فلسطين

السّبت 15 يونيو 2024 10:05 صباحًا - بتوقيت القدس

مجازر الاحتلال في غزة واستهداف جنين يكبدان الاقتصاد الجنيني خسائر فادحة

تلخيص

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي

بددت قوات الاحتلال الفرصة الأخيرة للمواطن أيمن سليمان من جنين، لتوفير متطلبات معيشة أسرته بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بعدما قامت جرافات الاحتلال بتدمير البسطة التي نصبها في شارع أبو بكر وسط المدينة خلال الاقتحام الإسرائيلي الأخير يوم الخميس الماضي، وذلك، ضمن عشرات البسطات مما كبد أصحابها خسائر فادحة طالت كافة مقومات الحياة في المدينة التي كانت تنتظر وقفة العيد للتخفيف من آثار الحصار والقيود المفروضة على محافظة جنين منذ 7 تشرين الأول الماضي .
سليمان الذي فقد عمله في شركة للمقاولات في حيفا، وانضم لجيش العاطلين عن العمل، قال: "منذ الإغلاق وإلغاء التصاريح، لم أجد فرصة عمل في جنين، وخلال الشهور الماضية انفقنا كافة مدخراتنا لإعالة أسرتي المكونة من 7 أنفار"، وأضاف "وجدت العيد فرصة للتعويض والعمل، واستدنت ملابس وحلويات وفتحت بسطة على أمل الاستفادة من حركة التسوق خلال الأيام التي تسبق العيد، لكن الاحتلال دمرها وخسرت كل شيء وأصبحت مديونا"، وأكمل "العشرات فقدوا هذه الفرصة لجمع بعض النقود لتوفير ما أمكن من الطعام في ظل ظروفنا الصعبة والقاسية، لكن الاحتلال دمر كل شيء وفرض علينا معاناة كبيرة".
وتتجلى صور المعاناة وتدهور الأوضاع في جنين، بعد العدوان الإسرائيلي الذي حول جنين لمدينة أشباح في ظل العملية التي فرضت على المواطنين حظر التجول وشلت الحياة، وشكلت ضربة كبيرة للاقتصاد الجنيني الذي كان يعتبر وقفة العيد فرصة مهمة وكبيرة، لكن ساد الركود والشلل الكامل، عدا عن تاثر المواطنين بجرائم الاحتلال ومجازره في غزة وجنين، وقال المواطن أحمد محمد سليمان صاحب سوبر ماركت بيروت "تراجعت الأوضاع ونسبة المبيعات بأكثر من 50 %، ونسبة إقبال المواطنين على الشراء قليلة جدا، وتكبدنا خسائر فادحة"، وأضاف "سبب التراجع الاقتصادي الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة خلال الأيام السابقة، وبفعل الاجتياحات والإضراب، حتى أصبحنا في أغلب الأحيان لانعمل سوى يومين في الأسبوع "، وأكمل" الأوضاع سيئة جدا، ولا يوجد فرحة بالعيد، ونحن كل يوم نعيش حالة اغتيال شهداء وإبادة في غزة، كيف نفرح بالعيد مع هذا الحال، ما لنا إلا أن نقول الله يهونها على شعبنا".
وأوضح التاجر ينال سعد يوسف حامد صاحب بقالة، أن نسبة المبيعات انخفضت لأكثر من النصف عن السابق، بينما تكررت حالة الإغلاق للمحلات بشكل قياسي، وقال "المواطن أصبح لا يشتري سوى المواد الأساسية بسبب معاناتنا من الحصار الاقتصادي الكبير، والذي أثّر على التجار والمؤسسات جميعها في محافظة جنين، ومايحدث لواقعنا انعكس بشكل كبير على التجار والتجارة والعمال والمؤسسات"، وأضاف "لا يوجد لدينا مراسم للعيد وستقتصر على الشعائر دينية لكافة المسلمين من صلاة وأضحية، لأن حياتنا مؤلمة وممزوجة بالألم ودماء الشهداء التي تراق يوميا، وبسبب فراق أحبتنا فشقيقي أسير منذ شهر آب ولا نعرف عن مصيره شيئا منذ الحرب لغاية اليوم، وأتمنى ان يكون عيدنا هو تحرير فلسطين وأسرانا وهذا هو العيد الكبير".
