فلسطين

الجمعة 14 يونيو 2024 9:10 صباحًا - بتوقيت القدس

د. عزيز الدويك لـ"القدس": ما يتعرض له الأسرى بعد ٧ أكتوبر لا مثيل له في التاريخ

تلخيص

الخليل - خاص بالـ "القدس" دوت كوم - جهاد القواسمي-

سجن النقب تفوق على "غوانتنامو" في ممارسة التعذيب.. إنه أسوأ سجن على الكرة الأرضية
من اعتُقل قبل 7 أكتوبر كأنه لم يُعتقل ولم يذق مرارة السجن وقسوة التعذيب

رأيتُ الأسير عرفات حمدان يلفظ أنفاسه أمام عينَيّ وعلى بعد مترين من شدة التعذيب ولم تقدم له أيّ مساعدة
قتلوا الأسير عبد الرحمن مرعي لأنه رفض شتم والديه.. والأسرى كلهم جياع ينامون جياعاً ويأكلون وهم جياع

 بجسد نحيف وشعر كثيف يكسو رأسه ولحيته، بدا الدكتور عزيز دويك الرئيس السابق للمجلس التشريعي في اللحظات الأولى للإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد اعتقال دام ثمانية أشهر.


وأشار الدويك في مقابلة مع مراسل "ے"، إلى أن اعتقاله لم يكن إلا محاولة انتقام، ولم توجه ضده أي اتهامات، وقال: "للأسف نجد دولةً تتعامل مع قضايا شعبنا كعصابات، وليست معاملة الدول، ونرى أن دولة لا تكرم الأسير، بل تحاول إهانته والإساءة له بكل صورة في معاشه ودوائه وطعامه، وتمارس التعسف والقهر والظلم بكل أشكاله وأنواعه، وهو الذي يتجلى في الاعتقالات التي تمت في الفترة الأخيرة".


وأكد الدويك أن معاملة الاحتلال للأسرى داخل السجون تدل على أنه فقد أعصابه، وفقد توازنه أخلاقه، مشيراً إلى أن الاحتلال فقد المبرر الأخلاقي المدعى أمام العالم، وأن ما يجري مع أبناء الشعب الفلسطيني خير دليل، وأن معاملة الأسرى الفلسطينيين داخل سجونه خير دليل على أن هذا الاحتلال فقد المبرر الأخلاقي، الذي كان يتغنى به أمام الآخرين، ومن الواضح أنه لا يستطيع أن يتغنى به بعد الآن.


وأشار دويك (75 عاماً) إلى أن المعاملة كانت سيئة على غير المرات السابقة، التي كان فيها نوعاً ما احترام لإنسانية الإنسان، وهذه المرة كان الاعتقال تعسفيًا بلا مبرر، ولم يراعَ فيه الوضع الصحي، أو القيم الأخلاقية التي تتغنى به الأمم، ولم يراعَ فيها حقوق الإنسان ولا الديمقراطية ولا غيرها، وإنما التعسف والقهر والظلم كانت عناوين الاعتقال.


وأوضح دويك، أنه عقب اعتقاله من منزله نُقل إلى مركز توقيف عصيون، الذي أمضى فيه ساعات طويلة، لأكثر من خمس عشرة ساعة، في ظل معاملة سيئة، جلوساً على الأرض والتراب، وسط إهانات، والتعسف بكل أشكاله، والظلم كان واضحاً جداً خلال الفترة كلها، وبعد ذلك تم نقله إلى سجن "عوفر"، وجاءوا بالشباب وقد تم ضربهم، لافتاً إلى أنه كان في غرفة رقم (2) عندما أحضروا أحد الشبان وهو عرفات حمدان، من قرية بيت سير غرب رام الله، الذي استشهد أمام عينيه، على بعد أقل من مترين بينهما، دون تقديم الرعاية الطبية له والعلاج، ولم يُؤخذ إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث كان يعاني من مرض السكري والاحتلال كان يعرف حالته، مؤكداً أن الاحتلال كان ينتقم فقط، ولا يراعي حياة إنسان ولا كرامته ولا غيره.


وبين دويك، أن الأسرى كلهم جياع بلا استثناء، ويأكلون وهم جياع، ويعيشوا وهم جياع، وقال: "إن تجويع الأسرى والإساءة في المعاملة لهم هي عنوان المرحلة، التي يريدها الاحتلال، إن أحد الأسرى وهو عبد الرحمن مرعي، الذي طالبهم بعدم شتم والديه تم قتله في سجن مجدو، وتم نقل جثمانه بكيس أسود من سجن مجدو إلى النقب، إن هذه محطات كانت فارقة في الأسر هذه المرة".


