أقلام وأراء

الثّلاثاء 12 ديسمبر 2023 9:28 صباحًا - بتوقيت القدس

البرغوثي كلمة السر

ظلت حركة حماس تفرض سيطرتها على القطاع لأكثر من ستة عشر عامًا، إلى أن جاء يوم السابع من أكتوبر 2023 وهو اليوم الذى اتخذت فيه القرار بمهاجمة إسرائيل، وأصبح تاريخًا مفصليًا فى مسيرة القضية الفلسطينية ، حيث اتخذت اسرائيل قرارًا -بدعم أمريكي/أوروبي غير مسبوق- بأن مصير حركة حماس داخل القطاع بات أمرًا محسومًا، وعملية البحث عن بديل لها خيارا مفتوحًا. ويبدو أنه في ظل الرفض الإسرائيلي لعودة السلطة الفلسطينية، والرفض الفلسطيني لوجود قوات أجنبية داخل القطاع لتسيير أموره عقب انتهاء الحرب، فإن البحث عن طرف ثالث فلسطيني يتمتع بقدرات سلطوية هو المنوط به لفرض السيطرة البديلة لحركة حماس على القطاع خلال الفترة القادمة، ملامح هذا الطرف الثالث تتمحور فى العناصر التالية :


أن يكون تيارًا سياسيًأ رافضًا المسار الحالي للسياسات الداخلية الفلسطينية، ومتمردًا على التابوهات السياسية القديمة وتكون قاعدة هذا التيار من الشباب .


من المحتمل أن يتكون هذا التيار من المنشقين عن التيارات والفصائل الفلسطينية القديمة مثل فتح وحماس، والتي فشلت في تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني طوال أكثر من 75 عامًا بإقامة دولة آمنة له ذات سيادة.


ظهور قيادة فلسطينية أكثر شبابية ، تتسم بالوطنية والنضال القومي، تكون قادرة على جمع الشتات الفلسطيني في الداخل والخارج حولها، والألتفاف حول المطالب الوطنية الفلسطينية المشروعة، مثل هذه القيادة من الممكن إيجادها داخل السجون الإسرائيلية أمثال مروان البرغوثي، المحكوم عليه بخمسة مؤبدات، لكن من الممكن الإفراج عنه فى إطار صفقة من صفقات تبادل الأسرى، وتكون عودته مثل عودة الخميني من المنفى الفرنسي إلى إيران وقيادته للثورة الإسلامية ضد الحكم الملكي هناك.


ففى دراسة صادرة عن معهد ميتافيم الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية أوصت بضرورة التواصل مع عدد الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، لأنهم قد يمثلون جسرًا للتواصل السياسي يمكن من خلاله تحقيق تسوية سياسية شاملة والتوصل إلى السلام المنشود بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وطرحت اسم مروان البرغوثي كنموذج للقيادة الفلسطينية الواعدة داخل جدران سجون الاحتلال، لا سيما وأن البرغوثي يحمل تاريخًا نضاليًا مشرفًا، وقد تم اعتقاله فى سجون الاحتلال للمرة الأولى وهو من العمر 19 عاما، سنة 1978، كما تم إعتقاله للمرة الثانية عام 2004 بعد قيادته لإنتفاضة الأقصى بالضفة الغربية. ونوهت الدراسة الإسرائيلية المنشورة فى أكتوبر 2022 إلى أنه نظرًا لمكانتة البرغوثي السياسية والشعبوية الفلسطينية، فقد حرص عدد من المسئولين الإسرائيليين على زيارته بالسجن، من بينهم تسيبي ليفني، عامير بيرتس، وعدد من أعضاء الكنيست الذين تناقشوا معه في كثير من الشئون السياسية. وقد طرح اسمه أكثر من مرة للإفراج عنه بهدف دعم حركة فتح من الانهيار أمام حركة حماس. فهل البرغوثي سيكون كلمة السر لحل معضلة الشعب الفلسطيني حاليًا،خاصة فى ظل ما يتعرض له من إبادة صهيونية غير مسبوقة، وهل خروجه من الأسر الإسرائيلي سيمثل تحول فى مصير القضية الفلسطينية، وسيكون جزءا من السيناريو المطروح لليوم التالي فى قطاع غزة بعد إنتهاء العدوان الإسرائيلي ضده ؟.


على أية حال سيظل قطاع غزة يعاني لفترة طويلة بعد أن تضع الحرب أوزارها سواء اقتصاديًا، اجتماعيًا وسياسيًا، فالدمار الشامل الذى سببته آلة البطش العسكرية الإسرائيلية، وتدمير البني التحتية والمنازل والمؤسسات، والمصانع الإنتاجية يحتاج إلى عملية إعمار دولية طويلة الأمد، وتيرتها وحجمها سيكون مرهونًا بمن يحكم غزة.

دلالات

شارك برأيك

البرغوثي كلمة السر

المزيد في أقلام وأراء

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

لم ينته المشوار والقرار بيد السنوار

حديث القدس

الانعكاسات السيكولوجية للحد من حرية الحركة والتنقل

غسان عبد الله

مفاوضات صفقة التبادل إلى أين؟

عقل صلاح

الحرب مستمرة ومرشحة للتصاعد على جبهتي الشمال والضفة

راسم عبيدات

السعودية وولي العهد الشاب: ما بين الرؤية والثوابت

د. دلال صائب عريقات

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 221)

القدس حالة الطقس