أكد وزير الحكم المحلي مجدي الصالح، أن السلطة الوطنية بكافة وزاراتها ودوائرها وبالتعاون مع لجنة الاعمار تعمل وبشكل مستمر وحثيث، لإنجاز عملية إعادة اعمار مدينة ومخيم جنين بأسرع وقت ممكن، ومعالجة أي عراقيل أو عثرات، بما فيها المخاطر الناجمة عن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وعدم تسليم وتحويل عدة تبرعات.

وأوضح الصالح، أن لجنة الاعمار تعمل وفق برنامج أولويات طارئة مما أعاد الخدمات الأساسية وتوفير مقومات الحياة وتعزيز صمود شعبنا في كافة المواقع، مؤكداً أن رسالة الحكومة والقيادة، أننا نقف على راس منظومة التصدي الفلسطينية ومعنا كل شعبنا، وأن دورنا هو تعزيز قدرة كل شعبنا ومؤسساته على التصدي لهذا العدوان المستمر والأخطر على شعبنا منذ عام 1948 .

جاء ذلك، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير في مخيم جنين، بحضور القائم بأعمال محافظ جنين كمال أبو الرب، ورئيس اللجنة الشعبية للخدمات محمد الصباغ ولجنة اعمال مخيم جنين ورئيس الغرفة التجارية عمار ابو بكر، وممثلي عدة مؤسسات وفعاليات.

 وأوضح الصالح أن العدوان الإسرائيلي، يستهدف الشعب الفلسطيني ووجوده وأرضه ونظامه السياسي ومدنه ومخيماته وقراه.

 وقال: "هذا العدوان متشعب الجبهات، فمن ناحية بالعدوان العسكري المباشر والهمجي على مخيماتنا في جنين وبلاطة ونور شمس وطولكرم والعروب وكل مخيماتنا لكسر إرادة الصمود والمقاومة وللقضاء على رموز حق العوده في المشروع، ومن ناحية أخرى يستمر في طرد المواطنين من أراضيهم في المغير وكفر مالك والأغوار والسفوح الشرقية وبالذات المناطق البدوية والتي يتم يوميا طردها من أراضيها، ويستمر هدم البيوت في دوما ومسافر يطا وأوامر المصادرة في كل الأراضي الفلسطينية".

 وأضاف: "هناك عدوان وحصار يومي على النظام السياسي الفلسطيني بأكمله وعلى الحكومة الفلسطينية منذ سنوات، وما العدوان على أموال المقاصة والحصار الدولي المالي، إلا جزء أساسي من هذا العدوان، بغرض إضعاف السلطة وإرهاقها، بحيث تصور أنها غير قادرة على تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني وبالتالي وضع أسس لبث الفرقة والفتنة بين ابناء الشعب الواحد".

وأكد الوزير الصالح، أن رسالة الحكومة والقيادة، اننا نقف على راس منظومة التصدي الفلسطينية ومعنا كل شعبنا، وأن دورنا هو تعزيز قدرة كل شعبنا ومؤسساته على التصدي لهذا العدوان المستمر والأخطر على شعبنا منذ عام 1948.

وقال: "حين نقوم بواجبنا بإعادة إعمار ما يدمره الاحتلال في جنين ونابلس وحواره وطولكرم ونور شمس ومسافر يطا والاغوار وفي كل مدننا ومخيماتنا، فنحن لسنا مؤسسات اغاثية ولا صليب أحمر، بل نحن نعمل بكل ما نملك ضمن اطار التصدي لهذا العدوان الغاشم ونقود معارك شعبنا المختلفة ابتداء من الميدان وحتى محافل الامم المتحدة والمجتمع الدولي".

وأضاف: "لذلك يفرضون الحصار المالي والسياسي علينا ، واصدقكم القول، لو نقبل ان نكون مؤسسة اغاثية ل، انهالت علينا المساعدات والدعم من كل جهة، ولكن قرارنا ومسؤولياتنا، أن نقوم بدورنا ونخصص كل ما نملك في معركة صد العدوان في كل اراضينا المحتلة، ونحن وشعبنا في نفس الخندق نتلقى الضربات معا ونتصدى معا ونعمر معا ونبني معا، وعليه نثق ان شعبنا يدرك ويعرف ان قيادته وحكومته معه في نفس الخندق".

وذكر الوزير الصالح، أن تشكيل لجنة اعمار مدينة جنين ومخيم جنين، جاء كاستجابة مباشرة بعد عدوان الاحتلال خلال تموز الماضي، وقال: "نعمل في منطقة ذات خصوصية و كثافة سكانية عالية في مساحة ضيقة متاحة للعمل وهذا حال مخيماتنا عموما، كما نعمل في منطقة محفوفة بالمخاطر الأمنية، حيث تتعرض جنين ومخيمها لاعتداءات مستمرة من قوات الاحتلال، ورغم ذلك، مصممون على الاستمرار وتلبية مطالب اهلنا".

 وأضاف: "الجريمة التي ارتكبها الاحتلال جسيمة ومؤلمة لأهلنا في مدينة ومخيم جنين والضرر يتجاوز الممتلكات العينية، فهنالك من فقد رزقه وعمله وقوت عياله وسيارته، وسنقدم للجميع التعويض والدعم اللازم".

واوضح الصالح، أن عملية الاعمار تجري وفق برنامج اولويات ، وعملت على اعادة الخدمات الاساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي خلال ثلاثة ايام، وتواصل العمل بالتوازي في كافة القطاعات الاخرى، وقال " قامت شركة كهرباء الشمال، باعمال اعادة اصلاح الشبكة الكهربائية، وكذلك تحسين هذه الشبكة بقيمة 6مليون شيقل ، وبلغت نسبة الانجاز الى 90% و، ستكون هذه الاعمال على نفقة الحكومة الفلسطينية وسيتم عمل تقاص مع الشركة".