وأوضح دويك أن وجود الأسرى في سجن النقب يعني أن العالم عليه أن ينسى ما جرى في "غوانتنامو" و"أبو غريب"، وقال: "إن سجن النقب أصبح أسوأ سجن على وجه الكرة الأرضية في معاملة الأسرى، وهو سيء الذكر، بل هو الأسوأ ذكراً في سجون العالم، ومورس الإرهاب بحق الأسرى، حيث تم تجويعهم وتعذيبهم وحرمانهم من النوم، والحرمان من الملابس"، موضحاً أن الأسرى ومنهم من أمضى ثلاثين عاماً في الأسر، يؤكدون أنه من لم يعتقل بعد السابع من أكتوبر، كأنه لم يعتقل في السابق.


وأكد الدويك أنه عانى خلال فترة اعتقاله من ظروف صحية صعبة جداً، حيث لم يتلق العلاج الطبي المناسب، ولم يسمح له بلقاء عائلته طوال فترة اعتقاله، حيث كانت الزيارات ممنوعة تماماً، والاتصالات بكل أشكالها غير موجودة، وقال: "كنا في عزل عن العالم كله، معزولين عن الأهل وعن كل شيء في الدنيا، وكأننا في نقطة ليست من الكرة الأرضية التي نعيش فيها".


وأشار دويك، الذي يعاني من الأنيميا (فقر الدم) ونقص الهيموغلوبين بسبب مرض السكري، كما سبق له أن أجرى عمليتي قسطرة وتفتيت حصى الكلى، إلى أن الجواب التقليدي لدى السجانين عندما يطلب الأسرى أي دواء أو علاج، "لترسل لكم حماس الدواء والعلاج، وترسلكم إلى المستشفى"، مؤكداً أنه منع عنهم الدواء نهائياً، ولم يقدموا أي نوع من الخدمة لأي أسير مهما بلغت حالته الصحية، حتى إن المريض الذي لديه هبوط في السكر يطلب منه أكل الخبز القليل الذي يرسل للأسرى، أي عليك أن تموت بمرضك.


لم يعرف الدكتور دويك، أثناء لقاء "ے" به، الشيخ مصطفى شاور، رئيس اتحاد علماء فلسطين، الذي أفرج عنه هو الآخر مؤخرًا، من سجون الاحتلال، وجاء لتهنئة دويك بالإفراج عنه، وقد فقد نصف وزنه.


ولفت دويك إلى أن شهر رمضان المبارك كان على الأسرى من الأشهر السيئة، فقد كان الصيام رحمة، ولكن الطعام كان تعذيباً للأسير، مشيرًا إلى أن الاحتلال وحتى الآن يمنع الأسرى قراءة القرآن، ويمنعهم من الصلاة بالغرف، ويطلقون عليهم قنابل الغاز السام المسيل للدموع خاصة إذا رفع الصوت بالصلاة، ويجن جنونهم لذلك، ويقول: "إن أحد الأسرى رفع الأذان بصوت عادي، فضرب وكل من في الغرفة، إنها حرب معلنة على القرآن والأذان".


ووجه دويك رسالة في ختام حديثه إلى الهيئات الحقوقية والمحامين الشكر والذين وصفهم برجال المرحلة، حيث إنهم قدموا للمحاكم، وحاولوا التخفيف عن الأسرى بقدر ما يستطيعون، مشيراً إلى أن الأسير وعندما يخرج للقاء المحامي، يضرب ويهان، وأحياناً يشد وثاقه بالقيود، وتؤذي يديه وقدميه، وقال: "لقد كنت أسمع صراخ الأسرى من كل أنحاء السجن، وهم يوثقونهم بالقيود وراء ظهورهم، حتى إن أحد الأسرى يعاني ومنذ عدة أشهر من آثار شد القيود على يديه كلما خرج للمحاكمة"، مؤكداً أن الاحتلال فقد عقله وتحول من دولة إلى عصابات.


وقدم دويك شكره إلى هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ممثلة بالوزير قدورة فارس على جهوده الطيبة التي يقدرها الأسرى عالياً في الدفاع عن قضيتهم، وإرساله المحامين لمتابعة بعض القضايا النفسية والطبية وبعض قضايا كبار السن، وقال: "إن ذلك يقدر عالياً.

دلالات

شارك برأيك

د. عزيز الدويك لـ"القدس": ما يتعرض له الأسرى بعد ٧ أكتوبر لا مثيل له في التاريخ

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 7 أيام

ابو غريب وغوانتنمو والنقل كلها نفس المعلم الذي يدعي الانسانية والحضارة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 19 يونيو 2024 7:40 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.23

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.97

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%16

%84

(مجموع المصوتين 440)