أقلام وأراء
الجمعة 28 يونيو 2024 9:18 صباحًا - بتوقيت القدس
إرباكات مشروع "إسرائيل الكبرى"
تلخيص
إسرائيل الكبرى هي حلم الفكرة الصهيونية، وهي أمل اليمين المسيحي المتطرف لتحقيق نبوءة "نزول المسيح". الكاتب والسياسي الإسرائيلي آفي ليبكين قال "إن حدود إسرائيل ستمتد من لبنان إلى السعودية، وذلك بعد ضم مكة المكرمة والمدينة المنورة وسيناء". وأضاف ليبكين في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "أعتقد أن حدودنا ستمتد في نهاية المطاف من لبنان إلى الصحراء الكبرى، أي المملكة العربية السعودية، ثم من البحر الأبيض المتوسط إلى الفرات. وعلى الجانب الآخر من الفرات سيكون الأكراد، والأكراد أصدقاؤنا في التوراة أرض إسرائيل الكبرى، وقد أسند هذا التفسير إلى التوراة مقتبساً عبارة "لأطردنهم من أمامك في سنة واحدة، لئلا تصير الأرض خربة، فتكثر عليك وحوش البرية، قليلاً قليلاً أطردهم من أمامك إلى أن تثمر الأرض، وتملكها ولكن الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك ويدفعه الرب إلهك أمامك، ويوقع بهم اضطرابا عظيما حتى يفنوا".
إسرائيل المهيمنة
المشروع الصهيوني منذ بداياته الأولى كان يطمح إلى إعادة إقامة مملكة داود وسليمان (التي لا وجود لها إلا في الأساطير) على أرض ادّعى الصهاينة أنها من دون شعب، ليشيّدوا عليها دولة ذات شأن كبير على مستوى العلاقات الدولية، ولا يتحقق ذلك إلا إذا تحقق مشروع إسرائيل الكبرى، وأصبحت إسرائيل القوة المهيمنة في الإقليم. فرواد الصهيونية (الذين كانوا من الأوروبيين) قد تعرّفوا قبلنا على نظرية المجال الحيوي في الجغرافيا السياسية. والقادة في إسرائيل لم يتنازلوا يوما عن هذا المشروع، مهما اختلفوا حول السبل التي يتوسّلونها أو حول الوتيرة التي يسيرون بها من أجل إنجاحه، وتحويل الحلم إلى حقيقة.
شرق أوسط اقتصادي
مما تقدم نجد أن الفكر الصهيوني العلماني والديني ما زال يقوم على "إسرائيل الكبرى"، ولكن هنالك اختلاف في المفاهيم بين جهة وأخرى، إذ نجد أن حزب العمل في أوج قوته كانت له نظرة مغايرة عما يطرحه اليمين الديني، فهناك سلام يقوم على "سلام مقابل سلام"، أي سلام مع الدول العربية برمتها، دون تقديم تنازل للفلسطينيين، وإلغاء فكرة دولة فلسطينية على حدود 67، وتقويض الحل المستند إلى الشرعية الدولية.
وهناك سلام اقتصادي تعود جذوره إلى جناح من قيادة حزب العمل الإسرائيلي الذي وضع رؤية وتصوراً لعملية التسوية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، تحت شعار عملية السلام والتعاون الاقتصادي في إطار مشروع بناء إقليمي جديد. وقد عبّر عن هذا المشروع وتولى التنظير والترويج له وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك شمعون بيرس، ونائبه يوسي بيلين، حيث توقع شمعون بيرس ولادة شرق أوسط جديد تسوده الرفاهية والازدهار، وذلك في كتابه الذي صدر بالتزامن مع مؤتمر مدريد في خريف 1993، بعنوان "الشرق الأوسط الجديد".
ومن بين أهداف الخطة إحداث تحول باتجاه تمكين القطاع الخاص من قيادة عملية النمو والتطور الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية، من خلال التركيز على تطوير الصناعات الرئيسية للقطاع الخاص. واعتبرت الخطة أن تطوير قطاع غزة والمنطقة "ج" هو أهم أجزاء هذه الخطة "المبادرة الاقتصادية"، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية في مجال المياه والطاقة في المنطقتين، واستكمال مشاريع الصرف الصحي وسط وشمال قطاع غزة، وإقامة مشاريع تحلية مياه البحر، وإنشاء محطة توليد كهرباء في الضفة الغربية.
على ما يبدو ثمة عراقيل تحول دون تحقيق ما جاءت به التوراة "إسرائيل الكبرى"، فهذا الحلم من وحي الخيال، ولا يقبله العقل البشري، أي أن حفنة من اليهود تقرر مصير ما يقارب من 400 مليون عربي على امتداد الوطن العربي الكبير، وهذا بحد ذاته جنون بكل المقاييس، فعندما يطرح مشروع "إسرائيل الكبرى" أمام العالم نجد أن مجرد طرحه لا يلاقي القبول والأصغاء إليه.
كيان هش فكرياً
لم يعد خافياً أنّ إسرائيل تعيش حالة من "التدافع" بين عناصر قوّتها، وبين المخاطر والتهديدات المتصاعدة؛ إذ إنه لم يعد قادرًا على تحقيق مزيد من الصعود، كما أنّ عناصر الشد إلى أسفل قوتها في تزايد، ولن تلبث طويلًا حتى تبدأ مظاهر التراجع بالبروز، فهناك العقبات التي تعترض وتحول دون تحقيق حلم ما يسمى "إسرائيل الكبرى" مثل المد الجماهيري العربي والوعي بالقضية الفلسطينية، خصوصا بعد 7 أكتوبر، وقد عرفت الشعوب العربية والإسلامية تاريخ القضية الفلسطينية وهذا بحد ذاته طريق مسدود أمام أحلام الحركة الصهيونية والصهيونية الدينية . كما أن الأمن الإسرائيلي أصيب في مقتل، في عدد من المحطات أهما احداث 7 أكتوبر بعد استهداف العمق الإسرائيلي، فضلا عن الضعف الملحوظ في الروح المعنوية التي سكنت الأجيال الإسرائيلية.
الخلاصة: إن الظروف الذاتية والموضوعية على ما يبدو استبدلت نظرية مشروع "إسرائيل الكبرى" جغرافياً، بمشروع "إسرائيل العظمى"، اقتصادياً وسياسياً وتكنولوجياً بحيث يستطيع النفوذ والسيطرة الاقتصاديان أن يحققا الأهداف الصهيونية بصورة أكثر رسوخاً وأطول عمراً، وأقل كلفة وخسارة بشرية. لهذا سقطت نظرية "إسرائيل الكبرى" إلى الابد، فهل أصبحت الصهيونية الدينية تعي ذلك؟
إسرائيل تعيش حالة من "التدافع" بين عناصر قوّتها، وبين المخاطر والتهديدات المتصاعدة؛ إذ إنه لم يعد قادرًا على تحقيق مزيد من الصعود، كما أنّ عناصر الشد إلى أسفل قوتها في تزايد
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى
أ.د. أبو كشك يشارك في المؤتمر العالمي للغة الصينية في بكين ويوقع اتفاقية تعاون مع جامعة جيان شي
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال.. محاولة للتعمية على الجريمة الـمُدوّية
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 84)
شارك برأيك
إرباكات مشروع "إسرائيل الكبرى"