اختتمت مساء أمس فعاليات منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي بنسخته الأولى، فيما أعلن أمين عام وزارة الاتصال الحكومي الأردنية الدكتور زيد النوايسة توصيات المنتدى.

وأشار النوايسة إلى أن المتحدثين والمشاركين أوصوا بأهمية استخدام الرقمنة المتخصصة والمتطورة، في جميع وسائل الإعلام، والحفاظ على أهمية اللغة العربية في ظل انتشار العامية بمنصات التواصل الاجتماعي.


‏‎كما أوصى المشاركون بالانتباه للقفزات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأهمية التعاطي مع آلياته على المستوى العربي، والتأكيد على وجوب التركيز على ما يتعرض له الأشقاء في القطاع من قتل وتدمير ممنهج لجميع مناحي الحياة. 
‏‎ودعوا بحسب النوايسة إلى مراجعة الخطط الدراسية في كليات الإعلام بما يعزز المهارات الرقمية والتقنية لدى الدارسين فيها، ودعم تفعيل برامج واضحة نحو التربية والدراية الإعلامية في الدول العربية.


‏‎واستعرض المشاركون دور الإعلام في الأزمات، وتجارب الدول، وفي مقدمتها الأردن، في التربية الإعلامية والمعلوماتية، والتحديات التي تواجه الصحف الورقية في ظل الانتشار الرقمي. 
ولفت النوايسة إلى أن وسائل الإعلام في الأردن، قطعت شوطا كبيرا في تطوير وتحديث أدواتها نحو التحول الرقمي، آملا أن يكون المنتدى قد شكل إضافة في تحديث وتطوير العمل الإعلامي العربي.


‏‎وناقش المنتدى، وسط حضور إعلامي عربي ودولي على مدار يومين، وشارك فيه ما يزيد على 35 متحدثا محليا وعربيا ودوليا في ثماني جلسات، موضوعات عدة ركزت على استخدام الرقمنة المتخصصة والمتطورة في جميع وسائل الإعلام كبرامج البودكاست.

ملحم يستعرض واقع الإعلام الفلسطيني

وفي الجلسة السابعة، استعرض الدكتور إبراهيم ملحم، رئيس تحرير جريدة ے، واقع الإعلام الفلسطيني في ظل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة، بعد أن دعا في مستهل كلمته إلى الوقوف دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء في فلسطين.

وقال ملحم: نمر بمرحلة صعبة على الأمتين العربية والإسلامية، مؤكداً أن الصحافة الورقية في عين العاصفة، تقوم بدورها كالسيارة القديمة، تسير في سباق مع الصحافة الرقمية فائقة السرعة. وقال: لم تفقد الصحافة الورقية دورها، كما لم يحل الراديو مكان التلفزيون.

وأضاف: "تغيّر الكثير في ظل منصات التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي في المضامين من مقالات ٢٠٠٠ كلمة إلى البرقية المختصرة"، مشيراً إلى النقله الهائلة من الورق إلى التابليت.

وفي عرض شيق، قدم ملحم نماذج من كتاباته، ولفت إلى دور الرقابة العسكرية في شطب الكثير من الكلمات والمضامين، مما يجبر كاتب الحديث او الافتتاحية لإعادتها ثلاث مرات في الليلة الواحدة لتجنب تلك الرقابة الاسرائيلية على صحيفة ے التي وصفها بآخر عنقود الصحافة الفلسطينية في القدس.

وأوضح ملحم أن الصحيفة تاريخ وتوثق الأحداث، والصحافة الفلسطينية دفعت ثمناً باهظاً جداً في الحرب على غزة وقدمت أكثر من ١٤٧صحفياً وصحفية شهداء.

وفي كلمته، عبر الدكتور خالد الشقران، رئيس تحرير جريدة الرأي الأردنية، عن عمق الارتباط والتآخي بين الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني.

وقال: "لا حيادية في التعامل مع القضية الفلسطينية، إنها قضية الأردنيين".

وأضاف: كشفت حرب غزة مدى النفاق الدولي، وعرّت الكثير من المؤسسات العربية والدولية.

وقال الشقران: تراجع الإعلام الورقي، ومر الإعلام الأردني بالعديد من التحديات، ولم يعد القول "من لم ينشر نعيه في الرأي لم يمت"، فالمواقع والمنصات أخذت دوراً وحيزاً كبيرين من المشهد.

من جهته، قال رئيس تحرير الدستور مصطفى الريالات: "الدستور أقدم صحيفة أردنية، وهي أول صحيفة نشرت أعدادها على "الواتس آب" خلال جائحة كورونا، حيث كان شعارنا الابتكار أو الاندثار".

وأقيم على هامش المنتدى معرض للمؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والدولية، وشركات الريادة في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والإعلام، إذ تضمن عرضاً لمنتجات إعلامية وتكنولوجية ورقمية قدمتها هذه المؤسسات.
‏‎