أقلام وأراء

الأربعاء 31 أغسطس 2022 10:36 صباحًا - بتوقيت القدس

معادلة لجنة الفصائل ... اسم الجمل قتله

 بقلم : حمدي فراج


من المفيد ربما ، ونحن على ابواب معركة الاسرى السرمدية مع الجلاد ، ان نعرض للملاحظة "الحادة" التي قدمها الاخ محمد الجعفري بما يمثل في حركة فتح اقليم بيت لحم و المضطلع بمسؤولية لجنة الفصائل في الاعتصام التضامني مع الاسرى قبل بضعة ايام و لم يحضره الا عدد قليل من الناس ، كاد محمد ان يجن جنونه ، و كاد يخرج عن طوعه ، موجها في بعض الاوقات أسئلة ؛ (أين الناس ، و ماذا حل بهم) و ضاربا بعض الاوقات أمثلة ؛ (اتصل به مؤخرا الاسير محمد الطوس 37 سنة في القيد ، وقال له لو انها انتخابات جامعة ، او حفلة لمطربة او مطرب ، لوجدتهم بالالاف) .
لا يؤمن الناس اجمالا بالنضال السلمي الناعم ؛ مظاهرة ، اعتصام ، وقفة ، ويعتبرونه مضيعة للوقت ، او أنه في انسب الاوصاف نضال عجائز .
لا يثق الناس بالقيادة ، على كافة مستوياتها و تنوعاتها ، بما في ذلك أئمة المساجد ، ولهذا نلحظ ظاهرة ان بعض المصلين يهجرون مسجدهم القريب الى آخر بعيد كي لا يصلوا وراء هذا الامام . و على المستوى السياسي اهتزت هذه الثقة منذ الانقسام بين الحركتين الكبيرتين في الضفة وغزة ، و تعمقت عندما ادعت كل واحدة انها "حكومة" ، و ما صاحب ذلك من افعال يندى لها الجبين . إذ كيف يمكن ان يثق الناس بحكومة تمارس الاعتقال بحق المعارضين ثم تدعي انها تناصر الاسرى في سجون الاحتلال ، كيف تطارد المقاومين ثم تدعي انها مع المقاومة ، كيف تمنع الاحتفال بتحرر أسير مضى على اعتقاله عشر سنوات و ربما عشرين ، كيف يستعد فصيل لخوض حرب صاروخية من اجل اعتقال احد ابنائه ، و لا يرى اعتقال العشرات في كل ليلة ، شيبا و نساء واطفالا تحت شعار "وحدة الساحات" ، و كأن الساحات النضالية غير موحدة ، فيتبين انها غير موحدة حيث هم يقفون و يحكمون ، فيتخلى اصحاب السيف عن سيفهم الذي أشهروه من أجل القدس ، لكنهم أغمدوه في الحرب العدوانية على غزة ، و لم ينس الناس بالطبع الاضراب الجماعي الاخير الذي تآمر عليه البعض "عينك عينك" و خرج احد القيادات المخضرمة يطعن في الاضراب و في مروان البرغوثي علنا من انه لا يمثل كل الاسرى ، فانفجر الاضراب وارتد سلبا على الاسرى بعد اربعين يوما .
كل هذا و أكثر ، من ان لجنة الفصائل لا تمثل حقيقة اكثر من العدد الذي حضر الاعتصام ، "اسم الجمل قتله" و تجار جملة ومفرق ، فإنه لا يبرر للناس عدم الخروج لمناصرة الاسرى ، فالرد بالسلب على السلب لا يشكل ابدا ايجاب ، و نحن حين ننصر الاسرى في معركتهم ، انما ننصر ابناءنا واخواننا و معارفنا واصدقاءنا و جيراننا و بالتالي انفسنا ، بل ان هناك شعوب بعيدة لا تربطها بنا اي من الروابط اعلاه ، بما في ذلك جنسيتها و دينها ، تخرج لمناصرة أسرانا ، فمن العار ان يخرجوا اكثر مما نخرج و ينصروا اكثر مما ننصر ، هذا اذا استمر الاسرى في خطوتهم النضالية .

دلالات

شارك برأيك

معادلة لجنة الفصائل ... اسم الجمل قتله

مشاركات القراء

إشترك الآن النشرة البريدية آخر الأخبار من القدس دوت كوم
By signing up, you agree to our Privacy Policy
طقس القدس

الخميس

8- 14

الجمعة

9- 13

السّبت

8- 15
أسعار العملات
  • دولار أمريكي / شيكل شراء 3.56 بيع 3.58
  • دينار أردني / شيكل شراء 5.03 بيع 5.05
  • يورو / شيكل شراء 3.86 بيع 3.88

الخميس 30 مارس 2023 5:58 صباحًا

الأكثر قراءة

الأكثر تعليقاً