عربي ودولي

الثّلاثاء 21 مايو 2024 1:21 مساءً - بتوقيت القدس

محللون لـ"القدس": مقتل رئيسي لن يؤثر على السياسة الإيرانية

تلخيص

رام الله- خاص بـ"القدس" دوت كوم

شاهين: الجمهورية الإيرانية دولة مؤسسات ولن تتأثر ولا يوجد أي فراغ سياسي

الجرباوي: الحديث عن تدبير للحادثة هو تكهنات ولا أرجح وجود نظرية للمؤامرة

عنبتاوي: ما جرى لن يؤثر على السياسة الإيرانية ولا المفاوضات مع الولايات المتحدة

أبو غوش: إسرائيل لن تجرؤ على المساهمة العلنية الفاضحة بعدما رأت الرد الإيراني


يفتح الإعلان عن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وعدد من مرافقيهما، الأبواب على كل الاحتمالات بشأن إن كان ذلك ناتجاً عن حادث عرضي، أو ربما تتحمل المسؤولية جهات معادية، لكنّ محللين وكتاب سياسيين يؤكدون أن ما جرى لن يؤثر على السياسة الإيرانية.


وقُتل رئيسي وعبد اللهيان إثر تحطم طائرة مروحية أول أمس، كانا على متنها، بعد عودتهما من زيارة إلى أذربيجان بغرض افتتاح سدّ مشترك بين البلدين، وأُعلن عن مقتلهما صباح أمس الإثنين.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون التقتهم "القدس" أن حادثة مقتل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية الإيراني، لن تؤثر على السياسة الإيرانية الدولية وفي الإقليم، ولن تتأثر الجبهة الداخلية الإيرانية، كون الجمهورية الإيرانية دولة مؤسسات.


ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن حادثة مقتل رئيسي وعبد اللهيان ومرافقيهم، لا تشير إلى وجود عمل مدبر، وأن هناك موقفاً رسمياً إيرانياً بأنها ليست مؤامرة، لكن رغم ذلك، فإن كافة الاحتمالات واردة، لكن أن يكون مقتلهما مدبرًا فهو أمر ضعيف، والاحتمالات حول مقتلهما بعملية مدبرة مجرد تكهنات.


ويشير شاهين إلى أنه لا يوجد لأحد مصلحة باغتيالهما، حتى لو كانت هناك صراعات داخلية على السلطة، فلا تصل الأمور لهذه الدرجة، حيث إن هنالك انتخابات ومؤسسات، حتى أعداء إيران الخارجيون ليست لهم مصلحة بذلك، ولديهم أمور يمكن استغلالها ضدهما عبر الانتخابات، واغتيالهما سيأتي ببدائل بالنهج ذاته، وإن كان هناك اغتيال فلا يحدث إلا بدواعي الانتقام فقط، والأمر مستبعد.


ويقول شاهين: "صحيح أنه توجد صراعات داخلية في إيران على الحكم، لكنها تُحسم بالانتخابات، ولا يمكن أن تصل إلى حد الاغتيال بهذه الطريقة، التي قد تؤدي إلى حرب أهلية، كما أنه رغم الخلافات لا توجد صراعات على تغيير أيدلوجيا النظام".


ويلفت إلى أنه لا يوجد فراغ سياسي في إيران، فهناك نائب للرئيس، ويوجد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ولديه صلاحيات واسعة، وتوجد لجنة تدير شؤون البلاد إلى حين إجراء الانتخابات، كما أن هناك إجراء للانتخابات الإيرانية وفق القانون في مدة أقصاها 50 يومًا.


ووفق شاهين، فإنه رغم ذلك، فإن إيران خلال الفترة المقبلة ستكون منشغلة بما جرى نتيجة الحادث الذي جاء مفاجئًا، وستحافظ على الهدوء، لكن لا توجد مؤشرات لتغيير السياسية الإيرانية في المنطقة، وإيران دولة مؤسسية، ولديها جيش، وحال حدوث شيء فإنها ستكون قادرة على مواجهته.


من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي د. علي الجرباوي: "إن النظام الإيراني متماسك وراسخ ولديه أيدولوجيا ورؤية، وهو قادر على أن يتخطى الأزمة، كون نظام الحكم مؤسسياً، وهناك إدارة الولي الفقيه، وغياب شخص لا يغير النظام".


وحول إمكانية أن يكون الحادث مدبراً، يقول الجرباوي: "كل ما يتم الحديث عنه هو تكهنات، ولا أرجح نظرية المؤامرة".


ويؤكد الجرباوي أن أزمة مقتل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية سيتم تخطيها، ويقول: "لا أرى أنه ستحدث ارتدادات شديدة نتيجة لما جرى، وتسير الأمور بسلاسة بعد استيعاب الصدمة، فالنظام الإيراني قادر على معالجة ما جرى".


ويتابع: "من يحكم بهذه الأمور الولي الفقيه من أعلى الهرم، وهناك أزمات يعالجها النظام الإيراني، حتى لو كان الحدث كبيرًا بعد مقتل الرئيس".


