ما تفعله قوات المستعمرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وما تفعله يومياً في الضفة الفلسطينية إنما يعود لاسباب عقائدية تعكس فهمهم وثقافتهم، من قتل وتدمير صارخ وقح متطرف عبر قصف متعمد للمنشأت المدنية: بيوت، مدارس، مستشفيات، مخابز، بدون أية مراعاة لوجود مدنيين غير مسلحين، ومع ذلك لا تترد قوات الاحتلال في مواصلة القمع والقتل والقصف والتدمير.
في الأول من تشرين الثاني نوفمبر 2022، نجح الأئتلاف بين الأحزاب السياسية المتطرفة مع الأحزاب الدينية المتشددة في انتخابات البرلمان وحصلوا على الأغلبية وشكلوا حكومة نتنياهو التي اعتبرت الأكثر تطرفاً منذ عام 1948.
نجاح الأئتلاف اليميني السياسي والديني المتطرف فجّر الخلافات بين: 1- المتدينين وغير المتدينين، وبين 2- الغربيين الاشكناز والشرقيين السفارديم، وبين 3- المعتدلين نسبياً وبين الأكثر تطرفاً، وذلك عبر المظاهرات التي استمرت لأكثر من ستة أشهر ضد الحكومة، بعد أن شرع البرلمان قوانين تمس الجهاز القضائي، وسيطرة التوجه الديني الأحادي، حتى يوم 7 أكتوبر، حيث توحد المجتمع في مواجهة " العدو الواحد" والتحق جزء من المعارضة بيني غانتس وتحالف مع الحكومة.

حكومة الأئتلاف العنصرية المتطرفة تتمسك بهدفين معلنين هما أن:
1- القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية.
2- أن الضفة الفلسطينية ليست فلسطينية، ليست عربية وليست محتلة، بل هي "يهودا والسامرة"، أي جزء من خارطة المستعمرة.
عملية 7 أكتوبر أيقظت دوافع الحقد والتوسع لدى حكومة المستعمرة، فقامت بما هو بائن وواضح الذي يعكس فهمها وثقافتها وخلفيتها الأيديولوجية، بناء على ما يؤمنون به، ويعملون لأجله، ويتلقون التعليمات والمحاضرات من حاخامات الجيش الذين يقدمون لهم ثقافة التوراة، حيث توحدوا ضد "العدو الفلسطيني".
ثقافة ونصوص التواراة توكد على ما يلي:
سفر التثنية:
* 10 وحين تتقدمون لمحاربة مدينة فادعوها للصلح أولا.
* 11 فإن أجابتكم إلى الصلح واستسلمت لكم، فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم.
* 12 وإن أبت الصلح وحاربتكم فحاصروها.
* 13 فإذا أسقطها الرب إلهكم في أيديكم، فاقتلوا جميع ذكورها بحد السيف.
* 14 وأما النساء والأطفال والبهائم، وكل ما في المدينة من أسلاب، فاغنموها لأنفسكم، وتمتعوا بغنائم أعدائكم التي وهبها الرب إلهكم لكم.
* 15هكذا تفعلون بكل المدن النائية عنكم التي ليست من مدن الأمم القاطنة هنا.
* 16 أما مدن الشعوب التي يهبها الرب إلهكم لكم ميراثا فلا تستبقوا فيها نسمة حية.
* 17بل دمروها عن بكرة أبيها، كمدن الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما أمركم الرب إلهكم.

سفر الخروج:
12 *فاحذر أن تعاهد مطلقا سكان تلك الأرض الذين تأتيهم لئلا يكونوا لك عثرة.
13 *ولكن اهدم مذابحهم، وكسر أصنامهم، واقطع أنسالهم.

في الباب الثالث والثلاثين من (سفر العدد):
مُر بني إسرائيل وقل لهم: إذا عبرتم الأردن وأنتم داخلون أرض كنعان، فأبيدوا كل سكان تلك الأرض، واسحقوا مساجدهم، واكسروا أصنامهم المنحوتة جميعها، واعقروا مذابحها كلها، ثم أنتم إن لم تبيدوا سكان الأرض، فالذين يبقون منهم، يكونون لكم كأوتاد في أعينكم، ورماح في أجنابكم، ويشقون عليكم في الأرض التي تسكنونها، وما كنت عزمت أني أفعل بهم سأفعله بكم.