أقلام وأراء
الخميس 23 مايو 2024 10:54 صباحًا - بتوقيت القدس
ما بين حماس والمستعمرة
تلخيص
رفضت حركة حماس مساواتها بقادة المستعمرة الذين صدرت بحقهم مذكرات اتهام وجلب من قبل الادعاء العام لمحكمة الجنايات الدولية، على خلفية الجرائم التي قارفتها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، کما رفضت قيادات المستعمرة مساواتها بقادة حماس على خلفية الاتهام، باعتبارها تنظيماً إرهابياً اعتدى على مدنيين إسرائيليين خلال عملية 7 اكتوبر واختطاف عدد منهم.
اتهامات محكمة الجنايات الدولية جمعت قادة حماس الثلاثة: إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف، بينما الاتهامات موجهة إلى اثنين من قادة المستعمرة: بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، ويوآف غالنت، وزير الدفاع، ولم تشمل رئيس الأركان الجنرال هرتسي هليفي مع أنه هو المنفذ لسياسات الحكومة، وقواته ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
واضح أن المدعي العام كريم خان حاول ممارسة التوازن بين طرفي الصراع، بين المستعمرة وحماس، حتى لا يُتهم بالانحياز، وللتخفيف من حجم الانتقادات والهجوم عليه وعلى إدارته، لكنه لم يُفلح وأخفق ووقع في خانة مساواة الضحية بالجلاد.
کما سعى الادعاء العام للابتعاد عن توجيه الاتهام لجيش المستعمرة، مع أنه هو مَن تطاول واعتدى وأجرم بحق المدنيين الفلسطينيين، ولم تُوفق المحكمة والادعاء في اقتصار توجيه الاتهام لرئيس الحكومةالإسرائيلية، ووزير الدفاع، ولم تتطرق من قريب أو بعيد لرئيس الأركان باعتباره قائد جيش الاحتلال، وهو المتورط العملي الأساسي في كافة الجرائم التي قارفها الجيش في قطاع غزة، بينما شمل اتهام حركة حماس رئيس الحركة باعتباره القائد السياسي، وهو خارج فلسطين وخارج قطاع غزة، ولكن اتهام المحكمة والادعاء شمله مع قائدي حماس الميدانيَّين محمد الضيف ويحي السنوار، وحصيلة ذلك أن الاتهامات تم توجيهها للقيادة السياسية الإسرائيلية، واستثنت الجيش الذي ارتكب الجرائم، بينما الاتهامات نحو حماس شملت القيادة السياسية والقيادة العملية الميدانية.
ما هو المتوقع؟ ما العمل؟
يُفترض بحركة حماس أن لا توجه أي اتهامات للمحكمة أو للادعاء العام، ولا تعارضهما، حتى لا تتصرف كما تفعل المستعمرة وأدواتها وحلفاؤها.
وعليها أن تنظر للاتهامات، وجلب قادة المستعمرة باعتباره مكسباً سياسياً وقانونياً، وتعبيراً عملياً ملموساً عن تورط المستعمرة بالجرائم التي قارفتها بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وعلى حركة حماس توكيل محامين لتقديم الاعتراضات العملية في محاولة تبرئة قادتها، حتى ولو اقتصر ذلك على إسماعيل هنية، وتقديم الدفوع القانونية والعملية لتبرئته باعتباره خارج فلسطين، ولا صلة له بما حصل يوم 7 أكتوبر وتداعياته، فالمعركة السياسية القانونية لا تقل أهمية عن عناوين الصراع وأدواته الأُخرى، خاصة أن قادة المستعمرة متورطون بالجرائم الواضحة الجلية في الآثار والقتل والتدمير.
حركة حماس يجب أن ترتقي لمستوى الاهتمام الدولي بالموضوع الفلسطيني، وما فعلته في عملية 7 أكتوبر وتداعياتها بالصمود، ومقدرتها على توجيه ضربات موجعة لجيش العدو، يجب أن يكون مقروناً بنظافة السلاح ونظافة اليد، ونظافة الخيارات باعتبارها فصيلاً كفاحياً يعمل من أجل حرية الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وكرامته وزوال الاحتلال عبر النضال المشروع الذي أقره القانون الدولي وتراث الشعوب من أجل الحرية والاستقلال، بينما المستعمرة تعمل على التوسع والنهب والاستيطان الاستعماري غير الشرعي من منظور القرارات الدولية.
---------
واضح أن المدعي العام كريم خان حاول ممارسة التوازن بين طرفي الصراع، بين المستعمرة وحماس، حتى لا يُتهم بالانحياز، وللتخفيف من حجم الانتقادات والهجوم عليه وعلى إدارته، لكنه لم يُفلح وأخفق ووقع في خانة مساواة الضحية بالجلاد.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي الشهر الماضي
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
اتفاق التهدئة.. هدنة دائمة أم فاصل بين جولتين؟
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 557)
شارك برأيك
ما بين حماس والمستعمرة