مقال (المارج العالميّ الخبيث في سورية هل تطفئه دموع العرب بتكاتف السوريين أم تنجح أذرعه المشتعلة في بسط التقسيم ؟!......) بقلم الكاتب المهندس الشاعر (ياسين الرزوق زيوس ) سورية حماة
الخميس 27 مارس 2025 3:37 مساءً - بتوقيت القدس

المارج العالميّ الخبيث في سورية هل تطفئه دموع العرب بتكاتف السوريين أم تنجح أذرعه المشتعلة في بسط التقسيم ؟!......
وطنٌ يموجُ على الصدى مُتَدَحْرجا .....
هذي الدُّمُوعُ أَتَتْ لِتُؤْوِيَ مارجا *****
نار القوافي حاصَرَتْ مَنْ أُثْلِجا .....
هل بالعدا نحمي هوىً كم فرّجا ؟!*****
سورية تبقى على صفيح زلازل السياسات و التقلّبات لا لأنّها وطن المعادلات الصعبة بل لأنّ أعداءها نجحوا حتّى الآن على الأقل في إفراغها و إفراغ مكوّناتها من معادلات الصمود و التلاقي و زرعوا بدلاً من تلك المعادلات بعض جمل الهشاشة و الكثير من الترويج للانقسام و التفكّك و الكثير الكثير من بذور الأحقاد و الشقاق ، و هكذا هم يريدون سورية بؤرة انفجارية لتتشظّى و تتقسّم بالفسيفساء المقهور بدلاً من أن تعيد لملمة نفسها و مركز نشاط سياسيّ بركانيّ ربّما يترك حوله في لحظة ما عندما يخمد أخصب مناطق الديمقراطية و اللاتقسيم لكن هل سيخمد فعلاً بركان سورية و هل يريدون لزلازلها أن تنتهي؟! ، و إذا كان منطق العالم هو استقواء القويّ على الضعيف فلماذا إذاً لا تعيد سورية فكرة إحياء سورية الكبرى و تستقوي أول ما تستقوي على الخاصرة الرخوة (لبنان) لتضمّها بدلاً من أن تبقى عرضةً للقضم المستمر من أعدائها ما بين شمال و جنوب و شرقٍ و غرب متسائلين دوماً كيف لهذا العالم الدوليّ الهشّ أن يرضى بمنطق الهشاشة و إلغاء الحدود بين الدول و في نفس الوقت لا يريد لدولة الخلافة أو غيرها أن تنتشر تحت أيّ طائل؟! بل الكلام الأصحّ أنّه هو نفسه اخترع هذا الطائل ليبرّر إلغاء الحدود و قضم الدول التي من المفترض أنّها مستقلة وفق الشرعية الدولية غير الشرعية كما يبدو إلّا على الضعفاء ؟!
لا أعتقد أنّ المشروع التركيّ الأردوغاني سيصيب من حيث لم يصب غيره خاصة أنّ بيته يتحوّل مع الزمن إلى بيت عرضة لتشققات مريبة أيضاً و ظاهرة للعيان ، و لا أعتقد أن إبقاء سورية في دوّامة التجاذبات من حكمٍ لآخر دون أرضية مأسسة سياسية حقيقية معتدلة بعيدة عن تطرّف الخطابات ما بين الشدّ الدينيّ بحدوده القصوى و ما بين الجذب المعاكس بحدود أقصى بكثير ما يجعل دوّامة الجذب و الطرد المركزي و اللامركزي تسرق ما تبقّى من عوامل الاستقرار العام !.
ليس من المعقول أن تنتهي سورية من تصفية حسابات و تنافر مصالح أو توافق على مناطق نفوذ ملتهبة معدّة للانفجار ما بين إيران و إسرائيل لتبدأ تصفية حسابات جديدة على نفس المنحى لكن ما بين إسرائيل و تركيا مع فارق واضح هو الانجراف الشعبوي غير المدقّق بنسبه بعد نحو تركيا كامتداد عقائدي و حدودها الطويلة مع سورية لتضيف بعد الأمن القومي كعامل رئيسي لفرض تيار مصالحها و نفوذها الواسع ، و هنا يجب أن يعود البعد العربيّ ليصيغ مكاناً له يحمي سورية من استمرار هذه الدوّامات المعدّة فقط لإبقاء سورية كبؤرة أزمات و لإبقاء شعبها في عين التجويع و المذابح و الاقتتال الداخليّ و الخارجيّ ؟!؟!!!
حلم إسرائيل الكبرى إن نجحت في تقسيم سورية هل سيحمي العرب من عين عواصفها خاصة في مصر و الأردن و السعودية و هل ستنجو هذه الدول من بثّ بؤر التطرّف و الاقتتال ضمن شعوب تمتثل لنفس الضخ العقائديّ و الميل الانجرافي وراءه ، فسبحان مغيّر الأحوال الذي جعل أميركا تقلب دونما مشروع واضح لسورية و إنّما ضمن هدف تقزيم إيران الذي هو المشروع الأكبر ، و نبقى نتساءل كيف تلعب أميركا بمفاهيم التغيير ما بين أنظمة كانت بعبع الأكثريات لتبرز على الساحة أنظمة من رحم الأسئلة الصعبة ، و يكون الجواب الأميركيّ الصهيونيّ كما نرى بتحويلها إلى بعبع في وجه الأقليات لمنع حصول توافق على ترتيب سورية كبيت داخلي لا مكان فيه للغرباء و لحاملي هويّات التطرّف من أيّ اتجاه كان ؟!..
روسيا صاحبة مشروع كسر القطبية العالمية مطلب إسرائيلي في سورية و أوروبا كتكتّل متشقّق ما بين ترامب و بوتين لا تريد روسيا في سورية ، و الرئيس السوري ما زال غير آبهٍ بتسليم الأوراق دونما حصوله حتّى الآن على أكثر من فخاخ معدّة و مجهّزة في كلّ الزوايا الدولية فهل ننجو كسوريين من لعبة الضلال على موائد صيحات الحقّ المنطوق لا المكتوب و ليس كلّ منطوق يقبع في الوجود؟! الجواب يبقى في أروقة الأمم اللا أممية !!!..
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال عبّاس بن فرناس فاقداً ذيوله ما بين شمال و جنوب و شرق و غرب فهل يعيد إنتاج تحليقه بسقطاته أم يعيد إنتاج سقطاته بلا ذيول بعد أن صارت الرؤوس حامية إلى حدّ السؤال على خارطة المآل و هل تعود أجنحة الدولة بالقيل و القال في زمن قهر الأوطان و شراء الذمم بالخيانات و الأموال ؟!
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
الخميس 2025/03/27
الساعة السابعة صباحا
إقرأ المزيد لـ ياسين الرزوق زيوس ...
الأكثر تعليقاً
نتنياهو يرفض طلب عباس بهبوط مروحيات أردنية في رام الله لنقله إلى دمشق

