Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 27 ديسمبر 2023 10:02 صباحًا - بتوقيت القدس

تحية إلى الذين يقيمون الصلاة على أنقاض الكنائس المدمرة

احتفل العالم بميلاد الفلسطيني العظيم عيسى بن مريم، واضيئت أشجار العيد في كل العواصم والمدن والقرى، وقليلاً ما يخلو بيت من شجرة مزينة، وسهرة فرحة تمتد حتى الصباح، وحفلات غناء ورقص وهدايا يحملها بابا نويل للأطفال، لتملأ قلوبهم بالسرور والبهجة، وتبشرهم بعام جديد، يأملون أن يكون أفضل من الذي انقضى.


ذلك يحدث في كل مكان، إلا في فلسطين وفي كل بيت فلسطيني في عالم اللجوء، ذلك أن الموت الهاجم على غزة وتوأمها الضفة لا يترك في النفوس فسحة ولو ضيقة للفرح، ولا يسمح للأطفال الذين بقوا على قيد الحياة بالاستمتاع بالهدايا ولا حتى ببعض ما يحمله العيد من بهجة ينتظرونها في نهاية كل عام وبداية العام الجديد.


كل شيء مفرح مؤجل عند الفلسطينيين الذين يتبادلون تحية العيد بجملة واحدة "عيدنا يوم عودتنا" وكل أمنية مؤجلة إلى يوم يطويه الغيب، تعبر عنه العبارة الفلسطينية "العيد القادم في القدس انشاء الله".


جمل لا يقولها إلا الفلسطيني للفلسطيني، هي ليست مجرد لغو يتكرر في المناسبات بل هي كلمة سر الأمل الذي إن انطفأت أشجار العيد حزناً، إلا أنه لن ينطفأ من القلوب والأرواح والسواعد.


على هذا الأمل يحيا الفلسطينيون ومن أجله يعبرون المآسي الثقيلة المروعة.


موت الأطفال بالجملة لا يحدث مثله في هذا العصر ولكنه يحدث في فلسطين، والألعاب الملونة التي تملأ واجهات المتاجر تشاهد في غزة قتيلة تحت ركام البيوت يحتضنها قتيل لم تتح له فرصة الاستمتاع بها، ليدفنا معاً تحت الأنقاض.


هكذا هي أيامنا الأخيرة من العام الذي يرحل، ومع كل هذه الأهوال ننطلق إلى العام الذي سيأتي.


غير أن للحزن وقت، وللفرح القادم والمنتظر كل الوقت، إن فرحنا الذي نشتاق إليه يقف وراء كثبان زمن ظالم لابد وأن ينتهي، ينتظرنا بفعل جملة سحرية تملأ روحنا باليقين تقول "ما بعد كل هذا الضيق إلا الفرج... وما بعد كل هذا الموت إلا الحياة".


قد تطول الأيام الصعبة في هذا الزمن الصعب وقد طالت بالفعل، إلا أن ما سيأتي لابد وأن يكون مختلفاً.


هذه هي سنة الحياة، ومهما استطال الليل فالنهار قادم، لأن الشمس الفلسطينية التي حجبتها الغيوم السوداء سوف تشرق، فهي أقوى من الغيوم التي مصيرها دوما أن تتبدد.


إلى مسحيي فلسطين الأوفياء في القدس وبيت لحم والناصرة وغزة، وفي كل الوطن وإلى الذين يؤدون الصلوات في الكنائس التي لم تدمر، وعلى أنقاض التي دمرت، لهم من القلب ألف تحية، ولنهتف معاً وبلسان واحد.. الفجر آت وشمس الحرية سوف تشرق من جديد ولا ظلام ولا حزن بعدها، فهذه إرادة الناس التي هي من إرادة الله.

دلالات

شارك برأيك

تحية إلى الذين يقيمون الصلاة على أنقاض الكنائس المدمرة

المزيد في أقلام وأراء

الوضع المتأزم بصراع الصواريخ فوق الشرق العربي إلى أين؟

كريستين حنا نصر

حتى لا نطلق النار على رأس مشروعنا الوطني

جمال زقوت

هاريس وترامب وجهان لعملة واحدة

حديث القدس

ماذا لو فاز ترامب؟ وماذا لو فازت هاريس؟

هاني المصري

أين ترقد الجامعة العربية؟

عقل صلاح

إذا فاز ترامب فسيقول له نتنياهو ما قاله شارون لبوش: لقد فازت المبادئ

حمدي فراج

انتخابات الرئيس الأمريكي

حمادة فراعنة

سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.. هل تتغير؟

جيمس زغبي

سياسة إسرائيلية منسقة لتدمير النظام الصحي الفلسطيني

حديث القدس

ما الذي سيتغير بعد الانتخابات الأمريكية؟

راسم عبيدات

نتنياهو وزيف الجبروت المزعوم

مصطفى البرغوثي

قبل يوم من الانتخابات الأمريكية

بهاء رحال

تحذير أميركي لإيران

حمادة فراعنة

التعليم كما يراه باولو فريرو وجون ديوي وخليل السكاكيني

فواز عقل

107 سنوات من محاولات تعريف الوطن والشعب والدولة

أحمد رفيق عوض

كيف ننهي الحرب في غزة

غيرشون باسكن

(ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا)

حديث القدس

وزن الكتاب ذهــــباً

رمزي الغزوي

"م.ت.ف".. بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية

مجدي الشوملي

مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور

دلال صائب عريقات ‏

أسعار العملات

الثّلاثاء 05 نوفمبر 2024 8:35 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.06

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 58)