Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 02 فبراير 2024 9:54 صباحًا - بتوقيت القدس

رقعة شطرنج!

ذكاء يتجلى بملامح عتيقة تستتر خلف وجوه متباينة تستمزج أهواؤها ما بين تلاعب فكري وعاطفي يقوده شحذ ذهني تترجمه قوة التخطيط الاستراتيجي بتنفيذ تدريجي يخلق فوضى عارمة تستدرج ببطء لمخططات الوقوع في شراك البهتان فتُسدد الضربات القاضية بالهزيمة تباعاً في كل صولة و جولة بمبدأ (إن الحرب خدعة)؛ فالغايات هنا دوماً تبرر الوسيلة مادام النصر لزاماً تحقيقه بأي طريقة أو ثمن كان فتتراكم جثث ضحاياه على هامش ساحات القتال المصطنعة حيث يتبارى دوماً الأبيض والأسود بممالكهم الممتدة فوق خطوط متقاطعة متعاكسة منها ما يتجاوز و منها ما لا يتجاوز بدءاً بصغار الجند في معارك أقرب منها للمناوشات في خطٍ أمامي دفاعي لا يملك إلا التقدم خطوة بخطوة ليقف حاجزاً حامياً لما خلفه من كيانات نزولها للميادين مشروط فقط بما تقضيه الأزمات بتصاعداتها وما يحاكي السيناريوهات المحكمة المسبقة الإعداد في معاقل الهيمنة. فما بين الفيلة المتأهبة وفوارس الأحصنة الجامحة بجانب تلك القلعة الصامدة بصعوبة بالغة المرتجفة رهبة وألماً في وجه عواصف الدمار تدار اللعبة بحنكة شيطانية خفية لتحقق الانتصار تلو الانتصار في عالم هرمي البنيان لا يسمح فيه لصعود القمم إلا بكل ما يقتضيه ذلك من قرابين و نُذر.
رقعة شطرنج مجرد لعبة في أعراف لا متناهية تجسد واقع الصراع الأزلي السرمدي الأبدي لكل تلك القوى الفاعلة ما بين قطبي النور الساطع والظلام الحالك.
إننا نحيا مجازياً في تلك الرقعة تقتات علينا صراعات وحروب ممنهجة بدءاً بالفكر والعقيدة لتغيير البنية المجتمعية باندثار المعايير الأخلاقية وتسويف الاعتبارات الانسانية تسهيلاً للانغماس في ملذات تُصاغ لتغليب الشهوات على العقول الراشدة. لتأتي بعدها الحروب الاقتصادية لزعزعة أي استقرار نوعي قد يشكل مصدر قوة حقيقية منجية ليصبح رغد العيش عند البعض أكذوبة عن أسطورة تُتلى من سالف الزمان ولم تُحيا أبداً.
فتصبح الطموحات ضرب خيال لا يحقق إلا بالانصياع لكل ما يُملى ويشترط بتكاليف باهضة الثمن تسحق كل ما يمكن أن يطال من مبادئ وقيم لتستمر مسيرة التطويع البشري بمبدأ (العصا والجزرة).
ليكون بعد ذلك الحروب السياسية لتقويض الإرادات الحرة وتفعيل الضغوطات الكبرى ما بين الثواب والعقاب لإحكام القبضة الفولاذية على كل المحاور في رقعة الشطرنج. وتستمر الحروب لتكتمل المشاهد بعدسات مخرج محترف يعزف بدقة احترافية على أوتار قيثارة الأحزان تارة و تارة أخرى يعيث فساداً بجنون العظمة اللامتناهي منتجاً أحداثًا مفجعة تقضي ما يتمم سير روايات درامية بعواقب وخيمة لا ذرة فيها لأي ضمير حي.
أوبئة عالمية زلازل فيضانات أعاصير مفتعلة مجاعات تدمير اقتصادات تغيير مسارات توزيع سلاسل الغذاء تغيير خطوط النقل والتجارة اجتياحات مليشيات احتلال وحروب إبادة جماعية كلها بيادق تلعب بين كر وفر لتحقق غايات منظومات عالمية فاجرة قاهرة بدأت منذ سالف الزمن وتمضي عبر العصور إلى يومنا هذا طوعاً وكرهاً (بلا مَساس).

ماذا بعد كل هذا؟! متى تنقشع الغمام السوداء الركام ليتبين المسير وما يكتنفه الدرب العسير فينجلي عن البشرية هذا الليل الطويل؟ ماذا تبقى و قد انعدمت كل الوسائل للمقاومة والدفاع ضد الطغيان الأعظم في معارك استنفذت كل طاقة وعي واحساس لتحول كل شيء لمجرد بلا أدنى شعور.
ماذا عن تلك القلعة المحمية؟ هل ستنهار أسوارها أكثر فأكثر لتصبح الضحية الكاملة المثالية باغتيالها في صراع الواقع ما بين مملكة الصدق ومحفل الأكاذيب أم هي لم تكن بالأصل سوى جزء في زاوية مهمشة للعبة وهمية ليس إلا ..!! وسينتهى وجودها بانتهاء دورها من بين الأدوار ليسدل الستار في حكايتها التي لم تتم يوماً و بذلك لن تتم أبداً؟ هل ستبدي لنا الأيام ما كنا نجهله! أم سنبقى في خضم كل هذه الحروب قطعة مكبلة بالأسر فوق رقعة شطرنج؟!.
و الله دوماً من وراء القصد

دلالات

شارك برأيك

رقعة شطرنج!

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)