OPINIONS

Wed 15 Mar 2023 8:59 pm - Jerusalem Time

What is required from the Palestinians in the current and subsequent stage?

حديث القدس
في ضوء صعود اليمين الاسرائيلي المتطرف الى سدة الحكم في دولة الاحتلال واحتمالات قيامه بتنفيذ سياساته في القتل والتشريد والتهجير والضم والتوسع ومواصلة المس بالمقدسات وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك، والتضييق على الحركة الأسيرة وانتزاع مكتسباتها التي حققتها بتضحيات جسام استشهد على مذبحها العشرات بل المئات من أسرى الحرية، فإنه تقع على الجانب الفلسطيني مسؤوليات يجب عليه تحملها بكل جدية لمواجهة مرحلة اليمين المتطرف والتي تشير الى انها ليست آنية ولا لحظية، بل هي في توسع مستمر ما دام المجتمع الاسرائيلي يسير بخطى حثيثة نحو اليمين والعنصرية بل والفاشية ايضاً.
كما انه على شعبنا مسؤولية كبيرة في افشال سياسة اليمين الاسرائيلي المتطرف التي هدفها تصفية القضية الفلسطينية بكل جوانبها، مستغلين بذلك الاوضاع الدولية حيث الحرب الروسية الاوكرانية، وتحولها الى سلم أولويات العالم خاصة دول حلف الاطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية التي تستشرس في محاولاتها البقاء على رأس المجتمع الدولي والحيلولة دون قيام نظام دولي متعدد الاقطاب كما تريد العديد من الدول وفي مقدمتها روسيا والصين والبرازيل وكذلك الهند.
وأولى أولويات شعبنا الفلسطيني في التصدي ومواجهة سياسة اليمين الاسرائيلي المتطرف والعنصري، هو الصمود فوق أرضه كما هو حاصل الآن وعدم مغادرتها مهما كان الثمن الذي سيدفعه وهو قادر على دفع أي ثمن كما دفع ويدفع حالياً من اجل نيل حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف رغم الظروف الراهنة غير المواتية، إلا ان هذه الظروف لن تبقى الى الأبد وسوف تتغير، لأن العالم في حراك وتغير ولن يكون هناك ثبات كما يتوهم البعض.
أما على صعيد القيادات الفلسطينية من قيادة رسمية وفصائل عمل وطني، فإن المطلوب منها في مواجهة المرحلة المقبلة والتي ستكون صعبة وهجومية ومتصاعدة، هو انهاء هذا الانقسام المخزي والذي في حال استمراره وعدم وضع حد له، فإن شعبنا سيدفع المزيد من التضحيات على مذبح قضيته الوطنية.
فالوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد والمضمون لهزيمة سياسات ومشاريع اليمين الاسرائيلي المتطرف وافشال كافة مخططاته التصفوية والاجرامية بحق شعبنا وارضه وممتلكاته ومقدساته، فهي – اي الوحدة الوطنية – الطريق المجرب لتحقيق الانتصار والمزيد من المنجزات الوطنية على طريق العودة والاستقلال.
وكما هو الحال حالياً من وحدة ميدانية على الارض بين كافة فئات وتوجهات شعبنا في مواجهة قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، فإن هذه الوحدة يجب ان تكون الدافع القوي من اجل انجاز الوحدة السياسية والجغرافية لتعيد القضية الفلسطينية الى موقعها على رأس سلم الاولويات خاصة على الصعيد العربي والاسلامي وكذلك العالمي.
وعلى القيادة وجميع الفصائل تقديم كل وسائل وامكانيات الدعم اللامحدودة لشعبنا للبقاء فوق ارضه التي لا أرض ولا وطن له غيرهما. فهل نشهد مرحلة جديدة من المسؤولية الوطنية على الصعيد الفلسطيني وتغليب المصلحة الوطنية العليا على سواها، أم اننا سنبقى ندور في نفس الدائرة التي لن تقودنا نحو تحقيق اهداف شعبنا الوطنية؟!

Tags

Share your opinion

What is required from the Palestinians in the current and subsequent stage?