أقلام وأراء

الثّلاثاء 05 مارس 2024 9:45 صباحًا - بتوقيت القدس

التناقض الأميركي

الولايات المتحدة تقدم السلاح المتطور لقوات المستعمرة الإسرائيلية، وترمي الطعام والمواد الغذائية للفلسطينيين عبر الطائرات من الجو.


إنه انعكاس لتناقض الموقف وعجزه باتجاه الطرفين:


اولا : العجز نحو عدم القدرة على منع المستعمرة واحجامها على مواصلة جرائمها، بل تقوم بدعمها العسكري والمالي والتسليحي، وتوفير الغطاء السياسي لها عبر البيان الخماسي مرتين، ومنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار وقف الحرب ثلاث مرات.


ثانيا : وهو انعكاس لضعف الموقف نحو اتخاذ إجراءات فعالة لصالح الشعب الفلسطيني الموجوع المعذب المثقل من هموم الجوع والموت، ومن قصف الاحتلال بكافة أدوات الموت والتدمير بواسطة الطيران والصواريخ والمدفعية المتطورة المقدمة من الولايات المتحدة.


وقاحة سياسة الولايات المتحدة المزدوجة، تقدم السلاح للإسرائيليين، وتقدم الأكل للفلسطينيين، فهل من طرف، من دولة، من مؤسسة، تحمل هذا التناقض وتفعله عينك عينك أمام العالم.


كيف لبلد يحمل معايير الديمقراطية، وادعاء التمسك بحقوق الإنسان، ويدعم بكل قوة مشروع استعماري، ينتهك كل معايير وقوانين حقوق الإنسان: المستعمرة الإسرائيلية؟؟.


وكيف لبلد سبق وأن خاض معارك الاستقلال ضد الاستعمار الأوروبي، لا يملك شجاعة الوقوف مع شعب محتل مستعمر يتوسل عبر النضال والتضحيات تحقيق الاستقلال: الشعب الفلسطيني؟؟.


لو كانت واشنطن جادة في تعاطفها مع معاناة الشعب الفلسطيني، لأمكنها من إصدار تعليماتها الصارمة لقادة المستعمرة بوقف هجماتهم وقصفهم العشوائي التدميري المقصود الذي يستهدف المدنيين الفلسطينيين، ومنعها من مواصلة خطتها وبرنامجها لجعل قطاع غزة غير مؤهل للعيش وجعله طارداً لأهله وشعبه، وعدم تحويله إلى مقبرة جماعية، كما تفعل قوات المستعمرة بشكل منهجي مدروس.


ليس إحساساً بالخجل من تورط الولايات المتحدة ومشاركتها المباشرة في مذبحة الإسرائيلييين للفلسطينيين، بل هي محاولة رفع العتب عن سلوك وخيار إدارة بايدن وإنحيازها للمستعمرة الإسرائيلية، بعد الاحتجاجات الأوروبية التي اجتاحت شوارع وعواصم البلدان الأوروبية، تعاطفا مع الشعب الفلسطيني، ولم تسلم شوارع بعض الولايات المتحدة من هذه الاحتجاجات التضامنية مع الفلسطينيين، وضد سلوك وهمجية وجرائم المستعمرة الإسرائيلية.


دوافع إدارة بايدن التناقضية تعود لسبب رفض قادة الجاليات العربية والإسلامية والإفريقية، استقبال لجان إدارة حملة بايدن الانتخابية، ووجهوا لطمة سياسية انتخابية معلنة و مشروطة، سيكون لها أثرها على نتائج انتخابات الرئاسة في شهر تشرين الثاني نوفمبر 2024.


لهذا يحاول بايدن الظهور بمظهر المعتدل المتوازن أمام الناخبين الأميركيين، ممن يقفون مع المستعمرين الإسرائيليين، وممن يقفون مع معاناة الشعب الفلسطيني وعذاباته على يد الإسرائيليين.

سياسة مزدوجة مكشوفة عارية تمارسها إدارة بايدن، ولكل الإدارات الأميركية المتعاقبة سواء من الديمقراطيين والجمهوريين، وستبقى كذلك حتى تتحرر الولايات المتحدة من إنحيازها الأعمى الضيق للمستعمرة الإسرائيلية، والتحرر من تبعات ونفوذ إعلامهم التضليلي المهين المسيطر على المشهد الأميركي.

دلالات

شارك برأيك

التناقض الأميركي

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو وفيتو صفقة التبادل

حديث القدس

هل ما زالت ألمانيا تكره الحروب؟

وليد نصار

مكاسب استراتيجية للفلسطينيين

حمادة فراعنة

دورنا في مواجهة المعادلات الجديدة في ظل عجز أمريكا وأزمة إسرائيل

مروان أميل طوباسي

حماس وطوفان الأقصى.. والإكراهات الجيوسياسية

ماجد إبراهيم

رفح ثغر الشعب و حبل الصرة مع الأمة

حمدي فراج

رفح بين الصفقة والحرب

حديث القدس

رحيل الطبيب والوجيه الفاضل د. جواد رشدي سنقرط

معتصم الاشهب

الاسرى الفلسطينيون في مواجهة “مخططات هندسة القهر” الإسرائيلية

اسعد عبد الرحمن

هل سيجتاح نتنياهو رفح؟

المحامي أحمد العبيدي

الدولة العميقة في أمريكا تقرر مواصلة الحروب

راسم عبيدات

رفح في مرمى العاصفة

حديث القدس

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

إميل أمين

مسارات الحرب في مرحلتها الثالثة

معين الطاهر

وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي

كريستين حنا نصر

لماذا يقف الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة

"عقوبات" أمريكية مع 26 مليار دعم.. تبرئة للمجرمين وتمويه الشراكة بالإبادة

وسام رفيدي

"التخطيط للمستقبل مع قائد السعدي : استراتيجيات التغلب على الأزمات المالية للشركات الناشئة"

قائد السعدي

عالم صامت امام عدوان إسرائيل على كل معالم الحياة البشرية ..!!

حديث القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

حمدي فراج

أسعار العملات

السّبت 27 أبريل 2024 8:23 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.81

شراء 3.79

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.39

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%23

%5

(مجموع المصوتين 168)

القدس حالة الطقس