اقتصاد

الخميس 16 نوفمبر 2023 10:28 صباحًا - بتوقيت القدس

اقتصاد البلدة القديمة في الخليل يتهاوى

الخليل - "القدس" دوت كوم

بعد مرور "٤٠ يوما" على اندلاع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة تأثر الاقتصاد الفلسطيني تأثراً بالغاً، وكان للبلدة القديمة من مدينة الخليل - ذات الوضعية الخاصة- النصيب الأكبر في ذلك بسبب إقدام سلطات الاحتلال على فرض منع التجوال على مناطق واسعة من البلدة ومنها الحرم الإبراهيمي الشريف ومحيطه. وترافق ذلك مع حملة مسعورة من جيش الاحتلال من حيث فرض اجراءات قمعية على السكان وتضييق الخناق والاعتداء عليهم وعلى بيوتهم ومنعهم من مغادرة منازلهم لمزاولة أعمالهم وشؤون حياتهم اليومية .


السوق الشعبي ،،


واشار مدير عام لجنة اعمار الخليل عماد حمدان الى ان القسم المتبقي من البلدة القديمة والذي لا يخضع لمنع التجوال؛ يتمثل أساساً في السوق الشعبي الممتد من ساحة باب البلدية القديمة وصولاً إلى الحرم الإبراهيمي الشريف ويرفده كل من شارعي الشلالة الجديد والشلالة القديم بالزخم الحيوي ، وهذا القسم ولقربه من البؤر الاستيطانية كان قد فقد منذ سنوات حيويته ونشاطه الاقتصادي لأسباب تتعلق بإجراءات الاحتلال وتعديات المستوطنين، ولكن بجهود كبيرة وعلى مدار سنوات طويلة من العمل الدؤوب من قبل لجنة الإعمار في مواجهة تلك التحديات، نجحت في تطوير البنية التحتية للسوق وترميم المحلات التجارية وعملت على تعزيز صمود التجار فيها وأقامت المهرجانات الاقتصادية والفعاليات الثقافية لإعادة الحياة للبلدة وأسواقها وخاصة بعد جائحة كورونا التي كبحت لفترة ما جماح الانتعاش الاقتصادي في البلدة العتيقة .


آثار اقتصادية ممتدة ،،


واضاف حمدان أنه خيم نظام منع التجول في الثامن من الشهر الماضي بدون سابق إنذار وبدون أي مبررات، حتى انعكس ذلك سلباً على باقي الأجزاء التي لا تخضع مباشرة لهذا الحظر فتداعت آثار ذلك على السوق الشعبي فيها والأسواق التي ترفده ، فأغلقت غالبية المحلات التجارية في هذا السوق أبوابها نتيجة عدم إقبال المواطنين على التسوق منه، وأيضاً نتيجة لتوقف الحركة السياحية الداخلية والخارجية والسياحة الدينية وخاصة توقف قدوم أهالينا من أراضينا المحتلة عام 1948 لزيارة الحرم الإبراهيمي وللتسوق من البلدة القديمة، ففقد السوق رونقه شيئاً فشيئاً وبدأت المحلات التجارية تغلق أبوابها وتقلص ساعات عملها تدريجياً حتى أضحت اليوم نسبة المحلات المغلقة تتراوح من 70 – 80% من مجمل المحلات التجارية والحرفية .


واضاف حمدان إن فرض منع التجوال على مناطق واسعة من البلدة القديمة أدى إلى تغيب وتوقف العمال عن أعمالهم والتجار عن تجارتهم والحرفيون عن مزاولة حرفهم محولاً إياهم إلى متعطلين عن العمل وتوقف دخلهم المادي .
آراء التجار ،،


بدوره قال بدر الداعور وهو صاحب محل خزفيات وتحف في البلدة القديمة لقسم البحث الميداني في المكتب القانوني التابع للجنة إعمار الخليل بأن السياحة توقفت تماماً منذ اليوم الأول لإعلان منع التجوال على مناطق من البلدة القديمة ، كما توقفت حركة المواطنين القادمين للصلاة اليومية أو لصلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي وهذه المحلات كانت تعتمد في تسويق منتجاتها وبضائعها على السياح والزوار والمصلين ، واليوم تبدو البلدة القديمة كمدينة أشباح .


التاجر منذر الشوامرة صاحب بقالة ومحلات حلويات قال ل"ے": أن الحركة الاقتصادية كانت تبشر بالخير في الآونة الأخيرة قبل شهر "اكتوبر" وخاصة بعد نجاح عدد من المهرجانات التي أحيتها لجنة إعمار الخليل كمهرجان العنب الخليلي وإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، إلا أن ما حدث بعد ذلك وبشكل مفاجئ أدى إلى توقف كل الأنشطة الاقتصادية (سياحية ، تجارية ، إنتاجية) دفعةً واحدة وهذا حدث خطير يهدد قدرة العشرات من أصحاب المحلات التجارية على الصمود خاصة أنهم يدفعون أجرة محلاتهم التجارية وعليهم التزامات مادية لموردي بضائع الجملة .


تحوف من استمرار الحصار ،،


علاء الحداد صاحب بقالة قرب الحرم الإبراهيمي ذكر أيضاً أن هناك خشية من أن يطول الحصار وأضاف بأنه وزملاءه من التجار يفتحون أبواب محلاتهم لمدة لا تتعدى الساعتين في اليوم حتى يسمحوا بتهويتها ولكي لا تفسد بضائعهم المكدسة داخل تلك المحلات .


من جهته عبر محمد سدر صاحب معمل "حلقوم" ، عن مخاوف وخشية جماعية لدى كافة التجار في البلدة القديمة من أن يطول هذه الحصار ويولد مشاكل اقتصادية كبيرة .


لجنة إعمار الخليل اعتبرت ما جرى من إعلان منع التجوال من قبل جيش الاحتلال وفرضه على الحرم الإبراهيمي الشريف ومحيطه وعلى سكان المناطق ذات التماس مع البؤر الاستيطانية وبدون أي مبرر لذلك؛ إنما يأتي هذا في إطار المخططات الاستيطانية الهادفة والرامية إلى السيطرة على الحرم الإبراهيمي ومحيطه والضغط على السكان لترحيلهم من أماكن سكناهم في قلب البلدة القديمة .


تحذير من استغلال المستوطنين ،،


كما حذرت لجنة الإعمار من استغلال المستوطنين وسلطات الاحتلال للظرف السياسي والأمني الحالي الذي تعيشه فلسطين لتنفيذ مخططاتهم التهويدية للبلدة القديمة من مدينة الخليل، خاصة أنه قد جرى بالفعل تفريغ مناطق وترحيل سكان تجمعات سكانية والاستيلاء عليها جنوب مدينة الخليل، لذا فإن هناك خشية حقيقية لدى اللجنة من إطلاق يد المستوطنين في البلدة القديمة فيعملون على طرد السكان الفلسطينيين والاستيلاء بالقوة على بيوتهم ومحلاتهم ، وتحقيق حلمهم في إقامة بلدية خاصة بالمستوطنين وفرض السيادة الإسرائيلية عليها .

دلالات

شارك برأيك

اقتصاد البلدة القديمة في الخليل يتهاوى

المزيد في اقتصاد

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 225)

القدس حالة الطقس