ورغم تنافس المحلات خاصة الملابس في تقديم العروض والتنزيلات بشكل كبير على الملابس خاصة عشية العيد، يؤكد المواطن زيد راضي علي محمد صاحب بوتيك، أن الوضع الاقتصاد بشكل عام صفر، خاصة مع استمرار اجتياحات الاحتلال وتحديداً في الأسبوع الذي سبق العيد، ويقول "معرضي متخصص في الملابس التركية، وسعر القطعة من 100-200 شيكل، وحالياً عرضت القطع بخسارة كبير ( 50 شيكل)، لكن دون جدوى، ولا يوجد من يرحمنا ويراعي ظروفنا في ظل خسائرنا سواء الضريبة او الترخيص، والظروف جميعها تقع على كاهل التجار، وهناك تقصير كبير بحقنا"، وأضاف "خلال اقتحام الاحتلال لجنين، يوم الخميس الماضي تعرض محلي لعدة رصاصات من قبل الاحتلال اخترقت الزجاج والملابس واندلع حريق، مما أدى الى احتراق نصف المحل والله قدر ولطف، لكن تكبدت خسائر كبيرة ولن يعوضني أحد عنها".
وكباقي التجار، أشار زيد لآثار إغلاق الاحتلال لحاجز الجلمة الذي يشكل الرئة الاقتصادية لجنين، وقال "بشكل متعمد واصل الاحتلال إغلاق المعابر حول جنين وخاصة الجلمة مما منع فلسطيني الداخل من الوصول لجنين والتسوق وهذا ضاعف خسائرنا"، وأضاف " الاحتلال قتل فرحتنا وستكون أيام العيد عادية، بل نزداد ألماً وحزناً بسبب مجازر الإبادة والعدوان على غزة والاغتيالات والجرائم في الضفة خاصة جنين ، لذلك الغينا كافة المظاهر الاحتفالية ".
وعشية العيد، ازداد عدد البسطات والباعة المتجولين في شوارع جنين بشكل قياسي، لكن الحركة الاقتصادية لم تتغير، وتذمر صاحب بسطة ملابس المواطن محمد أبو عيطة من حالة الركود التي وصفها بالقاتلة في ظل الأوضاع السيئة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني، وقال "أعمل على بسطة صغيرة وبسيطة جدا، ولكن أشعر بفرق كبير بالنسبة للاقتصاد وتراجعه لأكثر من النصف بكثير مقارنة بالأعياد والأيام السابقة، فقد تراجعت الحركة الشرائية بنسبة 50% "، وأضاف " مما يفاقم أوضاعنا، عدم وجود أجواء أمان ولاسلام في جنين، فخلال تسوقهم يقتحم الاحتلال المدينة بشكل مفاجيء وتتحول جنين لمدينة أشباح بسبب هرب المواطنين خوفاً من وصول الجيبات العسكرية إلى وسط جنين، مما يؤدي إلى إغلاق المحال التجارية وشل حركة التسوق بشكل كامل، و هذا ماحصل يوم الخميس الماضي مما كان له أثر كبير على تجار الحسبة والخضروات والمحال التجارية، وقد أغلق الجميع وانتهى اليوم دون بيع وبخسارة فادحة"، وأكمل "ستكون أيام العيد صعبة لعجزي عن توفير حتى مصروف يومي لأطفالي واحتياجات أسرتي وأجرة منزلي".
المواطن محمد شاويش، خسر بسبب الاقتحام الإسرائيلي ألف شيكل، وكذلك زميله محمد بلعوط ، وقال "عندما هاجم الاحتلال المدينة، هربنا وتركنا البسطات المحملة بالخضار والفواكه، ومع استمرار العدوان يوميا، تلفت البضاعة، بينما دمر الاحتلال بسطات أخرى".
