أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم (الخميس) أن بلاده لن تكون قادرة على استقبال مزيد من اللاجئين السوريين، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاههم.

وقال الصفدي خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي ميهال مارتن، عقب مباحثات بينهما اليوم في عمان، "إننا في الأردن مستمرون في تقديم كل ما نستطيع للأشقاء (اللاجئين السوريين)، لكننا لن نكون قادرين على استقبال المزيد من اللاجئين إذا لم تنته الأزمة وإذا ما أدى تفاقمها لموجات لجوء جديدة".

وجدد التأكيد على أن مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم عندما تتوفر ظروف العودة الطوعية لهم، داعيا إلى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي كله مسؤولية توفير العيش الكريم الذي هو حق لهم لحين ذلك.

وتقول السلطات الأردنية إن المملكة تستضيف حوالي 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011.

ودعا الأردن الشهر الماضي منظمات الأمم المتحدة إلى إطلاق خطوات عملية وفورية لعودة اللاجئين السوريين طواعية إلى وطنهم، وذلك خلال زيارة للمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إلى المملكة.

وأشار الوزير الأردني إلى أنه بحث مع نظيره الإيرلندي "التراجع الخطير" في دعم اللاجئين السوريين، مؤكدا أن الأردن مستمر في العمل من أجل إنهاء الأزمة السورية عبر التعاون مع الأشقاء في إطار المسار العربي، وعبر التعاون أيضاً مع الشركاء في المجتمع الدولي.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في يوليو الماضي عن تخفيض قيمة المساعدات الشهرية بمقدار الثلث لجميع اللاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والأزرق والبالغ عددهم 119 ألف لاجئ بسبب نقص التمويل اعتبارا من أغسطس.

ووفق الصفدي، بحث الوزيران جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي التهديدات التي تنتجها الأزمة للمنطقة من إرهاب وتهريب للمخدرات.

وأشار الصفدي إلى أنه وضع الوزير الإيرلندي في "صورة التحدي الكبير الذي يمثله تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن"، مؤكدا الاستمرار في "القيام بكل ما يلزم لدحر هذا الخطر وحماية مجتمعنا وبلدنا منه".

وبحث الوزيران أيضا "القضية الفلسطينية والجهود المستهدفة وقف التدهور والتقدم نحو السلام العادل، الذي يشكل حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل سبيله الوحيد".

وأشاد الصفدي بدعم أيرلندا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في وقت تواجه فيه الوكالة الأممية "صعوبات مالية كبيرة تهدد قدرتها على الاستمرار بالقيام بدورها الحيوي إزاء اللاجئين الفلسطينيين".

من جانبه، أكد الوزير الإيرلندي إيمان بلاده بحل الدولتين.
وأعرب مارتن عن مخاوف بلاده من عدم استمرار الأونروا في تقديم خدماتها في المستقبل، مؤكداً استمرار إيرلندا في تمويلها للأونروا وزيادته على الرغم من تخصيص بلاده موارد كبيرة لدعم اللاجئين الأوكرانيين.

ووقع الأردن وأيرلندا اليوم مذكرة للتشاور السياسي بين البلدين، ما يتيح فرصة الاجتماع بشكل دوري لوضع أجندات واضحة ومحددة والتوافق على خطوات عليا لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، والاستمرار في وتيرة التنسيق العالية إزاء القضايا الإقليمية، وفق بيان للخارجية الأردنية.

وأعرب الوزير الإيرلندي عن تطلعه لتعزيز وتطوير علاقة الصداقة القوية بين البلدين، مشيراً إلى أن مذكرة التفاهم، التي تم توقيعها اليوم تعتبر نقطة لإنشاء خارطة طريق للمجالات التي يمكن التعاون فيها ولتحقيق حوار سياسي منظم، وتطوير التعاون والمشاريع المشتركة في العديد من المجالات كالتجارة والاستثمار.

وبحسب البيان، بحث الوزيران آفاق تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والسياحية والدفاعية والأمنية والثقافية.

ويرتبط الأردن وإيرلندا بعلاقات دبلوماسية منذ العام 1984، ويشهد العام المقبل مرور 40 عاماً على تأسيسها.