أسقطت الولايات المتحدة معظم الطائرات بدون طيار والصواريخ، وأكثر بكثير مما أسقطته إسرائيل السبت ليلا خلال الهجوم الإيراني، حسبما أفاد موقع "ذي انترسبت  The Intercept، يوم الثلاثاء.

وبحسب الموقع، فقد تم تدمير أكثر من نصف المسيرات والصواريخ الإيرانية بواسطة الطائرات والصواريخ الأميركية قبل أن تصل إلى إسرائيل، في الواقع، من خلال قيادة عملية دفاع جوي متعددة الجنسيات والطائرات المقاتلة الأميركية، ما ظهر بمثابة انتصار عسكري للولايات المتحدة".

يشار إلى إن مدى التدخل العسكري الأميركي لا يزال غير معروف للشعب الأميركي، لكن البنتاغون قام بتنسيق دفاع متعدد الجنسيات على مستوى المنطقة يمتد من شمال العراق إلى جنوب الخليج العربي يوم السبت.

 وخلال العملية، أسقطت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن غالبية الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية. في الواقع، لم يتم الإعلان رسميًا عن المكان الذي انطلقت منه الطائرات الأميركية، وهو إغفال كررته وسائل الإعلام الرئيسية.

 بالإضافة إلى ذلك، فإن دور المملكة العربية السعودية غير واضح، سواء كقاعدة للولايات المتحدة أو فيما يتعلق بأي أعمال قامت بها القوات العسكرية السعودية، التي أعلنت عدم مشاركتها  في العملية.

وتدعي مصادر أميركية عسكرية أمريكية إن التقدير الأولي هو أن نصف المسيرات والصواريخ الإيرانية تعرضت لأعطال فنية بشكل أو بآخر.

وتشير تقديرات الاستخبارات إلى أن نصف المقذوفات التي أطلقتها إيران فشلت عند إطلاقها أو أثناء طيرانها بسبب مشكلات فنية.

وتدعي إسرائيل إن إيران أطلقت أكثر من 330 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز تحلق على ارتفاع منخفض وصواريخ باليستية، بما في ذلك حوالي 30 صاروخ كروز من نوع بافيه، و180 طائرة بدون طيار من طراز شاهد، و120 صاروخًا باليستيًا متوسط المدى من طراز عماد، بالإضافة إلى صواريخ أخرى. وتدعي إسرائيل إن جميع الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز تم إطلاقها من الأراضي الإيرانية. كما تم إطلاق بعض الصواريخ الإضافية من داخل اليمن، بحسب بيانات الجيش الإسرائيلي.

وتقول معظم التقارير الإعلامية إن أياً من صواريخ كروز أو الطائرات بدون طيار لم تدخل المجال الجوي الإسرائيلي على الإطلاق. وفقًا لبيان صادر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري، تم اعتراض حوالي 25 صاروخًا من طراز كروز من قبل طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي خارج حدود البلاد، على الأرجح فوق الأراضي الأردنية.

ويعتقد الخبراء أن تصريح إسرائيل بأنها أسقطت غالبية "صواريخ كروز" الإيرانية ليس صحيحا. ووفقاً لمصادر عسكرية أميركية وتقارير أولية، أسقطت الطائرات الأميركية والقوات المتحالفة معها غالبية الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.

 وصرح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن طائرات تايفون التابعة للقوات الجوية الملكية اعترضت "عددا" من الأسلحة الإيرانية فوق المجال الجوي العراقي والسوري.

كما ألمحت الحكومة الأردنية إلى أن طائراتها أسقطت بعض المقذوفات الإيرانية. وقال متحدث باسم القوات المسلحة الأردنية : "سنعترض أي طائرة مسيرة أو صاروخ ينتهك المجال الجوي الأردني لدرء أي خطر. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مقابلة على قناة المملكة الإخبارية، إن "أي شيء يشكل تهديدا للأردن وأمن الأردنيين سنتصدى له بكل إمكانياتنا".