أما صاحب بسطة الخضار، مصعب الصوص من مخيم جنين، فقال " نعيش حالة من الخوف والرعب والتوتر خلال عملنا اليومي في مدينة جنين بسبب الاقتحامات المفاجئة، ونحن نترقب شبكات التواصل الاجتماعي، حول تحركات الاحتلال والطائرات المسيرة في أجواء جنين، ونبقى متيقظين من دخول الاحتلال بشكل مفاجئ، فحياتنا أصبحت بلا أمان"، وأضاف "في ظل ممارسات الاحتلال، أصبح الوضع سيئ جداُ، والمبيعات قليلة رغم تدني الأسعار، والمواطنين لا يشترون سوى احتياجاتهم إذا لم يكن هناك مداهمات، والجانب الأخطر، أجواء الرعب لخوفنا من قيام الاحتلال بإطلاق النار على كل شيء يتحرك أمامه ويمارس سياسة القتل فقط لأنه فلسطيني، وليس لأنه مقاتل أو مقاوم، فالكل الفلسطيني مستهدف حتى اقتصادنا مستهدف"، وأكمل "هناك تقصير كبير من الجهات المعنية بنا بسبب عدم الوقوف معنا كأصحاب بسطات ولا أحد يراعي ظروفنا وخسائرنا ".
واستعد أصحاب المحلات للعيد، وحرصوا على توفير احتياجات الأسر في هذه الأيام، لكن سادت أجواء ركود كبيرة في أسواق المدينة، وقال التاجر عزام جلال "غالبية مبيعات بقالتي من المواد الأساسية بالدين، أوضاع الناس صعبة ولم تتحسن الحالة كما توقعنا خلال أسبوع وقفة العيد، أما صاحب بقالة الرشيد، رامي رشيد، فقال " الوضع سيئ جدا، فرواد المحل والزبائن يركزون على شراء الأشياء الأساسية فقط لمنازلهم، لان وضع المادي لدى المواطنين محدود وبالتالي يؤثر على جميع مشترياتهم ويتحوجون الأشياء الأساسية فقط ، وهذا أدى الى تراجع كبير جدا في محلنا ، ويركز الناس على السكر والزيت والملح والطحين ، اما باقي المواد لايشترون منها الا بشكل بسيط جدا ، والمحل يتراجع في كل يوم يوجد فيه اقتحام او اضراب "، واكمل " عيدنا يوم تحرير فلسطين ، ولايوجد مظاهر فرحة في حياتنا، فكل يوم هناك شهداء في غزة، وأطفال غزة يبادون امام تخاذل العالم اجمع ، وما يحدث من قتل خلال اقتحام جنين او مدن الضفة بشكل عشوائي، خطير جدا ويدل على ان الكل الفلسطيني مستهدف ومعرض للقتل ، وامنياتنا بوقف الحرب وعودة الاسرى وزوال الاحتلال ونتمنى ان يأتي عيد الحرية" .
ورغم أن عيد الأضحى، يتميز بالاضاحي، أوضح محمد مجدي زكارنة صاحب ملحمة المجد، أن نسبة المبيعات تراجعت بأكثر من 50 %، بينما، تراجع إقبال المواطنين على شراء اللحوم بشكل عام، أما محمود السيد صاحب معرض للحلويات والبن والمكسرات، فقال "في مثل هذه الأيام وقبل العيد، كانت حركة التسوق والحركة التجارية اقوى وكبيرة، الشوارع والمحلات كانت تكتظ بالناس والمشترين، لكن اليوم أقل بكثير من السابق، لأن الوضع المادي صعب للغاية بسبب مايعيشه الناس بسبب الحصار والاقتحامات والاضرابات"، وأضاف "معرضنا متخصص بالحلويات الخاصة بالعيد والقهوة، وعرضنا تنزيلات كبيرة مع حلول العيد تقديرا لأوضاع المواطنين، وحرصنا تجنب عرض الحلويات غالية الثمن، ورغم ذلك هناك ركود كبير وشلل في الحركة التجارية، فالمواطنون يركزون على شراء الأشياء الهامة لهم خصوصا، عدا عن ابتعاد الجميع عن مظاهر أخرى تضامنا مع أهلنا في غزة ".

دلالات

شارك برأيك

مجازر الاحتلال في غزة واستهداف جنين يكبدان الاقتصاد الجنيني خسائر فادحة

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 6 أيام

غزة العزة وجنين الصمود قمران يضيئان سماء الأمة العربية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 19 يونيو 2024 7:40 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.23

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.97

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%16

%84

(مجموع المصوتين 440)