قال الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، إن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية المدنيين بعد مقتل سبعة من عمال الإغاثة، في ما اعتبر أكثر انتقاداته شدة حتى الآن للسلوك الإسرائيلي في الأشهر الست الماضية منذ أن بدأت إسرائيل حربها الوحشية على قطاع غزة المحاصر.

وقال بايدن في بيان صدر مساء الثلاثاء: “إنني أشعر بالغضب والحزن الشديد إزاء وفاة سبعة من العاملين في المجال الإنساني من المطبخ المركزي العالمي، من بينهم أميركي، في غزة بالأمس. كانوا يقدمون الطعام للمدنيين الجائعين في خضم الحرب. لقد كانوا شجعانًا وفاتهم مأساة".

وتعهدت إسرائيل بإجراء تحقيق شامل في سبب إصابة مركبات عمال الإغاثة بالغارات الجوية "ويجب أن يكون هذا التحقيق سريعا، ويجب أن يؤدي إلى المساءلة، ويجب أن تنشر نتائجه على الملأ".

وأضاف بايدن "إن الأمر الأكثر مأساوية هو أن هذه ليست حادثة قائمة بحد ذاتها، لقد كان هذا الصراع من أسوأ الصراعات في الذاكرة الحديثة من حيث عدد القتلى من عمال الإغاثة، وهذا هو السبب الرئيسي وراء صعوبة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة - لأن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية عمال الإغاثة الذين يحاولون تقديم المساعدة التي هم في أمس الحاجة إليها للمدنيين. إن حوادث مثل التي وقعت بالأمس لا ينبغي أن تحدث ببساطة. كما أن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية المدنيين. وقد حثت الولايات المتحدة إسرائيل مرارا وتكرارا على عدم الخلط بين عملياتها العسكرية ضد حماس وبين العمليات الإنسانية، من أجل تجنب سقوط ضحايا من المدنيين".

وأكد بايدن في بيانه أن الولايات المتحدة ستواصل بذل كل ما في وسعها لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، من خلال جميع الوسائل المتاحة، وقال "سأواصل الضغط على إسرائيل لكي تفعل المزيد لتسهيل تلك المساعدات. ونحن ندفع بقوة من أجل وقف فوري لإطلاق النار كجزء من صفقة الرهائن. لدي فريق في القاهرة يعمل على هذا الأمر الآن".

وأضاف بايدن "في وقت سابق من اليوم، تحدثت مع صديقي الشيف خوسيه أندريس، مؤسس المطبخ المركزي العالمي، لنقل أعمق تعازي لوفاة عمال الإغاثة الشجعان وللتعبير عن دعمي المستمر للجهود البطولية التي يبذلها هو وفريقه للحصول على الغذاء للجياع في جميع أنحاء العالم".

من جهته ، اعتبر المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الثلاثاء، أنّ مقتل سبعة من عمال الإغاثة في منظمة "ورلد سنترال كيتشن" في ضربة إسرائيلية بغزة يظهر "تجاهل القانون الإنساني" وسلامة الطواقم الإنسانية في الحرب بين اسرائيل وحماس.

وصرح دوجاريك أن "الحصول المتكرر لهذه الأحداث هو نتيجة لا مفر منها لكيفية خوض هذه الحرب راهنا"، في "تجاهل للقانون الإنساني الدولي وتجاهل لحماية العمال الإنسانيين"، منددا بمقتل "جميع العمال الإنسانيين".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته خلال اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة عقد الثلاثاء لمناقشة تقريره حول الأمن البشري إنّ "مقتل عمال إغاثة لدى المطبخ المركزي العالمي رفع عدد عمال الإغاثة الذين قتلوا في الصراع في غزة إلى 196 بمن فيهم أكثر من 175 من موظفي الأمم المتحدة".

كما كرّر غوتيريش دعوته لوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدّد على أنّ "الغارات الجوية الإسرائيلية المدمّرة التي قتلت موظفين في منظمة المطبخ المركزي العالمي أمر غير معقول".

ويشن الاحتلال الإسرائيلي حربا على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، واستشهد  32916 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

وفي حين تتهدّد المجاعة قطاع غزة، أعلنت "وورلد سنترال كيتشن" الثلاثاء "تعليق عملياتها في المنطقة" بعد مقتل سبعة من أعضاء فريقها بضربة إسرائيلية أثناء تفريغ مساعدات وصلت من قبرص إلى القطاع المحاصر والمهدد بالمجاعة.

والقتلى وفق المنظمة هم من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة ومواطن يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية وفلسطيني.