Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 06 أكتوبر 2023 9:15 صباحًا - بتوقيت القدس

مجموعة العشرين وبريكس.. تنافس دولي على أرضية هشة

في البداية، الموضوع له علاقة بالتركيبة العالمية للتحالفات العالمية ودلالاتها على مستقبل الشعوب، سنتكلم عن مجموعة العشرين كتكتل دولي تأسس أواخر القرن العشرين في مدينة برلين الألمانية من أجل مواجهة الأزمات المالية التي تهدد الاستقرار الاقتصادي والمالي العالمي، خاصة بعد الأزمة المالية التي عصفت بجنوب شرق آسيا وأزمة المكسيك، أحد أبرز الموضوعات الرئيسية لقمة هذا العام ستكون التنمية المستدامة، ولكن التركيز هو مناقشة الصراع الدائر في أوكرانيا بشكل كبير، فضلا عن تقليص سوء استخدام المال العام والتعامل مع الأزمات المالية وشفافية المال العام. كان البارز في فلسفة مجموعة العشرين منذ النشأة الأولى هو التصدي لدعم الإرهاب في العالم، هذه الشماعة التي علقت عليها مجموعة العشرين ما يجري في العالم اليوم من قتل وتدمير، في المحصلة النهائية هذا النهج يخدم أمريكيا لكي تبقى قواعدها في اغلب دول العالم وخاصة الشرق الأوسط. لقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في صياغة مفهوم للإرهاب ليتوافق مع نظرتها هي، ويتساوق هذا المفهوم حسب ما تريد .


غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمة نيودلهي له دلالته يأتي ذلك في وقت رفضت فيه الصين وروسيا مناقشة قضية أوكرانيا، مما قد يهدد وضع المجموعة، كما أنه يعتبر ضربة صينية مزدوجة للمنتدى بحد ذاته كواجهة للقيادة العالمية، وللهند كدولة مستضيفة. سؤال محوري هل غياب الصين عن اجتماع نيودلهي يؤثر على السياسة العامة الذي أنشئت من اجله المجموعة؟ هذه المرة التي يغيب فيها الرئيس الصيني عن قمة العشرين منذ توليه السلطة عام 2012، ربما يدفع هذا الغياب لتفرد الولايات المتحدة الأمريكية في العالم بشكل أكبر، كما لهذا الغياب ما يبرره، وهو حياد الدول حسب مبدأ جيمس مونرو بالإشارة إلى دعم الغرب لأوكرانيا، كما يبقى الصراع على حكم العالم هو الدافع الأبرز، فرغم عدم حضور الرئيسين الصيني والروسي وما يحمل عدم حضورهما من رسائل فثمة توجس لديهما من التقارب الهندي الأمريكي.


تباين الرؤى بين الدول العظمى والتقارب بين واشنطن والهند هذا بحد ذاته كان الصخرة التي تحطمت عليها مخرجات الاجتماع وحال دون الخروج ببيان مشترك يخدم الاقتصاد الكلي لدول العالم قاطبة، وهذا ما خيب آمال الهند في نفس الوقت، فالنمو الاقتصادي بحاجة إلى تحالف وليس لتكتلات متناقضة في الأهداف والاستراتيجيات، فالهروب إلى الأمام من القوى الغربية وعلى رأسهم أمريكيا أكثر ضررا على اقتصاد العالم. وما تركته الولايات المتحدة الأمريكية من تركة اضرت بسمعتها حول العالم انعكس بشكل واضح على اجتماع العالم على كلمة سواء، صحيح الولايات المتحدة هي من تقود العالم اليوم، وتحشر انفها في كل صغيرة وكبيرة لما لهذا التطفل من مردود سلبي عليها، وهي تحاول قدر الإمكان ان تسوق نفسها وكأنها الحمل الوديع.


العالم بأسرة ما زال محكوم بهيمنة القطب الواحد، فرغم خروج بعض الدول مثل روسيا والصين وبعض الدول الصغيرة التي تدور في فلكيهما على الولايات المتحدة فهذا لا يفسر انتهاء أمريكيا، لكنه مؤشر خطير لها. نخلص بأن قمة العشرين التي عقدت في الهند لم يتعد سقف نتائج اجتماعها زيادة دعم أوكرانيا، ومد الحرب مدة أطول لإضعاف روسيا، ومحاربة الإرهاب الذي يتعارض مع سياسات أمريكيا في المنطقة، وأما السياسة المالية الحالية تخدم أمريكيا ما دام الدولار سيد العملة الصعبة، فالهند الدولة المستضيفة لا حول لها ولا قوة، دولة صاعدة لا شك ما زالت تحت جناح أمريكيا، فقرارات نيودلهي هي قرارات أمريكية صرفه، وهي تحشد أي أمريكيا المزيد من المساعدة والعون لأوكرانيا.


المشكلة أن القيادات الغربية لم تتحدث عن اختلافات بين التكتلات السياسة العالمية كما نشهد اليوم، فنحن أمام سياسة عالمية بقطبين مختلفين، مجموعة العشرين من شأنها التقليل من حجم مجموعة بريكس المنافسة، كما تروم روسيا والصين لاستخدام بريكس لكبح جماح هيمنة الغرب على المؤسسات العالمية والنفوذ الدولي من خلال توفير بديل لمجموعة السبع، ثمة تحديات تواجه مجموعة البريكس التباين في العلاقات الدولية وغياب التجانس في المواقف إزاء القوى الغربية الكبرى. هذا المنحنى الخطير في التنافس السلبي بين الدول الكبرى هو توصيف للوضع الراهن، فالذئاب المقاتلة على خيرات العالم مزعزعة لاستقرار العالم بالتأكيد، تقف على أرضية رخوة، مصيرها الهلاك في ظل الغطرسة وتحكيم منطق القوة والتلويح بالرد العسكري.


غير الجديد في هذا اللقاء العشريني هو غياب العرب الدائم عن مثل هذه القمم، سوى السعودية، ومصر والإمارات وسلطنة عُمان، لكن تبقى الدول العربية تحاول قدر المستطاع الخروج إلى حيز الوجود، وتحاول ان تتموضع على خارطة العالم، من خلال ما يخرجه باطن الأرض من ثروات نفسية، واستراتيجيا فهي البوابة لأسيا بلا شك، وهذا ما دفع الدول الكبرى منذ فجر التاريخ لغزوها، نحن أمام حالة أزعم أنها تستحق الرصد، لا سيما، مع تزايد الدور العربي في بعض المجالات التجارية والاقتصادية، وكان الدور الأكبر الذي حلق في فضاء العالم نجاح المونديال الرياضي في قطر وما حققه من نتائج سياسية واقتصادية واهم شيء الجانب الأمني الذي تغنى به العالم. ما يثلج الصدر طموح بعض الدول العربية في قادم الأيام الظهور كقطب مواز في الاقتصاد والتجارة العالمية، وهذا يعتمد على الاستفادة من تجارب العالم.

دلالات

شارك برأيك

مجموعة العشرين وبريكس.. تنافس دولي على أرضية هشة

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)