قال الأمين العام لجبهة النضال الشعب، الدكتور أحمد مجدلاني، في حديث لـ "ے"، إن "ما تحقق من توافق في بكين سيكون له تأثير على الوحدة الوطنية الفلسطينية، والقدرة على توحيد الموقف السياسي، وتوحيد الجهد الوطني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، سواءً كان في مواجهة حرب الإبادة، والسعي المشترك لوقف هذه الحرب العدوانية على شعبنا، وتقديم الإغاثة لأبناء شعبنا في قطاع غزة، أو الوضع الاجتماعي الذي بدأ يتدهور في الضفة الغربية جرّاء الإغلاق، وارتفاع نسبة البطالة، خصوصاً بعد عدم تمكن العمال الذين يعملون داخل الخط الأخضر من الوصول إلى عملهم".

واشار مجدلاني إلى أن ما تحقق "سيساعد أيضا في التحضير المشترك لكيف سيكون اليوم التالي لإدارة قطاع غزة عبر حكومة توافق وطني متفق عليها، وهذه الحكومة تمارس دورها وصلاحياتها حسب القانون بالضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة".

وبشأن الخطوات القادمة لتنفيذ هذا الاتفاق على الأرض، أشار مجدلاني إلى أن هناك قضايا من الممكن البدء فيها، ووضع جدول زمني وآليات عمل لتطبيق الاتفاق، مشدداً أن الأساس في نجاح ذلك مرتبط بتوفر الإرادة السياسية لتطبيق الاتفاق وعدم التهرّب منه.

وقال: هناك قضايا، بحاجة لحد ما إلى نضوج ظروف موضوعية أفضل مما هي عليه الآن، وخاصة وقف الحرب والعدوان على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، حتى تتمكن حكومة التوافق الوطني من الذهاب إلى غزة وممارسة دورها وصلاحياتها بالكامل طبقاً للقانون الأساسي الفلسطيني.

وحول انعكاس الاتفاق عربيا ودوليا، قال مجدلاني "الاتفاق هو بالأساس لتوحيد الصف الفلسطيني، وليس هدفه أي دولة عربية أو إقليمية. على العكس من ذلك فنحن نعتقد أن الاشقاء العرب سيكونون في غاية السعادة كما نحن سعيدون بالاتفاق، ونأمل أن يجد هذا الاتفاق والنتائج التي سوف يخرج بها كل الدعم، والإسناد من الجامعة العربية والمجتمع الدولي".
وأكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي على دور المجتمع المدني في تعزيز هذا الاتفاق وإنجاحه ، مشيراً إلى الدور الهام للمجتمع المدني، الذي من الممكن أن يلعب دوراً توعوياً رقابياً للمسارعة في تطبيق الاتفاق، وتحميل أي طرف من الأطراف يسعى للتعطيل المسؤولية عن ذلك.

وأشار مجدلاني إلى أن التحدي الأبرز أمام الاتفاق هو الاحتلال، وقال "أعتقد أن التحدي الرئيسي هو الاحتلال الإسرائيلي الذي سيعيق ويعرقل أي إمكانية لترجمة هذا الاتفاق إلى واقع، وعدم وصول الفلسطينيين لإنهاء الانقسام والتوحد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية".
وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي كما نعرف هو من رعى وشجع الانقسام، وهو من رعى وشجع أيضاً الانقسام السياسي، وهو من وفّر كل البيئة الممكنة لاستمرار الانقسام وتعميقه طيلة السنوات الماضية".

وكانت الصين أعلنت أمس، أن الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركتي حماس وفتح، وقّعت اتفاقاً بشأن "إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية"، بعد محادثات المصالحة التي استضافتها بكين وضمّت 14 فصيلًا فلسطينيًا.
وقال وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" إن الاتفاق "مخصص للمصالحة العظيمة والوحدة بين جميع الفصائل الأربعة عشر".

وأضاف وانغ: النتيجة الأساسية هي أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد لجميع الشعب الفلسطيني"، مضيفاً أنه "تم التوصل إلى اتفاق بشأن حكم ما بعد حرب غزة وتشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة".