرائيل لمنع التصعيد، فإن إسرائيل ربما تورط الولايات المتحدة في حرب إقليمية، في ظل التحذيرات من تداعيات محتملة.


وتقع بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان، جنوب غربي سوريا، واحتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967، ومنذ ذلك الحين بقيت تحت سيطرتها. ووفقاً لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، بلغ عدد سكان مجدل شمس 11,458 نسمة في عام 2022، معظمهم من أبناء الطائفة الدرزية.


وبالرغم من محاولات إسرائيل ضم الجولان وإدماج أهالي مجدل شمس، لكن هذه المحاولات جوبهت بمواقف وطنية ثابتة، حيث رفضوا قرار الضم ورفضوا التجنيد في جيش الاحتلال. كما حافظوا على علاقات وثيقة مع سوريا الأم لغاية الآن.

إسرائيل تتهم وحزب الله ينفي

ويرى الكاتب والمحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن "الرسالة الأهم من الحادثة الأخيرة في مجدل شمس هي أن احتمال تصعيد حرب الاستنزاف في الجبهة الشمالية مع لبنان وحزب الله قوي للغاية، وقد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة متعددة الجبهات".


وسارعت إسرائيل بعد حادثة انفجار الصاروخ إلى اتهام حزب الله بإطلاقه، لكن الحزب نفى أيّ علاقة له بالحادثة.


وفي السياق، قال شلحت: إن إسرائيل تتكتم على الكثير من التفاصيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة، واندلاع حرب الاستنزاف على جبهات الإسناد، وقد ينسحب الأمر ذاته على حادثة الانفجار في مجدل شمس، خاصة أن تلك الحادثة تخدم مصالحها وتتماشى مع أهدافها الحربية.


ومن أبرز ما تتكتم عليه، على هذا الصعيد، هو فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا من القتلى والجرحى.

بحاجة لضوء أخضر أمريكي

وأضاف شلحت: يتضح من ردود الفعل في إسرائيل أن هناك رغبة في التصعيد، إلا أن تل أبيب لا تمتلك الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لتحقيق ذلك، مشيراً إلى أن إسرائيل قد تقرر التصعيد، خاصة إذا حصلت على دعم الولايات المتحدة، وهو ما قد يصب في مصلحة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.


وأشار شلحت إلى أن السيناريوهات المحتملة تشمل إما تصعيداً إسرائيلياً يتبعه تصعيد من حزب الله، وهو ما قد يؤدي إلى حرب متعددة الساحات، أو تدخلاً دولياً، خاصة من الولايات المتحدة، لكبح التصعيد والحفاظ على الوضع الحالي من حرب الاستنزاف.

مبرر للتصعيد يسعى إليه نتنياهو

ويرى شلحت أن إسرائيل تستفيد من الحادثة لأنها توفر لها "السبب الوجيه" للتصعيد الذي يبدو أنها استعدت له، ويظهر ذلك في سياق رفضها لنفي حزب الله، وتجاهل حقيقة أن الحزب لم يستهدف المدنيين منذ بداية تبادل القصف في 8 أكتوبر 2023.


ويخدم التصعيد، حسب شلحت، الحكومة الإسرائيلية لأنه يطيل أمد الحرب ويضغط على السكان النازحين في الشمال لإيجاد حلول لتداعيات المواجهة مع حزب الله.


ولفت شلحت إلى أن الحرب تبقى أحد الأهداف الرئيسة التي يسعى إليها نتنياهو، حيث يعمل على عرقلة أي إجراءات قد تؤدي إلى إنهائها، بما في ذلك التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

إسرائيل تتوعد بالثأر لأطفال مجدل شمس!

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي د. أشرف بدر: إننا أمام روايتين متناقضتين حول انفجار الصاروخ في بلدة مجدل شمس، بين إسرائيل وحزب الله، فيما تدّعي إسرائيل أنها سترد على الحادثة لـ"الدفاع عن مجدل شمس"، وتبرر ذلك على خلفية وجود ضحايا أطفال، وهناك محاولة من قبل إسرائيل لاستخدام الحادثة لتوسيع دائرة الاستهداف في لبنان وتجريم حزب الله والمقاومة.


ووفق بدر، فإن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله من غير المرجح أن يتطور إلى حرب شاملة، وذلك لسببين رئيسيين؛ الأول هو أن إسرائيل لا تمتلك الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لشن حرب على لبنان، والثاني هو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني من الإرهاق ونقص في العتاد والعدد.


وأشار بدر إلى أن إسرائيل قد تسعى لتوسيع دائرة الحرب، لكن لا يتوقع أن تصل الأمور إلى حرب إقليمية أو استهداف بيروت والبنية التحتية اللبنانية.


وأضاف: بدلاً من ذلك، من الممكن أن تشهد لبنان تصعيداً إسرائيلياً عبر عمليات الاغتيال والقصف والاستهداف، مرجحاً أن تتدخل فرنسا لمنع اندلاع حرب شاملة، نظراً لدورها ونفوذها في لبنان ولوجود مصالح لها.

حزب الله يملك شجاعة الاعتذار لو أنه المسؤول

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ورئيس مركز الأرض للأبحاث والسياسات جمال زقوت: إن الصاروخ الذي سقط في مجدل شمس بالتأكيد إسرائيلي؛ سواء أكان ذلك عن طريق الخطأ أم حتى بشكل مقصود، لاغتنام فرصة الابتزاز السياسي والعسكري لحزب الله.


وأكد أن الحزب لا يمكن له أن يستهدف البلدة بشكل مقصود، لافتاً إلى أن حزب الله لو أنه المسؤول لأعلن ذلك ولقدم اعتذاراً علنياً، وقد سبق أن اعتذر عن حادثة سابقة في إحدى البلدات العربية في الشمال في حرب 2006.