وأشار الصالح، إلى تنفيذ البنية التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي من قبل طواقم سلطة المياه الفلسطينية بالتعاون مع عدة مؤسسات مانحة، وبلغت تكاليف اعادة الاعمار 3.5 مليون شيقل، ووصلت نسبة الانجاز بشبكات المياه 70% والصرف الصحي 95%، موضحاً، أنه جاري العمل على تنفيذ هذه المرحلة الاولى من اعادة تاهيل واصلاح الطرق الداخلية في المخيم بقيمة اجمالية 9.134.000 شيكل، علما بأن المشروع ينفذ من خلال ثلاثة مقاولين وذبك كسبا للوقت وسرعة الانجاز.

وذكر الوزير الصالح، أن عطاء المرحلة الثانية بقيمة 7.681.065 شيكل سيتم من خلال ثلاث شركات ، وجاري العمل على توقيع العقود ومباشرة العمل حالما تستكمل الشركات كافة المتطلبات القانونية للتعاقد، وسيخدم المشروع محيط المخيم والاحياء المحيطة وكافة المواقع التي دمرتها اليات الاحتلال.

في نفس الوقت، أشار الصالح إلى أن الحكومة قررت في جلستها التي عقدت الاسبوع الماضي على اعتماد المخصصات عن البنود التالية : تعويض المركبات بقيمة 2.463.000 شيكل، وتعويض المنشات الاقتصادية بقيمة3.936.400 شيكل، بينما بلغت تكاليف الهدم وازالة البيوت المدمرة حوالي 3.500.000 شيكل ، واضافة لذلك، تم استئجار منازل للعلائلات التي دمرت منازلها بقيمة 900.000 شيقل.

وقال: "كل هذه المشاريع، تم اعتمادها من قبل لجنة حصر الأضرار، والذي وثق بتقرير كامل من قبل كوادر فلسطينية، والذي تبنته الحكومة والمؤسسات الدولية الراغبة بالعمل في مدينة جنين ومخيمها ".

وشيد بكوادر المؤسسات الحكومية والوزارات والنقابات المهنية والقطاع الخاص الذين شاركوا متطوعين في حصر الأضرار واعداد ما يلزم من مستندات.

ضمن جهود الاعمار، ذكر الصالح، أنه تم فتح حساب طوارئ خاص في لجنة اعمار مدينة ومخيم جنين في وزارة المالية، لا يداع أموال المتبرعين في هذه الحساب لصرفها على إعادة الاعمار، وقال: "ما أودع في الحساب لغاية الآن 500 ألف شيكل حولت من مكتب الرئيس، و ننتظر وصول التبرع من الحكومة الجزائرية والمقدرة قيمتة 30 مليون دولار ، ويتم الصرف للفواتير المقدمة من قبل المقاولين من هذا الحساب ، حيث تقوم وزارة المالية بتغذيته بالاموال اللازمة لدفع الاموال المستحقة".

ونوه، أنه تم التعاطي الايجابي مع كافة المؤسسات المحلية والدولية التي تسعى للتخفيف على اهلنا في جنين عموما ومخيم جنين خصوصا، والاموال التي تبرع بها من قبل الناس بالمساجد من اجل اعادة اعمار المخيم وعبر وزارة الاوقاف الفلسطينية، وزعت بالاتفاق مع اللجنة الشعبية ولجنة طوارئ المخيم ولجنة الاعمار بناء على الكشوف المقرة من تلك الجهات، وقد تم صرف 1.948.780 شيقل للأسر المستحقة بالكشف، و بقي بالكشف 433 مستفيد في حالة التدقيق وسيتم تحويل الاموال لهم بمعدل 1640 شيكل لكل مستفید، و40 الف دولار للجنة طوارئ المخيم ، و23 الف دينار اردني لإعمار مسجد الطوالبه، وسيتم دفع ثمن 1000 حقيبة مدرسية سيتم توزيعها على طلبة المخيم.

سؤال القدس ..

ورداً على سؤال مراسل "القدس" دوت كوم، حول المساعدات التي تبرعت بها الإمارات عن طريق الوكالة وعدم صرفها حتى اليوم، قال الصالح: "يدعون ان عملية التخطيط والصرف هي مركزية، كما علمت من توفيق البديري الرئيس السابق للجنة ومحيي الدين العارضة، ومحمد الصباح على اطلاع، وجلس معهم العديد من الجلسات، وهم يدعون انها مركزية ولديهم خططهم واستراتيجيتهم، ولكن أريد أن أوضح، أن هذه الأموال لن تأتي لوكالة الغوث لدعم الوكالة".

وأضاف: "هناك دعم مالي، يأتي لوكالة الغوث من مشارب اخرى، ولكن هذه المنحة اعلنت من قبل الامارات لاعادة اعمار مخيم ومدينة جنين، وعلى الوكالة أن تضع هذه الاموال من أجل هذا الهدف الذي وصلت اليه الاموال من قبل دولة الامارات".

وفي ختام المؤتمر، قال الوزير الصالح بأن العمل متواصل على تنفيذ المرحلة الأولى بإعادة تأهيل وصيانة البنية التحتية في مخيم جنين والتي تنفذ من خلال عدة مقاولين.

وأشاد الصالح بمنهجية ومهنية العمل للطواقم الفنية، وقال: سنخرج بمهمتنا بأسرع وقت في إعادة الإعمار ، وأضاف لم تواجهنا أي معيقات أو اعتراض من المواطنين ، وخص بالشكر اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين على تعاونها وتسهيل وتذليل العقبات أمام عمل اللجان والطواقم ، ونحن ماضون باتجاه إعادة إعمار مخيم جنين.