في خطابه السنوي عن حالة الإتحاد، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إلى "الوضع الإنساني المأساوي في غزة" داعيا لوقف فوري لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع. 

وقال بايدن : "أعلم أن الأشهر الخمسة الماضية كانت مؤلمة لكثير من الناس، للشعب الإسرائيلي، والشعب الفلسطيني، والكثيرين هنا في أمريكا" واضعا اللوم على حركة المقاومة الفلسطينية حماس التي اتهمها بارتكاب مجزرة يوم 7 تشرين الأول الماضي، مركزا على مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز "250 رهينة" مشيرا إلى "إن هنا في القاعة الليلة توجد عائلات أميركية لا يزال أحباؤها محتجزين لدى حماس" متعهدا بأنه لن يرتاح حتى يتم الإفراج عنهم . 

وأكد أن "من حق إسرائيل أن تلاحق حماس، وأنه يمكن لحماس أن تنهي هذا الصراع اليوم من خلال إطلاق سراح الرهائن، وإلقاء السلاح، وتسليم المسؤولين عن أحداث 7 تشرين الأول".

وقال بايدن "تتحمل إسرائيل عبئاً إضافياً لأن حماس تختبئ وتعمل بين السكان المدنيين. ولكن إسرائيل تتحمل أيضاً مسؤولية أساسية عن حماية المدنيين الأبرياء في غزة" مشيرا إل أن "هذه الحرب تسببت في خسائر بشرية أكبر من المدنيين الأبرياء مقارنة بجميع الحروب السابقة في غزة مجتمعة، فقد قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني..وأغلبهم ليسوا من حماس؛ الآلاف والآلاف من النساء والأطفال الأبرياء، كما تيتم الفتيات والفتيان".

وأضاف بايدن : "ما يقرب من 2 مليون فلسطيني آخرين تحت القصف أو باتوا من النازحين؛ وبيوت مدمرة، أحياء مدمرة، مدن مدمرة، وعائلات بلا طعام وماء ودواء؛ إنه أمر مفجع".

وأكد بايدن "لقد عملنا دون توقف للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يستمر لمدة ستة أسابيع على الأقل، وهذا من شأنه أن يعيد الرهائن إلى ديارهم، ويخفف من الأزمة الإنسانية التي لا تطاق، ويبني نحو شيء أكثر ديمومة" .

وقال الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة تقود الجهود الدولية لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال : "الليلة، سأوجه الجيش الأميركي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء مرفأ مؤقت في البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزة يمكنه استقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والماء والدواء والملاجئ المؤقتة" مؤكدا "إنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض" معتبرا أن من شأن هذا المرفأ المؤقت أن يتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم.

وشدد بايدن أن "يجب على إسرائيل أيضاً أن تقوم بدورها. ويجب على إسرائيل أن تسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وأن تضمن عدم وقوع العاملين في المجال الإنساني في مرمى النيران".

وقال : "أقول هذا لقيادة إسرائيل: لا يمكن أن تكون المساعدة الإنسانية اعتبارا ثانويا أو ورقة مساومة. إن حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون الأولوية".

وحول رؤيته الإستراتيجية، قال بايدن "وبينما نتطلع إلى المستقبل، فإن الحل الحقيقي الوحيد هو حل الدولتين..أقول هذا باعتباري مؤيدًا مدى الحياة لإسرائيل والرئيس الأمريكي الوحيد الذي زار إسرائيل في زمن الحرب، ولا يوجد طريق آخر يضمن أمن إسرائيل وديمقراطيتها. ولا يوجد طريق آخر يضمن للفلسطينيين أن يعيشوا بسلام وكرامة".

وأضاف "لا يوجد طريق آخر يضمن السلام بين إسرائيل وجميع جيرانها العرب، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. إن خلق الاستقرار في الشرق الأوسط يعني أيضاً احتواء التهديد الذي تشكله إيران، ولهذا السبب قمت ببناء تحالف يضم أكثر من اثنتي عشرة دولة للدفاع عن الشحن الدولي وحرية الملاحة في البحر الأحمر.

وحول الضربات العسكرية الأميركية لليمن، قال بايدن "لقد أمرت بشن ضربات لتقويض قدرات الحوثيين والدفاع عن القوات الأمريكية في المنطقة. وبصفتي القائد الأعلى، لن أتردد في توجيه المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا وأفرادنا العسكريين".

وقد خرجت احتجاجات متفرقة في أنحاء الولايات المتحدة قبيل خطاب حالة الاتحاد للرئيس الأميركي، بايدن، طالب خلالها نشطاء بالضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وبذل المزيد من الجهد للحد من الهجمات الإسرائيلية في غزة.