أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 4:44 صباحًا - بتوقيت القدس
إسرائيل تثأر من الفلسطينيين!!
بقلم: ماهر أبو طير
أمران تفعلهما إسرائيل هذه الأيام، ودون أن تتراجع، أولهما استمرار اقتحام المسجد الأقصى، من جانب المتطرفين، يوميا، وثانيهما موجات الاعتقال في كل فلسطين المحتلة.
هذا يعني أن إسرائيل بعد أحداث رمضان، وما تلاها، عادت إلى ممارساتها التقليدية المعروفة، وهي تريد ان تقول انها ما تزال قادرة على الاستمرار بذات السياسات، حين يصل مثلا عدد المعتقلين إلى الآلاف في القدس، وفلسطين المحتلة العام 1948، على خلفية الغضب الشعبي الفلسطيني الذي رأيناه في مدينة اللد، ومناطق ثانية، في توحد للروح الفلسطينية.
إسرائيل تريد هنا، أن تنتقم من جهة، وتثير مخاوف الفلسطينيين من العودة إلى الاحتجاج في أي ظروف ثانية، وهي تقر علنا، أن قدرتها على التحكم بالفلسطينيين باتت منخفضة.
ليس أدل على أن هذا الاحتلال ظالم، انه يعتقل الفلسطينيين فقط، على الرغم من أن متطرفين إسرائيليين اعتدوا في الأساس على بيوت ومتاجر الفلسطينيين في فلسطين المحتلة العام 1948، لكنك لا تقرأ عن حالة اعتقال واحدة لإسرائيلي في كينونة الاحتلال ومؤسساته، ثم تخرج إسرائيل لتدعي انها دولة ديمقراطية، ودولة قانون يطبق على الكل.
في ملف الأقصى أيضا، تواصل إسرائيل ذات السياسات، فهي تريد ان تسترد سمعتها التي اهينت، وتريد أن تقول انها لا تخشى رد الفعل الشعبي الفلسطيني، وانها ستواصل إدخال المتطرفين، مثلما كانت تفعل ذلك قبل رمضان، وهي تراهن هنا، على أن التجمعات الفلسطينية، أقل في الحرم القدسي، كون التوقيت يختلف عن توقيت رمضان، حيث صلاة التراويح والعبادة والتجمعات، وغير ذلك، وهذا تقييم خاطئ جدا لطبيعة البنية الفلسطينية.
إسرائيل هنا، واهمة، لان استدعاء المجموع الشعبي، ليس صعبا، وقد شهدنا في ظروف سابقة، مثل إغلاق مصلى الرحمة، أو محاولة فرض البوابات الإلكترونية، هبة شعبية وقفت في وجه الاحتلال، وهذا يعني أن المراهنة الإسرائيلية، بائسة وغير صحيحة، وعلينا أن نتوقع انفجار الأجواء مجددا، داخل فلسطين المحتلة، في أي لحظة قادمة على الطريق.
ليس غريبا ان يكون لدى إسرائيل خطة ثأرية، لما بعد الأحداث التي شهدناها، فهي الآن في وارد تصفية الحسابات، بعد أن رصدت أولا، ان كل محاولات أسرلة الفلسطينيين في فلسطين العام 1948، لم تنجح، ولا يمكن تذويب الهوية الفلسطينية في الهوية الإسرائيلية، مهما كانت هناك محاولات لذلك، فكيف حين يكون هناك تمييز عرقي، واضطهاد، ونظرة فوقية بحق الفلسطينيين، بما يثبت أن الحصول على مواطنة الاحتلال، لا يجعلك إسرائيليا.
هذا يعني أن الكتلة الفلسطينية في فلسطين المحتلة العام 1948، والقدس أيضا، ستكون امام ضغوطات كبرى خلال الفترة المقبلة، على مستويات مختلفة، من أجل الثأر منها بكل الوسائل، وليس أدل على ذلك من اعتقال الآلاف من شباب فلسطين 1948، والقدس أيضا.
وفقا لمحللين وخبراء، فإن انفجار الأجواء مجددا، يبدو واردا جدا، وأكثر من المرة الماضية، خصوصا، ان تغيرات جوهرية قد حدثت، ابرزها الروح الوطنية للفلسطينيين التي استيقظت وتوحدت أمام الخطر على المسجد الأقصى، وبحيث سقطت كل التقسيمات المعنوية والجغرافية التي صنعها الاحتلال على مدى سبعة عقود من هذا الاحتلال، كما أن إسرائيل لم تفهم أن اللحظة قد صنعت تحولا كبيرا، بما لا يمكن تجاوزه حتى مع إجراءات الاعتقال واستمرار محاولات اقتحام المسجد الأقصى، من أجل تطويع الفلسطينيين لقبول الاحتلال عنوة، في هذه المواقع المقدسة، التي لها حساسيتها، ومكانتها عند العرب والمسلمين.
من جهة ثانية علينا ان نوثق كل الاعتداءات الإسرائيلية على حقوق الإنسان، والاعتقالات، وغير ذلك من تجاوزات، وان يتم اللجوء الى مؤسسات عالمية، في هذا الإطار، خصوصا، مع جرائم الحرب التي شهدناها في غزة، حيث استشهاد عشرات الأطفال، والقصف العشوائي، وسقوط كل المعايير، وهذا التوثيق مهم، توطئة لمخاطبة العالم.
وتبقى الخلاصة هنا تقول، إن كل المؤشرات تقود إلى نتيجة واحدة، أي أن حالة الهدوء الحالية، مؤقتة، ولن تستمر طويلا، وربما سنشهد تطورات غير متوقعة على الإطلاق.
عن “الغد” الأردنية
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
واشنطن ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
إسرائيل تثأر من الفلسطينيين!!