في حين، يقول الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لها دور مهم في دعم القضية الفلسطينية، ومنذ لحظة الإعلان عن فقدان الطائرة والشعب الفلسطيني يتابع ما يجري".



ويشير إلى أنه "من السابق لأوانه اتهام أحد، ومن الممكن أن تكون الحادثة بفعل الظروف الجوية، وربما تكون مدبرة، لكن ما ينهي الجدل هو نتائج التحقيق الذي ما زال في بداياته، وإن اكتُشف أنه عمل مدبر فإن ذلك ستكون له تداعيات كبيرة وخطيرة".


ويشدد عنبتاوي على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة مؤسسية متماسكة، والانتخابات تجري بشكل دوري، ويوجد نائب للرئيس يقود الدولة حتى إجراء الانتخابات، ولا أتوقع أن ما جرى سيؤثر على السياسة الإيرانية، كما أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تتأثر.


ويقول: "توجد أنظمة شمولية في إيران، وفي القرارات المصيرية بحاجة للرئيس، لكن حال وقوع هجوم عليها، فإنها ستأخذ دورها".


ويشير عنبتاوي إلى أن العالم كله تابع ما جرى حول حادثة طائرة الرئيس والإعلان عن مقتله ومرافقيه، وهو ما يؤكد أهمية دور إيران الإقليمي والدولي، ودول كثيرة عرضت تقديم الدعم لها بعد هذه الحادثة.


من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي نهاد أبو غوش: "إن إيران دولة محاطة بالأعداء، وهناك محاولات إسرائيلية للتخريب على إيران واستهدافها، نظرًا لاتهامها بتحريك الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل، ولا أستبعد أي شيء بخصوص حادثة مقتل الرئيس الإيراني ومرافقيه، لكنني لا أعتقد أن إسرائيل تجرؤ على المساهمة العلنية الفاضحة، خاصة أنها رأت الرد الإيراني بعد استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا".


ويتابع أبو غوش: "كل الاحتمالات واردة بشأن أسباب الحادثة وراء الحادثة، لكن من المهم الإشارة إلى أن الطائرة التي كانت تقل الرئيس ومرافقيه قديمة عمرها يصل 50 سنة، بسبب العقوبات المفروضة على إيران، وهي ربما غير مهيأة للتعامل مع هكذا أجواء".


ويعتقد أبو غوش أن الحادثة التي قتل فيها الرئيس الإيراني لن يؤثر على سياسات الدولة الإيرانية، والرئيس جزء من تلك السياسات، وإيران بلد ضخم من حيث المساحة والسكان، وكذلك حجم المشروع الاقتصادي.

يقول أبو غوش: "إن إيران بالنسبة لنا كفلسطينيين دولة شقيقة وصديقة، وتقدم الدعم بإسناد المقاومة والشعب الفلسطيني، ورحيل الرئيس خسارة، ولن يؤثر على موقف إيران من القضية الفلسطينية".


ويعتقد أن ما جرى لا تقوم به المعارضة الإيرانية، فهي ليست لديها قدرة على الاغتيال واختراق طائرة الرئيس، ويتوجب انتظار التحقيقات، التي يقرر نتائجها خبراء ومختصون، ونتائج التحقيق إن أشارت إلى أن الحدث كان مدبرًا فسيرسم ذلك طبيعة التعامل مع المرحلة المقبلة.


يشار إلى أن إيران أصبحت جمهورية إسلامية عام 1979، عندما أطاحت ثورة شعبية بنظام حكم الشاه محمد رضا بهلوي، وتولى رجال الدين مقاليد الحكم تحت قيادة آية الله روح الله خميني، الذي أصبح مرشداً أعلى للثورة الإسلامية ورأس نظام الحكم في إيران، فيما أنهت الثورة الإسلامية حكم الشاه الذي كان استعدى ببرامجه التحديثية وقمعه الشديد للمعارضة قطاعات دينية وسياسية وشعبية واسعة.


وأصبح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية يشرف على السياسات العامة في البلاد، ويتولى قيادة القوات المسلحة والاستخبارات، وينتخب من قبل مجلس خبراء القيادة، ويلي المرشد رئيس الجمهورية، الذي ينتخب بالاقتراع الشعبي المباشر ويرأس جلسات مجلس الوزراء ويشكل الحكومة.


وتُعقد انتخابات رئاسية تعددية كل 4 سنوات، وتختار أجهزة الرقابة الإيرانية المرشحين للانتخابات الرئاسية أو تستبعدهم، ويحق للرئيس الإيراني أن يتولى الرئاسة لولايتين فقط.


من جانب آخر، تتشكل جغرافية إيران من هضاب وجبال وعرة، وتفصل بينها الهضاب الأكثر كثافة سكانية، وتتركز الغابات المطيرة الكثيفة في شمالها، وتقع أكبر صحراء بالبلاد في الجزء الشمالي، وتمتد السهول على طول سواحلها.

دلالات

شارك برأيك

محللون لـ"القدس": مقتل رئيسي لن يؤثر على السياسة الإيرانية

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%50

%50

(مجموع المصوتين 2)