كما أسقطت المقاتلات الفرنسية بعض الطائرات بدون طيار وربما صواريخ كروز.

لكن الطائرات الأميركية أسقطت "أكثر من" 80 مسيرة إيرانية، وفقا لمصادر عسكرية أميركية. وتحدث الرئيس جو بايدن مع أعضاء سربين من طائرات F-15E Strike Eagle “للإشادة بهم على مهاراتهم الجوية الاستثنائية ومهارتهم في الدفاع عن إسرائيل من هجوم جوي غير مسبوق من قبل إيران". يتم نشر سربين من طائرات إف-15 – السرب المقاتل 494 المتمركز في لاكنهيث في المملكة المتحدة، والسرب المقاتل 335 من قاعدة سيمور جونسون الجوية في ولاية كارولينا الشمالية وما لا يقل عن نصف الطائرات من قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن.

قال البنتاغون إن سفينتين حربيتين أميركيتين متمركزتين في البحر الأبيض المتوسط – يو إس إس كارني (DDG 64) ويو إس إس أرلي بيرك (DDG 51) – أسقطتا ما لا يقل عن ستة صواريخ باليستية. أفادت منطقة الحرب أن تلك السفن ربما أطلقت صواريخ اعتراضية من طراز Standard Missile 3 (SM-3) في القتال للمرة الأولى. كما أسقطت بطارية صواريخ أرض جو من طراز باتريوت تابعة للجيش الأميركي في أربيل بالعراق، صاروخًا باليستيًا واحدًا على الأقل. كما تم العثور على حطام صاروخ إيراني خارج أربيل، وكذلك في منطقة مفتوحة خارج محافظة النجف.

يمثل الهجوم الإيراني المرة الأولى منذ عام 1991 التي تهاجم فيها دولة إسرائيل بشكل مباشر. ومن خلال التنافس على مسافات طويلة للغاية واستخدام العشرات من المفخخات الخداعية وتكتيكات الأسراب لمحاولة التغلب على الدفاعات الجوية في الشرق الأوسط، تمكنت إيران من ضرب هدفين عسكريين على الأرض في إسرائيل، بما في ذلك قاعدة نيفاتيم الجوية. وبحسب الجيش الإسرائيلي، أصابت خمسة صواريخ قاعدة نيفاتيم الجوية وأربعة أخرى أصابت قاعدة أخرى. وعلى الرغم من انخفاض عدد الذخائر التي تم إسقاطها بنجاح، فإن المشهد الدرامي لمئات الصواريخ التي تنطلق عبر سماء الليل في سوريا والعراق وإيران، جعل طهران راضية عن استعراض القوة.

وقال رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد باقري خلال عطلة نهاية الأسبوع إن إيران "حققت جميع أهدافها، وفي نظرنا انتهت العملية، ولا ننوي الاستمرار" ، وقال محذرا أنه "إذا أظهر النظام الصهيوني أو مؤيدوه سلوكا متهورا، فسوف يتلقون ردا حاسما وأقوى بكثير".

وقامت الولايات المتحدة بتنسيق العملية الشاملة من مركز العمليات الجوية المشتركة في قاعدة العديد الجوية في قطر، حيث كان القائد العام هو اللفتنانت جنرال أليكسوس جي جرينكويتش، القائد الجوي للقيادة المركزية الأميركية، الذ صرح "نحن نأخذ أي أصول لدينا في مسرح العمليات... تحت سيطرتنا التكتيكية أو في دور دعم مباشر عبر القوة المشتركة والتحالف، ونجمعها معًا حتى نتمكن من مزامنة النيران والتأثيرات عندما نصل إلى هذا الهواء وقال غرينكويتش لمجلة القوات الجوية والفضاء بعد الهجوم الإيراني. "إننا نحاول أن نجمع شركاء في المنطقة يتشاركون في منظور التهديد، ويتشاركون في القلق بشأن التهديدات التي تهدد الاستقرار في المنطقة - والتي تنبع في المقام الأول من إيران التي لديها عدد كبير من الصواريخ.