وطرح زقوت احتمالين لنوع الصاروخ: إما صاروخ من قبة حديدية أُطلق بشكل خاطئ، أو صاروخ مدبر لتبرير التصعيد، كما أن نتنياهو يريد استخدام هذا الحادث لدفع لبنان نحو فتنة طائفية، الأمر الذي حذر منه زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بصورة حاسمة.

تحريض على الحرب بنفَس طائفي

وأشار زقوت إلى أن إسرائيل تسعى لاستثمار الحادث بتعبئة مجتمعها وتحفيزه على العدوانية، والترويج لفكرة أن الحرب قادمة.


وأوضح زقوت أن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة حملت رسائل صارمة وقاطعة بخصوص وقف إطلاق النار، وربما يسعى نتنياهو لاستغلال الحادثة لتوسيع نطاق الحرب وتحقيق أهداف عسكرية، مع محاولة ابتزاز الولايات المتحدة التي سعت لاحتواء التصعيد في لبنان.


وأشار زقوت إلى أن هدف نتنياهو الرئيسي منذ بداية الحرب على غزة هو جرّ الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية، وهو يدرك جيداً أن أمريكا لن تترك إسرائيل وحدها إذا حدثت حرب.

الأطراف الدولية لا ترغب في توسيع الحرب

ولفت إلى أن إسرائيل ليست مكترثة بالتدمير المحتمل في لبنان، بالرغم من أن الأطراف الرئيسية المحركة لإدارة الصراع في غزة ولبنان، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، لا ترغب في توسيع الحرب، كما أن إيران لا تسعى لتوسيعها أيضاً.


وأوضح زقوت أن فشل الولايات المتحدة في إيقاف الحرب على غزة يطرح تساؤلاً حول قدرتها على لجم إسرائيل ومنعها من التورط في حرب إقليمية.


وأشار إلى أن نتنياهو يسعى إلى تحقيق نصر في غزة، وتأتي الحرب المحتملة على لبنان كوسيلة لتغطية الفشل في غزة، حيث لم يتمكن من تحقيق الأهداف الرئيسية سوى ما ارتكبه من إبادة جماعية و جرائم ضد الإنسانية في القطاع.


وأكد زقوت أن المواقف الدولية ترفض توسيع نطاق الحرب، ولكن إسرائيل متعنتة، ولا يوجد رادع لها سوى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن كل تلك الحروب تأتي في ظل غياب الموقف العربي الذي يمثل تغطية لتلك الحرب وترك الساحة لإسرائيل.


وشدد على أن إسرائيل بحاجة لأن تشعر بأن الحرب لها تبعات صعبة، وهذا لا يتأتى سوى بتحويل المواقف الدولية الرافضة للحرب، بما في ذلك قرار مجلس الأمن، إلى خطوات سياسية عملية تلزم إسرائيل بذلك.


المؤشرات تدل على أن الصاروخ لم يكن من حزب الله

أما الكاتب والمحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، فقال: لا أحد يعرف حتى الآن الحقيقة الكاملة وراء حادثة الصاروخ في مجدل شمس.


ولفت أبو غوش إلى أن حزب الله لم يستهدف أي هدف مدني منذ عشرة أشهر، ويستخدم في العادة مُسيرات وصواريخ صغيرة وعبوات صغيرة.


وأضاف: تشير كل المؤشرات إلى أن الصاروخ لم يكن من صواريخ حزب الله، بل قد يكون صاروخاً من القبة الحديدية، بسبب وزن المتفجرات التي تصل إلى 50 كيلوغراماً.


وأكد أبو غوش أنه لو كان حزب الله هو من أطلق الصاروخ، لكان قد اعترف بذلك.


ولفت إلى أن اليمين الإسرائيلي اعتبر أن الحادثة فرصة لتحقيق أهدافه، والتأكيد على أن حزب الله يجب أن يُستهدف بأسرع وقت.

إذكاء نار فتنة طائفية

وقال أبو غوش: تصاعدت أصوات اليمين الإسرائيلي المطالبة بالرد على ما جرى في حادثة مجدل شمس، التي راح ضحيتها شهداء وجرحى، وذلك لثلاثة أسباب: أولها دق إسفين بين حزب الله ومكونات الشعبين الفلسطيني والسوري، حيث حرص الاحتلال على إظهار الهوية الطائفية لأهالي مجدل شمس، وثانيها أن انفجار الصاروخ في مجدل شمس منح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فرصة للتملص من الضغوط لإبرام صفقة التبادل، وثالثها أن ما جرى أتاح للاحتلال تبرير التصعيد.


وأشار أبو غوش إلى أن هناك محاولة لجر الولايات المتحدة إلى الحرب، ولكنها غير معنية بتصعيد من هذا النوع، ومع ذلك فإن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل إذا خاضت الحرب، ما قد يجر إلى حرب إقليمية.


وأوضح أن إسرائيل تريد توجيه ضربة دون أن تقودها إلى التورط في حرب مع حزب الله. ومع ذلك، يظل السؤال ما إذا كانت إسرائيل قادرة على مواجهة قدرات حزب الله.


ولفت أبو غوش إلى أن إسرائيل معنية بالتصعيد في لبنان كوسيلة للهروب من الوضع في غزة وخلط الأوراق في المرحلة المقبلة.

دلالات

شارك برأيك

"صاروخ مجدل شمس".. إشعال المنطقة وإذكاء الفتنة واستدراج أمريكا لحربٍ شاملة

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 3 شهر

اذا كان إشعال المنطقة واذكاء الفتنة فلا يبعد هذا العمل سم عن اسرائيل لانه ديدنها

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)