الخطوة السعوديـة في تعيين خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية نايف بن بندر السديري، سفيراً فوق العادة مفوضاً وغير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً بمدينة القدس هو ضربة موجعة لرئيس الحكومة الاسرائيليـة شخصياً وهي رسالة للأميركيين كذلك الذين يضغطون باتجاه التطبيع مع اسرائيل.

كما أنها خطوة هامة وضرورية لوضع حد للمؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية خاصة في ظل حكومة نتنياهو الأكثر يمينية وتطرفا وعنصرية في تاريخ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والأشد خطورة على شعبنا وقضيته ووطنه.

فقد ‏باتت السعودية رابع دولة عربية تفتتح سفارة لها في فلسطين بعد مصر والأردن والمغرب لتؤكد بأن القضية الفلسطينية كانت وما زالت على رأس اهتمامات السعودية،  وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده محمد بن سلمان وأنه لاسلام ولا استقرار في المنطقة بون الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية.

‏وجاء الإعلان عن هذة الخطوة في الأردن، لتعني أن القصر الملكي الأردني شجع الخطوة وباركها واعتبرها تصب في خدمة القضية الفلسطينية خاصة في هذه المرحلة من تاريخ الصراع.

‏والأسوأ بالنسبة لإسرائيـل أن الإعلان عنه تم في السفارة الفلسطينية في الأردن مما يؤكد الاعتراف السعودي بدولة فلسطين واصرار السعودية على أن القدس هي عاصمة دولة فلسطين.

و‏يبدو أن واشنطن تسعى لإيجاد مخرج من الجمود السياسي الحالي عبر بوابة التطبيع السعودي الاسرائيلي وهي مستعدة أن تقدم حزمة مكافأت كبيرة إلى الرياض يُجرى التفاوض عليها بما في ذلك التقدم في حل القضية الفلسطينية ..

‏كذلك يُتوقع من أسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين ستكون مؤلمة لها، إذ أنها ستشمل وضع حد نهائي للاستيطان وقبول اسرائيل بوضوح، واقع أن الضفة أراض محتلة وليس متنازع عليها كما تروج الآن، وبالتالي لن يتم الحديث عن ضمها نهائيا .. ثم هناك المطلب الصعب بإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية في القدس التي أغلقتها على أساس أنه لن يتم تقسيم المدينة، وأنها عاصمتها الأبدية، وتحرير سجناء وأمور أخرى في مقابل إقامة العلاقات مع السعودية .. وبالتالي التحرك عمليا نحو سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط رغمُ ان نتنياهو كان على الدوام يتبجح أن بوسعه إقامة علاقات مع كل العرب من دون التطرق إلى الموضوع الفلسطيني أو تقديم شيئ لهم لأن العرب لا يكترثون بالشأن الفلسطيني،إلا أن الخطوة السعودية كذبت هذا الادعاء وأكدت أن الموضوع الفلسطيني يهم السعودية والعرب كافة.