Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 30 أبريل 2024 11:21 صباحًا - بتوقيت القدس

أزمات وجامعات وعقوبات

تلخيص

بعد مئتين وخمسة أيام تدخل اسرائيل مرحلة أخرى مختلفة تماما، مرحلة بدون أكاذيب أو ادعاءات، لا انتصارات واضحة ولا بطولات زائفة ولا أدوارا مدعاة، مرحلة تبدو فيها اسرائيل أكثر انكشافا واكثر عطبا وتعبا، مرحلة زادت فيها الأعباء والجبهات والاتهامات والصراعات، هي مرحلة يدخلها كل محتل في العادة، حيث عليه ان يواجه انهيارات كثيرة متتابعة ومتلاحقة، انهيار الفرد من الداخل، وانهيار السردية الجامعة وانهيار الأحلام ، وانهيار الأوهام.


ولأن ذلك كذلك، فهي مرحلة العناد والتطرف ايضا، فالمحتل عادة عندما يصطدم بحقائق الواقع واشتراطاته، فانه يعاند ويرفض الاعتراف او الاستسلام و يحاول ان ينفصم عن الواقع كليا، الامر الذي يزيد في حدة ازمته، وعلى الرغم من أن التسوية قد تنقذ المحتل من ازمته، ولكنه –للعجب- يرفض ذلك لأنه يعتبرها خضوعا لواقع يهرب منه او يرفض التعامل معه، فيغرق اكثر واكثر.

"الطالب عندنا والطالب عندهم"
انزعجت كثيرا عندما قرأت كلاما لكاتب فلسطيني احترمه قال فيه، إن الطالب عندنا لا يحتج إلا انتصارا لعواطفه او غرائزه، أي إذا لحق بفصيله او عشيرته او دينه اذى، ولكنه لا يحتج اذا لحق بالقيم العليا ظلم او اعتداء، أي ان هذا الكاتب اعتبر الطالب عندنا عاطفي و غرائزي وان انتماءاته ومرجعياته ضيقة وأنه ذو أفق ضيق، والحقيقة ان الأمر ملفت جدا، فلماذا تحتج جامعات الغرب الاستعماري فيما لا يعرب طلاب جامعاتنا العربية عن آرائهم أو تضامنهم أو حميتهم القومية أو الدينية ، وللإجابة لابد من القول ان كل ظاهرة اجتماعية ليس لها سبب واحد، كما أنها لا تتعلق بالذات فقط بل بالموضوع ايضا.
وقبل كل شيء ، فإننا نحيي كل طالب او أستاذ جامعة ضحى بوقته وجهده من أجل التظاهر والوقوف مع شعبنا الفلسطيني، ونعتبر ذلك ترجمة رائعة ومشرفة للضمائر الحية والمواقف الباهرة التي قد تغير وجه التاريخ، ولكن هذا لا يمنع ان نقول ان هذه المظاهرات التي تجتاح جامعات الغرب الاستعماري إنما هي تعبير عن سقوط السردية الإسرائيلية وبسبب من التشدد الكبير والتزمت في استخدام هراوة معاداة السامية التي حولت جماعة محدودة إلى جماعة مقدسة لا تمسّ ولا تنتقد ولا تحاسب ومن ثم استثمار ذلك سياسيا وامنيا وماليا، أي ان الوقوف مع غزة هو أيضا دفاع عن الذات ومحاولة لتصحيح الصورة ومحاولة لكسر القيود ونظام العقوبات الذي يمكن من خلاله اغتيال أي شخصية معنويا، وكذلك هي مناسبة للاحتجاج على أساليب الاستغلال والاستغفال والابتزاز والحصول على الدعم السياسي لصالح إسرائيل بلا حساب.


احتجاجات الغرب، وعلى الرغم من أنها تعبير حقيقي عن الانحياز للقيم العليا ولكنها أيضا مناسبة سانحة وهامة لتعرية كل تلك الأنظمة والقيود التي تكبل الجميع لمنعهم من الانتقاد والمساءلة. أما الطالب في عالمنا العربي، فهو مهدور الكرامة ، مبعد عن الجدل العام، متهم منذ البداية بالأجندات، فقير وخائف ومعطل، تحت نظام سياسي متوتر ومتوجس ومتهم بشبهة التمثيل والشرعية، لهذا، فان المظاهرة تخيفه ومشاركة المواطن ترعبه، ولأن العلاقة الطبيعية بين الحاكم والمحكوم مقطوعة أو مشوهة او مختطفة ، فان الطالب في عالمنا العربي لن يشارك في قضية عامة أعفاه النظام السياسي اصلا من المشاركة فيها تخويفا بالسجن والطرد اولا، او اغراءا بالامتيازات أو العطايا ثانيا.


الاحتجاجات في الغرب لها سياقها التاريخي، وعدم الاحتجاجات عندنا لها سياق تاريخي اخر، هل هذا تبرير، بالعكس، هذه إضاءة للوضع بقصد تغييره.

"عقوبات الإدارة الأمريكية"
باختصار ، ليس هناك عقوبات أميركية على اسرائيل، لا على الحكومة او على وزرائها أو أي من هيئاتها أو دوائرها، كل ما قيل عن تلك العقوبات فهي اما بدون تأثير على الإطلاق أو هي مجرد كلام في الهواء . أكثر من ذلك، ، فالعقوبات التي تهدد أميركا بها اسرائيل، هي ايضا عقوبات اعلامية اعلانية لا تساوي الورق الذي كتبت عليه. اذا، لماذا تهدد أميركا بأمور لا تستطيع ان تنفذها او لا تريد ان تنفذها ؟!.


ببساطة ، لان امريكا تريد ان تربح كل شيء، اصدقاءها من العرب، والهيئات القانونية الدولية، وبعضا من شارعها الغاضب، وقطاعات يسارية من الحزب الديمقراطي، وبعض المعارضة الاسرائيلية ، بالإضافة للتعبير عن غضب الادارة الناعم – والحقيقي- من تصرفات الحكومة الاسرائيلية. باختصار، تهديدات واشنطن التي لا تنفذ هي أيضا تعبير عن خلافات في البيت الأبيض ، وجدالات لم تجد حلولا، وفي نهاية الأمر ، هي أيضا تعبير عن ضعف هذه الإدارة وعدم قدرتها على القرار، والأهم من كل ذلك، انعدام الضغط الدبلوماسي العربي على صانع القرار الأمريكي، ولهذا، يبدو الأمر وكأنه خلاف في البيت الواحد ما بين الاخ الاكبر الامريكي والبنت المراهقة المتهورة إسرائيل.

دلالات

شارك برأيك

أزمات وجامعات وعقوبات

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)