أقلام وأراء
الثّلاثاء 12 أبريل 2022 9:44 مساءً - بتوقيت القدس
ما قبل التهدئة … وما بعدها
بقلم: نبيل عمرو
قبل ان تضع هذه الجولة من الحرب المتكررة اوزارها، وبعد ان تُلتقط الانفاس على نحو يوفر قراءة موضوعية للأرباح والخسائر، فلا مناص من التأكيد على ان ظاهرة الصمود الأسطوري يمكن ان تتقدم نتائجها السياسية او تتبدد من خلال أداء المهمات الأساسية المترتبة على هذه الحرب.
التهدئة… حين يتم التوصل الى اتفاق او تفاهم بشأنها، فينبغي أولا ان لا تكون مادة سجال بين القوى الفلسطينية، فإذا كانت حماس المسلحة رأس حربتها العسكرية، فالشعب الفلسطيني كله هو وقودها وقاعدة الارتكاز الوحيدة فيها، وفي كل الحروب الفلسطينية الإسرائيلية بمختلف اشكالها وجبهاتها وبرامج القوى المنخرطة فيها، كان هنالك حالة اختلاط واندماج في الميدان على نحو يصعب الفصل فيها بين فتحاوي وحمساوي، بين منظم وتلقائي، وبين مبرمج وعاطفي، وفي حالة كهذه فإن النتائج مهما كانت ينبغي ان لا تنسب لاي فصيل او ينسبها لنفسه لأن الأكثر واقعية وعدالة ان يُنسب لأهله الذين بدون التفافهم جميعا واندماجهم كل حسب إمكاناته لما تحقق أي شيء يستحق البناء عليه .
ثم ان خلاصات جولات الحرب المتكررة لا تصلح للتباهي وتسجيل نقاط لمصلحة طرف او اجندة على حساب طرف آخر واجندة مختلفة، ولو توغلنا في هذا الامر فإننا نوسع مساحة وعناوين ومضامين الانقسام أي بعد انقسام الوطن ننقاد الى انقسام التضحيات وفرز لجثامين الشهداء وحتى الاسرى والمعتقلين، وهذا اكبر عيب وطني واخلاقي يصاب به شعب بأكمله ما يشد كفاحه المجيد والمرير الى الوراء.
الحروب وفي حالتنا الخاصة تتحدد نتائجها الفعلية على أساس كيفية استثمارها، وحرب مع إسرائيل ذات الإمكانيات المتفوقة في التدمير والقتل تحتم ان تعالج آثارها بجهد وطني منسق، وحشد طاقات موحدة ومتكاملة، ولنتذكر كيف بدد الانقسام فرصا مهمة لاعادة اعمار غزة حين خصص العالم في مؤتمر شرم الشيخ مليارات الدولارات، والنتيجة لم تقبض غزة منها الا النزر اليسير، ما جعل آثار تلك الحرب التدميرية ماثلة حتى يومنا هذا على جسد غزة وحياة أهلها، ثم ان هذه الحرب أي الجولة الراهنة أعطت دروسا بليغة لطرفي الانقسام عنوانها ومضمونها لا احد معكم غيركم، فصواريخ حزب الله ظلت نائمة وما كان منتظرا ان تنطلق، وقد اكتفى أصحابها ” بحرض المؤمنين على القتال”.
وجبهة الممانعة التي تتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى لا رد لها الا من غزة التي دمرت اربع مرات وقد نصل العاشرة دون جديد على مستوى الممانعة وجبهاتها الإعلامية التي لا تكل ولا تمل، اما جبهة الاعتدال فقد لاقت من حلفائها ورعاتها كل انكار واهمال وإدارة ظهر امام تنكيل نتنياهو بها، وعدم قدرة بايدن على تعويض الخسائر التي الحقها ترامب باربابها، فقط يقدمون النصح والإرشاد كما لو انهم يتحدثون مع طفل قاصر لا يملك من امره شيئا وبكل اسف لقد شجعناهم على ذلك.
فلسطين … غزة المقاتلة والقدس المتحدية، والضفة المشاركة في فعاليات الصمود الوطني قدر إمكاناتها ومؤثرات بيئتها المكبلة بقيود الاتفاقات والاحتلال المباشر والاستيطان، والسلطة محدودة المساحة في كل اتجاه، فلسطين هذه ينبغي بعد كل الذي حدث ان تظهر جديدا ومختلفا عن كل ما كان قائما وما يزال، من تشتت في القوى واقتتال على الحصص في الكعكة المعجونة بالدم، وتناقض في فهم ما يجري والذي يجر تناقضا في كيفية معالجته، ما يؤدي الى تبديد التضحيات وما يمكن ان يبنى عليها وطنيا وليس كما جرت العادة فصائليا.
الفلسطينيون بعد كل الويلات التي جرها عليهم الاقتتال الداخلي، ليسوا بحاجة الى قواميس ومستشارين وعباقرة لتحديد رؤية هي بديهية في المخرج من كل هذا، انها الوحدة المفترض ان تكون هاجسا وهما ومهمة للجميع، وليست مستحيلة في حالة قوى الانقسام، كذلك لا بد من استعادة المؤسسات التي تعطلت او عُطلت واهمها بالطبع المؤسسات المنتخبة، ثم الانفكاك من اجندات الاخرين تحت المسمى الوهمي ” التحالف” فأين تحالفات المعتدلين في مواجهة حرب نتنياهو الجذرية ضد الاعتدال، وأين تحالفات المقاتلين في مواجهة التدمير الإسرائيلي الممنهج والمتواصل.
كنا راهنا على الانتخابات العامة كخطوة أساسية لاستعادة دور الشعب في صنع سياساته، غير ان الرهان تبدد دون ظهور مؤشرات على انه سينهض من جديد، فهل بديل ذلك هو العودة الى طلب الحل من صناع الازمة.
أخيرا ان الصمود والإصرار في فلسطين كان عظيما ومجيدا وفعالا في توفير زخم لقضية كادت ان تصير منسية، فهل يكون أداء ما بعد الحرب متناسبا مع قوة الصمود على الأرض، ام نعود الى حكاية الإناء المثقوب الذي يجمع كي يبدد؟ لنرى.
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
واشنطن ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
ما قبل التهدئة … وما بعدها