أقلام وأراء

الثّلاثاء 20 ديسمبر 2022 10:22 صباحًا - بتوقيت القدس

معادلة: اجهاض في سبيل مكاسب واهية ووهمية

بقلم : حمدي فراج


لم تكن الفصائل الدينية ، حماس جهاد و غيرها ، قد انبثقت او انبلجت بعد ، يوم تفجر انتفاضة الحجارة التي تمر ذكراها الخامسة والثلاثين هذه الايام ، مرورا عابرا الا في نفوس من عايشوها و عاصروها وأسهموا في اشتعالتها حتى و لو بعود حطب صغير في أتونها .
الفصائل التي اضطلعت بها هي فتح و اليسار المكون من الجبهتين الشعبية والديمقراطية المختلفتان منذ تشكلهما ، و الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي كان مختلفا مع نفسه ، فاضطر الى تغيير اسمه عدة مرات علّ هذا يسهم في حل الخلافات الداخلية ، و لكن متى كان تغيير الاسم قادرا وحده على تغيير المضمون . خلافات هذا الحزب استمرت حتى يومنا الراهن ، اي بعد خمس و ثلاثين سنة من تفجر انتفاضة الحجارة ، بل و نستطيع القول انها تفاقمت ، حتى بلغت قبل سنة او أكثر الى ان يرفض وزير العمل في حكومة السلطة نصري ابو جيش ممثلا عن الحزب الانصياع لقرار الحزب الانسحاب من الحكومة و بقي فيها ممثلا عن لا أحد .
الجبهتان بدورهما ، رغم انسحاق الانتفاضة الاولى و الثانية عام 2000 و الثالثة عام 2015 ، لم تتقدما نحو حل خلافاتهما انملة واحدة ، رغم المجاري الكثيرة التي تدفقت من تحت الجسر الفلسطيني الآيل للسقوط ، بالرغم من رحيل كل المؤسسين تقريبا من عرفات الى حبش الى البرغوثي الى أحمد جبريل الى سميرغوشة الى ابو علي مصطفى الى ابو اياد الى ابو العباس ... الخ .
كان هم حركة فتح القائدة ، والخارجة من هزيمة احتلال بيروت والجنوب اللبناني ، الاستئثار بالانتفاضة ، ووضع يدها العليا على تفاصيلها و صيرورتها و تطورها ، و لهذا رد عرفات على رابين الذي توعد بوأدها والقضاء عليها بقوله : "ان بيان قيادتها الموحدة رقم 70 في جيبي" ، و لّما بيانها الخامس قد صدر بعد . دعمت فتح الانتفاضة بالمال مقابل ان تتولى قيادة القيادة الوطنية الموحدة ، و اصبح بالتالي بيانها الدوري يكتب في تونس ، و أذكر على سبيل المثال ان بندا في احد البيانات تعرض بالهجوم لموقف رئيس وزراء الاردن ، قد تم شطبه في تونس .
لم يكن المال وحده قادرا على النهوض بالانتفاضة و تطورها ، بل في بعض محطاتها اصبح عامل تخريب و تلويث وارتداد ، و اصبحت امرأة عجوز محترمة تزل قدمها في الطريق فتكسر يدها ان تذهب الى مكتب المنظمة في الاردن و تقول انها جريحة انتفاضة لتحصل على مخصصات مالية .
لكن ماذا فعلت منظمات اليسار بالمقابل للأخذ بيد الانتفاضة كي تستمر و تتواصل وتتجذر و تصبح اسلوب حياة في مقارعة الاحتلال و تلجم محاولات تخريبها من الداخل ؟ الحقيقة لا شيء ، بل غالبا ما كانت هذه الفصائل اليسارية تتبع لنهج و نمط القيادة المستشري لتأمين مخصصاتها ، انظر اليوم مواقف هذه الفصائل من مسألة التنسيق الامني على سبيل المثال لا الحصر ، تعرف ان هذا اليسار يميني بامتياز .

دلالات

شارك برأيك على معادلة: اجهاض في سبيل مكاسب واهية ووهمية

شارك دون الحاجة الى التسجيل.

يرجى التعليق باللغة العربية.

فريق عمل القدس دوت كوم

مشاركات القراء

إشترك الآن النشرة البريدية آخر الأخبار من القدس دوت كوم
By signing up, you agree to our Privacy Policy

لمحات من الأحداث

طقس القدس

الجمعة

10- 20

السّبت

8- 15

الأحد

8- 14
أسعار العملات
  • دولار أمريكي / شيكل شراء 3.59 بيع 3.61
  • دينار أردني / شيكل شراء 5.06 بيع 5.08
  • يورو / شيكل شراء 3.86 بيع 3.88

الأحد 26 مارس 2023 5:35 صباحًا

الأكثر قراءة

الأكثر تعليقاً