Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 18 فبراير 2024 9:34 صباحًا - بتوقيت القدس

هل تقدم إسرائيل في 26 شباط للعدل الدولية كيف نمنع ارتكاب جرائم الإبادة؟

تقدّمت دولة جنوب أفريقيا بطلب إلى محكمة العدل الدولية للنظر فيما إذا كان القرار الذي أعلنته إسرائيل بتمديد عملياتِها العسكرية في رفح، يتطلب من المحكمة استخدام سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات الوشيكة لحقوق الفلسطينيين في غزة؟

هذا الطلب، جاء بعد تزايد المخاوف من عملية عسكرية إسرائيلية ضد منطقة رفح التي تؤوي أكثر من 1.4 مليون نازح فلسطيني (معظمهم لاجئون مسجلون لدى وكالة الأونروا) نزحوا من مناطق الشمال والوسط في قطاع غزة.

هذه المخاوف عبّر عنها أكثر من مسؤول أممي وأميركي وأوروبي وإقليمي وعربي. ومع أن التحذيرات كانت كثيرة بهذا الخصوص إلا أن أيًا منها لم يشكل أداة ضغط حقيقية على جيش الاحتلال.

إن السوابق التاريخية والحاضرة تقول؛ إن السلوك الأميركي حيال هذا الأمر واضح، ولطالما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد أي مشروع ينتقد أو يضغط على إسرائيل

كما أنّ التحذير الأميركي لم يكن حاسمًا وواضحًا بمنع الاحتلال من إطلاق هذه العملية، وترافق في الوقت نفسه مع جهود من إدارة بايدن لتذليل كل العقبات على مستوى الكونغرس لتزويد إسرائيل بالذخائر والأسلحة الإضافية. والتحذير الأميركي لا يعني منع العملية العسكرية بل يدعو إلى ضرورة “احترام قواعد القانون الدولي، وحماية المدنيين”. (دون أن يكون هناك آلية عملية للدعوة).

والمخاوف من العملية العسكرية تركّزت عند حجم الخسائر البشرية المتوقعة في صفوف المدنيين، فضلًا عن المكان الذي يمكن أن يلجأ إليه النازحون؛ هربًا من القصف الإسرائيلي العشوائي. (وقد عبر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن مخاوفه بالقول: إلى أين يذهب سكان رفح؟.. هل نرسلهم إلى القمر؟)

يأتي التهديد الإسرائيلي بعملية واسعة ضد سكان رفح قبل أيام من انتهاء موعد طلب محكمة العدل الدوليَّة من إسرائيل تقديم تقرير عن مدى التزام إسرائيل بالتدابير لمنع ارتكاب جريمة إبادة.

وفي هذا السياق، ثمة مجموعة من الأسئلة توضح مسار عملية التقاضي ومستقبلها، منها:

هل سوف تقدم إسرائيل في 26 فبراير/ شباط 2024 تقريرًا إلى محكمة العدل الدولية بخصوص التدابير الواجب اتخاذها لمنع ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة؟ وهل هي تمتلك الإجابات أساسًا، أم أنها تعاملت باستخفاف مع قرار المحكمة؟ وما تداعيات التصعيد الإسرائيلي في رفح على مسار المحاكمة، وما قد يتضمنه التقرير المرتقب؟

من الواضح، من خلال معطيات ومؤشّرات ميدانية، أن الاحتلال لم يتخذ أيَّ تدبير، ولم يلتزم بطلب محكمة العدل الدولية. فالحصار المحكم لا يزال مستمرًا وعمليات القتل والإعدام الميداني، تواصلت واستهداف طواقم الإسعاف وعدد الشهداء من المدنيين لا يزال مرتفعًا. لكن إسرائيل، وعلى الرغم من هذا سوف تقدم تقريرًا (كي لا تعتبر كمن تنتهك القرار).

ولكن من المتوقع أن يكون مضمون التقرير فارغًا، وفيه تبريرات لسلوكها الإجرامي بحقّ سكان قطاع غزة. وقد يشكل ردها تمييعًا للموضوع برمته. والرد سوف يعتبر من الناحية الشكلية احترامًا لقرار المحكمة بضرورة تقديم تقرير.

وبخصوص طلب جنوب أفريقيا الجديد من محكمة العدل الدولية في 13 فبراير/ شباط 2024 حول رفح، فمن المتوقع أن تتفاعل المحكمة مع هذا الطلب، لكن ليس بالسرعة التي تتوقعها دولة جنوب أفريقيا. أما إسرائيل فهي تنتظر ردّ المحكمة على طلب جنوب أفريقيا منها كي تبني على الشيء مقتضاه؛ أي من المتوقع ألا تتجاهل إسرائيل طلب المحكمة الجديد المنتظر.

هل سوف تقتنع محكمة العدل الدولية بالرد الإسرائيلي؟ الأمر قابل للنقاش والأخذ والرد؟. (مع أنه يجب أن يكون محسومًا بسبب حجم الجرائم ضد السكان المدنيين).

إن ثمة اعتبارات لاتخاذ قرار من طرف المحكمة، أههما أن الإرادة السياسية الدولية هي التي تحدد مسار العدالة، حتى لو تمتع القضاة بالنزاهة المطلقة. كما أن المحكمة- كأي محكمة وطنية- تحتاج للسلطة التنفيذية لتطبيق الأحكام الصادرة عنها.

ومن المهم ذكره بخصوص البيئة السياسية أن موقف الدول العربية والإسلامية – وخصوصًا الدول المتصلة بشكل مباشر بغزة – ليس بالقدر الكافي الذي يوفر ضمانة وحصانة كافية لحماية سكان قطاع غزة من جريمة الإبادة، حتى لو اتخذت المحكمة قرارًا حاسمًا حيال إسرائيل، خصوصًا لجهة إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة والكافية.

إذن، إن لم تقتنع المحكمة بالجواب الكتابي لإسرائيل فقد تحيل الأمر بعد ذلك إلى مجلس الأمن الذي يجب عليه (نظريًا) أن يتخذ كل الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الاحترازي.

وهنا نطرح السؤال التالي: هل سوف يتخذ مجلس الأمن القرار المناسب حيال دولة رفضت الانصياع لقرار محكمة العدل الدولية، أم أن الولايات المتحدة سوف تستخدم حق النقض (الفيتو)؛ لمنع أي إجراء بحق إسرائيل الدولة المتهمة رسميًا أمام محكمة العدل الدولية بجريمة الإبادة؟

إن السوابق التاريخية والحاضرة تقول؛ إن السلوك الأميركي حيال هذا الأمر واضح، ولطالما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد أي مشروع ينتقد أو يضغط على إسرائيل.

أما السؤال الأخير بهذا الخصوص فهو: ماذا لو وقفت فعلًا الولايات المتحدة في طريق العدالة الدولية، ووفرت مظلة جديدة لحماية إسرائيل من المساءلة الدولية؟ وما هو مستقبل الأمم المتحدة التي عجزت عن تحقيق مقاصدها وفشلت عند الامتحان الأخلاقي المتعلق بمنع جريمة الإبادة ضد سكان غزة؟ وهل تُصبح الأمم المتحدة شاهدًا على جريمة إبادة جديدة أم تُعيد الاعتبار لمبادئها وتُحقق العدالة لسكان غزة؟

دلالات

شارك برأيك

هل تقدم إسرائيل في 26 شباط للعدل الدولية كيف نمنع ارتكاب جرائم الإبادة؟

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)