أقلام وأراء

الأربعاء 06 مارس 2024 9:57 صباحًا - بتوقيت القدس

إنحيازات وتراجع أميركي

ثلاثة أسباب جعلت الإدارة الأميركية، مرغمة على تغيير مفرداتها في التعامل مع طرفي مأساة قطاع غزة وتداعياتها:

أولاً: التطرف الإسرائيلي ضد المدنيين وممارسة القتل والقصف والتدمير، سبب حرجاً لإدارة بايدن أمام أنفسهم، وأمام العالم، وأمام الشعب الأميركي، وأمام الحلفاء الأوروبيين، لأنهم شكلوا غطاء للاجرام الإسرائيلي وقدموا له كل وسائل الدعم.

ثانياً: معاناة الفلسطينيين غير المسبوقة وحجم تعرضهم للأذى والموت، المتعمد المقصود من قبل قوات المستعمرة الإسرائيلية.

ثالثاً: احتجاجات المواطنين الأميركيين من العرب والمسلمين، وقرارهم بعدم استقبال إدارة لجنة الحزب الديمقراطي الانتخابية، في عدة ولايات، مما يُبشر بنتائج سلبية على معركة الرئيس بايدن الانتخابية في شهر تشربن ثاني نوفمبر 2024، بسبب إنحيازه ودعمه لمعركة المستعمرة ضد الفلسطينيين مع بداية الهجوم الإسرائيلي.

السيناتور ديك دوربين من الحزب الديمقراطي قال:

"إن احتجاج العرب والمسلمين الأميركيين على سياسة الرئيس بايدن مشروعة"، "يجب أن تكون هناك خطة لإنهاء الحرب" رغم أن سياسة نتنياهو "لا تعطي الكثير من الأمل" كما قال.

ووصف عضو مجلس الشيوخ الأميركي دوربين الأزمة الإنسانية في غزة بأنها "سابقة تاريخية يجب عدم تجاهلها"، وأن "التقارير الواردة عن موت الأطفال جوعاً مروعة ويجب أن تُعيدنا إلى رشدنا".

تصريحات واضحة من سيناتور ينتمي لحزب الرئيس، وهذه سبب أهميتها، وتزداد أهمية تصريحات نائب الرئيس كاملا هاريس بقولها: "إن ما نراه يومياً في قطاع غزة مدمر، ويجب وقف إطلاق النار على الفور" وقالت "إن كثيراً من الفلسطينيين الأبرياء قُتلوا، وأن الذين يبحثون عن مساعدات في غزة قوبلوا بالأعيرة النارية والفوضى" وتقصد بذلك مذبحتي شارع الرشيد، ومحاذاة المستشفى الكويتي.

نتنياهو لا مصلحة له، لا بوقف إطلاق النار، ولا في تبادل الأسرى، وكلتاهما تعبير عن الفشل والاخفاق، ولهذا يُراهن على معركة رفح لعلها تحقق له إنجازاً، وتعويضاً على فشله ومعه المؤسستين العسكرية والأمنية في عملية أكتوبر، وإخفاقه في تحقيق أي من الأهداف التي وضعها عبر الاجتياح لقطاع غزة.

الفلسطينيون دفعوا أثماناً باهظة، ولكنهم حققوا إنجازاً إستراتيجياً سيقبضوا نتائجه مستقبلاً، بالانحيازات الأوروبية لصالحهم، وخسارة المستعمرة لمكانتها "المقدسة" لدى الأوروبيين، الذين هم من صنعوا المستعمرة على أرض فلسطين، وبشكل خاص من قبل بريطانيا وفرنسا والمانيا، وها هي قيادات هذه البلدان الثلاثة تتراجع عن دعمها للمستعمرة علناً، بعد أن شاركت بصياغة البيان الخماسي مرتين مع الولايات المتحدة، تحت قاعدة تضليلية تقول "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وها هم قادتها يتحدثون عن ضرورة وقف إطلاق النار، وضرورة تزويد قطاع غزة باحتياجاته، بل ذهبوا إلى البعد السياسي، عبر تصريحاتهم الدالة على توجههم للإقرار والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

دلالات

شارك برأيك

إنحيازات وتراجع أميركي

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو وفيتو صفقة التبادل

حديث القدس

هل ما زالت ألمانيا تكره الحروب؟

وليد نصار

مكاسب استراتيجية للفلسطينيين

حمادة فراعنة

دورنا في مواجهة المعادلات الجديدة في ظل عجز أمريكا وأزمة إسرائيل

مروان أميل طوباسي

حماس وطوفان الأقصى.. والإكراهات الجيوسياسية

ماجد إبراهيم

رفح ثغر الشعب و حبل الصرة مع الأمة

حمدي فراج

رفح بين الصفقة والحرب

حديث القدس

رحيل الطبيب والوجيه الفاضل د. جواد رشدي سنقرط

معتصم الاشهب

الاسرى الفلسطينيون في مواجهة “مخططات هندسة القهر” الإسرائيلية

اسعد عبد الرحمن

هل سيجتاح نتنياهو رفح؟

المحامي أحمد العبيدي

الدولة العميقة في أمريكا تقرر مواصلة الحروب

راسم عبيدات

رفح في مرمى العاصفة

حديث القدس

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

إميل أمين

مسارات الحرب في مرحلتها الثالثة

معين الطاهر

وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي

كريستين حنا نصر

لماذا يقف الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة

"عقوبات" أمريكية مع 26 مليار دعم.. تبرئة للمجرمين وتمويه الشراكة بالإبادة

وسام رفيدي

"التخطيط للمستقبل مع قائد السعدي : استراتيجيات التغلب على الأزمات المالية للشركات الناشئة"

قائد السعدي

عالم صامت امام عدوان إسرائيل على كل معالم الحياة البشرية ..!!

حديث القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

حمدي فراج

أسعار العملات

السّبت 27 أبريل 2024 8:23 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.81

شراء 3.79

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.39

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%23

%5

(مجموع المصوتين 168)

القدس حالة الطقس