الرئيس يستقبل المدير التنفيذي لمنظمة "كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط"
الرئيس يصل سوريا في زيارة رسمية
تونس: إضراب شامل في قطاع الصحّة وتحذيرات من شلل في الخدمات الطبيّة
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال المساعد الأبرز لقائد لواء غزة في "حماس"

كاتس يهدد "حماس" ويكشف آلية جديدة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة
أكثر من ثمانون يوماً والاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم
الأكثر قراءة
"حماس" سترد على مقترح وقف إطلاق النار خلال 48 ساعة

إصابة شاب برصاص الاحتلال واعتقال آخر شرق نابلس
الأونروا: نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت غزة بفترة وقف إطلاق النار
أطباء بلا حدود: غزة مقبرة جماعية

إعلام عبري يكشف ما جرى باجتماع أمني في تل أبيب وسط اقتراب رد حماس على مقترح التهدئة
الجيش الإسرائيلي يرفض إعادة ممتلكات مصادرة من معتقلين غزيين

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد كتيبة الشجاعية

أسعار العملات
الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.69
شراء 3.68
دينار / شيكل
بيع 5.2
شراء 5.19
يورو / شيكل
بيع 4.19
شراء 4.18
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 1078)
شارك برأيك
مقال (المارج العالميّ الخبيث في سورية هل تطفئه دموع العرب بتكاتف السوريين أم تنجح أذرعه المشتعلة في بسط التقسيم ؟!......) بقلم الكاتب المهندس الشاعر (ياسين الرزوق زيوس ) سورية حماة